رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1435

أكدوا تفاقمها بشكل لافت..

فنانون وأدباء للشرق: عزوف المبدعين عن الفعاليات الثقافية ظاهرة مستمرة

04 سبتمبر 2018 , 07:35ص
alsharq
سمية تيشة

أوضح عدد من الفنانين والأدباء أن ظاهرة عزوف "أهل الاختصاص" عن الفعاليات الثقافية والفنية التي سوف يشهدها الموسم الثقافي الجديد ستكون مستمرة، لعدة أسباب أبرزها تكرار المواد، وعدم التطور في المحتوى المقدم، لافتين إلى هذه الظاهرة موجودة منذ الأزل.

وأشاروا للشرق إلى أن الاهتمام الثقافي في قطر لا يزال قليلا، وأن الفعاليات الثقافية والفنية التي تنظمها بعض المؤسسات والمراكز للأسف لا تزال تقدم في قالبها التقليدي، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في عزوف المهتمين والمختصين عن تلك الفعاليات وبروز هذه الظاهرة بشكل ملفت في الآونة الأخيرة.

ولفتوا إلى أن هناك أسبابا كثيرة وراء تفاقم ظاهرة عزوف الفنانين والمثقفين عن الفعاليات التي تنظم لهم منها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت مهمة الوصول إلى تلك الفعاليات من خلال الشاشة الصغيرة، وعدم اختيار الوقت والمكان المناسب، مؤكدين على ضرورة تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة تجذب أصحاب الاختصاص والجمهور على حد سواء.

د. زكية مال الله: مواقع التواصل الاجتماعي أحد أسباب الظاهرة

وأوضحت الكاتبة الدكتورة زكية مال الله أن ظاهرة عزوف المثقفين عن الفعاليات الثقافية التي تنظمها الدولة متمثلة في مؤسساتها المعنية بهذا المجال، ظاهرة أزلية موجودة منذ زمن، وهي متكررة، ومتجددة، ولكن تفاقمت هذه الظاهرة اليوم بشكل كبير، حتى باتت المقاعد فارغة في تلك الفعاليات.

ولفتت د. زكية إلى أن هناك أسبابا كثيرة وراء عزوف فئة المثقفين عن الفعاليات الثقافية التي تحرص مؤسسات الدولة والجهات المختلفة على تنظيمها بين حين وآخر، أبرزها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت عملية الوصول إلى تلك الفعاليات، من خلال الشاشة الصغيرة قائلة "اليوم بإمكان أهل الثقافة أن يتابعوا الفعاليات الثقافية مباشرة من خلال شاشات أجهزتهم اللمسية التي يحملونها أينما ذهبوا، والسبب الثاني يعود إلى الوقت واختيار المكان المناسب، أحياناً يتم تنظيم فعاليات ثقافية في أماكن بعيدة وفي توقيت صعب يصعب على المرأة تحديداً الحضور والمشاركة لكون لديها الكثير من الارتباطات الأسرية، كما هو الأمر للرجل أيضاً قد تكثر مسؤولياته ويضطر إلى الغياب عن هذه الفعاليات"، لافتة إلى أن الاهتمام الثقافي بشكل عام لا يزال قليلا، وأنه لابد بين فترة وأخرى من طرح مثل هذه الإشكاليات لتفادي وقوعها مستقبلاً.

كما أشارت الدكتورة زكية مال الله إلى أن هناك فئة من المثقفين يحرصون على انتقاء الفعاليات بما يتناسب مع اهتماماتهم وطموحاتهم، مؤكدة على ضرورة تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة تجذب أصحاب الثقافة والجمهور على حد سواء.

الفنان يوسف سلطان: أصوات المبدعين قاصرة على المجالس دون الواقع

الفنان يوسف سلطان تحدث عن الفعاليات الفنية وعزوف الفنانين عن تلك الفعاليات قائلاً "في الحقيقة لا توجد هناك فعاليات تشد الفنانين والجمهور بشكل عام، بسبب تكرار المواد، وتكرار المحتوى الفني الذي قد يطرح بشكل سنوي وفي قالب تقليدي، الأمر الذي بالتأكيد يؤدي إلى عزوف الكثيرين من الفنانين وحتى الجيل الصاعد في هذا المجال"، موضحاً أن ظاهرة العزوف موجودة وبارزة في الكثير من الفعاليات الفنية ولا يمكن لأحد أن ينكرها.

