رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3443

تم تكريمها في معرض إكسبو 965 بالكويت..

الفنانة جميلة آل شريم لـ الشرق: البحث عن الذات والشهرة بوابة البعض لدخول عالم الفن

05 نوفمبر 2019 , 07:00ص
alsharq
حوار- طه عبدالرحمن

 

الفنان التشكيلي لم يأخذ نصيبه بعد من الدعم والاهتمام

الساحة التشكيلية تتأثر سلباً بغياب النقد الفني

تجاهل تكريم الراحلين يحمل معه ذكرى الماضي ولوم الحاضر

أعمالي لا تبحث عن النمطية ولا تسعى إلى التكرار

تكريمنا خارج الدولة يعكس مدى ثراء الفن المحلي

لهذه الأسباب تأخر إقامة معرضي الشخصي

 

 

العديد من الأسئلة تطرح نفسها على مائدة الحوار مع الفنانة التشكيلية جميلة آل شريم، خاصة فيما يتعلق بالإنتاج الفني من ناحية، والنقد التشكيلي من ناحية أخرى.

وبالرغم من إبداعاتها التشكيلية، إلا أن كتاباتها النقدية خلال الفترة الأخيرة، تفتح الباب للحديث عن ضرورة مراجعة ما هو قائم من أعمال فنية، في ظل إغراق الساحة التشكيلية بها.

من هنا كان لقاء الشرق بالفنانة جميلة آل شريم، لتدلي بدلوها إزاء هذه الظاهرة، غير أن تكريمها في الكويت مؤخراً فتح الباب مجدداً للحديث عن أهمية مثل هذا التكريم للفنان، وفي الوقت نفسه تأثيره السلبي حال غيابه، وذلك كله على نحو ما جاء وفق اللقاء التالي:

*كيف ترصدين انطباع المشاركين في معرض إكسبو 965 بالكويت عن الفن المحلي خلال تكريمك؟

** لقد شعرت بالفخر والاعتزاز ببلدي قطر، خلال تكريمي في معرض إكسبو 965 في الكويت، على نحو ما لمسته من تقدير لدولة قطر قيادة وشعباً.

وهذا التكريم يعكس أن دولة قطر لديها جيل من المبدعين في مختلف ألوان الثقافة والفنون والفكر والتراث. ولذلك اعتبر هذا التكريم حدثاً تاريخياً مهماً لدولة قطر وخصوصاً أننا في وقت نفتقد فيه لتلك التجمعات الفنية الخليجية.

وهنا أتوجه بالشكر إلى دولة الكويت على هذا التكريم والمساهمة في دعم وتشجيع المبدعين، والشكر موصول أيضا لصاحب الفكرة الملهمة ومؤسس فريق إكسبو الباحث الكويتي محمد علي كمال.

*برأيك ما هي الانعكاسات التي يمكن أن تعود على الفنان جراء مثل هذه المشاركات؟

**لا شك أن ذلك يعكس حراكاً وإلهاماً فكرياً وفنياً واجتماعياً، ويساعد في الوقت نفسه الفنان على الابتكار، وهو ما يثري بالتالي تجاربنا فنياً وإنسانياً.

أهمية التكريم

*الملاحظ أن تكريم الفنان قد يتأخر في حياته، فمن وجهة نظرك، ما انعكاسات مثل هذا التأخير على الفنان ذاته؟

** هنا أستحضر ذلك القول بإن الكبش ذُبح فداءً لسيدنا إسماعيل – عليه السلام- ولكن لو ذُبح إسماعيل فماذا كانت قيمة ذبح الكبش آنذاك؟

ولعل استحضاري للمقولة السابقة هنا، تؤكد أنه لا قيمة لهذا التكريم بعد وفاة الفنان. لذلك نجد أن النخبة الفنية لا تحيا خارج التكريم وان عدم التكريم لتلك الفئة يبقى يحمل معه ذكرى الماضي ولوم الحاضر.

من هنا، أؤكد أن تكريم الفنان التشكيلي في المناسبات الثقافية والوطنية واجب وطني بل ويسهم في تعزبز دور الفنون في بناء الوطن، وهو الأمر الذي تظهر آثاره الإيجابية.

ورغم ذلك نجد أن هناك مبدعين لا يتم تكريمهم لا في حياتهم ولا حتى بعد مماتهم، على الرغم من كونهم ساهموا في بناء تاريخ الفن في قطر، إلا أنهم مع ذلك لم ينالوا استحقاقهم.

