رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

397

خفوت صوت الاعتدال بلبنان بارتفاع ضجيج الصراع بالمنطقة

08 فبراير 2014 , 04:15م
alsharq
بيروت - وكالات

لم ينج لبنان، الذي عانى من حرب أهلية ولا يزال يئن من تداعياتها حتى الآن، من موجة التطرف التي تجتاح المنطقة حاليا، فلا ديمقراطيته التعددية ولا تنوعه الثقافي والديني ولا حتى حرصه على عدم تكرار تجربة الاقتتال الداخلي شفعوا له، فدخل دوامة العنف مع اختباره حديثا "حرب الانتحاريين" على وقع التحذيرات من فتنة سنية شيعية.

حافة الهاوية

إلا أن خطورة "الرقص على حافة الهاوية" من قبل بعض الجهات اللبنانية وانزلاقها في المستنقع السوري، أعاد الحديث وبقوة عن مصير الاعتدال والتنوع والانفتاح في هذا البلد، الذي لطالما كان نموذجا لمحيطه العربي.

ويحتدم النقاش الداخلي مع كل عملية انتحارية حول الفريق الذي استجلب التطرف إلى لبنان، فيتم تبادل التهم وتقاذف المسؤوليات، وبنفس الوقت تعلو الأصوات بحثا عن ما تبقى من معتدلين علّ الخلاص يأتي على أيديهم.

صحيح أن صوت الأكثرية الساحقة من هؤلاء المعتدلين خفت ليصدح صوت الجماعات المتطرفة مع احتدام الصراع السوري، إلا أن خبراء لا زالوا يرون "كثيرا من الاعتدال" عند مختلف مكونات المجتمع اللبناني لا بد أن يطفو من جديد.

وأشار المؤرخ والأكاديمي عصام خليفة، إلى أن تصاعد العنف في المنطقة بالتزامن مع ضعف الدولة اللبنانية والتدخل الإقليمي بشؤونها "من خلال دفع الأموال"، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وانهيار فكرة القانون، كلّها عوامل أدّت لـ"تراجع الاعتدال والمعتدلين في ظل تنامي موجة التطرف في المنطقة".

وقال خليفة: "لكن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين لا تزال معتدلة أكان من المسلمين أو المسيحيين، والمشكلة أن هؤلاء ليسوا منظمين كما أن وسائل الإعلام بيد القوى الأخرى".

وأوضح، أن "قوة التطرف بدأت بالبروز مع قيام إسرائيل، كونها تحدت المجتمع الدولي واستخدمت العنف، فكان العنف المضاد".

ولفت إلى، أنّه في هذه المرحلة، ساهم "الفقر والجهل والأمية والتخلف والأنظمة الاستبدادية كما السياسات الدولية في المنطقة، في تمدد التطرف بالرغم من ان لا شيء في الأديان، لا المسيحية ولا الإسلامية، في حال فسّرت بشكل صحيح، يدعو للعنف".

تطرف عاصف

وطرح خليفة أكثر من حل، للحد من التطرف العاصف بالمنطقة، أولها "إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي، أصل العنف، العمل على التنمية الداخلية وتقوية لدولة من خلال الحكم الرشيد وليس الأمن العسكري، كما ضبط صلة الخارج بالداخل".

وقد برز مؤخرا تشكيل جناح لبناني لجبهة النصرة التابعة للقاعدة كما دخول "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش"، إلى الساحة اللبنانية، بعد أن تبنى التنظيمان 3 تفجيرات لسيارات مفخخة يقودها انتحاريون معظمهم لبنانيون، في معقلي حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة الهرمل شرق لبنان أوقعت 15 قتيلا و145 جريحا خلال شهر يناير الجاري، ردا على قتال عناصر حزب الله إلى جانب قوات النظام السوري.

وترد الدكتورة منى فيّاض، الأستاذة في قسم علم النفس في الجامعة اللبنانية، في بيروت، تنامي التطرف لبنانيا، "لكون الديمقراطية لدينا شكلية باعتبار أن الدستور اللبناني، وبالرغم من كونه من أفضل الدساتير في العالم، إلا أنّه يلحظ الطائفية السياسية وبالتالي توزيع المناصب على أساس طائفي."

وقالت فيّاض: "في لبنان هناك حقوق للطوائف وليس للأفراد، كما أن نظامنا السياسي لا يسمح للمواطنين المدنيين أن يبرزوا، فالطائفة دائما هي الوسيط بين المواطن والدولة".

ولفتت إلى، أن "حصر مقاومة إسرائيل بطائفة معينة، هي الطائفة الشيعية، عبر حزب الله، جعل معظم الشيعة في لبنان يتكتلون داخل الطائفة خائفين من الآخرين، يشعرون أن هؤلاء يتكتلون ضدهم".

وأضافت:"عندما يتمحور النزاع ضد إسرائيل بيد فئة معينة تهمش باقي الفئات، فذلك يخلق ردود فعل متطرفة لدى الأطراف الأخرى خاصة في ظل السلوك الحالي لحزب الله وإعلانه أكثر من مرة أنّه ينفذ أجندة الولي الفقيه وأن عناصره جنود لديه ...ما يجعل انتماءهم الطائفي يأتي قبل انتماءهم للوطن".

وأكّدت فياض أن هناك "فئة وازنة" من المعتدلين في لبنان لكنّها غير قادرة على أن تتحرك لان القوانين المرعية الإجراء لا تعترف بها، وتساءلت:"هل المدني المعتدل

قادر أصلا على أن ينتخب معتدلا مثله، طالما أن النظام الانتخابي الحالي يصنّف المرشحين حسب طوائفهم؟"

دولة مدنية

وشدّدت على أنّه، "طالما نحن غير قادرين حاليا على القيام بثورة على النظام القائم، وبناء دولة مدنية حديثة، فحري بنا أن نبدأ بإصلاح القانون الانتخابي كخطوة أولى في مسار الألف ميل".

وعن سبب بروز التطرف السني، أشارت إلى أن السنة في المشرق يشعرون أنّهم "مهانون وتعرضوا للظلم، خاصة بعد استدارة حزب الله من محاربة إسرائيل إلى قتال الشعب السوري، لذلك لجأوا إلى أجنحة عسكرية لمواجهة هذا الظلم، علما أن التطرف موجود لدى كل الطوائف دون استثناء".

وأعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، مطلع العام 2012 مشاركة الحزب بالقتال إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد لمواجهة "الجماعات التكفيرية"، فيما انضم عدد من اللبنانيين المناصرين للثورة السورية من بينهم جهاديين، إلى القتال مع قوات المعارضة المسلحة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حزب الله قاسم قصير أن السبب المباشر والرئيسي لتنامي التطرف لبنانيا هو الصراع السوري الدموي المستمر منذ مارس 2011، بالإضافة لانتشار المجموعات المتطرفة على الأراضي اللبنانية والسورية، وتفاقم الأزمة السياسية في لبنان بغياب أفق للحوار والتلاقي.

مساحة إعلانية