رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

216

إعداد جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات بثقة..

التربية والتعليم: «تنشئة».. برنامج وطني وقائي لحماية طلابنا من الانحرافات

08 سبتمبر 2025 , 06:58ص
alsharq
❖ عمرو عبدالرحمن

عقدت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، اللقاء الأول لبرنامج «تنشئة» للعام الدراسي 2025 – 2026، بمشاركة أكثر من 300 من مديري المدارس الحكومية والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين إلى جانب الشركاء الاستراتيجيين. ويهدف البرنامج إلى حماية الطلبة من الانحرافات السلوكية عبر تعزيز عوامل الحماية وتقليل عوامل الخطورة، مع التركيز على التنشئة الاجتماعية المتكاملة منذ المراحل المبكرة. ويعتمد في تنفيذه على استبيانات دورية تقيس فاعلية الأنشطة الموجهة للطلبة، إذ يُوزع استبيان قبل انطلاق العام الدراسي وآخر في نهايته، بالإضافة إلى حقيبة تدريبية متكاملة للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين تتضمن محاضرات وأنشطة تستهدف الطلبة وأولياء الأمور على مدار العام. وخلال اللقاء، أكدت السيدة فاطمة يوسف العبيدلي، مساعد مدير إدارة شؤون المدارس والطلبة، أن برنامج «تنشئة» يمثل محطة وطنية بارزة لترسيخ السلوك الإيجابي وتعزيز الشراكة بين الأسرة والمدرسة، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات بثقة. وأشارت إلى أن حضور المشاركين يعكس روح المسؤولية والإصرار على دعم الطلبة، مضيفة: «إن حضوركم اليوم ليس مجرد استجابة لدعوة، بل امتداد لمسيرة مهنية وإنسانية قائمة على المعرفة والتكامل والتعاون وفق أعلى معايير الالتزام الأخلاقي والمهني». وبيّنت العبيدلي أن النجاحات التي حققها البرنامج في دوراته السابقة جاءت نتيجة تكاتف جهود الكوادر التربوية والشركاء من المؤسسات المختلفة، إلى جانب مشاركة أولياء الأمور، وهو ما أسهم في بناء بيئة مدرسية آمنة ومحفزة على التعلم والإبداع. كما شددت على حرص الوزارة على توفير الدعم للميدان التربوي وتذليل الصعوبات أمام المعلمين والأخصائيين وتشجيعهم على مواصلة العمل بروح الفريق الواحد وتبادل الخبرات.

وفي تصريحات صحفية على هامش اللقاء، أعلنت العبيدلي عن انطلاق النسخة السابعة من البرنامج، التي تركز هذا العام على طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية بهدف الوقاية من الانحرافات السلوكية. وأوضحت أن التطبيق يبدأ باستبانة أولية تُرسل إلى 21 مدرسة للبنين والبنات، على أن يتم تحليل نتائجها قبل بدء الأنشطة الميدانية، فيما يبدأ التطبيق العملي للاستبانة في الثامن أو التاسع من الشهر الجاري، تمهيدًا لاستخلاص المخرجات ومتابعة مراحل التنفيذ.

- د. شريفة العمادي: رصد التغيرات السلوكية لدى الطلبة في المدارس

أكدت الدكتورة شريفة العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، أن برنامج «تنشئة» يُعد مشروعًا وطنيًا وقائيًا رائدًا يستهدف حماية الأبناء من السلوكيات السلبية والانحرافات والإدمان، من خلال تعزيز السلوكيات الإيجابية وبناء بيئة داعمة في الأسرة والمدرسة والمجتمع. وشددت على أن البرنامج يمثل إحدى أهم المبادرات التربوية الهادفة إلى ترسيخ قيم التماسك الأسري والتكامل المجتمعي.

وأوضحت أن «تنشئة» انطلق من الحاجة إلى خطة وقائية متكاملة لمواجهة السلوكيات الخطرة التي قد تقود إلى الإدمان، مبينة أن البرنامج يختلف عن الأساليب التقليدية المعتمدة على التوعية النظرية، إذ يقوم على غرس السلوكيات الإيجابية من خلال أنشطة عملية وفعاليات ميدانية تجعل الطالب يتبناها بشكل طبيعي في حياته اليومية.

