رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
أعمال الفن العام.. دليل امتزاج الثقافات في قطر

أضحت أعمال الفن العام التي تزين عددا من الفضاءات المفتوحة في دولة قطر عنوانا للثراء والتنوع الثقافي، وانفتاح البلاد على حضارات وثقافات شعوب العالم. ويلمس الزائر ذلك جليا، من خلال هذه الأعمال الخالدة التي صممها فنانون عالميون من روافد ومشارب ثقافية متنوعة، سواء من الدائرة القريبة محليا وعربيا، أو من آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا. وفي هذا الصدد تقف هذه الأعمال الفنية شامخة تروي قصة انفتاح قطر على محيطها الإقليمي والعالمي، ومن ذلك المنحوتة الموسومة بـ/7/، الرابضة في حديقة متحف الفن الإسلامي على الواجهة البحرية، وتقف شامخة بطول يصل 80 قدما، والتي بناها الفنان والنحات الأمريكي الراحل ريتشارد سييرا، وتعد أطول عمل فني نفذه، وأزيح الستار عنها في حفل بهيج في ديسمبر 2011 إذ تم بناؤها من سبعة ألواح حديدية تم ترتيبها بشكل سباعي الزوايا لتجسيد وإحياء الأهمية العلمية والروحية للرقم 7. وتنطوي هذه المنحوتة على فلسفة عميقة لها علاقة وطيدة بالثقافة الإسلامية، خصوصا رمزية الرقم 7، حيث يظهر في العديد من السياقات الدينية والتاريخية من قبيل (الخلق)، حيث جاء في القرآن الكريم أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، واستوى سبحانه وتعالى على العرش في اليوم السابع و(الطواف) حول الكعبة إذ يطوف المسلمون حولها سبعة أشواط خلال أداء مناسك الحج والعمرة، و(السعي) بين الصفا والمروة يكون سبعة أشواط أيضا، كما أن من دلالات هذا الرقم أيضا (السماء)، حيث يذكر في القرآن أن السماوات عددها سبع سماوات، و(الأرض) يذكر أنها سبع طبقات. أما سورة الفاتحة والتي تسمى بالسبع المثاني وعدد آياتها 7 آيات، فتعتبر أعظم سورة في القرآن. وهذا غيض من فيض، يبين الأهمية الروحية والرمزية للرقم 7 في الدين الإسلامي، مما يعكس عمق استخدامه في العبادات والممارسات الدينية المختلفة. ويأتي تفويض الراحل ريتشارد سييرا، من قبل متاحف قطر لعمل المنحوتة 7 بناء على توصيات شخصية من المهندس (آي إم بي)، الذي قام بتصميم متحف الفن الإسلامي المحاذي للمنحوتة. يقول المهندس إنه أراد فنانا يستطيع الإضافة إلى المتحف، ويقوم بربط جمال المحتويات الفنية في المتحف ببناء ساحة عامة للجمهور، حيث استغرق المشروع حوالي ثلاث سنوات، واستغرقت مرحلة التنفيذ سنة تقريبا. واستوحى الفنان الراحل تصميم المنحوتة من المآذن المنتشرة في العالم الإسلامي، خصوصا الأبراج التي يعود تاريخها إلى القرن السابع الهجري، وهي سمة معمارية فنية للمساجد، خاصة مئذنة أحد مساجد أفغانستان، فهي كانت الملهم الرئيسي لسييرا في عمله، فضلا عن الذكر المتكرر في القرآن للرقم 7، وحقيقة أن أبو سهل القوهي عالم الرياضيات والفلك كان أول شخص قام ببناء شكل سباعي للزوايا، وقامت هذه العناصر بالتعريف والتركيز على جوهر المشروع. وكان قد صرح سييرا وقتها قائلا: أنا كلي أمل أن المنحوتة ستكون بمثابة مكان عام ومساحة خاصة أيضا للجمهور لاختبار الأعمدة الرفيعة العمودية وعلاقتها بالنسبة لهم ولمتحف الفن الإسلامي ولمدينة الدوحة والبحر المتوسط والسماء كما يرويها من خلال الفتحة بقمة المنحوتة. ومما سلف، يتبين هذا التمازج الحضاري الذي جسدته منحوتة واحدة، حيث استمدت من الثقافة الإسلامية من جهة الرؤية والبعد الفكري، ومن آسيا، وأخرى تنتمي إلى أمريكا (ريتشارد سييرا)، والذي استلهم روح الحضارة الإسلامية وصب جهوده في هذا العمل الفني الخالد. ولم تقتصر مساهمة سييرا على المنحوتة 7، بل تعداها إلى عمله الفني (شرق - غرب / غرب - شرق) في محمية بروق الطبيعية بالقرب من منطقة زكريت غربي قطر على بعد 60 كيلومترا من العاصمة الدوحة. وينتمي هذا العمل الفني، الذي أزيح الستار عنه في الثامن من أبريل عام 2014، إلى ما يطلق عليه /فن الأرض/، وهو من الفنون الحديثة التي يعود تاريخها إلى 60 سنة خلت، ويمتد على مساحة أكثر من كيلومتر ليعبر شبه جزيرة محمية بروق الطبيعية ويصل ما بين المياه في الخليج. تتكون المنحوتة من أربع صفائح متناسقة من الصلب ومثبتة داخل ممر طبيعي مكون من منحنيات جبسية، ويتراوح طول الصفيحة الواحدة بين 14.6 متر و16.7 متر مثبتة لتكون على المستوى ذاته مع بعضها البعض، ومع منحنيات الجبس على الجانبين أيضا. وعلى الرغم من المسافة البعيدة ما بين هذه الصفائح، فإنه يمكن رؤيتها جميعا من أي جانب من جوانب العمل الفني، حيث إن القوائم الحديدية الأربعة، تبرز تعدد استخدامات الحديد الذي ورد في الآية القرآنية الكريمة: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. كما أن لهذا العمل الفني عدة دلالات، ويحتمل أكثر من قراءة، خصوصا من خلال تسميته وموقعه، فـ(شرق - غرب / غرب - شرق) يشير إلى ذلك الحوار (القديم / الجديد) بين الشرق والغرب، الذي كان طرفه الأول الشرق تارة، والغرب تارة أخرى.. فعندما كانت حضارة الشرق في أوجها، فإن نورها أضاء ما حولها من حضارات مجاورة، ولم تبخل بما وصلت إليه من ازدهار، وعند أفولها، نهل الشرق من معين الغرب، وبنى عليه، ليبقى هذا الحوار والتثاقف مستمرا إلى يومنا هذا، حيث إن مهد الحضارة الإسلامية كان هو الصحراء. كما يأتي في الإطار ذاته العمل الفني الموسوم بـ/جبال الدوحة/، للسويسري أوغو روندينون، فيعرض على واجهة شاطئ راس أبو عبود في الدوحة بالقرب من استاد 974. ويعرف روندينون، بأنه أحد الفنانين البارزين بين أبناء جيله، وهو فنان يبدع أعمالا تصور تأملات عميقة حول الطبيعة والحالة البشرية، وينشئ مصطلحات رسمية عن الطبيعة تمزج بين مجموعة متنوعة من أساليب النحت والرسم، نتج عن اتساع وعمق رؤيته للطبيعة البشرية مجموعة واسعة من القطع والأعمال الفنية والأعمال المرئية الصوتية ثنائية وثلاثية الأبعاد، وتتسم أعماله المهجنة، التي تقتبس مفاهيم من المصادر الثقافية القديمة والحديثة على حد سواء. وتجمع منحوتة جبال الدوحة بين التكوينات الجيولوجية والتركيبات المجردة، التي تتكون من صخور مرصوصة رأسيا مرسومة بمخططات مختلفة من الألوان، حيث إن فكرة العمل الفني مستوحاة من فن التأمل بموازنة الصخور، الموجود في كثير من الثقافات منذ آلاف السنين، ومن ظاهرة طبيعية تدعى /هودو/ تتشكل في الطبيعة نتيجة عوامل النحت والتعرية. يبرز هذا العمل الازدواجية في صلب ممارسة الفنان لما هو طبيعي ومصطنع، أبدي ومؤقت، وفي كل مرة، تبدو المنحوتات وكأنها تقف على الحد الفاصل بين الأبد والزوال، ويبدو وكأنها تتحدى الجاذبية وتعتمد عليها في الوقت نفسه. ومن الأعمال الفنية التي تزين أبرز المعالم في قطر، ولها دلالات على امتزاج الثقافات، منحوتة /الإبهام/ للفنان الفرنسي من أبوين إيطاليين، سيزار بالداتشيني (1921 - 1998)، التي اختير لها موقع سوق واقف من قبل متاحف قطر لعرضها، ليكون بمثابة معلم للفن الحديث في قلب مدينة الدوحة، ولإبراز ما يمتاز به السوق من روح تمزج بين الأصالة والحداثة، باعتباره من أهم المعالم التراثية في قلب المدينة. ويسهم الموقع الدقيق للمنحوتة في إبراز حجمها مقارنة بالمباني المحيطة بها. فأثناء الليل، يتناغم لون المنحوتة البرونزي اللامع مع وهج إضاءة الشوارع في السوق، في حين تعلن في النهار حضورها القوي إذ يمكن رؤيتها من زوايا ومحطات عديدة، لتشكل بذلك معلما مهما ومقصدا مميزا لزائري السوق والسائحين، ولتمثل محطة جديدة وفريدة من محطات الفن العام المنتشرة في ساحات عدة بأنحاء البلاد. تم إنتاج القالب الأول لإبهام الفنان لأول مرة في معرض حول موضوع الأيدي بعنوان /اليد/ في عام 1965، بباريس، وقام الفنان بعد ذلك بسلسلة من النسخ الأكبر من منحوتة الإبهام، وتوسيع النموذج الأصغر باستخدام التقنيات التقليدية، ومنذ ذلك الحين، أصبح شكل الإبهام هو الأكثر شهرة من بين موضوعات الفنان.

