رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

928

عبدالله النعمة بجامع الإمام: ابتلاء العباد استدراج لهم للهداية

09 ديسمبر 2016 , 09:45م
alsharq
محمد دفع الله

قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة إن ما يتعرض له المسلمون اليوم من كوارث ونكبات، وما يتعرضون له من ذل وهوان ومآسٍ، إنما هو تمحيص واختبار عاقبتها تكون كرامات وأجر. وأوضح في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الله يبتلي عباده بالسراء والضراء رحمة بهم ولطفاً وسوقاً إلى فلاحهم وكمال نعيمهم، يختبر بذلك إيمانهم، ويزيد حسناتهم، ويكفر من سيئاتهم. وقال: إنه كم من نعمة ينالها العبد، فلا يشكر الله تعالى، عليها ولا يقوم بحقها، فتكون عليه وبالا ونقمة!! وكم من محنة يقع فيها العبد في نفسه أو ولده وماله، تحمل في طياتها أبوابا عظيمة من الخير والمنح الإلهية، التي لا يعلمها إلا الله سبحانه، ورُبَّ محبوب في مكروه، ومكروهٍ في محبوب.

الأقدار رحمة بالإنسان

وذكر الخطيب أن المرء يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والأمور التي تكرهها نفسه في أول الأمر، وقد يصاب بالأسى والحزن، ويأخذ منه الألم والهم، ويظن أن هذه المقادير المؤلمة هي الضربة القاضية على آماله وحياته، ومستقبله، ثم ما تلبث رحمة الله وحكمته وخيرته للعبد أن تؤتي ثمارها؛ فيظهر الأمل ويمحى الألم، وإذا بالآلام تنقلب آمالاً، والحزن يُسْفِر عن صبح من السعادة والهناء على العبد من حيث لا يدري، ويلوح في الأفق: "لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم". وقال: إن الاطمئنان إلى رحمة الله تعالى وعدله، وحكمته وعلمه، والرضا بخيرته للعبد، ‏هو واحدة الملاذ الآمن للنجاة من الهواجس والوساوس، فالسرور يأتي من حيث تأتي المكاره.

وأكد أنه لن يصيب العبد إلا ما كتبه الله عليه، والله عز وجل أرحم بعبده من الوالدة، ‏لا يقضي له قضاء الله إلا كان خيرا له، والخير دائما فيما اختاره الله سبحانه، وفيما قدّره. وأضاف: "‏ثبت عند (مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجبا لأمر المؤمن.. إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".

لا مفر من الرضا

وذكر الخطيب أن المرء لا يعلم أين يكون الخير حتى يأتيه، ولا يدرك أين يكون الشر حتى يتقيه، لا يعلم بذلك إلا الله، ولا ينكشف الأمر للإنسان إلا بعد وقوعه، فليس أمامه إلا الاحتساب والرضا عند المصيبة، والشكر وأداء ‏الحقوق عند النعمة،

ولفت إلى أن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ‏مواقف من الآلام الشدائد، التي تحولت إلى آمال فتوحات مما لا يحصره المقال، ولا يتسع له المقام. ‏ففي غزوة بدر التي كانت أول لقاء فاصل بين المسلمين والمشركين، يكره بعض المؤمنين القتال؛ خوفا من الأعداء فيربيهم الله تعالى على هذا المعنى بقوله: "كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ، وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُون * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُون".

القضاء كله خير

وقال النعمة: إن قضاء ‏الله تعالى للعبد كله خير، في الحال أو في المآل، ‏وإن بدا في ظاهره شراً فإن مقصده الاختبار والابتلاء؛ ليميز الله الخبيث من الطيب، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، وليعلم الله الذين صبروا فيكشف حالهم ومآلهم، فيؤتون أجرهم مرتين بما صبروا. والواجب على المرء المسلم أن يرضى ويسلم لله تعالى، ويحسن الظن به سبحانه. فلا تتألم أخي المسلم إذا فاتك محبوب، ولا تيأس إذا استعصى عليك مطلوب، فالخير كله دائماً فيما قضى الرحمن؛ ومن يدري، "فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً"، والأمل والتفاؤل في حياة المسلم مطلوبان عظيمان، لا ينبغي تركه. وذكر أنه عند اشتداد الأزمات يأتي الفرج من الله تعالى، ومن رحمِ الظلام يولد نور الفجر، وقد قال الله تعالى: "حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ، وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجرِمِينَ".

مساحة إعلانية