محليات

3465

الحقيبة المدرسية في قفص الاتهام

حذر عدد من الاختصاصيين من خطورة ثقل وزن الحقيبة المدرسية على الطلاب، وتأثيرها السلبي على تلاميذ وطلبة المدارس لاسيما في المراحل التعليمية الأولى، سيما وأن الوزن الزائد للحقيبة المدرسية إلى جانب حملها بطريقة خاطئة يؤدي إلى إجهاد العمود الفقري، وقدموا عددا من المقترحات التي من شأنها تلافي اشكالية ثقل الحقيبة المدرسية. وقالوا لـ "الشرق" انه يجب ان يكون هناك حرص نابع من أولياء الأمور والمعلمين لتجنيب الأطفال الكثير من مشاكل النمو، وإصابات العمود الفقري بسبب الحمل الزائد للحقيبة المدرسية، منوهين إلى اهمية ضبط الجدول المدرسي بإشراف الوالدين، مع ضرورة تخصيص حافظات للكتب لكل تلميذ في المدرسة للاحتفاظ بالكتب غير المجدولة في اليوم الدراسي. وأشار إلى اهمية تطبيق التعليم المدمج أي الجمع بين التعليم الإلكتروني باختيار عدد من المواد الدراسية وتدريسها الكترونيا بالحضور المباشر وتحميلها على الأجهزة الذكية لتخفيف العبء على طلبة المدارس، لافتين إلى ان الاشكالية تكمن في طلبات المعلمين والمعلمات والتي احيانا تمثل عبئا على كاهل الطالب وولي الأمر.

عائشة الجابر: توفير خزائن كتب في المدارس بأسعار رمزية

أكدت السيدة عائشة الجابر – خبيرة تربوية، انه بالنسبة للميدان التربوي، فإنه دائما ما تحرص وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على تخفيف العبء على الطالب، إلا ان الاشكالية تكمن في طلبات المعلمين والمعلمات والتي احيانا تمثل عبئا على كاهل الطالب وولي الأمر، مشيرة إلى ان الوزارة وضعت جدولا للحصص الدراسية، ليقوم الطالب بإحضار الكتب المطلوبة بشكل يومي. وقالت ان الصفوف ايضا مزودة بأثاث فخم، حيث ان المقعد المدرسي الخاص بكل طالب مزود بدرج، إضافة إلى ان بعض المدارس الحديثة يوجد بها خزائن لحفظ الكتب، الامر الذي يمكن الطالب من وضع الكتب اليومية مثل مادة الرياضيات واللغة الانجليزية واللغة العربية ويستطيع الاحتفاظ بها داخل خزانة الكتب، لافتة إلى انه يفترض ان توفر المدارس الخاصة هذه الخزائن لكل طالب، وان يوضع عليها اسمه، وخاصة لطلاب مرحلتي الابتدائية والاعدادية، كما يمكن ان تقوم إدارة المدرسة بتأجيرها للطلاب بسعر رمزي. وتابعت قائلة: يفترض ايضا أن تقوم المكتبات بعمل تخفيضات وعروض لأولياء الأمور، خاصة ان البعض من الطلاب يفضلون شراء الشخصيات الشهيرة، وعلى كل ولي أمر أن يختار لأبنائه عند شرائه الحقيبة المدرسية النوع الخفيف الوزن قدر المستطاع وعدم الاهتمام بموضة الحقيبة وماركتها، ولكن يكون الاهتمام بمراعاتهم المواصفات الصحية التي يجب أن تتوافر في الحقيبة خوفا على صحة أولاده وبناته، بحيث تكون مزودة بعجلات تسمح بجرها، كما يجب ان تحمل شعار مناسب يحفز على العلم، وعدم الانسياق وراء اختيار شخصيات لا تصلح ان تكون قدوتنا.

ولفتت إلى اهمية ان تكون إدارة المدرسة واعية لضرورة الحفاظ على الكتب التي قد يتركها الطالب او ينساها على المقعد الخاص به داخل الصف، خاصة وانه قد يتركها لحاجته لها بشكل يومي. واستطردت قائلة: وأوجه رسالة للمعلمين والمعلمات، بعدم التكلف على الطالب في الواجبات المدرسية، خاصة ان ساعات الدوام المدرسي طويلة، ويمكن ان يخصص كل معلم في نهاية الحصة مدة 10 دقائق لحل الواجب داخل الصف، بدلا من زيادة الاباء على الطالب وولي الأمر، خاصة وان الطالب يشعر بالملل من كثرة الواجبات.

