محليات

1372

الإنسانية بين الذكاء الاصطناعي والفطري ➋ .. بقلم: محمد جابر سلطان الجابر

فمنذ عام 2018 أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة لا خيالاً، لقد كانت سنة 2018 بمثابة النقلة الكبرى للذكاء الاصطناعي؛ فقد نمت هذه التكنولوجيا بشكل على أرض الواقع حتى أصبحت أداة رئيسية تدخل في صلب جميع القطاعات.

لقد خرج الذكاء الاصطناعي من مختبرات البحوث ومن صفحات روايات وأفلام الخيال العلمي؛ ليصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية ابتداء من مساعدتنا في التنقل في المدن وتجنب زحمة المرور وصولاً إلى استخدام مساعدين افتراضيين لمساعدتنا في أداء المهام المختلفة، وهذا ما أشار إليه المدير القانوني في شركة مايكروسوفت السيد براد سميث بقوله: إن العالم كان وما يزال يعاني من أزمات إنسانية مستمرة ناجمة عن الكوارث الطبيعية والكوارث التي يتسبب بها الإنسان وحده أصلا، وإنه بينما تسعى تلك المنظمات الإغاثية للتعامل مع هذه الكوارث والأحداث فإنه لا يزال عملها في كثير من الأحيان لا يعدو أن يكون ردة فعل ومن الصعب توسيع نطاقه لكننا بالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات فإنه حتماً ستساعد على إنقاذ المزيد من الأرواح وتخفيف المعاناة عن طريق تحسين الطرق التي تتنبأ بحدوث المخاطر والكوارث وتعزيز وسائل للتعامل مع الكوارث قبل وبعد وقوعها... ومن هنا أطلقت شركة مايكروسوفت برامج الذكاء الاصطناعي من أجل الأرض ( All for earth ) والذي يهدف إلى حماية كوكبنا الأرضي من خلال استعمال علم البيانات، هذا البرنامج الذي يقوم بنشر خبرة مايكروسوفت التي تصل إلى 35 عاماً في مجال البحث والتكنولوجيا في تقنيات الذكاء الاصطناعي وبالتحديد في القطاعات الأربعة الرئيسية وهي: الزراعة والمياه والتنوع البيولوجي وتغير المناخ. وإدراكاً لهذه الفرصة الفريدة التي أعلنت مايكروسوفت وناشيونال جيوغرافيك عن شراكة جديدة للمضي قدماً في الأبحاث التي تدور حول التحديات البيئية الكبيرة من خلال استخدام قوة الذكاء الاصطناعي؛ وذلك بهدف دعم مشاريعهم المبتكرة في مجالات الزراعة والمياه والتنوع البيولوجي وتغيير المناخ، ومن هؤلاء الباحثين السيد سولومون هسيانغ الذي تركزت أبحاثه على فهم تغير المناخ على هجرة البشر في أفريقيا...

وهناك أيضاً الدكتورة ميرسي لونغاهو وهي عالمة تغذية وعالمة أبحاث في المركز الدولي للزراعة الاستوائية، وحيث تستخدم الدكتورة ميرسي الذكاء الاصطناعي لإيجاد حل لسوء التغذية وهي إحدى أكبر مشاكل أفريقيا المعاصرة، وذلك عبر نظام الإنذار المبكر للتغذية، حيث يقوم برنامجها على التنبؤ بأزمات التغذية قبل حدوثها، وهناك أيضاً الباحثة كيتي أروتش وهي مستفيدة أيضاً من المنحة، حيث تستخدم كيتي مهاراتها في علوم الكمبيوتر والجغرافيا، وتقوم بتطبيق التكنولوجيا في مواجهة التحديات البيئية.

وهناك أيضاً مؤسسة « بيس باركس فونديشن « وهي منظمة تهدف إلى خلق علاقة بين الإنسان والمساحة البرية في أفريقيا على النحو الذي يتناغم فيه مع الطبيعة، وحيث ينصب جانب كبير من عمل هذه المنظمة على مكافحة الصيد الجائر في جنوب أفريقيا من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت عن طريق نشر شبكة من كاميرات المراقبة الذكية والتي تعمل بشكل آلي وتساعد على اكتشاف عمليات الصيد غير المشروع من خلال تحليل الصور الملتقطة.

وللمقال بقية الأسبوع المقبل

Jabergroup50@gmail.com

اقرأ أيضاً

وزير الداخلية يلتقي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي

اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان

أخبار ذات صلة

جلسة مباحثات بين مجلس الشورى ونظيره السعودي وتوقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون البرلماني