رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1343

العراق.. بلد الطاقة يعاني من شح في الكهرباء

07 يونيو 2022 , 02:42م
alsharq
العراق يواجه ازمة في الكهرباء خاصة خلال الصيف - أ ف ب
بغداد - قنا

أصبحت أزمة التيار الكهربائي ملازمة للمجتمع العراقي، وقد فشلت جميع الجهود منذ عام 2003 في إنهائها، رغم إنفاق مبالغ طائلة على هذا القطاع، حيث أدت الأزمة إلى إلحاق خسائر كبيرة باقتصاد البلاد.

ورغم التحسّن النسبي الذي طرأ على ملف الطاقة الكهربائية في العراق خلال الشهور الأخيرة، فإن كثيرًا من العراقيين لا يبدون تفاؤلًا باستمرار ذلك، متوقعين أن تعود الأزمة مرة أخرى هذا الصيف.

ومع أول موجة حر تضرب العراق تتجدد أزمة الكهرباء، ويبدأ مسلسل المعاناة تزامنًا مع دخول موجة الحر الأولى بمعدل قارب الـ 48 درجة مئوية في اليوم الأول من شهر يونيو الجاري.

ومع توقف إمدادات الغاز الإيراني،، انخفض معدل ساعات إمداد المواطنين بالكهرباء في إطار أزمة طاقة تشهدها البلاد دون أن تنجح السلطات المتعاقبة في حلها.

وعلى غرار ما يحدث منذ سنوات قدمت وزارة الكهرباء أحد أهم الأسباب التي تقف وراء تراجع ساعات الإمداد، المتمثل بوقف إيران إمدادات الغاز لعدم سداد العراق المستحقات المالية لها، والتي تبلغ أكثر من مليار دولار، وحددت نهاية مايو الماضي موعدًا للسداد، ولم تمهل إيران العراق يومًا واحدًا قبل أن تقوم بقطع أو خفض إمدادات الغاز.

وبات موضوع الكهرباء بالنسبة للعراقيين لغزًا محيرًا، لا سيما وهم يعرفون أن أكثر من 70 مليار دولار أُنفِقت على هذا القطاع منذ عقدين من الزمن من دون إيجاد حل للمشكلة.

وتقول مصادر نيابية إن وزارة الكهرباء طلبت من البرلمان تخصيص نحو ملياري دولار لقطاع الطاقة في مشروع قانون الأمن الغذائي المزمع إقراره في البرلمان خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ترأس أمس الأول اجتماعًا للجنة الطاقة، ناقش فيه عمليات الإدامة والصيانة لشبكات نقل الطاقة الكهربائية، والوقوف على آليات توفير الوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، وإيجاد المعالجات السريعة للمشكلات التي قد تعترض ديمومة عملها.

كما ناقش الاجتماع إجراءات وزارة الكهرباء في توفير الطاقة، والزيادة الحاصلة في الإنتاج، وأيضًا في ساعات توفير التيار الكهربائي، كما استعرض نتائج زيارة وفد وزارة الكهرباء إلى إيران لبحث ملف استيراد الغاز.

وإلى جانب مشكلة توقف إمدادات الغاز الإيراني التي تؤدي إلى خروج نحو 7 آلاف ميغاواط من إجمالي الطاقة المنتجة التي تصل إلى نحو 20 ألف ميغاواط، يواجه قطاع الكهرباء عمليات تخريب شبه منظمة تتعرض لها خطوط النقل فائقة القدرة الرابطة بين المحافظات، والتي بلغت العام الماضي أكثر من 100 عملية أدت إلى خروج المنظومة الكهربائية في بعض المناطق بالكامل عن الخدمة.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في تصريح صحفي: إن جميع وزراء الكهرباء نجحوا بأداء مهامهم، سواء على صعيد توليد الطاقة الكهربائية أو نقلها أو توزيعها، بدلالة صعود الإنتاج من 3400 ميغا واط في عام 2003 إلى 25 ألف ميغا واط.

وأضاف أن هذه القدرات لم تواكب حاجة المواطنين، بالنظر للزيادة الحاصلة على الطلب، وبعد تحويل المناطق الزراعية والعشوائية إلى مناطق سكنية، فضلًا عن تعرض المنظومة إلى تدمير من قِبل المنظمات المسلحة في بعض المناطق.

وأشار إلى أن توفير الخدمة إلى المواطنين بحاجة إلى جملة من المقومات والعوامل والجهود لكي تكتمل... مشيرًا إلى أن الكهرباء من أكثر الوزارات التي ازداد حجم إنتاجها وبناها التحتية بـ 720%، مقارنة بباقي الوزارات.

وبيّن أن العراق كان لديه 6 آلاف كم من الخطوط الناقلة في عام 2003، واليوم أصبحت 28 ألف كم، منوهًا بأن الوزارة طوال السنوات الماضية أولت أهمية كبيرة للإنتاج، ولم تنتبه إلى جزئيات معينة تتمثل بفك خطوط النقل وتصريف الأحمال، وتدعيم قطاع التوزيع وتأهيله بنحو يتلاءم مع الوضع.. مقرًّا بوجود بعض التقصير وسوء إدارة في جزئيات معينة، لكن هذا لا يعني أن الوزارة لم تعمل على تطوير بناها التحتية، بل إنها عملت بقوة ووفق معطيات، مع مراعاة ضعف الإمكانيات وانحسار الموازنات والإرهاب الذي طال البنى التحتية.

ونوه بأن حجم الديون المترتبة على وزارة الكهرباء يمثل قيمة الغاز الإيراني عن عام 2020، والبالغة أكثر من 1.6 مليار دولار، مؤكدًا أن العراق لديه محطات تحتاج إلى الغاز لتشغيلها، ونتيجة عدم كفاية الخطة الوقودية الوطنية تم اللجوء إلى الجانب الإيراني.

وأردف أن إمدادات الغاز الإيراني كانت بحدود 35 ألف مليون متر مكعب، وحصل اتفاق بأن يصلنا في الوقت الحالي 45 مليون متر مكعب، بشرط أن ندفع الديون السابقة.. لافتًا إلى أن العراق لم يتمكن من دفع الديون السابقة بسبب تعطيل إقرار قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي.

مساحة إعلانية