جاسم الحمادي: معاناة يومية لطلبة الابتدائي والإعدادي

يرى السيد جاسم الحمادي – ولي امر، ان الحقائب المدرسية كبيرة الحجم والتي يحتاجها الطلاب لتستوعب جميع كتبه ودفاتره، تعتبر اسعارها مرتفعة ومبالغا فيها، مشيرا إلى انه في حالة وجود عدد من الابناء يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة، فإن ولي الأمر يتكبد دفع مبالغ مالية في شراء الحقيبة المدرسية، خاصة وان كل طالب او ابن يفضل اختيار الحقيبة الخاصة به بنفسه، ويحدد الرسمة او الشخصية التي يفضلها، مهما كان سعر الحقيبة، ويكون ولي الأمر مجبرا على الشراء. ولفت إلى ان الابناء في مرحلتي الابتدائية والاعدادية، يحملون يوميا عددا من الكتب، مما يجعل الحقيبة ذات وزن ثقيل، ويمكن للجميع رؤية معاناة الطلاب الحقيقية، أثناء صعودهم ونزولهم من وإلى المدرسة وهم يحملون حقائبهم، منوها إلى ضرورة الالتزام بالجدول الخاص بالحصص المدرسية بشكل يومي. وتابع قائلا: في حالة قيام المدارس الخاصة بتوفير خزائن للكتب مخصصة لكل طالب، لن يضطر الطالب لحمل هذا العدد من الكتب، بل يمكن تركها، خاصة انه في حالة تركها في الدرج المقعد في الصف لن يكون هناك ضمان بأن يرجع ويجدها ولن تضيع، كما يمكن ترك بعض الكتب التي يستخدمها بشكل يومي، وحملها مع نهاية الاسبوع للمذاكرة في المنزل.

وأوضح انه يفترض ان تكون إدارات المدارس متعاونة بشكل أكبر، وتضع نصب اعينها، صحة الطلاب وخاصة صغار السن، حيث ان حملهم أثقالا كبيرة فوق طاقتهم، ومما يؤدي إلى تعرضهم إلى اصابات في العمود الفقري والرقبة وخاصة عند الأطفال الصغار في المرحلة الابتدائية والاعدادية، وهم ما زالوا في مرحلة النمو.

إبراهيم الجابر: تنظيم الجداول المدرسية بشكل جيد

قال السيد ابراهيم الجابر – ولي امر، ان اسعار الحقائب المدرسية هذه الأيام، وخاصة مع اقتراب العام الدراسي الجديد، مرتفعة بشكل كبير، وتحتاج إلى مراقبة اسعارها من قبل الجهات المختصة، وذلك لتخفيف المصروفات من على كاهل ولي الأمر، مشيرا إلى صعوبة البحث عن شراء حقيبة ذات حجم كبير تتسع للكم والعدد من الكتب التي يضطر الطالب لحملها بشكل يومي، خاصة وان كل مادة مخصص لها اكثر من كتاب فضلا عن الدفاتر، مع عدد الحصص في الدوام المدرسي. وتابع قائلا: كما هو معروف وزن الكتب وثقل الحقيبة يؤثر على العمود الفقري للأبناء الذين هم في مراحل النمو، وبالفعل لدى احد الابناء ما زال يعاني من التأثير السلبي لثقل حقيبته المدرسية، ولذلك يجب ان يكون هناك حرص من المعلم على تعريف الطلاب بشكل يومي بالكتب التي يحتاجونها، حتى لا يحملون عددا اكبر من الكتب، الامر الذي من شأنه تخفيف العبء عليهم.

اوضح ان الحل يكمن في دمج كتب التدريب والنشاط مع الكتاب المدرسي لكل مادة، أو تصغير حجم الكتب والتقليل من التمارين غير الهادفة والصور وأي حشو غير مفيد للطالب، خاصة انه احيانا يوجد دروس لم يأخذها الطلاب من الكتاب، منوها إلى ان كثرة الكتب وعددهما وحجمها اشكالية كبيرة ومعاناة للطلاب، لذلك يجب تنظيم الجداول المدرسية بشكل جيد، حتى لا نحمل الابناء اثقالا اكبر من اعمارهم، مما يعرضهم لخاطر صحية فيما بعد.

