منوعات

2769

المخرج مهدي علي لـ الشرق: صدفة في فندق بسراييفو انتهت بفيلم سينمائي

كشف المخرج مهدي علي علي عن مشروع فيلم سينمائي قصير سيتم تصويره في جنوب فرنسا، وقال في لقاء خاص مع (الشرق) إن الفيلم في مرحلة التمويل، ويسعى للحصول على دعم من بلدية سانت ماكسيم الفرنسية. وتناول اللقاء أيضا حديثا حول مشاركته الأخيرة في مهرجان سراييفو للأفلام الذي أقيم في الفترة من 12 إلى 19 أغسطس الماضي، حيث شارك مهدي علي بمشروع فيلم "أقدام" الحاصل على منحة تطوير الإنتاج من مؤسسة الدوحة للأفلام. مؤكدا أن هذه التجربة سمحت له بالالتقاء مع خبراء صناعة السينما في منطقة البلقان، والاطلاع على فرص الإنتاج المشترك وتعريف المنتجين العالميين بالمشروع، كما عززت لديه فكرة السينما الشعرية التي آمن بها واختارها، لأن السينما الشعرية في نظره قصيدة ترويها الكاميرا، ويعود أصل المصطلح للمخرج الإيطالي بازوليني الذي يرى أن السينما أداة تعبر عن الأفكار والأحاسيس ولذلك نجدها تتعمق في الظواهر الاجتماعية وتعالجها بطريقة فيها كسر للقوالب الجاهزة في الإخراج السينمائي. ويعد المخرج مهدي علي علي أحد أبرز صناع الأفلام القطريين. قدم نفسه في مهرجانات سينمائية كبرى كمخرج سينمائي واعد، وعقد صداقات مع مخرجين وخبراء عالميين في صناعة السينما. حصد فيلمه الروائي القصير "المسرح المكشوف" في عام 2020 جائزة "البراق" بمهرجان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) بكندا، ولا يزال يثابر في هذا المجال، طامحا لحصد المزيد من الجوائز. وأسرار يكشفها المخرج مهدي علي لأول مرة: الحوار التالي يحمل معلومات

◄ كيف تصف مشاركتك الأخيرة في مهرجان سراييفو للأفلام، خاصة وأنها تأتي بعد تجارب عدة في مهرجانات دولية؟

◄ هذه المشاركة الثالثة لي في هذا المهرجان الذي يحتوي على سوق خاص لمشاريع أفلام اسمه "سينالينك"، تهتم بأفلام دول منطقة البلقان التي لها ميزة السينما الشعرية والاعتماد بشكل كبير على التكوين الداخلي للمشاهد. من الجميل الالتقاء بمخرجي هذه الأفلام، وتبادل الحديث، وربط صداقات فنية معهم مثل الصديق المخرج دانيس تانكوفيتش الحاصل على جائزة الأوسكار عن فيلمه "الأرض القاحلة".

هذه المشاركة أتاحت لي الفرصة للاطلاع على المشاريع المنجزة بعد جائحة كورونا وتخفيض القيود الصحية، والمتعة السينمائية مختلفة في هذا المهرجان مقارنة بالمهرجانات الكبرى، لأن البساطة تتيح لك أن تلتقي بخبراء السينما العالمية الذين حضروا لمساعدة صناع الأفلام الشباب في منطقة البلقان، فأشكر القائمين على المهرجان لإتاحة فرصة المشاركة بمشروع فيلم عن حياة مدرب منتخب قطر لكرة القدم جمال الدين موسوفيتش والذي درب عددا من الأندية القطرية ايضا، والالتقاء بخبراء الصناعة والمنتجين الذين أبدوا اهتمامهم بالمشروع.

