رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

765

قطر تحقّق قفزة في مجال التصدي للجرائم الإلكترونية

05 مارس 2016 , 10:45ص
alsharq
غنوة العلواني

تحظى دولة قطر بمكانة بارزة ضمن أكثر دول العالم ترابطاً، في ظل لجوئها للحوسبة وتقنيات التواصل بغية مضاعفة قدرات أبنائها والسعي لتحوّلها إلى الاقتصاد المعرفي.

وفي هذا الإطار، يمثّل الأمن المعلوماتي في معهد قطر لبحوث الحوسبة، أحد المراكز البحثية التابعة لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، أحد محاور بحوثه الرئيسة. وفيما يسعى المعهد لأن يكون مركزاً للتميّز في تحليل البيانات في الوقت الحقيقي لرصد الهجمات الإلكترونية وتوقّع الهجمات التي تستهدف بنية دولة قطر المعلوماتية ومجابهتها، فإنّه بذلك يتصدى لأحد تحديات البلاد الكبرى التي نصّت عليها إستراتيجية قطر الوطنية للبحوث 2012.

وفي أواخر عام 2015، نشر المعهد البحثيّ الإصدار الثاني من تقرير يصدر سنويًا تحت اسم «تقرير معهد قطر لبحوث الحوسبة حول التهديدات الإلكترونية الجديدة لعام 2015».

ويتناول التقرير سمات التهديدات الإلكترونية الحالية وأهم ما يميزها، مؤملًا من وراء ذلك توفير قاعدة يمكن لدولة قطر الاستعانة بها في دعم الحوار المفتوح حول القضايا الواردة.

وحول التقرير، قال الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، لقد كان معهد قطر لبحوث الحوسبة وما زال من دعاة تبادل المعلومات في مجال الأمن المعلوماتي منذ شروعنا في الأنشطة المعنية بهذا المجال، وأخذنا زمام المبادرة، الأمر الذي حدا بنا لنشر تقارير التهديدات الجديدة بصفة سنوية على اعتبار أنها الخطوة الأولى نحو تبادل المعلومات ونشرها حول هذه التحديات».

معهد بحوث الحوسبة يرصد الهجمات الإلكترونية للبنى التحتية

كما يستعرض التقرير ما يبذله معهد قطر لبحوث الحوسبة من جهود في الوقت الحالي لتعزيز الأمن المعلوماتي، وانتهى فيه إلى وجود أربعة تحديات أو مخاطر أساسية، وهي «إعاقة وضع الخطط لمواجهة المخاطر الأمنية الإلكترونية بسبب عدم وضوح الرؤية حول التهديدات والهجمات»، و«استهداف المهاجمين المتزايد للبنية التحتية المعلوماتية ومزودي الخدمات»، و«تطوّر البرامج الضارة والجهات الفاعلة مع زيادة تنوع الأهداف» و«تبني التكنولوجيا المتصلة يزيد من الفرص الاقتصادية لكنه يشكل تحديًا على الخصوصية».

يركّز التحدي الأول من تقرير معهد قطر لبحوث الحوسبة على «عدم وضوح الرؤية» تجاه التهديدات، داعيًا إلى تبادل البيانات حول الهجمات التي تستهدف القطاعات الحيوية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور ديميتريوس سيربانوس، باحث رئيسي متخصص في الأمن المعلوماتي بمعهد قطر لبحوث الحوسبة: إنّ مجتمع دولة قطر ومنظماتها على علم ودراية بالتهديدات والمخاطر الإلكترونية، مثلهم في ذلك مثل العالم المتقدم، إلا أنّ هذا لا يعني بالضرورة أنّنا حققنا المنشود رغم أنني على يقين بأنّ الحكومة وكبرى المنظمات على إلمام تام بالتهديدات الماثلة».

ومن هنا يبحث معهد قطر لبحوث الحوسبة عن سبل لاستخراج مجموعات ضخمة من البيانات الشبكية باستخدام عدد متنوع من أساليب التحليل وذلك لاستنباط المؤشرات التي تؤذن باحتمالية وقوع هجمات وشيكة.

وتمثّل هذه المبادرات التي تعتمد على البيانات الكبيرة أحد المحاور الأساسية لنطاق عمل المعهد. وقال الدكتور حسين بدران، مدير المشاريع الخاصة بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، «انطلاقًا من أهمية مشروعات المدن الذكية في خطط تنمية دولة قطر، فإنها ستقوم بتخزين ومعالجة هذا الكم الكبير من بيانات المستخدمين، بما في ذلك البيانات الحساسة التي يلزم التعامل معها بدقة لضمان خصوصية المستخدم.

طرح التقرير في معرض تناوله للتحدي الثاني تساؤلًا حول ما إذا كان من الممكن أو الضروري توسيع إجراءات الأمن المعلوماتي التي تطبقها دولة قطر وتنميتها بنفس الوتيرة التي تسير عليها معظم القطاعات الحيوية في الصناعة.

ويركز التحدي الثاني على مخاطر محاولات استهداف نظم البنية التحتية الحيوية لدولة قطر والشركات العاملة في مجالي التكنولوجيا والخدمات. وأثناء تناوله لهذا السؤال، يعتقد الدكتور سيربانوس أن دولة قطر اجتازت خطوات كبيرة في هذا الصدد، حيث قال «الأمن المعلوماتي ليس مجرد تكنولوجيا، بل هو عملية تخضع للتطور المستمر في ظل ما يبرز على الساحة من تقنيات وخدمات جديدة. وفيما تشهد التكنولوجيا تطوراً مستمراً، فلا يوجد معيار محدد نعوّل عليه في حل مشكلة ما حلًا تامًا. لكنك تجد أنّه فيما يخص قطاع البنية التحتية الحيويّ، تتمتع دولة قطر بوضع ممتاز، ويرجع الفضل في ذلك للفرصة التي أتيحت لها لدمج التكنولوجيا الحديثة في عملياتها».

كذلك تشكل قضية البرمجيات الخبيثة المتطورة محور الخطر الثالث الذي استعرضه معهد قطر لبحوث الحوسبة في تقريره، وفيما يتعلق بالتحدي الرابع بتبني دولة قطر السريع للأجهزة والتكنولوجيا المتصلة بالإنترنت، ورغم انعكاس ذلك إيجابًا على زيادة الفرص الاقتصادية، لكنّه جعل من الخصوصية قضية متزايدة الأهمية للمواطنين. وحول هذا التحدي، تحدث الدكتور جايديب سريفاستافا، مدير أبحاث الحوسبة الاجتماعية في معهد قطر لبحوث الحوسبة، قائلًا: «علينا أن نتساءل عن الآثار الجيدة والسلبية لهذه الأجهزة على طريقة الحياة التقليدية وما هو مردودها الذي صار معلومًا للجميع، ذلك أنه يحدث بصورة سريعة».

مساحة إعلانية