رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

766

خالد عبد الجبار: رمضان يرتقي بالأرواح ويتجاوز مرحلة الامتناع المجرد عن المأكل والمشرب

05 يونيو 2016 , 09:01م
alsharq
الدوحة - الشرق

للصيام فوائد نفسية عظيمة، من أبرزها نضج الشخصية وتحمل المسؤولية والراحة النفسية. فالصيام يعطي الفرصة للإنسان لكي ينظر إلى داخله لتحقيق التوازن النفسي، كما يدرب الصائم أيضا على الصفات النفسية الحميدة لبناء فرد يتحلى بالإرادة.

وفي هذا المجال أوضح الدكتور خالد أحمد عبد الجبار، اختصاصي العلاج المعرفي السلوكي والطب النفسي، أن رمضان يأتي للمسلمين بما يحمله من خصوصية معان، تتأرجح بين صور في الذاكرة وأخرى مُنتظرة.

وأضاف قائلا "..وتجمع الفرد بما يأمل من نفحاته وما يرجوه من فرص تغييرٍ يراها مواتية في طياته ، فهو بعقله الجمعي كمسلم يسعى لتحقيق الإيجابية بما تحمل أيامه و لياليه من عادات وتقاليد وعبادات".

ولفت إلى الآثار الإيجابية لرمضان التي تتوالى تباعاً على المسلم بتسلسل يتوافق مع نموذج المحاور الستة المكونة لحياة الإنسان وهي: روحاني- أخلاقي - اجتماعي - نفسي - عقلي – جسدي، مضيفا "فمن المعلوم تأثير رمضان الكريم على الارتقاء الروحاني الذي يتجاوز مرحلة الامتناع المجرد عن المأكل والمشرب وظهور أثر ذلك على علاقته بغيره عائلياً و اجتماعياً، من خلال ما يبديه من تسامح وعفو وفضائل أخلاق وبذل وسخاء يرتجي بها حسن الثواب وتمام الأجر".

وأكد الانعكاسات الإيجابية للصوم على الصائم من طمأنينة وانشراح وسعادة ظاهرة على محياه، مضيفا، فيرفع من كفاءة وظائفه العقلية، من خلال إعادة التوازن بين النواقل العصبية المختلفة ومنظومة الغدد في جسمه، وهذا يتوافق ضمناً مع ما نصت عليه منظمة الصحة العالمية في تعريفها لمفهوم الصحة النفسية المتمثلة في رفاهية الفرد وطمأنينته الناتجة عن توازن المكونات الستة لحياته، والتي تساعده على إدراك إمكاناته والتعامل مع ضغوط الحياة العادية والقدرة على الإنتاج ومساعدة المجتمع".

وقال الدكتور خالد عبد الجبار "إن الانشغال بالعبادات من صلاة تراويح وقيام ليل، يزيد من حركة الجسم وليونته ويزيل عنه الخمول ، ويدعم صورة الجسد الإيجابية، وقد جاء ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول قيام الليل فقال: عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله عز وجل ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء من الجسد".

وتابع قائلا "أما فيما يتصل بالدوائر الخمس المكونة للمدرسة المعرفية السلوكية، التي تشكل العادات والطبائع ، والمتضمنة في ترتيبها المعروف: المثير والمعرفة والمشاعر والإحساس الجسدي واخيراً السلوك، فرمضان تطبيق عملي لهذه النظرية" .

وأردف قائلا" إذ إن البرمجة المعرفية في تفسير المثيرات والعيش مع الأحداث تحدد الكثير من استجابتنا العاطفية، فينعكس ذلك بدوره على انفعالاتنا وسلوكياتنا".

وأكد أن الصوم يمنح المسلم فرصة تدريب عظيمة على التحكم في المدخلات والمثيرات العصبية مع القدرة على البرمجة المعرفية السليمة لها وبالتالي ضبط المشاعر الناتجة عنها وخفض المؤثر الحسي ومنعه من مراكز الانفعال بالمخ، مما يفضي إلى سلوكيات محمودة، بالإضافة إلى أن الالتزام الذي يعقده المسلم مع نفسه بإظهار النية و تلفظها ، مصحوبة بالضبط الذاتي معرفياً ونفسياً وسلوكياً ، هي ما تنشده كثير من طرق العلاج النفسي.

وقال "فمن يرى أن الجانب الروحي هو الهدف الرئيسي في العلاقة مع رمضان، فان ذلك يزيد في إيمانه وتهذيب سلوكه ، فينجح في السيطرة على شهواته وتجديد علاقاته، ويتفوق مبادراً في برمجة يومه ونومه واستيقاظه ، فيصبح رمضان شهر تجديد وتغيير واكتساب عادات إيجابية".

وختم حديثه بقوله "أما إذا حدد الشخص هدفه معرفياً، بالتركيز على المأكل والمشرب وطقوس الولائم، مؤكداً معنى الحديث (بأنه ليس لنا من الدنيا إلا ما أكلنا وما شربنا وما أبلينا) ويمارس العبادة كشكل ، وليس كمحتوى يرتقي بها وصولاً لمرضاة الله، فانه بذلك يحصد نتائج سلبية تفقده فرصة السمو ونيل الرضوان ، فيُظهر التأفف والعصبية والعدوانية في تعامله مع الآخرين وكأنه يُحمّل الناس جميلةَ صيامه ومعروفَ صلاته وقيامه".

مساحة إعلانية