ولفت إلى أنه لا يمكن إلقاء اللوم بشكل كامل على مؤسسات الدولة الثقافية والفنية، لأن البعض من "أهل الثقافة والفن" أصبح يلجأ إلى سمعه أكثر من بصره، فبمجرد أن يسمع بأن الفعالية لم تكن بذلك الطموح، نجده يلغيها من قائمته، دون التأكد بنفسه من ذلك، موضحاً أن بعض الفنانين يطرحون أفكار ومناقشات في المجالس وقروبات برامج التواصل فقط، وفي الواقع لا نجد لهم أي صوت.

كما أشار الفنان يوسف سلطان إلى أن التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير في عزوف البعض عن الفعاليات التي تنظمها الدولة في مجال الفن والثقافة، حيث إن أغلب الفعاليات أصبحت تذاع "لايف"، متمنياً مع بداية الموسم الثقافي الجديد أن تشهد الفعاليات حضورا كبيرا وواسعا سواء من أصحاب الشأن أنفسهم والجمهور.

الشاعر محمد الشهواني: الوقت والمكان يلعبان دوراً في جذب الجمهور والمبدعين

الشاعر محمد الشهواني أوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي قتلت الفعاليات الثقافية والفنية، ولم تعد المقاعد ممتلئة كما كان في السابق، نظراً لبث تلك الفعاليات مباشرة للجميع، الأمر الذي استسهله البعض من أهل الاختصاص، ولم يعد لهم أي تواجد قائلا "الأنشطة الأدبية بشكل عام تشهد إقبالا ملحوظاً، إلى أن البعض أصبح اليوم يلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة هذه الفعاليات وهذا الأمر لا بد أن ينظر إليه بشكل جدي وذلك لتشجيع الشباب والموجودين في الساحة الثقافية والفنية بعدم التهاون في الحضور والمشاركة في تلك الفعاليات التي تنظمها الدولة من أجل الارتقاء بالمستوى الثقافي والفني لدى الأفراد"، لافتاً إلى أن هناك فعاليات تشهد حضورا ولكن ليس بالزخم الكبير.

وأكد الشهواني أن عنصر الوقت والمكان وكيفية إدارة الفعالية والتي تلعب دورا هاما في جذب الجمهور وكافة المبدعين والمثقفين، لافتاً إلى أن المؤسّسة العامة للحي الثقافي كتارا تنظم الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية والتي تتنوع ما بين أمسيات شعرية وندوات فكرية، فضلاً عن تنظيم معارض فنية وأنشطة مختلفة، وأن الإقبال على تلك الفعاليات كبير لما يصاحبها من وسائل ترفيهية تقدمها المؤسسة لزوارها.

الفنانة التشكيلية لينا العالي: هناك فعاليات تنفر المثقفين والمتلقين!

الفنانة التشكيلية لينا العالي قالت "أرى أن عملية التسويق للفعاليات الثقافية والفنية في الدولة، حتى الآن ضعيفة، وقد تكون أحياناً غير واضحة، مما أصبحت تلك الفعاليات لا تجذب لا أهل الاختصاص ولا حتى الجمهور، في حين أن بعض الجهات تنظم فعاليات في الفترة الصباحية مما يكون الحضور صعبا جداً من قبل المثقفين والفنانين لأن أغلبهم موظفون وملتزمون بدوام صباحي رسمي"، لافتة إلى أن هناك مؤسسات تنظم فعاليات ولا يتم إشعار المهتمين وهذا ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة العزوف عن الفعاليات الثقافية.

وأوضحت العالي أن حضور الفعاليات يلعب دوراً هاما في حياة المثقفين والفنانين بل يثري من إمكانياتهم وقدراتهم، في حين يتيح لهم فرصة التبادل وخلق النقاش مع الآخرين، مؤكداً على أهمية اختيار الوقت الصحيح واختيار المكان المناسب لتنظيم الفعالية ولضمان جذب أكبر عدد من الحضور.

مساحة إعلانية