لذلك أعتبر تكريم الفنان التشكيلي من القضايا المهمة التي لم تأخذ حقها من الدعم والاهتمام رغم بعض الجهود سواء على صعيد المؤسسات الثقافية الخاصة أو العامة.

ديمومة البقاء

*الملاحظ أن هناك إغراقا على الساحة التشيكلية لأعمال يعتبرها البعض دون المستوى، فكيف يمكن تحقيق الجودة الفنية أمام ذلك؟

** أجد أنه من الضروري لأي فنان أن تكون أعماله معبرة عن ذاته، وأن يكون الفنان في لوحته، وليس في لوحة غيره. من هنا ستكون الديمومة والبقاء للأفضل في عالم يقتضي الجمع بين الحب والسلام.

*في هذا السياق، ماذا عن تجربتك الفنية، والتي تسعين لتكون مغايرة عن غيرها؟

وبالنسبة لتجربتي في الأعمال الفنية، فقد استطعت أن أنقل رسائل جميلة عن الخيول العربية والاعتزاز بها نحو الأصالة والتراث، وكونها خير رفيق للإنسان. وهذه اللوحات مزحتُ فيها بين الخيل والخيال والشعر، إضافة إلى رموز مهمة في تراثنا المحلي، مثل "السدو واللؤلؤ" وكذلك العلم، ليشكل كل ذلك رسالة فكرية تأملية.

بوابة الشهرة

*هل تعتقدين أن مثل هذه الأعمال أثرت الساحة، أم أنها بحاجة إلى نقد فني لتجويدها؟

**ينطوي عالم الفن اليوم على تعقيدات وتشابكات تسقط كل الجواجز والفواصل بين الثقافة والاقتصاد والسياسة، لأن الفن اليوم في العالم يقوم على التميز الشخصي واقصاء واستبعاد غير المبدعين.

لذلك على المبدع أن يفهم جيداً قانون اللعبة، وكذلك وسائل النجاح التي لابد له أن يتسلح بها، ومنها الإرادة القوية والإصرار، وتعلم لغة الأرض ذات الطرقات الوعرة والصحاري الشاقة، وألا يخرج من مثل هذه التجارب صفر اليدين.

وأؤكد أن غياب الناقد الحقيقي في عصرنا كان له تأثير كبير على الساحة الفنية، وما يثير الدهشة أنه في عالم الفن لم يرسب أحد، فهناك من يريد دخول الفن ليس حباً فيه، وإنما حب في الذات والبحث عن الشهرة.

ولدي مقولة إلى كل من يحاول الوصول السريع من خلال الفن، حيث أقول لأمثال هؤلاء " سيروا ببطء لكي تصلوا بسرعة". هذا إن كان هدفكم الدخول إلى عالم الفن الحقيقي.

تجنب النمطية

* لكن مع غزارة هذا الإنتاج الفني، متى يحين وقت إقامة معرضك الشخصي لاستيعاب هذا التراكم التشكيلي ؟

** أؤكد أنني لو كنت أبحث عن أفكار نمطية لأنجزته خلال شهر واحد، ولكنني أبحث دائماً عن التميز. فالفن لدي علم وبحث في الفكرة والمضمون والتقنية والأسلوب والتجديد. وأنا أقدر جمهوري واحترم فيه حبه لأعمالي. لذلك لا يمكن أن يجد المتلقي أعمالاً لأفكار مكررة، فالعبقرية هي عدم تكرار الفكرة ذاتها.

ولذلك، فإنني لا أبحث عن أعمال نمطية، ولا أسعى إلى التكرار، بقدر ما أبحث عن أفكار ملهمة ومشرقة. لذلك سيكون معرضي القادم مميزاً، وذات تغيير جذري من حيث الفكرة والأسلوب، ليشكل كل ذلك رسالة تأملية وفكرية تأسر القلوب والعقول.

أيقونة الخيول

*هل سيتواصل تركيزك على الخيول خلال مشروعك الفني القادم؟ أم ستكون هناك ميزة أخرى تمنح أعمالك جرأة وتطورا؟

** أرى أن أعمالي في حركة تطور وتقدم وبحث مستمر تجاه التجويد، سواء في التقنية أو الأسلوب. وإن "أيقونة الخيول" لأعمالي تحمل طابعاً إنسانياً وتراثياً لمستقبل مشرق.

مساحة إعلانية