612

| 26 يونيو 2024

محليات alsharq
جولة فنية لمعرض «استكشاف الألوان والطبيعة»

تنظم مكتبة قطر الوطنية بالشراكة مع المتحف العربي للفن الحديث (متحف)، معرضًا يسلّط الضوء على حياة الفنانة التشكيلية الجزائرية باية محيي الدين وعلى أعمالها الفنية، وذلك حتى اليوم السبت. تعتبر باية واحدة من أهم الفنانين الجزائريين في عصرها، وقد امتدت مسيرتها الفنية لما يقرب من ستة عقود تخللتها أحداث تاريخية فاصلة مثل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وحرب الاستقلال الجزائرية، والحرب الأهلية الجزائرية. يضم هذا المعرض 18 لوحة من ثلاثة مصادر رئيسية هي مجموعة المتحف العربي للفن الحديث (متحف)، ومكتبة قطر الوطنية، بالإضافة لعدد من المقتنيات من مجموعات خاصة في الدوحة. وتعكس اللوحات المعروضة مجموعة من الموضوعات التي تتمحور حول الطفولة، والأمومة، والخصوبة، وغيرها من الموضوعات الخيالية أو الواقعية التي لطالما تكررت في أعمال باية ورسوماتها طوال مسيرتها الفنية.

1789

| 11 فبراير 2023

ثقافة وفنون alsharq
الفنانة مريم الملا لـ الشرق: رمضان حفزني لانجاز لوحات "المسحر" و"المطبخ"

تؤكد الفنانة التشكيلية مريم الملا أن من أبرز عاداتها غير التعبدية في شهر رمضان الفضيل، إعداد البخور القطري، وطحن العود، وخلطه مع العطور، ولذلك فإنها حريصة خلال الشهر المبارك على إعداد البخور والعطور بنفسها داخل البيت، وتستمر على هذه الحالة، حتى عيد الفطر المبارك. وتقول: إنها تحرص دائماً طوال الشهر الكريم على تكثيف الطاعات بأداء الصلوات وذكر الله تعالى، والصلاة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها تجد ثمار ذلك كله في فتح الله لها بمزيد من الأفكار والإبداع والابتكار لإنتاج العديد من أعمال الفن التشكيلي، والتي تراها دائماً مختلفة ومتميزة عن غيرها من الأعمال. وعن أبرز الأعمال الفنية التي أنجزتها خلال الشهر المبارك. تستذكر أنها كثيراً ما شاركت في ورش مركز سوق واقف للفنون، وأنجزت خلال هذه المشاركات أعمالاً فنية بارزة، استحضرت خلالها معاني الشهر المبارك، ومنها لوحات المسحر والمطبخ القطري وإعداد الهريس، بالإضافة إلى إنجازها للعديد من الأعمال الفنية الأخرى التي تعبر عن الشهر الفضيل، ومعاني الصوم، كما سبق أن شاركت خلال الشهر المبارك في معارض افتراضية مع فنانين من دول أخرى. وتتابع: إنها سبق أن قدمت بالتعاون مع مدارس الدولة العديد من الورش، والتي استهدفت تصميم بطاقات تعبر عن شهر رمضان المبارك، وما يحمله من أجواء وروحانيات، ما يجعل هذه البطاقات أشبه بتوثيق أجواء الشهر الفضيل. وحول مشاهداتها التلفزيونية في شهر رمضان المبارك، تؤكد أنها تحرص على متابعة قنوات القرآن الكريم، وكذلك برامج المطبخ القطري، بالإضافة إلى مشاهدة مسلسلات شهر رمضان المبارك ببعض القنوات، فضلاً عن مشاهدتها لبعض القنوات التي تقدم أعمالاً تلفزيونية قديمة، تستحضر خلالها جمال الإنتاج الفني، وما يحمله من إبداع مميز. وحول رؤيتها للمائدة الثقافية خلال هذا الشهر المبارك، وما إذا كانت تلبي طموح المبدعين. تقول الفنانة التشكيلية مريم الملا: إن هذه المائدة بحاجة إلى زخم أكثر، بما يتناسب مع ذلك الثراء الذي تتمتع به الثقافة القطرية في مختلف المجالات. وعن ضيوفها الافتراضيين على مائدتي الإفطار والسحور خلال الشهر المبارك. تقول: إن ضيوفها هي الأطباق الشهية ذاتها التي تعدها لضيوفها أياً كانوا، حيث تقوم بإعداد هذه الأطباق بنفسها، إذ أن من هواياتها إنجاز الطبخ بطرق مميزة. لافتة إلى حرصها على إعداد المائدة عن طريق طهي الأطعمة بنفسها. وتصف طبخها بأنه لذيذ للغاية، وأن لديها لمسات خاصة في إعداد المائدة القطرية، وخاصة في شهر رمضان المبارك.

5434

| 22 أبريل 2022

ثقافة وفنون alsharq
في الهواء الطلق وعلى مدى 3 ساعات.. الشرق ترصد احتفالية الرسم بالألوان المائية

أنجز عدد من الفنانين أعمالاً تشكيلية مختلفة، تنوعت مدارسها التشكيلية، وذلك خلال الاحتفال الذي دعا إليه مركز آرتس أند كرافتس للفنون البصرية، حيث تبارى الفنانون المشاركون بالاحتفالية في إنجاز العديد من الأعمال الفنية عن طريق الرسم باستخدام الألوان المائية. ومن جانبها، قالت الأستاذة منى فهمي، المدير الفني بمركز آرتس أند كرافتس للفنون البصرية، في تصريحات خاصة لـ الشرق: إن هذا الاحتفال جاء بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشاء مؤسسة IWS globe العالمية للرسم المائي، لافتة إلى أنه خلال ذات الاحتفال قام الفنانون المشاركون برسم العديد من الأعمال التشكيلية عن طريق استخدامهم الألوان المائية، وهو ما كان محصلته إنجاز رسومات مميزة على مدار ثلاث ساعات في الهواء الطلق. وحول أعداد الفنانين المشاركين بهذه الاحتفالية وأبرز مخرجاتها، أضافت أنه شارك في ذات المناسبة عدد من الفنانين التشكيليين، سواء من القطريين أو المقيمين في الدولة، وهم: سعيدة البدر، د. سامي كرملي، شيهار حمزة، ماهيش كومار، بلافي اداجيري، مانوج كومار، سانتو جوفند، سيجوث موهان، وأن من أهم مخرجات هذه المناسبة الأعمال الفنية بالرسومات المائية، التي توصل إليها المشاركون. وبدورها، أعربت الفنانة التشكيلية سعيدة البدر عن مدى سعادتها بالمشاركة في هذه الاحتفالية. وقالت في تصريحات خاصة لـ الشرق: إنها تلقت دعوة للمشاركة بفعالية الرسم الحي بالألوان المائية في مركز آرتس أند كرافت بمناسبة الذكرى العاشرة لرابطة الألوان المائية العالمية iws globe، لافتة إلى أنها شاركت في هذه المناسبة مع مجموعة من الفنانين، التزموا فيها جميعا بكافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة تداعيات كورونا، مع توفير المركز لكافة الاحتياجات والأجواء المناسبة لإنجاح هذه الفعالية. وأضافت: استمتعنا كفنانين تشكيليين بإنجاز لوحات فنية، استخدمنا فيها الألوان المائية، وذلك بالرسم في أجواء فنية مفعمة بالنشاط، وفي الهواء الطلق، وذلك بمشاركة ثمانية فنانين تشكيليين متميزين في إنجاز أعمالهم باستخدام الألوان المائية، ما أضفى على الفعالية أجواء فنية رائعة. وأبدت الفنانة البدر ترحيبها بتكرار مثل هذه التجارب الفنية التي تثري الاحتكاك الفني بين المشاركين، فضلاً عن إثرائها لمختلف التجارب الفنية للمبدعين التشكيليين، وهو ما يثري بدوره الفن التشكيلي المحلي. وأعربت الفنانة سعيدة البدر عن تطلعها للمشاركة في المزيد من الفعاليات المماثلة، والتي ينظمها المركز، وتنعكس بدورها على حركة الفن التشكيلي المحلي فتزيده ثراءً.