◄ كيف كان تقييم خبراء صناعة السينما لمشروع فيلم "أقدام". وماهي فرص الإنتاج المشترك التي تلقاها المشروع؟

◄ مشروع الفيلم في بدايته، التحضير لهذا المشروع بقراءة كتاب عن سيرة جمال الدين موسوفيتش وبعد عدة لقاءات معه، توصلنا لمعالجة فنية لتجربة حياتية مميزة، أبهرت هذه المعالجة الخبراء الذين ينتظرون كتابة السيناريو، وأيضا منتجين من صربيا ورومانيا وألمانيا والبوسنة، الذين أبدوا اهتماما كبيرا بالمشروع للإسهام بالتمويل المشترك والتي تعني إسهامات مالية أو الاستعانة بالبنية التحتية لصناعة الأفلام في هذه الدول سواء بالمحترفين الفنيين أو الخدمات الإنتاجية المتوفرة لديهم، سعدت كثيرا بهذا الاهتمام للمعالجة المكتوبة للمساندة المستقبلية لهذا المشروع.

◄ ماذا أضافت لك هذه المشاركة في مهرجان سراييفو للأفلام على المستوى الشخصي والفني أيضا؟

**في المرات السابقة كنت دائما أظهر بطاقية مخرج سينمائي فقط، ولكن هذه المرة ظهرت بطاقية مخرج ومنتج سينمائي معا، مما ساعدني على الاطلاع أكثر على مصادر التمويل للمشاريع السينمائية والاجتماع مع خبراء التمويل السينمائي وبخاصة هذا المشروع الذي سيصور مجمل أحداثه في البوسنة وجزءا من الأحداث في دولة قطر.

مصادفة

◄ لماذا اخترت تجربة المدرب جمال الدين موسوفيتش، وما هو الشكل الذي سيأخذه الفيلم؟

◄ المصادفة هي التي اختارت تجربة المدرب جمال الدين موسوفيتش، حيث تواجدت في العام الماضي في زيارة خاصة للقاء جهة إنتاجية أبدت اهتمامها بمشروع فيلم "دويحة"، وكان اللقاء في فندق أروبا الشهير بمدينة سراييفو. شاهدت في بهو الفندق المدرب جمال الدين، فسعدت كثيرا لرؤيته عن قرب، واتجهت إليه لتحيته والحديث معه، وأثناء حديثي معه تبادر إلى ذهني الفترة الزمنية التي تواجد فيها في قطر، والتي تزامنت مع حرب البوسنة؛ قلت له ممازحا: ربما تكون قصة حياتك فيلما، فطلب مني أن ألتقيه في صباح اليوم التالي لاحتساء قهوته المعتادة في الفندق، وفي اليوم التالي أحضر معه كتابا عن سيرته وبعض الصور، وتكلمنا عن بعض المواقف في حياته وفترة تواجده في قطر، فوعدته بأن أطلع على الكتاب لعلي أجد شيئا ما لتحويله إلى قصة فيلم سينمائي، وفي نفس الزيارة تعرفت على المخرجة البوسنية أمينة كوجندزيتش، التي طلبت منها مساعدتي قراءة الكتاب باللغة البوسنية، فوجدنا أن تجربة حياته مثيرة وبها محطات مليئة بالمشاعر الانسانية يمكن تقديمها بصور جمالية على شاشة السينما.

◄ هل سيكون الفيلم جاهزا لعرضه في مهرجان أجيال السينمائي القادم؟

◄ في العادة الأفلام الطويلة تنجز في ثلاث سنوات من مرحلة الكتابة الى مرحلة العروض السينمائية، وبما أن الفيلم في مرحلة إعداد المسودة الأولى للسيناريو فإن الفيلم سيكون جاهزا للعرض في سنة 2024 على أقل تقدير، حيث من المخطط الانتهاء من إعداد المسودة الأولى في شهر يناير العام القادم ومن ثم العمل على تطويره لمدة ستة أشهر، والدخول في مرحلة التحضير لتصوير الفيلم، ثم تصويره، ومرحلة المونتاج والمكساج، ويتزامن مع هذه المراحل مرحلة التمويل وإنتاج الفيلم.

