محليات

1471

بعد الكشف عن ألبان أطفال منتهية الصلاحية.. مواطنون يطالبون بتغليظ العقوبات

غياب الضمير والمكسب السريع وراء التلاعب بأرواح الأطفال الصغار

فخرو: لابد من إعادة النظر في قوانين الصيدليات وتراخيصها

مبارك: لابد من تغليظ عقوبات المتهاونين بصحة الناس

يبدو أن غياب الضمير والسعي وراء المكسب السريع على حساب صحة الآخرين، أصبحا الأهم والأساس لدى بعض ضعاف النفوس، وهذا ما كشفت عنه الكارثة الحقيقية التي تم ضبطها، وتمثلت في عرض ألبان منتهية الصلاحية لأطفالنا في بعض الصيدليات، وهذا ما أكدته وزارة الاقتصاد والتجارة حينما قامت بغلق صيدلية في منطقة العزيزية لمدة أسبوع، تبيع ألبان أطفال منتهية الصلاحية، مما أثار صدمة كبيرة بين الأسر، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات قانونية، وعقابية رادعة في حق كل من تسول له نفسه الاستهانة بأرواح ابنائنا، متسائلين إذا تم ضبط كميات من الحليب منتهية الصلاحية في صيدلية واحدة، فما الضمان أن باقي الصيدليات المنتشرة أو معظمها لا تقوم بنفس الفعل دون دراية الزبائن، مؤكدين ضرورة تشديد الحملات التفتيشية على كافة صيدليات الدولة والكشف على تواريخ إنتاج ألبان الاطفال، وأدوية الفيتامين وباقي منتجات الصيدليات، لأن تلك الواقعة قد تكشف عن وقائع مماثلة، مؤكدين أن الغلق لمدة أسبوع، ليس كافيا لمن لا يراعون صحة أبنائنا، وتلاعبوا بها في حالة من غياب الضمير والمسؤولية والوعي.

" الشرق " تناولت ردود أفعال البعض من المواطنين، الذين أكدوا أن الحل الوحيد يكمن في تغليظ العقوبات على هؤلاء المخالفين تأديبا وعقابا على تلاعبهم بصحة الأبناء الصغار، مع ضرورة توعية الجمهور بطرق معرفة ما إذا كان حليب الأطفال صالحا للاستهلاك الآدمي أم لا.

إهمال واستهتار

في البداية قال المواطن خالد فخرو: إن هذه المخالفة تدل على الاهمال والاستهتار بصحة أطفالنا، لذلك يجب تغليظ العقوبات، بحيث يتم توقيع أقصى درجات العقوبة والإغلاق التام، لأنها مخالفة دخيلة على مجتمعنا القطري، ولم تكن موجودة من قبل، مشيرا إلى أن الحزم والجدية في التعامل معها، يسهمان في القضاء عليها من جذورها قبل أن تصبح ظاهرة.

لذلك لابد من إعادة النظر في قوانين الصيدليات وتراخيصها وخلق آليات جديدة في عمليات التفتيش المتعلقة بها، خاصة بعد المخالفات التي ترتكبها بعض الصيدليات خلال الآونة الأخيرة، ومنها أيضا رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه وتلاعب شركات الأدوية بأسعار السوق، حتى أصبح سعر الدواء داخل قطر هو الأعلى مقارنة بأسعار باقي الدول المجاورة، مستغلين في ذلك ثقة الزبون وعفويته في التعامل معهم.

