عربي ودولي

320

سفير الأوروغواي لدى الدولة لـ الشرق: نسعى لتعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات

- جهود لتعزيز صادرات الأوروغواي إلى السوق القطري

- زيارات رفيعة المستوى مرتقبة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين

أكد سعادة السيد مارسيلو استيبان خيرونا موراليس، سفير جمهورية الأوروغواي لدى دولة قطر، أن العلاقات الثنائية بين الدوحة ومونتيفيديو تشهد تطورًا متسارعًا، وتستند إلى أسس راسخة من الاحترام المتبادل والتعاون البناء.

وفي حوار خاص مع صحيفة الشرق بمناسبة اليوم الوطني، أشار سعادته إلى أن بلاده تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التعاون مع دولة قطر في مختلف المجالات، وعلى رأسها التعليم، والرياضة، والزراعة، والطاقة المتجددة، والاقتصاد، مؤكدًا وجود فرص استثمارية واعدة في كلا الاتجاهين بما يسهم في تسهيل دخول رؤوس الأموال، وتعزيز الشراكات بين رجال الأعمال في البلدين، لفتح آفاق جديدة للتجارة والاستثمار.

كما أشاد سعادته بالدور الإقليمي والدولي المتنامي لدولة قطر، خاصة في مجالات الدبلوماسية، والطاقة، والتنمية، وحل النزاعات، معتبرًا أن هذا الحضور الفاعل يفتح الباب أمام تعاون مثمر على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.

◄ بصفتكم السفير الجديد لجمهورية الأوروغواي لدى دولة قطر، ما هي أولوياتكم الرئيسية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين؟

 بمناسبة الاحتفالات بمئوية الأوروغواي الثانية، رغبت في التواصل مع صحيفة الشرق، لتقديم معلومات عن بلادي تُنشر باللغة العربية، بهدف كسر الحواجز اللغوية والمعلوماتية، وتعريف الجمهور ببلدي، وبجمالها السياحي وقوتها الاقتصادية وفرصها الاستثمارية.

ومن هناك، تأتي أولوية تعزيز التواصل بين السلطات العليا في البلدين، والعمل على التعاون الثنائي في كل المجالات الممكنة. من المهم أيضاً التفكير خارج الإطار التقليدي، وتوسيع نطاق التعاون ليشمل الابتكار، والبيئة، والتنمية الاجتماعية، والتكنولوجيا، إلى جانب التجارة والاستثمار والسياحة.

◄ في أي مجالات ترون فرصًا واعدة للتعاون بين قطر والأوروغواي؟

 هناك العديد من الفرص للتعاون الثنائي في مجالي التعليم والرياضة. ففي قطاع التعليم، تم توقيع مذكرة تفاهم في مجالي الشباب والرياضة، وأخرى للتعاون في المجال التعليمي، وذلك في عام 2021. كما يوجد اتفاق تعاون بين جامعة قطر وجامعة الجمهورية (UDELAR) في الأوروغواي، حيث يبحث الجانبان مبادرات مشتركة في هذا الإطار. نعمل أيضاً على تعزيز التواصل بين مؤسسة قطر والجامعات الأوروغويانية، بهدف تشجيع تبادل الطلاب والباحثين.

أما في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، فقد زارت وفود من وزارة البلدية القطرية الأوروغواي في سبتمبر الماضي، كما شاركت وفود من وزارة الثروة الحيوانية والزراعة ومصايد الأسماك الأوروغويانية في النسخة الأخيرة من معرض «أغريتيك» في قطر. وهناك إمكانيات كبيرة لتعميق التعاون في مجالات الزراعة والأمن الغذائي. أعتقد شخصياً أن إدارة المياه وتتبع مصادر الغذاء هما مثالان لمجالات يمكن استكشافها نظراً لخبرات البلدين.