◄ يشارك مشروع الفيلم في ورشة كتابة السيناريو "حزاية" مع مؤسسة الدوحة للأفلام. ما الهدف من هذه المشاركة، وكيف ترى أهميتها بالنسبة اليك كصانع أفلام؟

◄ الهدف الرئيسي بالمشاركة في ورشة "حزاية" هو الخروج منها بمسودة الأولى للسيناريو، تمت دعوتي للمشاركة في الورشة من قبل المؤسسة، وعندما قرأت أسماء الخبراء المشاركين في الكتابة السينمائية وجدتهم ينتمون لمدرسة السينما الشعرية لأني أريد لهذا الفيلم أن يصطبغ بالتكوين الشعري للصورة الفنية، فيمكنهم مساعدتي ومساعدة المخرجة أمينة كوجوندزيتش على ذلك.

◄ تقوم المخرجة البوسنية أمينة كوجوندزيتش بكتابة سيناريو الفيلم والمعالجة الدرامية. ماهي الجوانب المتفق عليها في هذا المشروع؟

◄ بعد قراءتنا للكتاب، اتفقنا على صناعة فيلم سينمائي تحتوي على لوحات وصور شعرية بالرغم من أن الشخصية الرئيسية تنتمي الى عالم كرة القدم، المشاعر المحيطة للشخصية يمكن تحويلها الى صور فنية شعرية لأصحاب الذوق الرفيع بعيدا عن البناء الدرامي في السينما التجارية.

◄ كيف تصف دعم مؤسسة الدوحة للأفلام لهذا المشروع، ولصناع الأفلام في قطر والعالم بشكل عام؟

◄ أثناء تواجدي في مهرجان سراييفو الكثير من صناع الأفلام من منطقة البلقان سألوني عن إمكانيات المؤسسة لدعم مشاريعهم وعن الورش التعليمية التابعة لها. إن سمعة المؤسسة في مساندة صناع الافلام منتشرة على نطاق واسع والكل يبحث ويحاول التواصل معها، وعندما علم خبراء السينما بأن المشروع حصل على منحة التطوير من المؤسسة، سعدوا بذلك لأنهم يعلمون أن "الدوحة للأفلام" تختار المشاريع بضوابط فنية عالية، كما أن التسهيلات المتوفرة لديها تجعلها منارة لصناع الأفلام للوصول الى مبتغاهم.

عمل متبادل

◄ كيف ترى التجارب السينمائية القطرية خاصة وأن البعض منها حقق جوائز في مهرجانات دولية، وما المطلوب من صناع الأفلام في المرحلة القادمة؟

◄ هذا نتاج عمل متبادل بين المؤسسة وصناع الأفلام. إن صانع الفيلم المثابر والذي يطور من أدواته السينمائية يحصل على حظوة من المؤسسة ورعاية مميزة، فالجهد المبذول من الطرفين حقق هذه الإنجازات.

يحلم الكثير من صناع الأفلام حول العالم بالمعاملة التي يحظى بها صانع الأفلام في قطر، فعلى صناع الأفلام الاستمرار بتقديم الأفكار والبحث والغوص في المشاعر الانسانية التي تحيط بهم.

◄ ماهي وجهتك السينمائية القادمة؟

◄ أعمل على مشروع فيلم سينمائي قصير سيصور في جنوب فرنسا في مدينة سانت ماكسيم، يتحدث المشروع عن مشاعر الإنسان ناحية البحر، هناك من يحب البحر وهناك من يكرهه ويريد الانتقام منه لتسببه في آلام غير قابلة للنسيان، والفيلم في مرحلة التمويل، حيث نسعى الحصول على دعم بلدية سانت ماكسيم لانجاز الفيلم.

اقرأ أيضاً

بلاس فاندوم يعود مرة أخرى بتجربة التسوّق الأبهى مع حسومات تستمر 24 ساعة

بالازو نيرو تدشن جناح Hasnia Couture في الحزم مول

كوريا الجنوبية وجهة مثالية للسياحة الغذائية والأطباق الشهية

أخبار ذات صلة

ابيكس هيلث تحصد خمس جوائز ضمن شهادة المبادرة الذهبية للتميز في تجربة المريض من اتحاد المستشفيات العربية

فيديو.. حلاق مصري بهولندا يقص شعر أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي "مجانا".. والسبب "مرموش"