رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

3021

"النهمة"... فن قديم يعكس حجم التشابه الثقافي بين أهل الخليج

12 مايو 2017 , 11:23م
alsharq
الكويت - قنا

يعد فن (النهمة) أحد الفنون الشعبية البحرية القديمة، إذ كان مقتصرا على البحر والبحارة في سواحل الخليج ما بين البصرة وسلطنة عمان، وتغنّى به الأجداد حينما كانوا يجوبون بسفنهم البحار للغوص أو التجارة سعيا وراء قوتهم.

والنهمة (بتسكين الهاء) تعني بلوغ الهمة أو الصوت الزاجر، وقد تحولت بمرور الزمن من لهو بحري لتشجيع البحارة على القيام بأعمالهم إلى فن بحري خالص له قواعد ثابتة بالأداء، وإلى لون من الغناء الفلكلوري يصاحب أهل البحر منذ بدء رحلتهم.

غنى بهذا الفن الأجداد "الهولو" وصدحوا بـ"اليامال" متأثرين بخليط من الفنون العدنية والخليجية والهندية والإفريقية، نتيجة اتصالهم بتلك الشعوب مستلهمين من أصوات الموج وهدير البحر وصرير الصواري في تشكيل غنائهم البحري.

وفي أبريل الماضي أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" جائزة كتارا لفن النهمة (نهام الخليج)، التي فاز بها النهام القطري علي سعيد المري، تلاه الكويتي سالم مسيعيد، ثم البحريني أحمد عبد الله جمعة.

وهذا التنوع الخليجي في المشاركة بهذه الجائزة يعكس حجم التشابه في الثقافات والفنون في دول الخليج، لاسيَّما في فن "النهمة"، إلا أن هناك بعض الاختلافات التي رصدت في تناول هذا الفن بين الكويت والبحرين وقطر.

كما أن فن النهمة متشابه في الخليج لا اختلافات فيه إلا في التنازيل (أي الأغنية) أو الشيلات، إذ تكثر الشيلات في قطر والبحرين والإمارات وعمان مقارنة بالكويت، فضلا عن الاختلاف في السرعات وفي أداء الغناء (المد) ونوعية الغناء، بالإضافة إلى الاختلاف في طريقة العزف وفي أداء "الخطفة" (وهي من الأغاني التي تؤدى أثناء رفع الأشرعة أو خطف الشراع)، فرغم أنها من الميزان نفسه فإنها والنهام يعدان الركيزة والمحور الذي يقوم عليه الغناء، وهو الاسم الذي يطلق على مغني السفينة ويتجاوب البحارة مع ما يصدر عنه من أغان تعبر عما في صدورهم من ألم الفراق والبعد عن الديار، كما كان يشجع بغنائه كل من على السفينة على تحمل المشاق والصبر بالابتهالات والدعاء كنوع من بدايات العمل.

مساحة إعلانية