2028

| 26 يناير 2022

ثقافة وفنون alsharq
تشكيليون لـ الشرق: الفنون التشكيلية جزء أساسي من الثقافة

على امتداد أروقة معرض الدوحة الدولي للكتاب ينتشر فنانون تشكيليون من مدارس فنية مختلفة، يمارسون الفن، ويبدعون أعمالهم أمام أنظار زوار المعرض. أحد هذه الأجنحة يوجد بجوار المسرح الرئيس الذي يحتضن الندوات الثقافية، ما يوحي بانصهار روح الفنان مع روح الكاتب والمثقف، وتجانس أشكال الإبداع في هذا الحدث الثقافي المهم. وقال الفنان التشكيلي فهد المعاضيد المشرف على الفعالية في تصريحات خاصة لـ الشرق: بناء على توجيهات سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة لإبراز الفنون التشكيلية كجزء أساسي من الثقافة، اختار سعادته هذه المنصة حتى نكون في الواجهة لأن الفن جزء لا يتجزأ من الكتاب، وكلاهما يكملان بعضهما البعض. معربا عن شكره لسعادة وزير الثقافة على هذه اللفتة الكريمة، كي يبرز الفنان في هذا المكان. وأشار المعاضيد إلى أن اللوحات تعكس طابع المعرض، والجمهور أصبح أكثر قربا من الفن التشكيلي، لافتا الى أن الزوار أصبح لديهم فضول لمعرفة الخامات والألوان، وآخرون يطلبون أعمالا خاصة، موضحا أن اللوحات للعرض والبيع. وأكد فهد المعاضيد أن الأجنحة الخاصة بالفنون التشكيلية فيها تنوع، فهناك فن الخزف، وفن الحرق على الخشب، وفن التركيب على الصور الفوتوغرافية. وقال انه يعتمد في لوحته التي هو بصدد رسمها على عنصر الجذب وهو اللون الأصفر، مشيرا إلى أن هذا اللون من أقوى الالوان في الطبيعة، وأن موضوع اللوحة من السهل الممتنع. من جانبه قال الفنان التشكيلي حسن الحداد: الفن له جمهوره كما معرض الكتاب، والفن جزء من الثقافة، مثلما هو الكتاب، والمكان الذي يجمعنا كفنانين تشكيليين قريب جدا من زوار المعرض، لأنه يأتي بين أجنحة الكتب والمسرح الرئيس الذي تقام فيه الندوات الفكرية. وأشار الحداد الى أن لوحته تتناول الكتاب، في رمزية لحضور الكتاب الورقي وأهميته في حياتنا اليومية، وهو جزء أصيل من ثقافتنا لذلك تجد في أغلب البيوت ركنا خاصا بهذا الكائن الذي لا يندثر. أما الفنان التشكيلي مسعود البلوشي فقال: شعار معرض الكتاب «العلم نور» وضح أن النور ما زال يسطع داخل أروقة هذا المعرض، والثقافة بشكل عام. مضيفا: نود أن يكون هناك تمازج في الأفكار، خاصة في هذه الأجواء، حيث إنه أشبه بسمبوزيوم؛ وهذا أمر رائع. وأشار البلوشي إلى أن فكرة جمع الكتاب مع الفنانين وهم يرسمون بادرة جيدة، وربما يكون هناك رواج لبعض الكتب الفنية النادرة. وهي فرصة بالنسبة اليه كي يستلهم من هذا الحدث مواضيع لوحاته. وقالت الفنانة التشكيلية علياء النعيمي: أشارك في هذه الفعالية بأربع لوحات لها علاقة بشعار المعرض «العلم نور»؛ لوحتان منهما عن الطب، واللوحتان الأخريان عن علم الفلك. وقالت ان هذه أول تجربة رسم في معرض الكتاب، مشيدة بالتنظيم الرائع لهذه الفعالية حيث يوجد في المعرض أجنحة خاصة بالفنون التشكيلية، كما سمحت لها بالتعرف على فنانين من مختلف المدارس والتوجهات الفنية.

1527

| 18 يناير 2022

ثقافة وفنون alsharq
الفنان التشكيلي يوسف شلار: هدفي إبراز الهوية البصرية للغة العربية

قال الخطاط والفنان التشكيلي يوسف شلار إنَّ عرضه للوحات الخاصة بالخط العربي في معرض الدوحة للكتاب لتعريف الزوار بتاريخ وتطور الخطوط العربية من القديمة للمعاصرة. وأضاف أن هناك العديد من الآيات والأحاديث التي كتبت تحت شعار المعرض لهذه السنة، والمتمثل بعبارة العلم نور، كما أن هناك العديد من الهدايا التي يتم تقديمها للزوار الذين يحبون كتابة أسمائهم بمختلف الخطوط. وأوضح شلار أن الهدف من الفعالية هو إبراز الهوية البصرية للغة العربية وتعريف الزوار بأنواع الخطوط وتاريخها وتطورها وكيفية نشوئها وتعلمها؛ إذ يملك البعض تساؤلات حول هذه الخطوط، مشيرا إلى أن الخط العربي هو من أهم مكونات الهوية البصرية للغة العربية. ويتواجد شلار في معرض الدوحة للكتاب يوميا من الساعة الحادية عشرة إلى الواحدة في الفترة الصباحية، ومن الساعة الخامسة إلى السابعة مساء، في الجناح التابع لوزارة الثقافة القطرية.

1603

| 16 يناير 2022

ثقافة وفنون alsharq
الفنانة إيمان الهيدوس لـ الشرق: آمل إعادة النظر في تشكيل لجان تحكيم المسابقات التشكيلية

دعت الفنانة التشكيلية إيمان الهيدوس الجهات المعنية إلى ضرورة إعادة النظر في لجان تحكيم مسابقات الفن التشكيلي، والتي يتم تشكيلها عند إقامة المسابقات المختلفة المتعلقة بمجال الفن التشكيلي. وقالت في تصريحات خاصة لـ الشرق: إنه يجب أن يكون أعضاء هذه اللجان على درجة عالية من الاحترافية والخبرة والإبداع، وليسوا مجرد موظفين، أو أن تحمل مسمياتهم الوظيفية أنهم محكمون. وشددت على أهمية تجنب العلاقات الشخصية والمصالح عند تحكيم الأعمال الفنية، ليكون معيار التحكيم بالأساس هو جودة العمل الفني ذاته، وأن يتصف تشكيل هذه اللجان بالموضوعية، عند عملية تحكيم المسابقات الفنية. وقالت: إنني من اليوم سوف أتوقف عن المشاركات في مسابقات الفن التشكيلي بالدولة، بسبب هذا الموضوع، وأن دورها سيقتصر خلال الفترة المقبلة على ترشيح نفسها ضمن لجان تحكيم الأعمال الفنية. وأعربت عن أملها في أن تشهد ساحة الفن التشكيلي خلال الفترة المقبلة حراكًا خلال العام الجديد، وأن تعود الحياة لطبيعتها، ليحمل عام 2022 العديد من جوانب الإبداع والفنون البصرية، وتنظيم المعارض الداخلية والخارجية، وأن تشهد ذات السنة تعاونًا بناء بين قطر ومختلف دول العالم، وذلك عبر تبادل المعارض الفنية الراقية، وإقامتها بالمتاحف المختلفة، سواء في قطر أو في دول العالم. وقالت الفنانة إيمان الهيدوس: إنه كان لديها اتجاه لإقامة عدة معارض فنية في خارج الدولة، وجميعها مستوحاة من عراقة التراث القطري، إلا أنها سرعان ما توقفت بسبب تداعيات جائحة كورونا. لافتة إلى أنه رغم آثار كورونا، إلا أن الساحة المحلية في مجال الفن التشكيلي شهدت خلال الفترة الأخيرة، معرضًا فنيًا أقامته المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، وعرضت خلاله أعمال فنان عالمي إيراني مشهور، يدعى إيمان مالكي. ووصفت مثل هذه المعارض بأنها رائعة، تحاكي مستوى الفن التشكيلي عالميًا. وأعربت عن الأمل في تكرار إقامة مثل هذه المعارض داخل قطر، لتضم فنانين عالميين متميزين، خاصة ممن ينتمون إلى الفن الواقعي الكلاسيكي الأكاديمي، الذي تقوم بتدريسه في أكاديمية الفن الواقعي الكلاسيكي في كندا، لافتة إلى أنها تأمل في إعادة رفع قيود جائحة كورونا من العديد من دول العالم، وذلك بهدف استكمال دراستها الأكاديمية في كندا، حتى يتسنى لها الحصول على شهادة «الماستر»، من نفس الأكاديمية، بعدما أنهت ثلاث مراحل، ولم يبق لها سوى مرحلة واحدة فقط. وأكدت أن الفنان الحقيقي المبدع دائماً يبحث عن التجديد والتطوير في مستواه الفني الإبداعي، وذلك عن طريق قراءة الكتب الفنية وانتسابه إلى الورش الفنية التي يتم إقامتها بهدف التدريب، كما أن الفنان لابد أن يكون متميزًا بلوحاته، عبر إحساس وشعور مميز يصادفه في حياته مثل أعمال الفنانين العالميين، والذين منهم من يختص برسم الحروب العالمية في البر أو البحر عن طريق تجسيدهم للخيول بالحرب والسفن الحربية، ومنهم من يختص برسم الأطفال المشردين بالشوارع عبر لوحات كثيرة معبرة ورائعة، وهناك أيضاً لوحات للمستشرقين الذين يجسدون الشرق بكل تفاصيله من جمال الطبيعة والحياة بالقصور الشرقية. وأشارت إلى أن العمل الفني لابد أن تتوفر فيه عدة مواصفات، منها جهد الفنان ذاته، والذي يبدو في إبداع عمله بالفرشاة، عبر أداء فني رفيع، مستفيداً في ذلك من حرفيته الفنية، فالعمل الفني ليس مجرد آلة مجهزة بأدواتها، ولكنه عمل تُستخدم فيه الفرشاة، مصحوباً بفكرة وأداء، وإنجاز احترافي.

2933

| 06 يناير 2022

ثقافة وفنون alsharq
فنانون يبدعون أعمالهم في مدينة الخور اليوم

تقيم جماعة الفنون التشكيلية - قطر لقاءً فنياً في مدينة الخور اليوم، يقوم خلاله الفنانون بالرسم في الهواء الطلق بأحد ضواحي المدينة. تنطلق الفعالية في الخامسة فجر اليوم، وتتواصل على مدى 12 ساعة، ويشارك فيها قرابة 20 فناناً، فيما بدأت التجهيزات لإعداد الموقع منذ أمس، استعداداً لانطلاق هذه الفعالية، والتي سيشارك فيها عدد من الفنانين المواطنين والمقيمين منهم: حسن الملا، محمد العتيق، عبدالرحمن المطاوعة، حسن بوجسوم، الدكتورة حمدة النعيمي، سلمان خميس، بشير الأنصاري، عادل العشري، نعيم ملك، د. شذى النعمان، ندى وهيب، ما هيش مومار، رينا بادريناث. ومن المقرر أن يتزامن في ذات وقت انطلاق الفعالية، قيام فنانين آخرين من عدة دول عربية بإنجاز أعمال فنية، بما يعزز فرص الحوار الفني بين المشاركين ممن يمثلون جنسيات وأجيالا مختلفة، يجمعهم روح الفن، وإرضاء أصحاب الذائقة الفنية. ومن بين الفنانين العرب المقرر مشاركتهم عن بُعد في ذات الفعالية: جميلة الحارثي من سلطنة عمان، أحمد جاريد من المغرب، محمد الجالوس من الأردن. وسيقيم الفنان عبدالرحمن المطاوعة ورشة حول الطباعة خلال الفعالية، فيما يستلهم الفنانون المشاركون خلال الفعالية أعمالهم التشكيلية وسط الطبيعة الخلابة، الأمر الذي ستكون من مخرجاته إنتاج أعمال تشكيلية متباينة، تبعاً للمدارس المختلفة التي ينتمي إليها الفنانون من المشاركين، فضلاً عما تهدف إليه الفعالية من تبادل للأفكار والخبرات بين الأجيال الفنية المشاركة. وسوف تركز الفعالية على الرسم المباشر وسط الطبيعة الخلابة التي تتسم بها مدينة الخور، حيث سيقوم الفنانون بالرسم والتصوير، فيما ينتظر إقامة معرض افتراضي للفعالية في وقت لاحق. ويستهدف اللقاء الفني طرح برامج متنوعة للاستفادة منها وتطوير المستوى المهاري والفكري من خلال النقاشات والأطروحات والفعاليات الهادفة، وتعتبر الفعالية المرتقبة هي الثانية التي تقيمها جماعة الفنون التشكيلية - قطر، وهي عبارة عن لقاء تعارفي لممارسة الرسم في الهواء الطلق، تحقيقاً للتقارب بين الفنانين، وهي فكرة جديدة تقوم على رسم الفنانين في الهواء الطلق.

