اقتصاد

816

وزير التنمية الإدارية: تدشين القاعة "750" للتكنولوجيا بالمدينة الآسيوية

تكلفة برنامج "التواصل أفضل" بلغت 180 مليون ريال..

 دشن سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، أمس، القاعة رقم 750 لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بإقامة العمال في المدينة الآسيوية، وذلك في إطار مشروع إطلاق 1500 معمل تواصل داخل مساكن العمالة الوافدة في دولة قطر ضمن برنامج "التواصل الأفضل"، ليبلغ البرنامج بهذا منتصف الطريق في انتظار تجهيز وافتتاح العدد المتبقي من هذه القاعات خلال الفترة المقبلة، وقد افتتحت هذه القاعة تحت مظلة المكتب الهندسي الخاص بعد تجهيزها وتزويدها بأجهزة الكمبيوتر والبرمجيات اللازمة وشبكة الإنترنت اللاسلكي، وذلك بإشراف من وزارتي المواصلات والاتصالات، والتنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، بالتنسيق المباشر مع العديد من شركاء البرنامج.

وخلال إلقائه لكلمته الافتتاحية الخاصة بهذه المناسبة، أكد سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، أن إنجاز 750 معمل تواصل خاص بالعمالة تم في وقت وجيز، خاصة وأن أولى خطوات المشروع انطلقت مع حلول سنة 2014.

 متابعا كلامه بالقول إنه ومع هذا العدد قد تم إنجاز نصف الهدف المحدد والرامي إلى إنشاء 1500 غرفة تواصل، في حين يجرى العمل على استكمال النصف المتبقي في أسرع الآجال، وأشار سعادته خلال حديثه أنه من الممكن مضاعفة هذا الرقم والوصول إلى 3000 معمل تواصل، في حال ما لم يلبي المشروع حاجيات العمال الوافدين من مختلف بلدان العالم، وهو الأمر الذي سيتم التخطيط له بشراكة مع وزارة الاتصال والمواصلات.

وأضاف سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، أن إجمالي تكلفة المشروع قدرت بـ 180 مليون ريال، تعتمد بالأساس على التبرعات من مختلف الجهات، حيث تشكل الأجهزة المستعملة في المشروع مجموعة من الحواسيب المعطلة التي تقدم من طرف العديد من الشركات، لتتم إعادة تدويرها وتصليحها من خلال طلبة الإعلام الآلي ومن ثم تقديمها إلى التجمعات السكنية للعمال، ناهيك عن خدمة الإنترنت اللامحدودة.

 وصرح سعادته بأن كل الإمكانيات وفرت لهؤلاء العمال من أجل ولوج هذا الفضاء حتى ولو تعلق بالفئة غير المتعلمة منهم، عن طريق تخصيص برنامج تدريبي بخمس لغات تعتبر الأكثر تداولا بين العمال المختلفين في الجنسيات يشرف عليه مدربون متطوعون، ما أدى في الأخير إلى نجاح نسبة كبيرة من العمال في استخدام أجهزة التواصل والاتصال بذويهم من خلال كبسة زر واحدة، ناهيك عن رابط هذا النظام المعلوماتي بخدمة الخط الساخن التي تتيح لهم تقديم الشكاوى والتبليغ عن أي مشاكل تصيبهم.

وأشاد سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بالمجهودات التي تبذلها وزارة الاتصال والمواصلات تحت قيادة سعادة الوزير جاسم بن سيف السليطي، في تفعيل هذا المشروع وتحقيقها لتقدم كبير فيه في ظرف ثلاث سنوات فقط ساهم فعليا في تطوير مردودية هؤلاء العمال.

 وكان قد حضر الفعالية سعادة السيدة ريم المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي بوزارة المواصلات والاتصالات، والسيد محمد حسن العبيدلي وكيل الوزارة المساعد لشؤون قطاع العمل بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية.

وخلال جولتهم التفقدية بالمجمع السكني والقاعة 750، قدمت سعادة السيدة ريم المنصوري شرحًا موجزًا حول البرنامج والهدف منه، بالإضافة إلى التطور الكبير الذي يشهده منذ إطلاق أولى خطواته، قائلة: "لدينا بالفعل في قطر برامج للشمولية الرقمية تستهدف قطاعات معينة من السكان حتى يتمكنوا من تحقيق الاستفادة من الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا، ومدى تأثيرها على الطريقة التي تنجز بها الأعمال ويتفاعل بها الجمهور مع المجتمع ومع الجهات الحكومية".

