رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

466

تصاعد التوتر بين بريطانيا وإسرائيل

08 أبريل 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ لندن - هويدا باز

يبدو أن العلاقات بين إسرائيل والمملكة المتحدة ليست في أحسن أحوالها وفق أي تقييم موضوعي لهذه العلاقة التي عرفت بأنها علاقة وثيقة بين حليفين إذ تبدو أصوات المسؤولين البريطانيين تتخذ طابعا متصاعدا في حدتها تجاه سلوك إسرائيل الذي فاق كل الحدود في حملات القتل العشوائي في غزة والتي كان آخر ضحاياها سبعة من عمال الإغاثة الذين كانوا يعملون في غزة ضمن منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الذين كانوا يقومون بمهمة إنسانية لتوصيل الغذاء لضحايا العدوان الإسرائيلي من الفلسطينيين، وقد بدا الغضب البريطاني واضحا تجاه إسرائيل بفعل وجود ثلاثة من بين هؤلاء الضحايا من المواطنين البريطانيين.

وفي آخر التصريحات الغاضبة من قبل المسؤولين البريطانيين تجاه إسرائيل كتب اللورد كاميرون وزير الخارجية البريطانية على صفحات الصنداي تايمز في عددها الصادر الأحد الثامن من أبريل يقول إن على إسرائيل أن تعرف أن الدعم البريطاني لها ليس غير مشروط.

ويحمل مقال كاميرون والذي يبدو أنه متأثر بقتل إسرائيليين لثلاثة مواطنين بريطانيين كانوا يعملون في مجال الإغاثة في غزة حمل تحذيرا من عدم امتثال إسرائيل الواضح للقانون الدولي قائلا عن الحادث إنه "ليس هناك شك في أين يقع اللوم"، مضيفا: "يجب ألا يحدث هذا مرة أخرى أبدا". ويرد وزير الخارجية البريطاني بذلك في مقاله على ما قاله الجيش الإسرائيلي في وصفه للحادث بأنه "خطأ فادح ناشئ عن فشل فادح"، وطرد ضابطين نتيجة لذلك.

وكان البريطانيون الثلاثة جون تشابمان، 57 عاماً، وجيمس "جيم" هندرسون، 33 عاماً، وجيمس كيربي، 47 عاماً، قد لقوا حتفهم في غارة جوية نفذها الجيش الإسرائيلي على قافلة مساعدات في الأول من أبريل.

ويأتي مقال وزير الخارجية البريطاني اللورد كاميرون بعد رسالة خاصة أرسلها رئيس الوزراء ريشي سوناك إلى إسرائيل قال فيها إنه وفي الوقت الذي تواصل فيه بريطانيا وقوفها بجانب تل أبيب في الدفاع عن أمنها فإنها ماتزال تشعر بأنها "مروعة" من مقتل عمال الإغاثة. وقال سوناك إن المملكة المتحدة بكاملها مصدومة من إراقة الدماء ومروعة من قتل الأبطال البريطانيين الشجعان الذين كانوا يجلبون الطعام إلى المحتاجين. لكنه أضاف أن "الجروح الإسرائيلية لم تلتئم بعد" وأصر على أن حماس يجب أن تعيد رهائنها.

وضمن تصاعد النبرة الرافضة للسلوك الإسرائيلي فإن ديفيد لامي، وزير خارجية الظل في حزب العمال، أدان من جانبه "الموت والدمار الذي لا يطاق" للحملة الإسرائيلية، وقد تقدم خطوة على تصريحات رئيس الوزراء ووزير الخارجية البريطانيين بالدعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

وأكد ديفيد لامي على أن الحكومة يجب أن "تلتزم بشكل لا لبس فيه بالامتثال للقانون الدولي في هذا الصراع، بما في ذلك اتباع معايير الترخيص التي تحكم مبيعات الأسلحة".

وكانت الأسابيع الأخيرة قد شهدت ضغوطا متزايدة على الحكومة البريطانية للكشف عما إذا كانت قد تلقت مشورة قانونية بشأن استمرار مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وفي دليل آخر على التبرم الذي بات واضحا لدى القيادة السياسية البريطانية من سلوك إسرائيل العدواني المتواصل تتردد في لندن أصداء لما أوردته القناة 13 العبرية عن فحوى اتصال هاتفي لرئيس الوزراء البريطاني بنظيره الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي إذ قالت القناة إن سوناك أبلغ نتنياهو بأن لندن قد تصبح مضطرة إلى إعلان إسرائيل دولة منتهكة للقانون الإنساني الدولي، على خلفية مقتل 7 من عمال الإغاثة في غزة، فيما قال سياسيون إن "هذه الخطوة قد تؤدي إلى فرض عقوبات على إسرائيل".

ووفقا للقناة الثالثة عشرة الإسرائيلية فإن سوناك قال لنتنياهو: "الضرر الذي لحق بعمال الإغاثة لا يُطاق. أنا أفهم أن سياستكم هي السماح بمرور المساعدات الإنسانية بقدر ما هو مطلوب، ولكن في الواقع ذلك لا يحدث". وأضاف سوناك: "بريطانيا تدعم القضاء على حماس، ولكن ليس عن طريق كارثة إنسانية. ومن دون زيادة المساعدات قد نُضطرّ إلى إعلان إسرائيل دولة منتهكة للقانون الإنساني الدولي، وهذا ليس جيداً لنا ولا لكم".

ونقلت القناة أيضا عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين لم تسمِّهم، قولهم إن "مثل هذه الخطوة إذا نُفّذَت بالفعل فستؤدي إلى فرض عقوبات على إسرائيل تتعلق بالتسليح ومبيعات الأسلحة". ووفقا للقناة ذاتها فإن نتنياهو رد على سوناك قائلا: "في الأيام المقبلة ستشهدون بالفعل زيادة في المساعدات الإنسانية، ونحن نعمل على برنامج مساعدات واسع النطاق".

مساحة إعلانية