2954

| 09 يناير 2021

ثقافة وفنون alsharq
د. حمدة النعيمي لـ الشرق: أزمة اجتماعية أدخلتني عالم الفن التشكيلي

قدمتُ عملين فنيين يحملان نقوش الجساسية أطمح بأن تكون لديّ بصمة لتجميل شوارع وحدائق الدوحة المعارض الافتراضية أسهمت في توعية الجمهور بالفن تسعى الفنانة التشكيلية الدكتورة حمدة النعيمي، من خلال أعمالها الفنية إلى تسليط الضوء على التراث المحلي، وتطمح في أن تكون لها بصمة في تجميل شوارع الدوحة وحدائقها، عبر تصاميم تركز على التراث المحلي الأصيل. وحظيت د. حمدة النعيمي بفرصة المشاركة في معرض قطر الفن للفن الوظيفي، الذي شهد مشاركة مجموعة فنية مستوحاة من التراث الثقافي الغني للدولة، قدمها الفنانون المشاركون بمسابقة أفضل التصاميم الفنية ضمن مبادرة قطر الفن، وتم اختيار عملين فنيين للنعيمي مستوحاة من التراث المحلي، فالعمل الأول، عبارة عن مقعد خارجي يتم وضعه في الأماكن العامة، أما العمل الثاني هو إضاءة بالطاقة الشمسية، هي وسيلة للحصول علي الإنارة بتكلفة بسيطة، وكلا العملين تم استخدام نقوش الجساسية فيهما بحرفية تامة. وفي حوار خاص لـ (الشرق) أوضحت الدكتورة حمدة النعيمي، أن الدولة تولي اهتماما بالغا بالفنانين المحليين، وأن المسابقات والمبادرات الفنية تحفز الفنانين على بذل المزيد من الجهد في الارتقاء بالحركة الفنية، لافتة إلى أن المجتمع القطري لديه وعي وثقافة بصرية وأن هناك تقديراً للفنان القطري والفن المحلي. وأشارت د. حمدة إلى أن المعارض الافتراضية التي يشهدها العالم اليوم بسبب انتشار وباء كورونا أسهمت بشكل كبير في توعية الناس بالفن، فبضغطة زر يقوم الشخص بجولة داخل المعرض، والإطلاع على المعروضات والمقتنيات، موضحة بأن لديها الكثير من الأفكار تحاول أن تترجمها على أرض الواقع، وهذه أفكار تركز على التراث وأهميته في المجتمع. تشاركين حالياً بمعرض قطر الفن المقامة بمطافئ، حدثينا عن هذه التجربة؟ - حظيتُ بالمشاركة في المسابقة التي تم إطلاقها ضمن مبادرة قطر الفن بتحويل منتجات مثل أثاث الطرق والسجاد وأعمدة الإنارة الذكية وما إلى ذلك إلى فنون وظيفية، ولله الحمد تم اختيار عملين فنيين قدمتهما وهما عبارة عن تصاميم لأثاث خارجي مستوحاة من التراث القطري، وتحديدا من نقوش الجساسية في قطر. فن صخري لماذا تم التركيز على نقوش الجساسية تحديداً؟ - ركزت على الجساسية لتفرد قطر بها، فنحنُ نتقاطع مع العرب في التاريخ وفي الحروف الأبجدية، في حين نرتبط بالخليج من خلال الغوص والأزياء التقليدية والبيوت التراثية، لذا آثرت الوقوف على الجساسية وهو موقع الفن الصخري الوحيد في قطر. توظيف الجساسية في التصاميم الفنية، هل سيسهم في المحافظة على هذا التراث؟ - عندما يتم توظيف التراث في الأعمال الفنية بشكله الصحيح، بالتأكيد سيسهم ذلك في توعية المجتمع وأفراده بهذا التراث الغني، فعلى سبيل المثال قطر تتفرد بموقع الجساسية، إلا أن البعض حتى الآن لم يتعرف على هذا الموقع، وهنا يأتي دور الفنان في كيفية توظيف هذا التراث في أعماله الفنية، ونحن خلال المسابقة التزمنا بالمعايير والشروط، التي ركزت على الأفكار المستوحاة من التراث القطري، فقد قدمت عملين فنيين، العمل الأول، عبارة عن مقعد خارجي يناسب الأماكن العامة، أما العمل الثاني هو عبارة عن إضاءة بالطاقة الشمسية، وهي وسيلة للحصول على الإنارة بتكلفة بسيطة، وكلا العملين تم استخدام نقوش الجساسية فيهما. مشروع ثقافي ما رأيكِ بمبادرة قطر الفن؟ - تعد مبادرة قطر الفن من أهم المبادرات في الدولة، فهي تمثل مشروعا ثقافيا وفنيا يتعاون به كل من القطاعين العام والخاص ويجتمع تحت سقفه أكبر عدد من الفنانين لخلق فن وظيفي تستفيد منه شرائح المجتمع كافة، حيث سيتم استخدام المنتجات المختارة في الأماكن العامة والفنادق والمكاتب والمتنزهات والمساجد وما إلى ذلك على الصعيدين المحلي والعالمي، علماً أن المجموعة المختارة من الأعمال الفنية يتم عرضها في معرض مستقل أمام الجمهور العالمي. ما أهمية المسابقات والمبادرات الفنية التي تركز على التراث؟ - هناك مسؤولية مشتركة للمحافظة على التراث، ومن هنا تأتي دور هذه المسابقات والمبادرات الفنية التي تحفز الفنانين أولاً على أهمية توظيف التراث في أعمالهم الفنية ونشرها على نطاق واسع، فيما تشكل هذه الأعمال فرصة للمتلقي بالاطلاع على التراث الثقافي للدولة والذي يشكل القيم والمعتقدات والطموحات، ويصوغ هوية الأمم ويوثّق الإنجازات المحلية. هل كانت لديكِ مشاركات سابقة في برامج الإقامة الفنية التي تطلقها متاحف قطر؟ - أطمح للمشاركة في برامج الإقامة الفنية، ولكن ما جعلني عدم الخوض في هذه التجربة هي أنني أم وموظفة، إلى جانب تخصصي في مجال الإرشاد المهني الذي يتطلب مني الكثير من الوقت والجهد، ولكن لديّ نية بالمشاركة في النسخ القادمة، لأن مثل هذه البرامج تسهم بشكل كبير في صقل المهارات من خلال الدعم والتوجيه والإرشاد. شغف الرسم بدأتِ بمجال الفن التشكيلي عام 2017، فكيف كانت الانطلاقة؟ - دخولي مجال الفن التشكيلي جاء مصادفة، بعدما مررتُ بأزمة اجتماعية، حيث وجدتُ نفسي خلال هذه الأزمة أرسم دون توقف، وكنتُ حينها في بريطانيا أكمل درجة الدكتوراه، اكتشفتُ شغفي بالفرشاة والألوان، فكنتُ أرسم باستمرار، والحقيقة أنا ما زلتُ في البداية وأمامي مشوار طويل. لكل فنان قضية يحاول أن يدافع عنها خلال أعماله الفنية، فما القضايا التي تتناولها أعمالكِ الفنية؟ - لديّ الكثير من الأفكار بعضها ترجمتها في أعمالي الفنية، والبعض الآخر لا تزال في بدايتها، وبشكل عام أتجه إلى طرق الأبواب المغلقة، وأحاول من خلالها توصيل رسالتي للمجتمع وللعالم. دعم المواهب كيف وجدتِ تطور الحركة الفنية المحلية؟ - الحركة الفنية في قطر تشهد تطوراً كبيراً، فهي تسير في الاتجاه الصحيح، بدليل بروز عدد كبير من الفنانين، وبروز جهات ومراكز متخصصة في دعم الطاقات والمواهب الفنية، فضلا عن ذلك فإن الدولة تولي اهتماما بالغا بالفن والثقافة على حد سواء من خلال المبادرات والمسابقات الفنية التي يتم إطلاقها بشكل مستمر لتحفيز الفنانين على الاستمرارية. ثقافة بصرية برأيكِ هل ترين أن المجتمع متذوق للفن التشكيلي؟ - المجتمع القطري لديه ثقافة بصرية، وهو متذوق للفن التشكيلي، خاصة في السنوات العشر الأخيرة، مع ازدياد المؤسسات والمراكز المعنية بالفن والثقافة، إلى جانب ذلك المعارض الافتراضية التي يشهدها العالم اليوم بسبب انتشار وباء كورونا أسهمت بشكل كبير في توعية الناس بالفن، فبضغطة زر يقوم الشخص بجولة داخل المعرض، والاطلاع على المعروضات والمقتنيات، وهذا بحد ذاته مردوده كبير على المجتمع وأفراده، ولله الحمد هناك ثقافة بصرية وهناك تقدير للفنان المواطن. بصمة فنية هل سنشهد قريباً معرضا شخصيا يحتضن أعمالكِ الفنية؟ - لا أفكر حاليا بإقامة معارض شخصية، لأن إنتاجي ليس بغزير، ولكن أطمح في المرحلة المقبلة، التعاون مع الشركات والفنادق في تقديم تصاميم يتم من خلالها تسليط الضوء على التراث ولكن بشكل عصري لجذب أكبر عدد من السياح والزوار، إلى جانب ذلك أسعى لأن تكون لديّ بصمة في تجميل شوارع الدوحة وحدائقها.

