رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

7064

أبوظبي بعد فوز بايدن.. كلام الليل يمحوه النهار

08 نوفمبر 2020 , 12:30ص
alsharq
عبد الخالق عبدالله
بلال رشيد 

مع احتدام الأزمات تثبت أبوظبي أن سياستها لاتقوم على مبادئ ولا مُثل عُليا بل هي ضرب من التخبط والعشوائية والبراغماتية، حتى إنها برعت وتفننت في تغيير مواقفها والانقلاب على حلفائها، لكنها لم تعلم أن الانتقال من سياسة إلى أخرى ومن موقف إلى آخر يحتاجان إلى مستوى معين من الحنكة والدهاء، إلى جانب قراءة المشهد بروية وذكاء، وهذا ما تفتقده أبوظبي ومن تستخدمهم اعلامياً للتعبير عن مواقفها، حيث احترفوا إثارة الضوضاء والتقلب المستمر بمواقفهم على شاشات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويعتبر الأكاديمي مستشار ولي عهد أبوظبي عبد الخالق عبدالله خير مثال على التحول السريع في المواقف والتناقض في التصريحات بشكل يفوق الوصف، ففي أقل من 24 ساعة أطلق عبد الخالق تصريحات متناقضة فيما يخص الانتخابات الامريكية تنتاب قارئها حالة من الذهول للوهلة الأولى كونها تحمل في طياتها تناقضات كبيرة، وتبرز بشكل واضح حالة الانقلاب على النفس، ليفوز بجائزة المتقلبين سياسيًا ممن يغيرون مواقفهم بين الفترة والأخرى حسب مايستجد من معطيات ويحطم الرقم القياسي بسرعة التناقض وتغيير البوصلة.

 

كلام الليل يمحوه النهار

فبعد  أن غرد عبد الخالق في الليل باكيا وصارخا لتأخر الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات أمام نظيره الديمقراطي جو بايدن ،ووصفه فوز بايدن في حال حصوله سيكون ضعيفا وباهتا وغير مقنع قائلا:" إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايد فان فوزه ضعيف وباهت وغير مقنع ومن حق الرئيس ترامب أن يستاء ويغضب ويلجأ للقضاء".. ما أثار سخرية واسعة فهذا التصريح القوي لم يصدر من أعتى قادة الحزب الجمهوري أو أكثر قواعد الحزب جنوناً ومؤازرة لزعيمه.

ليعود بعد ساعات قليلة ويتجاهل تغريدته الأولى في النهار ويبدأ التطبيل لبادين الذي تظهر الاستطلاعات تقدمه بالانتخابات، حيث غرد عبد الخالق بتغريدة وصف فيها بايدن بأنه رجل حكيم تحتاجه امريكا والعالم بعد اربع سنوات عصيبة وغير تقليدية.

وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها عبد الخالق تصريحات منتقضة ويبدل في مواقفه فبعد أن كان من أشد المعارضين لتوقيع الإمارات والدول العربية اتفاقا مع اسرائيل، وبعد سنوات من الهجوم على كل من  يتقارب مع اسرائيل، إلى جانب أنه صاحب حملة إلكترونية شرسة على المروجين لتوقيع الاتفاق مع اسرائيل ،عاد في تناقض واضح وانقلاب ظاهر على المعتقدات ليتزعم هو بنفسه حملة الترويج للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي وقع أغسطس الماضي، مما اثار ضده موجه من السخرية والانتقادات خاصة بعد الدفاع عن نفسه من خلال تبريرات زادت من وتيرة سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال عبد الخالق في إحدي التغريدات المرحبة والمسوقة للاتفاق: "يأتي قرار الإمارات ضمن هذا السياق التاريخي، الذي جعل التصالح والتطبيع حتمية تاريخية كالساعة لا ريب فيها، ولا راد لها، بعد سبعين سنة من الصراع العربي – الإسرائيلي" مدعيًا أنه "من غير الوارد هزيمة "إسرائيل" ومن غير الوارد تحرير فلسطين مهما ادعى المدعون غير ذلك".

كما نشر مقالا بعنوان: "حتميّة التطبيع والتصالح مع "إسرائيل" إماراتيًا وخليجيًا وعربيًا"، وصف من خلاله قرار التطبيع بأنه "قرار مدهش"، مستعرضًا الأسباب التي دفعت بن زايد للإقدام على هذه الخطوة قائلًا إن الظروف تجعل من "التصالح مع إسرائيل حتمية تاريخية، وتفرض التطبيع فرضًا على الدول العربية جميعها".

وكانت صحيفة "يسرائيل هايوم" اليمينية المؤيدة لترامب قد نقلت في تقرير لها، عن دبلوماسي إماراتي وصفته بالرفيع، قوله إن "أنظارنا متجهة إلى الانتخابات في الولايات المتحدة. ونتمنى فوز ترامب، لكننا نستعد لإمكانية دخول رئيس جديد إلى الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض"، لافتا إلى أن حملة ترامب الانتخابية حصلت على ملايين الدولارات من مؤيدين مسلمين لترامب والسياسة التي يتبعها في الشرق الأوسط، كما أشارت العديد من التقارير إلى أن الإمارات تخشى خسارة ترامب في الانتخابات لأن ذلك سيضر بمكانتها ويؤثر سلباً على طموحتها الإقليمية.

 

وأخيرا يجب أن يبقى عبد الخالق متذكرا أن الإمارات تنقلب على موجات كل فترة وأخرى وأن سياستها مبينة على المد والجزر والانقلاب على الصديق قبل العدو،  وأنه مهما حاول إرضاء بن زايد بشتى السبل، إلا أنه ممكن بأي لحظة أن يزج به في غياهب السجون بسبب تغريدة أو تصريح كما حدث في عام 2017.

مساحة إعلانية