محليات

1112

أطباء: عيديتنا إنقاذ حياة المرضى

اختاروا أن يكونوا رهن إشارة مرضاهم في جميع الأوقات وفي كل المناسبات الاجتماعية، منهم من قضى أعياده على مدار 20 عاما بين مرضاه وبين أروقة أقسام المستشفى، هم من آمنوا برسالة الطب منذ أن اختاروها مجالا للعمل، راهنوا على وعي أسرهم في نجاحهم وفي القيام بدورهم وإنقاذ مرضاهم من على شفا الموت. «الشرق» رصدت تواجد عدد من الأطباء العاملين في أقسام الطوارئ وأقسام أخرى في صباح أول أيام عيد الفطر، آثروا مرضاهم على أنفسهم وعلى أسرهم في هذه المناسبة الخاصة والسعيدة، مؤكدين أنَّ الطب مهنة أخلاقية وتواجد الطبيب مع مرضاه فوق كلِّ اعتبار، وعيديتهم تعافي مرضاهم ومغادرتهم قسم الطوارئ.

د. محمد حندوس: أخلاقيات المهنة فوق أي اعتبار

ثمن الدكتور محمد حندوس- رئيس قسم طب الأطفال واستشاري أول وبرفيسور في طب الأطفال-، مبادرة «الشرق» في الوقوف على دور الأطباء لاسيما في مناسبة كالعيد، مؤكداً أنه منذ ست سنوات وهو يقضي العيد بين مرضاه الأطفال الذين يستقبلهم من قسم الطوارئ التابع للمستشفى الذي يعمل به، مشيراً إلى أهمية دور الزوجة في هذه الحالات لتقوم بتفهم طبيعة عمل زوجها وبالتالي سد ثغرة غياب الأب عن أسرته في نهار العيد الأمر الذي يؤثر نفسيا على الأبناء، إلا أنَّ المهنة ليست كغيرها من المهن سيما وأنها تتعامل مع أرواح، فكل ثانية تمضي قد تهدد حياة المريض، وتواجد الطبيب مع مرضاه من أخلاقيات المهنة وهي فوق الجميع، لافتا إلى أنه عادة في هذه الحالات يخصص ساعتين بعد انتهاء المناوبة لأطفاله وأسرته لتعويضهم القليل عن غيابه.

واستطرد الدكتور حندوس موضحا أنَّ حالات الأطفال تزيد حقيقة إلى 60 % عن الأيام العادية، وعادة حالاتهم تتراوح ما بين أمراض تنفسية، ونزلات معوية بسبب عدم تنظيم الوجبات، فضلا عن الإصابات نتيجة اللعب كالسقوط من على الدراجة الهوائية أو (Trampoline) «النطاطية» مسببة كسورا عند البعض، داعيا أولياء الأمور إلى عدم ترك أطفالهم دون مراقبة حتى يقضوا العيد دون أي منغصات.

وحول أصعب الأوقات، بين الدكتور حندوس قائلا «إن أكثر ما يؤلمني هو أن أرى طفلا مصابا أو مريضا خاصة في هذه المناسبات التي خلقت للأطفال، لذا أبذل قصارى جهدي مع الطفل حتى يعود ليكمل يومه بين لعبه وأنشطته، ونحاول في المستشفى أن نخفف عليهم وعلى ذويهم من خلال توفير الألعاب وبعض الأنشطة.

د. طارق فودة: أسرتي فخورة بي وتخفيف آلام المرضى رسالة

رأى الدكتور طارق فودة- طبيب طوارئ، أنَّ تخفيف الألم عن المرضى لاسيما في قسم الطوارئ له شرف لأي طبيب، خاصة عندما يسهم في إنقاذ حياة مريض على وشك أن يفقد حياته، لافتاً إلى أن مهنة الطب من المهن الجليلة لأن في غالب الأوقات وقت الطبيب ليس له ولا لأسرته بل وقته لمرضاه بأدق تفاصيلهم، إذ إنَّ في الكثير من الأحيان الحالات يأخذ الطبيب مرضاه إلى منزله بتفكيره، مؤكدا أنه على مدار 20 عاما وهو يقضي العيد في قسم الطوارئ بين مرضاه دون كلل أو ملل، هدفه أن تمضي مناوبته دون أن يفقد أي من هذه الأرواح، مشيرا إلى أنَّ أسرته فخورة به وبدوره في التخفيف من آلام المرضى.

وأوضح الدكتور فودة قائلا «إنَّ نسبة الحالات تتضاعف بكل تأكيد، لذا يقوم قسم الطوارئ للمستشفى التي أعمل بها برفع حالة الاستعداد بزيادة عدد الطاقم الطبي والتمريضي وتوفير أيضا الأقسام المساعدة كقسم الأشعة، وطواقم الإسعاف وقسم المختبر وغرف العمليات، فكلها على استعداد وفي تأهب لاستقبال أي حالة مهما كانت دقيقة وحرجة».

ونصح الدكتور فودة أفراد المجتمع الاستمتاع بأوقات العيد، مع الحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف من الأمراض الفيروسية بالاهتمام بنظافة اليدين، وتنظيف الأسطح وتعقيمها وتجنب الأماكن المزدحمة واستخدام أقنعة الوجه الواقية خاصة عند ملاقاة كبار السن.