3476

| 27 أكتوبر 2020

ثقافة وفنون alsharq
الدوحة على خطى التجميل بإبداعات فنية

أكد فنانون تشكيليون أهمية تجميل مدينة الدوحة، خاصة وأن الدولة على أعتاب استحقاق كأس العالم 2022، وما سيشهده من حضور عالمي، يتوق إلى التعرف على قطر، وتراثها وحضارتها. وأكدوا لـ الشرق أن الخطة التي عرضتها لجنة المجسمات والأعمال الفنية أخيراً تعكس تلك الأهداف، في ظل ما تتمتع به قطر من فنانين على مستوى عال من الإنتاج الفني المميز، القادر على إبراز عراقة التراث المحلي، وتدعيم الهوية الوطنية، وهو ما سيحظى بشهرة دولية، وثقة من فناني العالم. سلمان المالك:المجتمع يتذوق جمالية الأعمال التشكيلية الفنان التشكيلي سلمان المالك يرى أن هذه الفكرة مهمة للغاية، وتعكس أهمية قيمة الفنون في المجتمع، لما يتميز به أفراده من ذائقة فنية، تمنحهم القدرة على التعايش بين اللوحات التشكيلية، والفنون البصرية بشكل عام، سواء كانت جداريات أو مجسمات، أو غيرها من أعمال فنية. ويقول المالك إن الفنون عادة ما تسهم في الارتقاء بالذائقة الجمالية للجمهور، خاصة وأن المجتمع متعطش دائماً لكل ما هو جميل، ولذلك نسعى دائماً لإبراز الأعمال الفنية التي يقدمها الفنانون للمجتمع ليتذوق جميع أفراده ما تحمله من قيمة جمالية كبيرة. ويتابع: إن الأعمال الفنية ليست بالضرورة أن تتواجد في الغرف المغلقة، أو المعارض الفنية وفقط، ولكن من المهم الاستفادة منها في تجميل شوارعنا وواجهات المؤسسات المختلفة، لما تحتفظ به من خصوصية فنية، خاصة وأن لدينا مبدعين قادرين على إنتاج أعمال متميزة، تناسب كل موقع، وبالشكل الذي يعكس أهمية وعراقة تاريخنا، وذلك عبر أعمال تشكيلية فريدة من نوعها. محمد العتيق:لدينا فنانون قادرون على إبراز نهضة قطر يعتبر الفنان التشكيلي محمد العتيق الفكرة بأنها مهمة من قبل الجهات المعنية في إبراز الواجهة الثقافية للبلاد من خلال الفنون وبالأخص المجسمات والمنحوتات ذات الطابع التركيبي والتجريدي المعبر عن نهضة دولة قطر وتاريخها الزاخر بالموروث الكبير وتاريخ المنطقة يشهد بذلك. ويقول العتيق بما أن اليوم لدينا جيل من الرواد ولهم باع كبير في هذا المجال ومن يتبعهم من الفنانين والفنانات الذين ساهموا في إثراء الحركة التشكيلية المحلية، وخاصة من تخرج في كليات الفنون، وتحديداً في التصميم وكذلك الهواة الذين هم بحاجة إلى مد يد العون لهم من الجهات المعنية والفنانين الرواد. ويؤكد أن هذه الكوكبة الفنية سوف تخرج العاصمة في أبهى حلة من المجسمات الفنية. واقترح تشكيل لجنة فنية مختصة في فنون النحت والمجسمات والهندسة المعمارية، وذلك لتجسيد الفكرة بكل أبعادها البصرية والهندسية والفكرية واختيار المكان المناسب من حيث المقاس والخامات المنفذة، على أن يراعى فيها الاستدامة وتحمل الجو الحار والرطوبة العالية. وحول مدى مشاركته في تجميل العاصمة. يعرب العتيق عن أمله في أن يجد فرصته في تجميل بلدي ومشاركة إخواني الفنانين، والمساهمة في هذا العمل، ليبقى ذلك ذكرى للمهتمين والزوار، بما يجعل قطر في مصاف الدول المتقدمة التي تخلد ذكرى فنانيها بأعمال فنية متميزة، لتصبح مزارات وواجهات ثقافية، خاصة ونحن على أعتاب استقبال جمهور كأس العالم والترويج للفنان المواطن بهذه الأعمال الضخمة. جميلة آل شريم:تجميل العاصمة سوف يحظى بشهرة دولية الفنانة التشكيلية جميلة آل شريم تؤكد أن الفن التشكيلي يساهم في نشر الوعي بين الجمهور عبر الثقافة والتعليم والمرتبط بتطور أذواق الناس وسلوكهم وأعمال تعبر عن تراث الوطن، وذلك من خلال لوحات فنية ومجسمات وجداريات. وتقول آل شريم إن التجميل إذا تم تنفيذه بيد الفنان المواطن، واستخدامه خصوصية ورموز وطنه، فسيصبح قادراً على نسج تلك العناصر بخيوط من نسيج واحد وبأدق المعاني وأصدقها وباللقطة الوجدانية، لأنه حين يرسمها سيرسمها من منظار الناقد الخبير في تراثه، فيتحول داخل تلك الأشياء التي يرسمها، لأنه لا يتعامل مع ظواهرها، بل تتحد معه روحه ليرسمها من داخله. وتتابع: إنه إذا تم اختيار الفنان المواطن، فسوف نزرع قوة فنون تراثنا وبنكهة قطرية خالصة، خاصة وأن فكرة تجميل الدوحة حلم كل فنان مواطن. معربة عن أملها بتحقيق هذا الحلم على أرض الواقع، وأن يكون بيد الفنان المواطن، وهنا أرفع قبعة التحية لجميع القائمين على هذا المشروع العملاق من وزارات ومؤسسات، وأسجل تفاؤلي لكل من فكر وخطط بأن يكون هذا العمل من إنتاج قطر، والذي سيحظى بانتشار عالمي لاسيما إن تم تنفيذه بيد أبناء الوطن. وتشدد على ضرورة تمتع المشروع بالخصوصية المتمثلة بالاقتصار على الفنانين من أبناء الوطن، وإتاحة الفرصة لهم، والاستفادة من تجاربهم، خاصة وأن للفن المحلي جذوره وتاريخه العريق ودوره الكبير في إرساء دعائم وترسيخ مسيرة التقدم. مؤكدة أن هذا العمل واجب وطني ولن أتأخر عنه. وقالت إن اختيار الفنان المبدع يعد أمانة وطنية، خاصة وأن قطر أصبحت أقوى في الاعتماد على أبناء شعبها في مختلف المجالات، ومنها الفن. مريم الملا:التجميل رسالة عالمية بعراقة تراثنا من جانبها، تصف الفنانة التشكيلية مريم الملا الفكرة بأنها أكثر من رائعة، فهي مهمة للغاية، لتجميل مدينة الدوحة عبر الأعمال الفنية الهادفة، سواء كان ذلك تحقيقاً لهدف جمالي أو تراثي، أو لإبراز رسالة هادفة بعراقة تراثنا. وتقول الملا: إن ذلك كله سوف يسهم في وصول تلك الرسالة الهادفة إلى العالم، ليتعرف على تاريخ وتراث قطر من خلال الرسم على الجداريات والمجسمات. وتتابع: بما إني أحتفظ بتراثي الجميل في جميع أعمالي وبأسلوب حديث، فإنني أتمنى المشاركة بأعمالي في مثل العمل الكبير من جداريات تبرز تراث وتطور مدينة الدوحة. درة حشاد:الأعمال الفنية تدعم الهوية الوطنية الفنانة التشكيلية درة حشاد تقول إن سرّ جمال المدينة يرتكز أساسا على هويّتها وتراثها، ومن هذا المنطلق، فإنه لا يخفى حضور الفنانين التشكيليين الكثيف على الساحة الفنية، بمن فيهم المواطنون والمقيمون وحتى الزائرون، فأعمالهم الفنية سوف تُساهم بقوة في إبراز جمالية قطر بكل ما تشمل من معاني هويتها وتراثها، فالجميع يعشق قطر، وكل يعبّر عن عشقه لها بطريقة مختلفة كلها جمال وإبداع. وتقول إن الدوحة شهدت مؤخرا عدّة إنجازات حضارية، بما يمهد لمشاريع تجميلها، ولا يجب الوقوف على هذا الجانب، فجمال قطر يمكن إبرازه خارج ترابها، وخاصة مع استحقاق كأس العالم 2022. ومن أهم مراحل هذا المشروع، تنمية الجوانب الثقافية والفنية للأجيال ورفع مستوى التذوق الفني واكتشاف المواهب، ومد جسور التعاون المشترك بين الفنانين المحليين والعالميين لتعزيز التبادل الثقافي- التشكيلي، وذلك بهدف تدعيم الهوية الوطنية. وتدعو إلى إعداد برامج تشمل دورات وورش عمل ومعارض تشكيلية، ومسابقات ومهرجانات وطنية وخليجية وعالمية بما يمنح الفرص لمشاركة الجميع في إنتاج أعمال فنية، خاصة بالتراث والهوية الوطنية، وكذلك الحياة العصرية التي شهدتها الدولة مع التطور الكبير الذي تعيشه. وتقول إن ذلك سيجعل هذا الإنتاج الفني ببصمة قطرية مميّزة أُبدعت بأيادٍ وطنية وعالمية، تقوم بتجميل قطر في كلّ مدنها ومؤسساتها، ومن ثم عرضها دوليّا على نفس المنوال، وبالأخصّ بالمطارات العالمية، والمؤسسات التعليمية والثقافية والفنية، والمتاحف.

