محليات

1271

رئيس الوزراء يشهد حفل تخريج الدفعة الرابعة لكلية المجتمع

شهد معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ، مساء اليوم ، حفل تخريج الدفعة الرابعة من خريجي كلية المجتمع في قطر ، كما قام معاليه بتكريم الطلبة المتميزين والحاصلين على مرتبة الشرف العليا في التخصصات المختلفة التي قدمتها الكلية.

أقيم الحفل بمركز قطر الوطني للمؤتمرات بحضور سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم ، وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث ، وسعادة الدكتور عبدالله بن صالح الخليفي وزير العمل والشئون الإجتماعية ، وأعضاء الهيئة التدريسية بالكلية بالإضافة إلى أسر وأهالي الخريجين.

بلغ عدد الدفعة الرابعة من خريجي كلية المجتمع 165 طالب وطالبة من الحاصلين على الدبلوم المشارك في الآداب والعلوم التطبيقية وإدارة الجمارك.

وبهذه المناسبة أكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث خلال كلمته بالحفل: أن الدولة تعول على كلية المجتمع الكثير في تحقيق نقلة نوعية في تنمية رأس المال البشري في دولتنا الفتية.

وأضاف سعادته : أن التنمية البشرية أصبحت من القضايا الهامة والأساسية التي تستدعي تعاوناً كاملاً بين كافة أجهزة الدولة. مشيرا إلى أن أهمية الموارد البشرية تنبع من كونها أهم عناصر العملية الإنتاجية، ومن ثم فلابد من توفير الكفاءات الجيدة القادرة على الأداء والعطاء المتميز.

وشدد سعادته على أن توسُع الإنتاج لا يكون بالتوسع الأفقي فقط (كزيادة أعداد الموظفين أو التقنية العالية في المعدات والآلات... ) بل إن التوسع الرأسي للإنتاج هو مكمل للتوسع الأفقي وذلك برفع مستوى الكفاءة الإنتاجية عن طريق توفير الموارد البشرية المتحفزة والقابلة لعمليات التشكيل والتأهيل والتدريب.

وقال سعادته: يحق لنا في دولة قطر أن نفخر بأن قيادتنا الرشيدة قد أدركت منذ وقت مبكر أن نجاح قطر المستقبل وازدهارها رهن بتمكين شبابها وتسليحهم بالعلم والمعرفة إيمانا منها بأن الاستثمار في الإنسان إنما يمثل القيمة الأساسية في التنمية. موضحا أن التنمية الثقافية هي العصب الأساسي لعملية التنمية البشرية عموماً، بحيث يصعب تحقيق أهداف هذه التنمية ما لم يصاحبها تغير ثقافي موازٍ يهيئ المناخ المناسب لتحقيق ثمارها المرجوة.

إضافة نوعية

ونوه سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث إلى أن إنشاء كلية المجتمع في قطر ثمرة من ثمار منظومة تطوير التعليم في قطر وإضافة نوعية لمؤسسات التعليم العالي في البلاد. مشيرا لحرص القائمين على إنشاء كلية المجتمع في قطر على دراسة التجارب العالمية الرائدة في مجال كليات المجتمع بما في ذلك استعراض البرامج الأكاديمية والتقنية التخصصية واستقصاء الاحتياجات الفعلية لمختلف القطاعات المكونة لسوق العمل القطري ومن ثم وضع خطة ورؤية شاملة تطمح من خلالها إلى إعداد خريجين مؤهلين لتزويد سوق العمل باحتياجاته من الخبرات والتخصصات النوعية.

وأعرب سعادة الدكتور الكواري عن اعتزازه بالتعاون القائم بين وزارة الثقافة والفنون والتراث وكلية المجتمع في قطر، مشيرا إلى أن هذا التعاون أسفر عن إنشاء البرنامج الأكاديمي للدراسات المسرحية الذي سوف تبدأ الدراسة فيه اعتباراً من شهر سبتمبر المقبل، تماشياً مع إستراتيجية الدولة بشكل عام وإستراتيجية الوزارة بشكل خاص وهو ربط المجتمع بكليات المجتمع لخدمة المؤسسات والهيئات في الدولة.

وشدد سعادته على أن العلم والمعرفة هما الوسيلتان الأساسيتان للنجاح، وتحقيق الأحلام في الحياة فإذا اجتمعت معهما الإرادة والعزم فلا عائق في وجه النجاح.