أحمد لطفي: وزن الحقيبة الزائد يؤثر على نمو الفقرات لدى الأطفال

أكد الدكتور أحمد لطفي-استشاري روماتيزم ومفاصل-، خطورة وزن الحقيبة المدرسية وتأثيرها السلبي على تلاميذ وطلبة المدارس لاسيما في المراحل التعليمية الأولى، سيما وأن الوزن الزائد للحقيبة المدرسية إلى جانب حملها بطريقة خاطئة يؤدي إلى إجهاد العمود الفقري، كما أنه يؤثر على نمو الفقرات، حيث إن الفقرات نموها لم يكتمل بعد ولم يصبح عظما، لذا على الأسرة والمعلمين مراعاة وزن الحقيبة المدرسية، والطريقة التي يحمل بها التلميذ الحقيبة حفاظا على نموه العضلي وعلى نمو العمود الفقري، على أن يتم توازي حملها على الجانبين.

وبين الدكتور أحمد لطفي أن بالفعل العيادة لدى مركزهم تستقبل أطفالا في سن المدرسة يعانون من مشاكل في الظهر كالتحدب، أو آلام في الفقرات والرقبة لأسباب منها وزن الحقيبة المدرسية، إلى جانب الجلوس الخاطئ خاصة أمام شاشات الهاتف الذكي، فليس الأمر مقتصرا على الحقيبة المدرسية بل هناك عدة عوامل لمشاكل الظهر منها وزن الحقيبة المدرسية الذي لا يتناسب مع وزن وطول الطفل، لذا من المهم مراعاة الاشتراطات التي تعلن عنها مؤسسة حمد الطبية حول مواصفات الحقيبة المدرسية.

د. رشاد لاشين: وزن الحقيبة من 10%-15% من وزن الطفل

بدوره أوضح الدكتور رشاد لاشين-طبيب أطفال ومراهقين -، قائلا "إن الأكاديمية الأمريكية حددت وزن الحقيبة المدرسية الذي يتراوح ما بين 10%-15% من وزن الطفل، وهذا التحديد ليس كافيا في حال لم يتم تطبيقه على الطلبة في المدارس لاسيما في المرحلة الابتدائية، وهذا الحرص يجب أن يكون نابعا من أولياء الأمور والمعلمين لتجنيب الأطفال الكثير من مشاكل النمو، وإصابات العمود الفقري بسبب الحمل الزائد للحقيبة المدرسية".

وشدد الدكتور رشاد لاشين على أهمية ضبط الجدول المدرسي بإشراف الوالدين، كما من المهم أن يتدرب التلاميذ وأولياء أمورهم على مهارة توزيع الكتب داخل الحقيبة، مهارة ضبط الحقيبة نفسيها، الانتباه إلى أشرطة الكتفين لتكون على مسافة متساوية، وإحكام ربط الحقيبة وعدم ترك مساحة بين الحقيبة والتلميذ أو الطالب، وضبط حزام الخصر حيث لا يكون واسعا بل محكما حيث كلما كانت المسافة بعيدة عن جسم الطفل كلما زاد الحمل على الظهر، أما الحقيبة المدعومة بعجلات يجب أن يكون مقبضها مناسباً لطول الطفل، كما من المهم أن يتدرب الطفل على مهارة حمل الحقيبة يجب النزول بثني الركبتين وعدم ثني الساق، فهذه مهارة الاستخدام الصحيح للثقل، ويجب أن يتدرب الطالب لعمل تمارين لتقوية عضلات العمود الفقري، وعلى أولياء الأمور التنسيق مع المدرسة لتخزين الكتب في خزانة المدرسة، وضبط الجدول المدرسي، وأيضا التنسيق مع باقي الأولياء الأمور في حال إخلال المدرسة بالجدول المدرسي من المهم الشكوى على المدرسة لاتخاذ الإجراء اللازم، وعلى الوالدين متابعة ابنهم أو ابنتهم صحيا في حال الإحساس بآلام في الرقبة أو الظهر والكتفين أو تنميل الذراعين من المهم أخذ الشكوى على محمل الجد والتوجه للطبيب المعني لتدارك المشكلة منذ البداية.

راشد النعيمي: التعليم المدمج أحد الحلول

وبدوره رأى راشد النعيمي-ولي أمر- أن على وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والصحة العامة مسؤولية في صياغة معايير للحقيبة المدرسية لحماية الأطفال من العبء الذي تحمله ظهورهم على مدار العام، بسبب عدم التزام بعض المعلمين بالجدول المدرسي، مما يضطر بعض التلاميذ أو الطلبة بجلب كافة المواد المدرسية، الأمر الذي يؤثر على الأطفال من الناحية الصحية، ويسهم في التأثير على نموهم، إلى جانب الاعتلالات التي تظهر على العمود الفقري، لذا لابد من وضع معايير للحقيبة المدرسية بناء على وزن وطول التلاميذ حتى لا يتأثر نموهم، مع إجراء حملات تفتيشية على المدارس من قبل وزارتي التعليم والصحة للتأكد من تطبيق المعايير لضمان التزام الجميع لحماية الجيل من هذه الأمراض أو التشوهات التي تظهر فيما بعد.