وأضافت أن البرنامج لا يقتصر على الطلبة وحدهم، بل يشمل أولياء الأمور عبر برامج توعوية تعزز التربية الوالدية الصحيحة وتتناول الأخطاء الشائعة وأساليب بناء علاقة متوازنة مع الأبناء، إلى جانب أنشطة موجهة للطلبة تدعم الثقة بالنفس وترسخ السلوكيات السليمة. وأوضحت أن البرنامج يعتمد على منهجية علمية دقيقة لقياس أثره عبر استبيانات قبلية وبعدية لرصد التغيرات السلوكية لدى الطلبة في المدارس المستهدفة، مؤكدة أن الهدف من هذه التقييمات ليس الترويج الإعلامي، بل تحسين الأداء وتطوير الأنشطة بناءً على النتائج الفعلية. وكشفت أن أكثر من عشر مدارس نفذت البرنامج وحققت نتائج ملموسة على أرض الواقع.

- ميساء العمادي: اكتشاف مُبكر لأي حالة بالمدارس

أكدت السيدة ميساء العمادي، مديرة إدارة الوقاية والشراكات بمستشفى نوفر، على الدور الكبير الذي تقوم به المدارس في إطار البرنامج الوطني للتنشئة، مشيدة بالجهود المبذولة من قِبل إدارة شؤون المدارس والكوادر المشرفة على تنفيذ المبادرات التوعوية والوقائية الموجهة للطلبة. وأوضحت العمادي أن خطورة التعاطي تكمن في بداياته، حيث يبدأ كتجربة بسيطة قد تبدو عابرة، لكنها قد تتحول مع مرور الوقت إلى عادة يصعب السيطرة عليها أو التخلص منها. وشددت على أهمية التدخل المبكر من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس، مع التواصل المباشر مع المستشفى فور اكتشاف أي حالة تعاطٍ، وذلك ليؤدي المستشفى دوره في التواصل مع أولياء الأمور لإقناعهم بأهمية العلاج وضمان متابعة أبنائهم بالشكل الصحيح.

وأكدت أن حماية الطلبة من المخاطر تمثل مسؤولية مشتركة، تتطلب تكاتف الجهود بين المؤسسات التعليمية والصحية والمجتمعية، ضمن إطار وطني يضع سلامة الأبناء في مقدمة الأولويات.

- د. أحمد صبحي ممثل الأخصائيين بالمدارس: الأخصائيون النفسيون خط الدفاع الأول عن الطلبة

أكد الدكتور أحمد صبحي، ممثل الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس بإدارة شؤون المدارس والطلبة – قسم حماية ورعاية الطلبة، أن برنامج «تنشئة» يمثل نقلة نوعية في مسار العمل التربوي والوقائي في دولة قطر، مشددًا على أنه ليس مجرد خطة تعليمية أو أنشطة مدرسية، بل مشروع وطني متكامل لبناء الإنسان القطري وحمايته من التحديات السلوكية والاجتماعية التي يفرضها العصر الحديث. وقال صبحي في كلمته خلال حفل إطلاق البرنامج: «لم يكن عملنا يومًا مجرد وظيفة تؤدى، بل أمانة تجاه أبنائنا، واليوم ونحن نفتح أبواب برنامج (تنشئة) من جديد، ندرك أننا أمام خطوة فارقة في مسيرة بناء الإنسان المتوازن نفسيًا، المتمسك بقيمه ومجتمعه، القادر على مواجهة التحديات وصناعة المستقبل».

وشدد على أن الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين هم القلب النابض للبرنامج وخط الدفاع الأول عن الأبناء، قائلاً: «أنتم من تلتقطون الإشارات الخفية في عيون الطلبة، وتحوّلون الجروح النفسية إلى فرص للنمو، وتمنحون الطلاب الأمان النفسي والتوافق الاجتماعي، وتغرسون فيهم الثقة والأمل». وأوضح أن كل جلسة إرشاد أو كلمة دعم تمثل حجر أساس في بناء جيل قادر على التكيف والنجاح. وأوضح أن البرنامج يترجم فلسفة وقائية شاملة تقوم على التدخل المبكر في المدارس كأقوى أدوات الحماية من الانحرافات السلوكية، بهدف تحصين الطلاب من المخاطر وتمكينهم من المهارات الاجتماعية والنفسية اللازمة لاتخاذ القرارات السليمة، وبناء علاقات صحية، واحترام الذات والآخرين. وأشار صبحي إلى أن الأجيال الحالية تواجه تحديات متزايدة، من أبرزها التفكك الأسري، العزلة الاجتماعية، والإفراط في التعامل مع التقنيات الرقمية وما يصاحبها من ضغوط نفسية وسلوكية. وأكد أن هذه التحديات تستدعي برامج وقائية مبتكرة، وهو ما يجسده «تنشئة» عبر تعزيز مهارات التفكير النقدي، وتنمية القدرة على التمييز بين النافع والضار، وفن اتخاذ القرارات الصائبة في بيئة مليئة بالتحديات.

مساحة إعلانية