وأشار سعادته إلى انتهائه هذا الأسبوع من تحرير كتابه "على قدر أهل العزم" وهو على شكل سيرة فكرية وقرأ بعض الفقرات التي تتعلق بالتعليم والتربية. أراد من خلالها توصية الخريجين بأن يجعلوا العلم والتعلم نصب أعينهم وأن يحفزهم على العمل الجاد من أجل تحقيق طموحاتهم وأهدافهم في الحياة.

وأوضح سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث إن إرادة الإنسان من إرادة الله فإذا توافرت الإرادة لدى الإنسان فلا شيء يقف في طريقه. ووجه سعادته كلامه للخريجين قائلا: لقد عقدتم العزم على أن تنجحوا، وها أنتم قد نجحتم، مدعومين بتوفيق الله وبدعم أسركم وتوجيه إدارتكم وأساتذتكم، وقد حققتم ما سعيتم إليه واليوم تقطفون الثمرة.

وفي نهاية كلمته هنأ سعادة الدكتور الكواري الطلبة بتخرجهم في الكلية و عائلاتهم وأسرهم على هذا النجاح، كما شكر إدارة الكلية وجهازها الأكاديمي والإداري على ما قاموا به من جهد، كان إنجاز اليوم ثمرة له.

نهضة تعليمية

من جانبه أوضح الأستاذ الدكتور إبرهيم النعيمي رئيس الكلية أن هذا يوم التخرج يأتي ليكلل جهد سنوات من العمل الدؤوب والجهد المتواصل. مشيرا إلى أن السعادة ترتسم على وجوه الآباء والأمهات والأزواج و الزوجات. الذين كانوا خير معين للطلبة في رحلتهم .

وأكد الدكتور النعيمي أن النهضة التعليمية في دولة قطر ومنها كلية المجتمع تستلهم رسالتها من رؤية قادتنا واستشرافهم للمستقبل، مشددا " إننا محظوظون بقيادة سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله- والذي يولي التعليم اهتماماً خاصاً فقد أكد سموه في مناسبات عدَّه أن تنمية الإنسان القطري هي ثروتنا الأهم، وأن مستوى تعليمه يعكس مدى نجاحنا في هذه المهمة. ومن قبله كان سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وسمو الشيخة موزة بنت ناصر حفظهم الله جميعاً. ولا أدل على اهتمام قادتنا بالتعليم من متابعة معالي رئيس مجلس

الوزراء الحثيثة لقضايا التعليم ورعايته لها. فلهم منا كل المحبة والتحية والتقدير.

وأكد الدكتور النعيمي على أن كلية المجتمع في قطر رغم حداثتها أصبحت تستقطب عددا كبيرا من الدارسين، وأضحت وجهة هامة للكثير من ابنائنا وبناتنا الراغبين في العلم، وأصبحت محطة ينطلقون منها لتحقيق طموحاتهم، ولا أدل على ذلك من الإقبال المتزايد للالتحاق بالكلية؛ إيماناً بدورها المحوري لرفد الطالب بالمعارف الحديثة والمهارات اللازمة له لمواجهة عالم متنامٍ ومتغير لا مكان فيه إلا للمتسلحين بسلاح العلم والمعرفة.

وشدد على أن الكلية آلت على نفسها أن توفر التعليم لجميع أبناء قطر ممن يبحث عن بدائل تعليمية تناسب إمكانياته وقدراته ومواقيت عمله، كما تتيح الكلية الفرصة لكل من لم تتح له فرص التعليم العالي مسبقاً.

وأضاف: من أجل ذلك وضعنا خططاً و سياساتٍ لتنفيذ برنامج عملٍ طموحٍ ينهض بدور الكلية تجاه المجتمع، ويلبي احتياجاته. ففي هذا العام، طرحت الكلية عدداً من البرامج الجديدة منها: برنامجين الدبلوم والبكالوريوس في الإدارة العامة، وكذلك برنامج المعلمة المساعدة في الطفولة المبكرة، كما تم طرح برنامج دبلوم الفنون المسرحية. وبرنامج إدارة المعلومات الصحية. وتم إعداد هذه البرامج جميعاً بالتعاون المباشر مع الوزارات والمؤسسات الوطنية والمشاركة الفعلية معها حتى نقدم البرامج التي يحتاجها سوق العمل مباشرة، كما أن لدينا المزيد من البرامج التي في طور الإعداد للطرح خلال الأعوام القادمة.