   - فرص التعاون 

◄ كيف يمكن أن تساهم خبرة الأوروغواي في الزراعة المستدامة والطاقة المتجددة في دعم رؤية قطر التنموية؟

 الأوروغواي من الدول الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة. ورغم أنها لا تمتلك مصادر للطاقة الأحفورية، فإن أكثر من 98٪ من مزيج الطاقة فيها يعتمد على مصادر متجددة مثل الطاقة الكهرومائية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية. تصدّر الأوروغواي الكهرباء إلى دول الجوار مثل الأرجنتين والبرازيل. وفي العاصمة مونتيفيديو وغيرها من مدن الأوروغواي، تلاحظ تزايد استخدام السيارات الكهربائية. إلى جانب مشاريع التنقيب عن النفط البحري، تروج الأوروغواي للهيدروجين الأخضر بطريقة منظمة ورؤية استراتيجية.أما في الزراعة المستدامة، فإن وزارة الثروة الحيوانية والزراعة ومصايد الأسماك لديها خبرة طويلة في تنظيم استخدام التربة وخطط إدارتها للحد من التآكل والتدهور وتحقيق إنتاجية مستدامة. أعتقد أن هذه المجالات تمثل فرصاً كبيرة للتعاون بين البلدين.

◄ كيف تقيّمون دور قطر إقليمياً ودولياً؟ وكيف يمكن تعزيز التعاون مع الدوحة في هذا المجال ؟

 في عام 2027، ستحتفل قطر والأوروغواي بمرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الثنائية، وهي محطة هامة، خاصة وأن الأوروغواي افتتحت سفارتها في الدوحة عام 2009. هذا يعكس تاريخاً طويلاً من العلاقات الودية والتواصل المستمر.

تلعب قطر دورًا متزايد الأهمية إقليميًا وعالميًا، لا سيما في مجالات الدبلوماسية، والطاقة، والتعاون الإنمائي، وحل النزاعات. أرى فرصاً قيّمة لتعزيز التعاون مع الدوحة من خلال الحوار البنّاء، والشراكات الاقتصادية، والمشاركة في المبادرات متعددة الأطراف.

  - التبادل التجاري 

◄ هل هناك تبادل تجاري قائم حالياً بين قطر والأوروغواي؟ وما هي أبرز مجالات هذا التعاون الاقتصادي؟

 حجم التبادل التجاري بين قطر والأوروغواي لا يزال متواضعاً. ومن أولوياتي زيادة حضور اللحوم الأوروغويانية، بما في ذلك لحوم الأبقار، والأغنام، والدواجن، إلى جانب منتجات الألبان مثل الزبدة، والحليب، والآيس كريم. حالياً، يُعد الحليب المجفف للاستخدام الصناعي هو المنتج الرئيسي المصدر من الأوروغواي إلى قطر. لكن تقليص تكاليف الشحن يشكل تحدياً، ولهذا نحتاج إلى المزيد من خطوط الشحن الجوي، وهنا تلعب الخطوط الجوية القطرية دوراً محوريًا. حاليًا الرحلة الوحيدة المتاحة إلى الأوروغواي تمر عبر ساو باولو في البرازيل.أما بخصوص اللحوم، فنحن ننظم فعاليات تذوق وأنشطة ترويجية تشمل اللحوم الفاخرة مثل لحم «الواجيو».

◄ هل تسعون إلى جذب الاستثمارات القطرية إلى الأوروغواي و تشجيع رجال الأعمال الأوروغويانيين على الاستثمار في السوق القطرية؟

 بالتأكيد، هذا من أولوياتنا. نعمل مع وزارة التجارة والصناعة والسلطات القطرية لتحسين الإطار القانوني الثنائي وتسهيل الاستثمارات. كما ندعم تواصل رجال الأعمال القطريين مع الشركات الأوروغويانية من أجل تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين.

ومنذ عام 2023، لم يعد هناك حاجة لتأشيرة دخول لحاملي جوازات السفر القطرية إلى الأوروغواي والعكس، ما يسهل حركة المستثمرين والسياح بين البلدين.

