رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

550

شكلت زلزالا سياسيا..

احتفالات متواضعة بموسكو في الذكرى المئوية للثورة البلشفية

07 نوفمبر 2017 , 03:08م
alsharq
موسكو - فرانس برس

تحيي روسيا الثلاثاء ذكرى مرور مئة عام على الثورة البلشفية التي شكلت زلزالا سياسيا كبيرا في القرن العشرين، في احتفالات متواضعة إذ أن الكرملين يتجنب أي تمجيد لتغيير النظام بالقوة.

وكان السوفيات يحيون هذه الذكرى في احتفالات كبيرة تشمل عرضا عسكريا في الساحة الحمراء في السابع من نوفمبر، لكن برنامج المراسم الثلاثاء يقتصر على سلسلة من المعارض والندوات التي يعقدها خبراء.

ونظم عرض عسكري في الساحة الحمراء لكنه لا يتجاوز مرور جنود ببزاتهم العسكرية من عهد عروض 1941 خلال معركة موسكو في أوج الحرب العالمية الثانية.

أما الاحتفالات النادرة التي سيشارك فيها الجمهور فستكون فرصة تؤكد خلالها السلطات على أهمية الوحدة الوطنية والمصالحة وتتجنب القضايا الحساسة.

وصرح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين سيمضي هذا اليوم كغيره من أيام العمل الأخرى، وكان بيسكوف صرح للصحفيين في أكتوبر "لأي سبب يجب أن نحتفل بهذا الحدث؟".

من جهته، قرر الحزب الشيوعي الذي يبقى أكبر حزب معارض في البرلمان الروسي، عقد تجمع بالقرب من تمثال كارل ماركس غير البعيد عن الكرملين. لكن لا يتوقع أن يشارك في هذا الحدث أكثر من خمسة آلاف شخص.

أما الحركة اليسارية القومية "روسيا أخرى" التي يقودها الكاتب ادوارد ليمونوف فقد دعت إلى تظاهرة سمحت بها السلطات في موسكو، وكانت شرطة سان بطرسبورج أوقفت نحو عشرين من أنصار هذه الحركة الاثنين.

واختار عدد قليل جدا من الصحف الروسية أن تكون عناوينها حول ذكرى الثورة الثلاثاء، مكتفية بالتذكير ببعض الأحداث أو تعليقات مؤرخين، وعنونت صحيفة "كومسولسكايا برافدا" الشعبية "احتفالات كبيرة أم مأساة كبرى؟".

"طي الصفحة"

حرص الرئيس فلاديمير بوتين من جهته على تجنب معظم المناسبات التي نظمت في الذكرى المئوية للثورة بما في ذلك عرض ضوئي ثلاثي الأبعاد في نهاية الأسبوع على واجهة القصر الشتوي في سان بطرسبورج مسقط رأسه.

وكان الحدث الوحيد الذي شارك فيه بوتين في إطار الاحتفال بهذه الذكرى افتتاح كنيسة جديدة في موسكو، وقد أكد انه حدث "يرتدي طابعا رمزيا كبيرا".

وفي نهاية أكتوبر، دشن بوتين نصبا لضحايا حملات القمع السياسي مؤكدا انه يريد "طي صفحة" انقسامات الماضي.

وصرح بوتين الذي سعى منذ وصوله إلى السلطة إلى المصالحة بين المجتمع والذاكرة الوطنية، في نوفمبر ان الثورة "جزء لا يتجزأ ومعقد من تاريخنا يجب معالجته بموضوعية احترام".

ومن غير الوارد بالنسبة له الاختيار بين روسيا القيصرية التي يشدد على الاستقرار والقيم التقليدية التي سادتها، وروسيا السوفياتية التي هو نتاجها.

وتعكس اللجنة التي شكلت للاحتفالات حذر بوتين في هذا المجال، فهي تضم شخصيات مستقلة ومنتقدين للسلطة ووزراء ومسؤولين من الكنيسة الارثوذكسية، لكن ليس فيها أي عضو في الحزب الشيوعي الحالي أو ملكي.

"صمت مطبق"

بالنسبة للكرملين، يفترض أن تفيد الاحتفالات في "استخلاص دروس الماضي"، وهذه "الدروس"واضحة وهي الوقاية من أي محاولة احتجاج على السلطة في الشارع خصوصا قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مارس 2018 ولا يشكك احد في أن بوتين سيترشح فيها لشغل المنصب لولاية رابعة.

وتقوم السلطات بشيطنة أي شكل من الاحتجاج فورا وترى في كل حركة سياسية أو اجتماعية من هذا النوع عمل قوات "مناهضة للوطن" مرتبطة إلى حد ما بالخارج.

وأوقفت الشرطة في عطلة نهاية الأسبوع مئات المتظاهرين المعارضين لبوتين الذين نزلوا إلى الشارع بدعوة من معارض متطرف في المنفى، وكذلك عشرات من أعضاء مجموعات قومية ويمينية متطرفة صغيرة.

وبالنسبة لعدد كبير من الروس يفترض أن تمر الذكرى بلا تأثير، وكشفت دراسة طلبها الحزب الشيوعي أن 58 بالمائة من الروس ليسوا على علم بتنظيم أي احتفالات.

وقال المؤرخ ايفان كوريلا في صحيفة "فيدوموستي" أن "البلاد التي كان أكتوبر محور وجودها في الماضي، تحيي الذكرى المئوية للثورة بصمت مطبق".

مساحة إعلانية