1197

| 10 نوفمبر 2019

تقارير وحوارات alsharq
الفنانة جميلة آل شريم لـ الشرق: البحث عن الذات والشهرة بوابة البعض لدخول عالم الفن

الفنان التشكيلي لم يأخذ نصيبه بعد من الدعم والاهتمام الساحة التشكيلية تتأثر سلباً بغياب النقد الفني تجاهل تكريم الراحلين يحمل معه ذكرى الماضي ولوم الحاضر أعمالي لا تبحث عن النمطية ولا تسعى إلى التكرار تكريمنا خارج الدولة يعكس مدى ثراء الفن المحلي لهذه الأسباب تأخر إقامة معرضي الشخصي العديد من الأسئلة تطرح نفسها على مائدة الحوار مع الفنانة التشكيلية جميلة آل شريم، خاصة فيما يتعلق بالإنتاج الفني من ناحية، والنقد التشكيلي من ناحية أخرى. وبالرغم من إبداعاتها التشكيلية، إلا أن كتاباتها النقدية خلال الفترة الأخيرة، تفتح الباب للحديث عن ضرورة مراجعة ما هو قائم من أعمال فنية، في ظل إغراق الساحة التشكيلية بها. من هنا كان لقاء الشرق بالفنانة جميلة آل شريم، لتدلي بدلوها إزاء هذه الظاهرة، غير أن تكريمها في الكويت مؤخراً فتح الباب مجدداً للحديث عن أهمية مثل هذا التكريم للفنان، وفي الوقت نفسه تأثيره السلبي حال غيابه، وذلك كله على نحو ما جاء وفق اللقاء التالي: *كيف ترصدين انطباع المشاركين في معرض إكسبو 965 بالكويت عن الفن المحلي خلال تكريمك؟ ** لقد شعرت بالفخر والاعتزاز ببلدي قطر، خلال تكريمي في معرض إكسبو 965 في الكويت، على نحو ما لمسته من تقدير لدولة قطر قيادة وشعباً. وهذا التكريم يعكس أن دولة قطر لديها جيل من المبدعين في مختلف ألوان الثقافة والفنون والفكر والتراث. ولذلك اعتبر هذا التكريم حدثاً تاريخياً مهماً لدولة قطر وخصوصاً أننا في وقت نفتقد فيه لتلك التجمعات الفنية الخليجية. وهنا أتوجه بالشكر إلى دولة الكويت على هذا التكريم والمساهمة في دعم وتشجيع المبدعين، والشكر موصول أيضا لصاحب الفكرة الملهمة ومؤسس فريق إكسبو الباحث الكويتي محمد علي كمال. *برأيك ما هي الانعكاسات التي يمكن أن تعود على الفنان جراء مثل هذه المشاركات؟ **لا شك أن ذلك يعكس حراكاً وإلهاماً فكرياً وفنياً واجتماعياً، ويساعد في الوقت نفسه الفنان على الابتكار، وهو ما يثري بالتالي تجاربنا فنياً وإنسانياً. أهمية التكريم *الملاحظ أن تكريم الفنان قد يتأخر في حياته، فمن وجهة نظرك، ما انعكاسات مثل هذا التأخير على الفنان ذاته؟ ** هنا أستحضر ذلك القول بإن الكبش ذُبح فداءً لسيدنا إسماعيل – عليه السلام- ولكن لو ذُبح إسماعيل فماذا كانت قيمة ذبح الكبش آنذاك؟ ولعل استحضاري للمقولة السابقة هنا، تؤكد أنه لا قيمة لهذا التكريم بعد وفاة الفنان. لذلك نجد أن النخبة الفنية لا تحيا خارج التكريم وان عدم التكريم لتلك الفئة يبقى يحمل معه ذكرى الماضي ولوم الحاضر. من هنا، أؤكد أن تكريم الفنان التشكيلي في المناسبات الثقافية والوطنية واجب وطني بل ويسهم في تعزبز دور الفنون في بناء الوطن، وهو الأمر الذي تظهر آثاره الإيجابية. ورغم ذلك نجد أن هناك مبدعين لا يتم تكريمهم لا في حياتهم ولا حتى بعد مماتهم، على الرغم من كونهم ساهموا في بناء تاريخ الفن في قطر، إلا أنهم مع ذلك لم ينالوا استحقاقهم. لذلك أعتبر تكريم الفنان التشكيلي من القضايا المهمة التي لم تأخذ حقها من الدعم والاهتمام رغم بعض الجهود سواء على صعيد المؤسسات الثقافية الخاصة أو العامة. ديمومة البقاء *الملاحظ أن هناك إغراقا على الساحة التشيكلية لأعمال يعتبرها البعض دون المستوى، فكيف يمكن تحقيق الجودة الفنية أمام ذلك؟ ** أجد أنه من الضروري لأي فنان أن تكون أعماله معبرة عن ذاته، وأن يكون الفنان في لوحته، وليس في لوحة غيره. من هنا ستكون الديمومة والبقاء للأفضل في عالم يقتضي الجمع بين الحب والسلام. *في هذا السياق، ماذا عن تجربتك الفنية، والتي تسعين لتكون مغايرة عن غيرها؟ وبالنسبة لتجربتي في الأعمال الفنية، فقد استطعت أن أنقل رسائل جميلة عن الخيول العربية والاعتزاز بها نحو الأصالة والتراث، وكونها خير رفيق للإنسان. وهذه اللوحات مزحتُ فيها بين الخيل والخيال والشعر، إضافة إلى رموز مهمة في تراثنا المحلي، مثل السدو واللؤلؤ وكذلك العلم، ليشكل كل ذلك رسالة فكرية تأملية. بوابة الشهرة *هل تعتقدين أن مثل هذه الأعمال أثرت الساحة، أم أنها بحاجة إلى نقد فني لتجويدها؟ **ينطوي عالم الفن اليوم على تعقيدات وتشابكات تسقط كل الجواجز والفواصل بين الثقافة والاقتصاد والسياسة، لأن الفن اليوم في العالم يقوم على التميز الشخصي واقصاء واستبعاد غير المبدعين. لذلك على المبدع أن يفهم جيداً قانون اللعبة، وكذلك وسائل النجاح التي لابد له أن يتسلح بها، ومنها الإرادة القوية والإصرار، وتعلم لغة الأرض ذات الطرقات الوعرة والصحاري الشاقة، وألا يخرج من مثل هذه التجارب صفر اليدين. وأؤكد أن غياب الناقد الحقيقي في عصرنا كان له تأثير كبير على الساحة الفنية، وما يثير الدهشة أنه في عالم الفن لم يرسب أحد، فهناك من يريد دخول الفن ليس حباً فيه، وإنما حب في الذات والبحث عن الشهرة. ولدي مقولة إلى كل من يحاول الوصول السريع من خلال الفن، حيث أقول لأمثال هؤلاء سيروا ببطء لكي تصلوا بسرعة. هذا إن كان هدفكم الدخول إلى عالم الفن الحقيقي. تجنب النمطية * لكن مع غزارة هذا الإنتاج الفني، متى يحين وقت إقامة معرضك الشخصي لاستيعاب هذا التراكم التشكيلي ؟ ** أؤكد أنني لو كنت أبحث عن أفكار نمطية لأنجزته خلال شهر واحد، ولكنني أبحث دائماً عن التميز. فالفن لدي علم وبحث في الفكرة والمضمون والتقنية والأسلوب والتجديد. وأنا أقدر جمهوري واحترم فيه حبه لأعمالي. لذلك لا يمكن أن يجد المتلقي أعمالاً لأفكار مكررة، فالعبقرية هي عدم تكرار الفكرة ذاتها. ولذلك، فإنني لا أبحث عن أعمال نمطية، ولا أسعى إلى التكرار، بقدر ما أبحث عن أفكار ملهمة ومشرقة. لذلك سيكون معرضي القادم مميزاً، وذات تغيير جذري من حيث الفكرة والأسلوب، ليشكل كل ذلك رسالة تأملية وفكرية تأسر القلوب والعقول. أيقونة الخيول *هل سيتواصل تركيزك على الخيول خلال مشروعك الفني القادم؟ أم ستكون هناك ميزة أخرى تمنح أعمالك جرأة وتطورا؟ ** أرى أن أعمالي في حركة تطور وتقدم وبحث مستمر تجاه التجويد، سواء في التقنية أو الأسلوب. وإن أيقونة الخيول لأعمالي تحمل طابعاً إنسانياً وتراثياً لمستقبل مشرق.