◄ كيف يمكن تعزيز التعاون بين غرف التجارة والقطاع الخاص في البلدين لفتح آفاق جديدة للشراكة الاقتصادية؟

 هناك اتفاق تم توقيعه لإنشاء مجلس أعمال مشترك بين غرفة تجارة وصناعة قطر وأربع غرف تجارية في الأوروغواي. ونحن نعتمد على غرفة قطر لمساعدتنا في ربط الشركات الأوروغويانية مع نظيراتها القطرية خلال زيارات الوفود التجارية المقبلة إلى الدوحة. كما نقوم بالاتصال بالرجال الأعمال القطريين في مختلف القطاعات الاقتصادية ووضعهم على تواصل مباشر مع نظرائهم في الأوروغواي، بهدف فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي.

◄ هل هناك زيارات رسمية مرتقبة بين البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية؟

 خلال هذا العام، تستضيف قطر عدداً من الفعاليات الدولية الهامة، مثل القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في نوفمبر، والقمة الأولى للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، ومنتدى الدوحة في ديسمبر، ومؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. من المخطط أن تشارك وفود من الأوروغواي في جميع هذه الفعاليات.هناك أيضاً زيارات رفيعة المستوى من المسؤولين الأوروغويانيين قيد الإعداد، وأعتقد أنها ستُعطي دفعة إيجابية للعلاقات الثنائية.

- معلومات عن جمهورية الأوروغواي

تتمتع جمهورية الأوروغواي الشرقية بموقع استراتيجي في جنوب أمريكا اللاتينية، يحدها من الشمال البرازيل، ومن الغرب الأرجنتين عبر نهر الأوروغواي، ومن الجنوب نهر ريو دي لا بلاتا، ومن الشرق المحيط الأطلسي. وقد استمدت اسمها من موقعها شرق نهر الأوروغواي، واسم «الأوروغواي» نفسه يعني «النهر الذي يعيش فيه الطائر» بلغة الغواراني.

تُعرف الأوروغواي بساحلها الذي يمتد 220 كيلومترًا، ويضم شواطئ خلابة ذات أهمية سياحية كبرى، أبرزها منتجع بونتا ديل استي، الوجهة الأكثر شهرة في أمريكا الجنوبية.

العاصمة مونتيفيديو مدينة حديثة ذات ميناء طبيعي متطور وسلسلة شواطئ على نهر ريو دي لا بلاتا، وتشكل القلب السياسي والاقتصادي للبلاد. تُعتبر الأوروغواي دولة زراعية بامتياز، حيث يُستخدم أكثر من 80% من أراضيها للإنتاج الزراعي والحيواني، مع وجود 4.6 هكتار من الأراضي الزراعية و3.5 رأس ماشية لكل فرد. وتُنتج ما يكفي لإطعام أكثر من 30 مليون نسمة، رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 3.4 مليون نسمة. تشمل صادراتها الرئيسية: اللحوم، الألبان، الأرز، الحمضيات، والسليلوز، مع اعتماد صادرات اللحوم إلى الدول الإسلامية على شهادات الحلال. الأوروغواي اليوم تمثل نموذجًا في الاستقرار، والحوكمة، والتنمية المستدامة، وتشكّل شريكًا واعدًا للتعاون في مجالات الزراعة، الطاقة المتجددة، التعليم، والتجارة.

اقرأ أيضاً

سلطان المريخي يبحث تعزيز الشراكة القطرية - اليابانية

مجلس الوزراء المصري يعلن بدء تفعيل حزمة الاستثمارات القطرية بقيمة 7.5 مليار دولار

أكثر من مليون زائر لجناح قطر في "إكسبو أوساكا 2025"

أخبار ذات صلة

إعادة الإعمار في لبنان بعد الحرب الإسرائيلية بين التحديات والفرص

سوريا.. العثور على سجن سري تحت الأرض بحمص استخدمه نظام الأسد