كما عادت من خلال عرضها إلى بداية البرنامج الذي انطلق بقاعتين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مرحلته التجريبية قبل أربع سنوات من الآن، ليرتفع العدد إلى 200 قاعة في السنة الماضية، بعد أن انضمت إليه أكثر من 75 شركة وأصحاب عمل يستعينون بالعمالة الوافدة على قطر. مؤكدة أن الهدف الرئيسي للمشروع هو الوصول بعدد غرف التواصل إلى 1500 قاعة في أسرع وقت ممكن.

وأضافت ريم المنصوري وانه نظرا للدور الكبير الذي بات يلعبه الفضاء المعلوماتي في زمننا الحالي، فإن برنامج "التواصل الأفضل" يعد أحد أهم المقومات لتنمية الثقافة الرقمية لدى العمالة المؤقتة، بالأخص أن التطور التكنولوجي الكبير أتاح بين أيدينا العديد من أدوات الاتصال، التي سيؤدي إشراك العمالة فيها استغلالها بالطريقة اللازمة من طرفهم إلى العديد من الإيجابيات بالنسبة لنمو المشاريع في بلدنا، كاشفة أن عدد الجهات المشاركة في البرنامج بلغت 350، لترتفع معها عدد أجهزة الكمبيوتر المتبرع بها إلى 9000، ويشارك حاليًا طلاب المدارس الثانوية في عمليات تجديد وتحديث هذه الأجهزة في "نادي الكمبيوتر الأخضر" حيث وصل عدد تلك الأندية إلى 25، بالإضافة إلى المتطوعين الفنيين بمراكز التجديد، وقد وصل مجموع ما تم تجديده وتحديثه على أيدي المتطوعين وطلاب المدارس بنادي الكمبيوتر الأخضر إلى 7500 جهاز كمبيوتر من العدد الإجمالي. كما وصل عدد المتطوعين المسجلين في البرنامج والذين يقومون بتدريب العمالة ورفع مهاراتهم الرقمية باللغات الأصلية للعمال إلى ما يقرب من 1000 متطوع.

وأوضحت أن شركاء البرنامج يلعبون دورا مهما في تحقيق أهدافه وتوسيع قاعدة المستفيدين منه، حيث وفرت شركة مايكروسوفت قطر حتى الآن 15000 رخصة تشغيل ويندوز ومجموعة أوفيس، في حين قدمت شركة فودافون قطر 1500 جهاز للاتصال بالإنترنت اللاسلكي، ناهيك عن خدمات الانترنت اللامحدود، بينما تعمل مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا) على تقييم التدريب المقدم للعمال من خلال سلسلة من استطلاعات الرأي مع المتطوعين والعمال المتدربين، لقياس مدى استفادتهم من البرنامج، كما تقوم شركة الحياة للبيئة والهندسة بإدارة النفايات الالكترونية، لضمان نقلها خارج الدولة بشكل آمن ووفقا لمعايير السلامة البيئية.

وللإشارة فإنه يتم حاليا تلقين العمال لمهارات التعامل مع محتوى رقميً تعليميً تضمنه البرنامج مؤخرا، يشمل طريقة محاكاة ماكينات الدفع الآلي ووسائل تحويل الأموال عبر الجوال، كما يغطي جوانب أخرى تخص الصحة والسلامة. ويمكن العمال من الوصول إلى ما يحتاجونه من معلومات حول قانون العمل، كما أنه، والجدير بالذكر أنه تحت مظلة هذا البرنامج، يتوفر للعمالة الوافدة محتوى تعليمي مميز تقدمه شركتا إنتل ومايكروسوفت، كما يتوفر للمتطوعين محتوى رقمي بخمس لغات عبر بوابة فرعية ضمن موقع الحكومة الإلكترونية "حكومي"، إلى جانب الدعم الفني من مركز الاتصال على مدار الساعة.

وفضلا عن ذلك، وفي دراسةٍ حول انعكاسات البرنامج على العمالة الوافدة، لمعهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية (SESRI) بجامعة قطر خلال شهر نوفمبر الماضي، أكد أن 93% من العمال المستفيدين من البرنامج عبروا عن إعجابهم به بعد أن أضفى عليهم راحة نفسية كبيرة، في حين استفاد 99% من العمالة منه بشكلٍ كبيرٍ في التواصل مع الأهل والأصدقاء، و95% قالوا إنه يوفر لهم فرصة رائعة للتعلم واكتساب المزيد من المهارات، بينما صرح 91% منهم إنه ساعدهم على رفع إنتاجيتهم بأماكن عملهم بعد أن خلصهم من التوتر والقلق على ذويهم في بلدانهم الأم.