3443

| 05 نوفمبر 2019

ثقافة وفنون alsharq
دعوة الفنانين للمشاركة بمعرض فردي حول الثقافة المعاصرة

دعت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) الفنانين إلى المشاركة في معرض فردي، تعتزم المؤسسة إقامته لاحقاً، تحت عنوان الثقافة المعاصرة. شملت الدعوة التي وجهتها (كتارا) للفنانين، المبتدئين والمحترفين، وذلك في مجالات الرسم، والنحت، والفن الرقمي. فيما تواصل المؤسسة استقبال الطلبات حتى 22 أكتوبر المقبل. واشترطت (كتارا) على المشاركين أن يكون عمر المتقدم للمشاركة فوق 18 سنة، على أن يقدم الراغبون للمشاركة في المعرض ما لا يقل عن 20 عملاً فنياً، على أن يلتزم المتقدمون للمشاركة باحترام الإرشادات الثقافية والالتزام بالموضوع المحدد، وأن تكون الأعمال الفنية من عمل الفنان، وتكون اللوحات مجهزة للتعليق على ظهرها. كما اشترطت على المتقدمين للمشاركة استخدام صور عالية الجودة مرفقة مع استمارة الترشح، وأن يرفق المترشحون وصفاً لكل عمل فني مع قائمة الأحجام، بالإضافة إلى إرفاقهم السير الذاتية الحديثة مع كلمة وصورة للبطاقة الشخصية. وحظيت الدعوة بتفاعل كبير في أوساط الفنانين، الذين اعتبروا دعوة (كتارا) دعماً واقعياً للفنانين على مختلف مستوياتهم، كونها أتاحت المشاركة لجميع الفنانين، وفق الشروط المعلنة، وهو ما يثري المشهد التشكيلي بالدولة، وينعكس على الدعم المقدم للفنانين في الوقت نفسه. وتأتي إقامة المعرض المرتقب في إطار سلسلة معارض الفن التشكيلي التي تقيمها (كتارا) من حين إلى آخر، وتستهدف استقطاب أصحاب الذائقة الفنية، في ظل ما تتمتع به من زيارات لافتة من شرائح مختلفة، خاصة ممن تتنوع اهتماماتهم وذائقتهم البصرية. ويأتي المعرض المرتقب ليعكس مدى انفتاح (كتارا) على مختلف المدارس والتوجهات الفنية، انطلاقاً من كونها حاضنة للإبداع ومظلة للمبدعين من أصحاب الفن التشكيلي. وعادة ما تستقطب معارض الفن التشكيلي جمهور (كتارا)، بفضل تنوع هذه المعارض، وتباين المدارس الفنية التي تنتمي إليها، مما يجعلها تلبي مختلف أذواق الفن التشكيلي. من ناحية أخرى، تعتزم (كتارا) إقامة ورشة حول فن الدودلز للفنانة مريم العُبيدي، بدءاً من اليوم، ولمدة ثلاثة أيام، وتقام الورشة في مقر استديوهات كتارا للفن. وتأتي هذه الورشة في إطار إقامة استديوهات كتارا للفن العديد من الورش التي تهدف من خلال مختلف أنشطتها وفعالياتها إلى تعزيز المواهب والمهارات الفنية المتنوعة باستقطاب الفئات العمرية وفتح النوافذ الفنية أمام المبدعين.

1623

| 23 سبتمبر 2019

ثقافة وفنون alsharq
معرض جديد يعكس تباين الأعمال التشكيلية بتياراتها الفنية

يقيم جاليري المرخية غداً في مقره بمطافئ: مقر الفنانين، النسخة الرابعة عشر من معرضه مجموعة الصيف، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين القطريين والعرب. يشارك من قطر كل من الفنانين: هنادي الدرويش ومبارك المالك، ومن لبنان الفنانة منى نحلة، ومن سوريا كل من الفنانين: محمد علي وعلاء أبو شاهين، ومن مصر الفنان عادل السيوي، ومن فلسطين الفنان عبد الرحمن قطناني، ومن العراق الفنان اسماعيل عزام، ومن المغرب الفنان محمد المرابطي، ومن السودان الفنان راشد دياب. كما يشارك نخبة من الفنانين العرب المعاصرين بمجموعة من أعمالهم التشكيلية الصغيرة، هم: اسلام كامل، منار المفتاح، علي دسمال الكواري، محمد الوهيبي، محمد المهدي، أحمد البحراني، هيثم الحمد، حسان مناصرة، مريم فرج السويدي، معتز الامام، غزوان علاف، سيد حسن الساري. وسوف يتواصل المعرض حتى يوم 21 سبتمبر المقبل، وتتسم مشاركاته بتباين الأجيال والمدارس الفنية، الأمر الذي ينعكس على مقتنيات المعرض، التي تنوعت بدورها بين مدارس فنية مختلفة، الأمر الذي يسهم في تنمية ذائقة متلقي الفنون البصرية. كما تتميز الدورة المرتقبة من المعرض بمراعاة الشمولية للأشكال الفنية العربية المعاصرة وتياراتها المختلفة بما يوضح إلى أي مدى وصل الفنان التشكيلي القطري والعربي، بالإضافة إلى ما تمثله المقتنيات من تباين فني، وهو ما يثري الحوار التشكيلي بين الفنانين المشاركين بالمعرض. وفي هذا الإطار، يسعى الجاليري إلى إثراء الحوار الفني بين المشاركين، فضلا عن عرض التجارب الفنية المتنوعة التي يمثلها المشاركون في المعرض، وهو ما دأب على تحقيقه جاليري المرخية خلال السنوات الأخيرة بإقامته للعديد من المعارض الفنية. وتعكس مقتنيات المعرض مدى التنوع في الأشكال الفنية العربية المعاصرة وتياراتها المختلفة، على نحو ما دأب عليه جاليري المرخية خلال مواسم الصيف من كل عام بإقامة مثل هذا المعرض الذي ينسج من خلاله حواراً فنياً بين التشكيليين القطريين والعرب المشاركين، وفي أجواء من التفاعل بينهم جميعاً وبين الجمهور. وفي هذا السياق، يأتي المعرض المرتقب في إطار حرص جاليري المرخية على إتاحة الفرصة لجمهور الدوحة من محبي الفنون التشكيلية لمشاهدة أعمال فنية متنوّعة، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على جماليات وفنون وإبداع التشكيليين في قطر والوطن العربي بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم ومدارسهم الفنية. ويتزامن إقامة المعرض المرتقب مع آخر يقيمه جاليري المرخية حالياً في (كتارا)، بعنوان 50x50، بمشاركة عدد كبير من الفنانين القطريين والعرب، ويتواصل حتى 6 سبتمبر المقبل، الأمر الذي يعكس حرص الجاليري على إثراء المشهد التشكيلي القطري بالإبداعات الفنية الواعدة، والتي تعمل على تلبية أصحاب الذائقة الفنية.

2389

| 30 يوليو 2019

ثقافة وفنون alsharq
الفنانة فاطمة الحمر لـ الشرق: دعم المبدعين سبب نجاح التشكيل القطري عربياً وعالمياً

