رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

525

مصاب فلسطيني يجسد كل آلام ومعاناة غزة الجريحة

06 أغسطس 2014 , 12:15م
alsharq

لم ترحم قذيفة مدفعية إسرائيلية طالت سوقاً شعبياً في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، في ثاني أيام عيد الفطر، الأسبوع الماضي، المواطن محمود سكر "29 عاماً"، حيث أفقدته نصف ساقه اليسرى، ومررت حياة أسرته التي كان يعيلها هو وحده.

ويرقد سكر في مستشفى الشفاء "كبرى مستشفيات قطاع غزة"، رافعا ساقه اليسرى بصعوبة بين يدي الطبيب، ليضمد جراحه، التي أصيب بها في ذاك السوق، الذي تعرض كغيره من الأماكن الأخرى في القطاع، لقصف خلال الحرب الإسرائيلية، التي شنتها تل أبيب في الـ7 من الشهر الماضي، قبل أن يتم التوصل إلى هدنة "إنسانية" لمدة 72 ساعة، أمس الثلاثاء.

خوف على المستقبل

وبحجم الآلام التي يُعاني منها، تراود سكر مخاوف كبيرة على مستقبل أسرته التي كان يعيلها قبل أن يصبح حبيس أسرَّة العلاج، ولم يعد باستطاعته العمل كما كان يفعل من قبل، لإطعام أفرد أسرته "3 أولاد وبنت واحدة ووالدتهم".

ويقول سكر، بحزن شديد يغلف صوته المتقطع، "سابقاً كنت أنجز أعمالاً شاقة، مقابل أجر بسيط أوفر به الطعام لأبنائي، لكن الآن، لم يعد باستطاعتي العمل أو إنجاز شيء"، حسبما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء.

بداية المأساة

وفي الأيام الأخيرة للحرب كان ضَجَر نجل محمود سكر "عاصم 10 أعوام"، يزداد مع كل دقيقة إضافية يقضيها داخل المنزل، فأجواء الحرب التي حرمته الخروج منه لم يعد بإمكانه تحملها، وبات يريد مغادرته بأي طريقة كانت.

ويتنقل عاصم بسرعة داخل المنزل، محاولاً أن يختلس فرصة للخروج منه، وتوافقه في الفكرة شقيقته لينا "9 أعوام"، علهما يجدان ما يخفف عنهما سأم أيام الحرب الطويلة التي أمضوها بين 4 جدران.

وأدرك الأب سكر، حينها، أن عاصم ولينا، على وشك الخروج تحت نيران القصف الإسرائيلي، وحضرت في ذهنه مشاهد كثيرة من القتل والدمار في غزة، ولم يكن أمامه سوى أن يغلب إصرار أبنائه، ويسكتهم بحلوى قرر شرائها من سوق الشجاعية، الذي يقع على الأطراف الغربية للحي الشرقي للمدينة.

وغادر سكر المنزل لوحده، وضربات قلبه تخفق بعنف شديد، خوفاً من أن يصيب أفراد عائلته أي مكروه بفعل القصف.

وأراد سكر أن يشتري الحلوى من محل يمتلكه شقيقه، ويعود سريعاً إلى المنزل، حيث أبناءه وزوجته في انتظاره على أحرِّ من الجمر.

ويضيف المصاب الفلسطيني، "حين وصلت إلى أحد المتاجر، كان شقيقي بصدد شراء بعض الأغراض والاحتياجات الضرورية له، وطلب مني أن أبقى بداخله حتى يعود، فاستقل دراجته النارية، وتحرك بها لبضعة أمتار قليلة.

وما هي إلا ثوانٍ، حتى بدأت القذائف الإسرائيلية تنهال على السوق الذي كان يسير فيه المئات من المواطنين، بينهم نساء وأطفال.

مشهد مروع

سقط محمود سكر أرضاً على بعد بضعة أمتار من مكان القصف، بعد أن أصابت قذيفة مدفعية جدارا بجانبه، وأخذت معها نصف ساقه، وتركته ينزف الدماء، بينما قتلت وأصابت العشرات من حوله.

ومضى واصفاً مشهد القصف، "فجأة ودون سابق إنذار بدأ القصف على السوق، كان فيه المئات من المواطنين، لا أعرف كيف وجدت نفسي ملقى على الأرض ونصف ساقي غير موجود، لحظتها أصبت بحالة إغماء".

وأكمل سكر حديثه قائلا، "أوقعت القذيفة الأولى عدداً كبيراً من المصابين، وتجمع الناس والصحفيون حولنا، وحينها تجدد القصف فسقط عدد كبير جداً من الشهداء والجرحى، بينهم صحفي ومسعف".

وما من أحد يرى الجريح سكر، المعيل الوحيد لأسرته كما يقول، إلا ويلاحظ الثقوب ذات الأقطار والأعماق المختلفة في جسده ويبكي ألماً بسببها، وبات غير قادر على الحركة إلا بمساعدة أحد.

مساحة إعلانية