د. إيلي شمعون:  إبلاغ ذوي المريض بمصيره أصعب اللحظات

أكد الدكتور إيلي شمعون- طبيب طوارئ وباطنية- على أهمية دور الزوجة في دعم زوجها الطبيب في هذه الحالات، فالزوجة غير المتفهمة ستفاقم من صعوبة الأمر، إلا أنَّ زوجته من الداعمين له والفخورة برسالته الإنسانية هذه، لافتا إلى أنها تقوم أيضا بدوره تجاه أطفاله عند غيابه إلى أن تنتهي مناوبته، مشيرا إلى أنه منذ 15 عاما وهو يقضي العيد بين أروقة المستشفى.

ورأى الدكتور شمعون أنَّ تواجد طبيب الطوارئ مع مرضاه في مناسبات كالأعياد له خصوصيته، فالجميع يريد قضاء هذه الأوقات مع أسرته، إلا أنَّ من اختار مهنة الطب عليه أن يؤمن بالرسالة الإنسانية التي خلق لأجلها، وأن يشعر بالغبطة لأنه مسخر لخدمة المرضى وتخفيف معاناتهم وآلامهم، مشيرا إلى أنَّ عيدية العيد بالنسبة إليه عندما يغادر مرضاه قسم الطوارئ وهم بصحة جيدة.

وتابع الدكتور شمعون أنَّ أغلب الحالات تتراوح ما بين اضطرابات جهاز هضمي خاصة لكبار السن الذين أيضا يأتون بذبحات صدرية وارتفاع في ضغط الدم، والكسور والجروح عادة ما تكون بين الأطفال والمراهقين والشباب.

وتحدث الدكتور شمعون وعلى ملامحه بعض الحزن واصفا أصعب اللحظات عندما يضطر لإبلاغ ذوي المريض أن المريض قد توفي، أو عند قدوم المريض بأعراض يكتشف بعد التحاليل أنها حالة سرطان، فهذه أصعب ما قد يراه طبيب الطوارئ.

د. أحمد سعيد: 10 سنوات أقضي العيد بين مرضاي

كشف الدكتور أحمد سعيد -طبيب طوارئ-، أنه منذ عشر سنوات لم يقض العيد مع أسرته، لافتا إلى أنَّ المرَّات التي قضى بها العيد مع أسرته الصغيرة تعد على أصابع اليد الواحدة حتى في هذه الأوقات عادة أطباء الطوارئ لا يكونون مفرغين تماما بل على استعداد لتلقي أي اتصال من المستشفى لأي سبب وعلى الطبيب أن يلبي.

وتابع الدكتور أحمد سعيد وهو على رأس عمله صباح أول يوم من أيام عيد الفطر قائلا «إنَّ هذا الموقف يجعلنا نحيا جملة من المشاعر المتضاربة فكلا الطرفين أعني أسرتي والمرضى بحاجتي وبحاجة أي طبيب في أي وقت وفي أي مكان، ورغم ما قد يشعره الأبناء من فقد لتواجدي إلا أنَّ تفهم زوجتي يخفف عني العبء كثيراً، لإيمانها بأهمية دوري كطبيب في جعلي أحد الأسباب لإنقاذ حياة مريض أو مصاب بعد الله جل وعلا، إلا أنَّ هذه المشاعر سرعان ما تنجلي عندما تطأ قدمي أرض قسم الطوارئ، وأستشعر دوري، والميزة التي ميزني بها الله في أن أكون أحد أسباب تخفيف ألم أحد المرضى أو إنقاذ آخر من موت محقق، كما أنَّ الدعاء لي من بعد تخفيف ألم مريض من قبل المريض نفسه أو ذويه حقيقة يخفف عني بعدي عن أسرتي في هذا المناسبة وأشعر الدعاء بمثابة المكافأة والعزاء لي».

وأضاف الدكتور أحمد سعيد قائلا «إنَّ الحالات خلال أيام العيد تزداد وقد تصل إلى 500 حالة في اليوم الواحد، وبالنسبة لي قد أستلم 70 حالة على اختلافها، وعادة خلال العيد تزداد حالات الجهاز الهضمي من اضطراب معوي الذي يرافقه القيء والإسهال بسبب الأكل دون وعي، فضلا عن بعض حالات الذبحات الصدرية».

وحول أصعب اللحظات، أشار الدكتور أحمد سعيد أنَّ أصعب اللحظات لأي طبيب عندما يخرج الأمر من يديه ولا يمكن إنقاذ المريض أو المصاب، فهذه من أصعب اللحظات التي لا يتمناها أي طبيب إلا أنَّ أقدار الله نافذة، لافتا إلى أنَّ هذا الموقف صعوبته تكمن في أنَّ الطبيب إنسان ويتأثر، لكن عليه أن يتجاوز الأمر سريعاً ليكمل دوره في علاج مرضاه، إذ يعتقد البعض أن الأطباء فقدوا الإحساس!، إلا أن هذا التقييم عار عن الصحة فالطبيب يشعر لكن لابد أن يسيطر على الموقف ليتخذ القرارات السليمة ويؤدي دوره سيما وأنه يتعامل مع أرواح بشر.

اقرأ أيضاً

وزارة الداخلية: حمل أو استخدام السلاح في المناسبات الاجتماعية مخالفة قانونية

الشيخة علياء آل ثاني: القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة أول اجتماع رسمي للأمم المتحدة خارج نيويورك أو جنيف

مزاد قضائي على 6 عقارات الأحد

أخبار ذات صلة

إثراء معرفي وتطبيقات عملية لطالبات المدارس بالشمال

مسابقة المهارات الخليجية – الدوحة 2025.. مسؤولو وممثلو الوفود الخليجية: دقة التنظيم جعلت من المسابقة نسخة استثنائية