وتابع فخرو قائلا: إن واقعة الحليب المنتهي الصلاحية للأطفال، يجب أن تكون بمثابة الوقفة الجادة في طرق التعامل مع أصحاب الصيدليات، ومدى تنفيذها لشروط وقواعد وزارة الصحة، خاصة أن الحليب من السلع المهمة لجميع الأطفال، لذلك يجب أن يتبع هذا الإغلاق الكشف عن كافة منتجات الألبان الخاصة بالأطفال، ليس في الصيدليات فقط بل أيضا في المجمعات التجارية، ومحلات السوبر ماركت وغيرها من المنافذ التجارية التي تطرح ألبان الأطفال على الزبائن، متسائلا هل عقوبة غلق الصيدلية أسبوعا واحدا فقط، كافية كعقاب على هذه الجريمة أم من الأفضل غلق الصيدلية إغلاقا كاملا، وسحب ترخيصها وإتباع باقي الإجراءات القانونية الأخرى ضد صاحبها.

فقدان الثقة

أما المواطن محبوب مبارك فقال: إن الكثير من الجمهور يتعامل مع الصيدليات، سواء في الحصول على بعض الأدوية الخفيفة، أو ألبان الأطفال خاصة مع الثقة التي يضعها العميل في الصيدلية، حيث يفضل البعض من العائلات التعامل مع الصيدليات على أنها أكثر أمانا في منتجاتها، مشيرا إلى أن تلك الواقعة سوف تفقد الثقة في التعامل بين الصيدلية والعميل، وتساءل المواطن عن مصير باقي المنتجات داخل الصيدليات، والتي تقبل عليها النساء مثل أدوات التجميل.

بالاضافة أيضا إلى أدوية "الدايت" والفيتامين وغيرها من الأدوية الأخرى، التي يجب الكشف عليها ايضا حتى لا يكون مصيرها نفس مصير ألبان الأطفال، وتصيب الآخرين بأمراض مختلفة.

وأشاد مبارك بالدور الذي تقوم به وزارة الاقتصاد، في الكشف عن هذه الجرائم والوقائع المخجلة الدخيلة على السوق القطري، ولكن من المهم خلال الفترة القادمة تكثيف هذه الحملات بالتعاون والتنسيق التام مع وزارة الصحة، والعمل على مراجعة تراخيص كافة الصيدليات، ومحاولة توفير خط ساخن في حالة الشكوك في أية صيدلية يتم الإبلاغ عنها أيضا.

ولفت إلى أن أسعار الأدوية داخل الصيدليات، والتي تعد ايضا مخالفة صريحة من مخالفاتهم المستمرة، حيث يختلف السعر من صيدلية إلى أخرى في بعض الأدوية، رغم أن المنتج يحمل نفس المواصفات ونفس العلامة التجارية والشركة المنتجة، ورغم ذلك البعض يبالغ في بيعها للزبائن من أجل المكسب السريع ايضا.

وأكد على أن الغلق لفترة محدودة ليس كافيا، وانه يجب أن يكون العقاب أو الإجراء متوافقا مع نوعية الجرم الذي يرتكبه صاحب الصيدلية وتداعياته الخطيرة على صحة الإنسان.

وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة قد أعلنت عن إغلاق إحدى الصيدليات في منطقة العزيزية لمدة أسبوع، إثر قيامها بعرض وبيع حليب أطفال منتهي الصلاحية لعلامة تجارية مسجلة.

وأكدت الوزارة أنها ستكون حازمة في وجه كل من يتهاون في القيام بالتزاماته بقانون حماية المستهلك ولائحته التنفيذية، وستكثف حملاتها التفتيشية لضبط مثل هذه الممارسات وستحيل كل من يخالف القوانين والقرارات الوزارية المنظمة لعمل الإدارة إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضده وذلك حمايةً لحقوق المستهلكين.

وحثت وزارة الاقتصاد والتجارة جميع المستهلكين على الإبلاغ عن أي تجاوزات أو مخالفات بالتواصل مع إدارة حماية المستهلك ومكافحة الغش التجاري التي تستقبل الشكاوى والاقتراحات والاستفسارات من خلال قنوات التواصل وحساب وزارة الاقتصاد والتجارة على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق وزارة الاقتصاد والتجارة على الهواتف الذكية المتوافرة على أنظمة أجهزة الآيفون والآيباد والإندرويد MEC_QATAR.