واقترح راشد النعيمي تخصيص حافظات للكتب لكل تلميذ في المدرسة للاحتفاظ بالكتب غير المجدولة في اليوم الدراسي، مع تطبيق التعليم المدمج أي الجمع بين التعليم الإلكتروني باختيار عدد من المواد الدراسية وتدريسها الكترونيا بالحضور المباشر وتحميلها على الأجهزة الذكية لتخفيف العبء على طلبة المدارس.

*مواصفات الحقيبة المدرسية

وتقوم مؤسسة حمد الطبية سنويا بنشر مواصفات الحقيبة المدرسية المثالية عبر حساباتها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي لرفع وعي الأهالي ببمواصفات الحقيبة المدرسية المثالية، حيث يجب أن تكون مزودة بحزام متصل يُربط على خصر الطالب، فضلا عن دعامة قطنية سميكة من الجانب الخلفي، كما لابد أن تكون الحقيبة المدرسية مقاومة للماء، وقابلة للتنظيف وذات جودة عالية، كما من المهم ألا يتجاوز وزنها 10% من وزن الطالب أو 15% كحد أقصى، إلى جانب تعدد الجيوب لتحقيق التوازن وسهولة الوصول للمحتويات، إلى جانب حمالات أكتاف قطنية عريضة، ومصنوعة من قماش خفيف، كما لابد أن يكون ارتفاع الحقيبة لطلاب المرحلة الابتدائية 40 سنتيمترا، وعرضها 28 سنتيمترا، وعمقها 12 سنتيمترا، أما لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية فيجب أن يكون ارتفاعها 45 سنتيمترا، وعرضها 30 سنتيمترا، وعمقها 12 سنتيمترا، وعليها أن تكون مدعمة بمقبض مرن يتناسب وطول الطالب، واختيار الأنواع ذات العجلات الكبيرة، ويأتي نشر مؤسسة حمد الطبية لمواصفات الحقيبة المدرسية للمضار البدنية التي تخلفها الحقيبة المدرسية على العمود الفقري والرقبة لدى طلبة المدارس بصفة عامة.

ارتفاع كبير في أسعار الحقائب المدرسية بالأسواق

مع قرب عودة الطلبة إلى المدارس، تشهد المكتبات ومحلات القرطاسية والمجمعات التجارية زحاما شديدا واقبالا واسعا من كافة الأسر والعائلات، التي تسعى لشراء كافة مستلزمات الدراسة من حقائب ودفاتر وأقلام وأوراق وغيرها، من الأدوات التى يستخدمها الأبناء خلال العام الدراسي، حيث يعتبر موسم العودة للمدارس وبدء العام الدراسي الجديد، احد اهم مواسم انتعاش مبيعات المكتبات ومحلات القرطاسية، التي تشهد طوال العام، وقد قامت كافة المكتبات والمحلات التجارية بعرض وتوفير كافة البضائع والأدوات التي يستخدمها الطلبة من مختلف الفئات والاعمار، حيث تنوعت ألوانها واشكالها ورسوماتها، وخاصة وقد تمت طباعة صور الشخصيات الكرتونية الشهيرة على الحقائب والدفاتر والادوات المدرسية، التي من شأنها جذب الطلبة لشرائها وتفضيلها حتى وان كانت الاكثر سعرا عن غيرها من الادوات الاخرى، حيث تتراوح اسعار الحقائب المدرسية ما بين 150 وتتجاوز الـ 500 ريال، وخاصة ذات الحجم الكبير، والذي يصلح لطلاب المرحلتي الابتدائية والاعدادية.

اقرأ أيضاً

النقل الأخضر في قطر.. تحول إستراتيجي شامل يبني منظومة مستدامة ويمهّد لإرث بيئي للأجيال

نسافر في رحلة عبر الزمن مع بريد قطر

12 عاماً من الإنجاز.. "أشغال" تعيد رسم ملامح البنية التحتية في قطر

أخبار ذات صلة

مطار حمد سجل حافل في الابتكار والكفاءة التشغيلية

الهيئة العامة للطيران المدني .. نقلة نوعية نحو مستقبل أكثر تقدما