كما أطلقت الكلية النظام الالكتروني لمعلومات الطلبة الجديد والذي حمل اسم (واحة كلية المجتمع)، الذي نقل الخدمات الطلابية بالكلية إلى مرحلة متقدمة يسرت على الطلاب طرق القبول والتسجيل والإرشاد.

إتفاقية شراكة

ونوه رئيس كلية المجتمع إلى أن الكلية قامت بتوقيع اتفاقية شراكة مع جامعة ديبول الأمريكية العريقة، الأمر الذي سيؤدي الى فتح المجال أمام طلابنا للالتحاق بواحدة من أفضل الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالإضافة إلى التعاون الوثيق مع كلية المجتمع في هيوستن الأمريكية التي تربطنا بها شراكة استمرت خمس سنوات وأثمرت تعاونا جاد خدمة لأبنائنا الطلاب. كما تقوم الكلية بصفة مستمرة بتجسير عدد كبير من مقرراتها مع جامعة قطر، مما يتيح الفرص لطلاب الكلية للإلتحاق بجامعة قطر فور تخرجهم للحصول على شهادة البكالوريوس، كما يمكن لطلاب

وطالبات جامعة قطر دراسة المقررات التي تطرحها الكلية وتقع ضمن خططهم الدراسية مما يفتح المجال واسعاً للتعاون بين هاتين المؤسستين التعليميتين الهامتين بدولة قطر.

وأشار الدكتور النعيمي إلى أنه في إطار زيادة القدرة الاستيعابية للكلية واستجابة لكثرة طلبات الالتحاق بها سيتم في بداية العام المقبل افتتاح مبنيين إضافيين للكلية في منطقة روضة الحمام، لتوفير أفضل بيئة تعليمية لأبنائنا و بناتنا الطلاب والطالبات.

وأكد رئيس الكلية: ولأن أعضاء هيئة التدريس والإداريين يمثلون محوراً رئيسياً في العملية التعليمية فإن كلية المجتمع تحرص على استقطاب النخبة منهم، وتقدم لهم كل أوجه الدعم العلمي والعملي والتدريبي، وتيسر لهم جميع السبل للقيام بأدوارهم، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، بما ينعكس إيجاباً على مخرجات عملية التعليم في الكلية.

ووجه رئيس كلية المجتمع كلامه للخريجين قائلا : إن دولتنا الحبيبة بقيادتها الرشيدة تستحق منا الأفضل دائما؛ فواصلوا العطاء الجاد والمتنامي بأرواحكم وما ملكت أيمانكم في سبيل خدمة وطنكم و رفعته و جعل رايته خفاقة بين الأمم.

واصلوا طلب العلم، ولا تنقطعوا عنه أبداً، فلا مكان في هذا العالم إلا لمن يملك أدوات المعرفة والعلم.

وفي ختام كلمته تقدم الأستاذ الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس الكلية بخالص الشكر والتقدير إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمناء ، ولأعضاء هيئة التدريس والإداريين والقائمين على هذا الحفل، على مساندتهم للكلية في تحقيق مهمتها.

كلمة الخريجين

وفي كلمة الخريجين أكد الطالب علي بلال الكعبي أن تشريف معالي رئيس مجلس الوزراء ورعايته الكريمة لهذا الحفل ليُعدُّ وساماً على صدورِنا، وتاجاً كلل حفلَنا بأسمى الأكاليلِ وأغلاها.

وقال: لقد عشنا في أروقة كلية المجتمع سنوات قضيناها تارةً في قاعاتها، وتارةً في معاملها، وأخرى في مكتباتها نَنهلُ من العلومِ والمعارف، ونكتسب الخبراتِ والمهاراتِ على أيدي أساتذةٍ أجلاءَ كانوا مَنهلاً عذبا وثَرَّاً ولهم علينا أيادٍ بيضاءُ لا ننساها ما حيينا.

وتوجه بخالص الشكر والتقدير والامتنان إلى رئيس كلية المجتمع والسادة أعضاء هيئة التدريس والعاملين في الكلية الذين قدموا لهم كل المعونة، والتيسير إبَّان فترةِ دراستهم فيها.

وأضاف: أبارك لإخواني وأخواتي الخريجين والخريجات وأدعو لهم بدوام التوفيق والسداد. كما نعاهد الله ونعاهدكم أن نكون عند حسن ظنكم، وأن نكون أدوات بناء لهذه الأمة الناهضةِ الوثَّابةِ نحو التقدم والريادة في شتى المجالات، وأن نبذلَ قصارى جهدِنا للارتقاء بقطرنا الحبيبة.