أنحاز إلى رسم الخيول.. ولا أجد صعوبة في إنجاز البورتريه أنتمي إلى المدرسة الواقعية.. وأتجنب ما عداها من خيال جماليات الخيول وصفاتها استحوذت على أعمالي الفنية أعد لمعرض شخصي قريباً يضم أعمالي الفنية الصروح التشكيلية بالدولة حفزت الفنانين على الانطلاق بدأت الرسم منذ الصغر، وأسهمت المدرسة في تنمية موهبتها، إلى أن أصقلتها بالممارسة، فصارت فنانة احترافية.. هي التشكيلية فاطمة الحمر، التي تتحدث لـ الشرق عن تجربتها الفنية، وترصد مراحل اهتماماتها التشكيلية. وتتعرض فاطمة الحمر خلال حديثها إلى سر اهتمامها برسم الخيل، وما إذا كانت تجد ثمة صعوبة في رسمها لـالبورتريه، وأسباب انحيازها للمدرسة الواقعية، متوقفة عند محطاتها الفنية، إلى غير ذلك من محاور جاءت على النحو التالي: *ما هي الفكرة التي حاولتِ إبرازها للمتلقي خلال أعمالك التي يتم عرضها حالياً في كتارا؟ الأعمال التي شاركت فيها هي للخيل السباق والخيل العربية. واخترت رسم الخيل السباق، مستخدمة فيه الألوان المائية، وذلك لكون الخيل السباق رمز للقوة لدى الجميع. وخلال المعرض أبرزت الخيل السباق كونها أيقونة للجمال والصبر والقوة. كما أبرزت الخيل العربية، مستخدمة في ذلك الألوان الزيتية، بما يعكس جماليات هذه الخيول، وعملت في ذلك إسقاطاً على شخصيتي، بحبي للخيول. *وما سبب تركيزك على الخيول في هذا المعرض، وفي العديد من أعمالك الفنية؟ اهتمامي بالخيل، يرجع إلى أنني أجد فيها الإبداع، ما جعلني أدرس تفاصيلها وأتعلمها، فجعلتني صبورة، لأن الصبر صفة من صفات الخيل. كما أنني أجد في رسمي للخيل راحة لذائقة المتلقي الفنية، الذي دائماً ما يحب تفاصيل الخيول. ودائماً عالم الحيوان يتمتع بالعديد من الدقة والتفاصيل، بما يكون ملهماً للفنان المبدع، وبالشكل الذي يجعله قادراً على الطرح والإبداع، ليشاهد المتلقي العديد من التفاصيل الفنية في الخيول، وهذا أمر يحتاجه الفنان، ويقدمه للجمهور باحترافية فنية، لذلك كان بديهياً أن أحب الخيل، وأقوم برسمها، بشكل يفوق رسمي لـالبورتريه. *في هذا الإطار، هل تجدين ثمة معاناة فنية في الانتقال من رسم الخيل إلى رسم البورتريه؟ إطلاقاً، لا أجد معاناة في رسم البورتريه، لأني تعلمته منذ بداية تعلمي للرسم، وهذا ما جعلني أميل إلى رسم الخيل بدقة، وإن كنت أمارس البورتريه من حين إلى آخر، إذ أنني أجد في الفن تنوعاً ذهنياً، دون أن يكون ذلك تركيزاً على شيء بعينه. وعلى أية حال، فإن لدىّ أعمالاً كثيرة من البورتريه، غير أنني أجد نفسي في رسم الخيل، وأسعى إلى تطويره دائماً، وهو الأمر الذي يجعل الفنان متطوراً ذهنياً، فالفن ليس قاصراً على شيء، فتنوع الفنون يعتبر جزءاً من حياتنا، الأمر الذي تتطور معه نظرة الجمهور إلى الحضارات، بل إذ ذلك يجعل الجمهور ذاته مواكباً لهذا التطور الفني. وإجمالاً، فإنني لا أجد صعوبة في رسم البورتريه لأنني تعلمته، ومع الممارسة نضجت عندي الفكرة، وذلك لحرصي الدائم على التطوير والوصول إلى مستوى احترافي. الفن الواقعي * يلاحظ تركيزك على الفن الواقعي في أعمالك، على الرغم مما يراه البعض بأنه قد ولى زمانه، فما تعليقك على هذا الرأي؟ لا شك أن التنوع الفني بالدولة، وتطور التعليم وتجدد الأفكار، تجعل الفنان يفكر دائماً في أسلوب فني جديد، وهو ما يجعل البعض يرى أن الفن الواقعي قد ولى زمانه، وهذا أمر غير صحيح بالمرة، فالواقعية حاضرة وبقوة، وتثبت نفسها، وأميل إليها حتى لا تجردني من الخيال غير الواقعي، ولهذا أجد نفسي في الفن الواقعي، وإن كان البعض يرى أن التطور والتنوع الفني مطلوب، وذلك في ظل تغير الثقافات والمجتمعات، والرغبة في أن يجد الفنان نفسه في الرسم غير الواقعي، والجنوح إلى الخيال والإبداع فيه. وهذا فن أيضا جميل لدى البعض، وخاصة إذ دمج الواقعي مع التجريدي. *وهل يعني ذلك ارتباطك الوثيق بالمدرسة الواقعية؟ نعم، فأنا أنتمي إلى مدرسة الفن التشكيلي الواقعي، وأجد نفسي فيها، فالواقعية تجعلني أعيش الصورة الواقعية، بل والتركيز فيها بشكل يفوق الفنون المختلفة، فالانتماء إلى الواقعية يجعل الفنان قريباً من نفسه. ولذلك فإن أغلب الفنانين القطريين يرسمون الفن الواقعي. ولكن ذلك لا يعني أن الفن يقتصر على الواقعية فقط، فالفنان الطموح هو الذي يغير نفسه من الواقعي إلى التجريدي، في ظل تنوع الفنون، ولذلك هناك من ارتبط بالفنون الحديثة والمتطورة، بما يجعل الفنان متشبعاً ذهنياً في الفن والثقافة، نتيجة لما اكتسبه من خبرات، وعادة فإن تعلم الفنون الأخرى يمنح الفنان الكثير من الخبرات والمعارف عن الدول الأخرى، وما تتسم به من فنون. دعم الفنانين * هل ترين أن الفنان التشكيلي قد حصل على الدعم الكافي للتعريف بأعماله داخلياً، والانطلاق بها إلى مصاف الفنون العالمية؟ نعم، هناك دعم من الجهات المعنية في الدولة، وهناك أيضاً اهتمام من جانب الإعلام من صحافة وتلفزيون، علاوة على اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الدعم يحفز الفنان، ويدفعه إلى مزيد من الإبداع والانطلاق إلى العديد من المجالات الفنية، على نحو ما نلاحظه من حضور لافت للفنانين القطريين في المشاركة بالعديد من الفعاليات الفنية في خارج الدولة، سواء كانت فعاليات عربية أو دولية. وهذا الحضور العربي والدولي يسهم في نشر الوعي الفني القطري بدول العالم، وينعكس في الوقت نفسه على الفنان ذاته، بأن يكون متنوعاً في أعماله التشكيلية، ويجعل له نظرة غير تقليدية ومتجددة عن الفنون دائماً. *في هذا الإطار، ما تقييمك لحالة الفن التشكيلي بالدولة؟ ممتازة، لأن الدولة وفرت العديد من الجهات العاملة في الفنون التشكيلية، والداعمة للفنانين، مثل مطافئ وكتارا، وغيرهما من صروح فنية، وهذا ما يجعل الفنان قادراً على إبراز نفسه من خلال المعارض الفنية. كما أن اهتمام الدولة بالفن يجعل الفنان معطاءً وقادراً على الإبداع، لتقديم منتج فني متميز للجمهور، وهو ما ينعكس إيجابيا على المشهد الحضاري المتطور الذي تشهده قطر. وهذا شيء جميل إبراز حضارتنا في أوساط جميع الثقافات العربية والغربية. محطات فنية *هل تنوين إقامة معرض شخصي لك في القريب العاجل؟ أعمل على ذلك، وسيكون قريباً. * متى بدأتِ تجربتك الفنية؟ بدايتي كانت من المدرسة، وعملت على تنمية هذه التجربة، وتوظيف هوايتي الفنية، وذلك بالتعليم والممارسة الدائمة إلى اليوم، ما جعلني أستمر في ممارسة الرسم، بل وتعلم أساليب مختلفة، علاوة على النظر إلى الفنون المختلفة، وهو ما شكل لدى ذهناً فنياً قادراً على الإبداع. * وهل تعود هذه التجربة الفنية إلى أطراف داعمة؟ الهواية كانت هي نقطة الانطلاق، مع التعلم والممارسة، بالإضافة إلى الدعم من الأهل والأصدقاء في ممارسه الرسم، مما جعلني محترفة فيه، فلهم مني كل الشكر.

2763

| 29 يوليو 2019

ثقافة وفنون alsharq
فاطمة محمد لـ الشرق: عناج شخصية تشبهني

الفكرة تحيل إلى فترة ما قبل ظهور النفط وتجمع بين ثقافتين مختلفتين تجمع الفنانة التشكيلية فاطمة محمد في مشروعها الفني عناج بين الأصالة والمعاصرة من ناحية، وبين الواقعي والخيالي من ناحية أخرى، وتؤكد من خلال هذا المشروع الذي يعتبر نتاج إقامتها الفنية في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية؛ على ثقافة الاعتراف بالآخر من خلال فلسفة خاصة بها وهي استعارة إحدى مفردات الثقافة الغربية (النسر الأمريكي) ودمجها مع إحدى مفردات الثقافة القطرية (البطولة)، وهو الجانب الموضوعي في المشروع، أما الجانب الذاتي فيتمثل في ابتكارها لشخصية عناج تلك الشخصية الخيالية التي ترمز للمرأة الشجاعة والقوية، وتذكرها بجدتها التي كانت ترتدي البطولة، كما تذكرها بالنساء اللاتي كن يتولين قيادة أسرهن في الماضي عندما كان الأب يخرج للبحث عن الرزق. تقول فاطمة محمد في لقاء خاص مع (الشرق): تمثل عناج المرأة القوية التي كانت تقود الأسرة عندما يركب الأب البحر للغوص عن اللؤلؤ، وهو مشهد يحيل الى الماضي حيث كان أجدادنا يعيشون على هذه المهنة الشاقة والخطرة، وقد دفعني ذلك لابتكار هذه الشخصية التي تدعى عناج والتي ترتدي العباءة وتضع البطولة ولكن بفكرة جديدة، حيث تأخذ البطولة شكل النسر الأمريكي الذي يعتبر إحدى أبرز مفردات الثقافة الأمريكية ويرمز إلى الشجاعة، أما البطولة فهي جزء لا يتجزأ من الثقافة القطرية، وترمز إلى الأصالة. ولفتت فاطمة محمد إلى أن فكرة المشروع تعود إلى المرحلة الجامعية، حيث رسمت أول عناج باستخدام البطولة القطرية والنسر الأمريكي، وعندما نضجت الفكرة حولتها إلى أعمال فنية بديعة تراوحت بين اللوحات والمجسمات، وشاركت بها في العديد من المعارض داخل قطر وخارجها، نذكر من بينها جاليري المرخية، ومطافئ: مقر الفنانين، ومتاحف مشيرب، كما شاركت في معرض ازدواجية الاستلهام في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي غيرها من الدول. تصف فاطمة محمد التفاعل الذي حققته معارضها بالكبير والمدهش، وقالت: كان الإقبال كبيرا في الدوحة، وكذلك في أمريكا، وروسيا.. وكانت هناك إشادة بالفكرة وبالأعمال التي قدمتها، كما انبهر الناس بارتدائي للعناج والعباءة، وبفكرة دمج ثقافتين في عمل فني. أشارت فاطمة المتخصصة في فنون الطباعة والتركيب والوسائط المختلطة، إلى أن عناج تجربة فريدة في مجال الفن التشكيلي الذي بدأته منذ سنوات، وهو مشروع جمعت فيه بين ثقافتين مختلفتين، وبين مفردتين تحيلان إلى الأصالة والشجاعة، وهما المعنيان اللذان تحرص فاطمة على تجسيدهما في أعمالها، كما تؤكد أن شخصية عناج تشبهها إلى حد كبير، لذلك نجحت في تقمصها، مضيفة: عندما أرتدي العباءة والبطولة التي استوحيتها من منقار النسر الأمريكي أشعر بالقوة والشجاعة والانتماء.. مشيرة إلى أن عناج هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن ذاتها. حول شعورها وهي تقدم تجربة مختلفة عما يقدم من تجارب فنية في الساحة المحلية قالت: أشعر بالفخر تجاه ثقافتنا وهويتنا، وكذلك أعتز بكوني فنانة قطرية فرضت نفسها خارج حدود الوطن بعمل أدهش الناس لما يحمله من دلالة حضارية وفلسفية عميقة. وتابعت: خرجت عن السائد وطرحت فكرة جديدة في الفن التشكيلي بجرأة وثقة بالنفس، وحاولت في هذا العمل أن أركز على المرأة والتراث القطري، لافتة إلى أن آخر معرض أقامته كان بعنوان فاطمة محمد.. البدايات، لافتة إلى أن أعمالها حظيت باهتمام كبيرة من قبل الفنانين والنقاد وكذلك من قبل وسائل الإعلام الأجنبية، مشيرة إلى أن عناج جزء لا يتجزأ من شخصيتها ومن حلمها وموهبتها الفذة التي استطاعت أن تصقلها بالمران والمثابرة والممارسة. ولفتت الفنانة فاطمة محمد إلى أنها بصدد التحضير لإقامة معرضها القادم والذي ستحافظ فيه على نفس الشخصية مع تطوير في الفكرة، مشيرة إلى أن المعرض سيكون متنوعا، وسيجمع بين لوحات ومجسمات وفيديو، وهي تقوم بتنفيذ أعمالها في مرسمها الخاص، وقد ساعدها على ذلك تشجيع أهلها، كما حظيت وتحظى بتشجيع من متاحف قطر، وجاليري المرخية، والمراكز الفنية في الدوحة.

2823

| 29 يوليو 2019