رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

8377

ظاهرة اصطحاب الأطفال في التراويح تزعج المصلين

12 يونيو 2016 , 12:46م
alsharq
نشوى فكري

تزداد ظاهرة اصطحاب الأطفال ، والرضع إلى المساجد بشكل كبير خلال شهر رمضان ، خاصة أثناء صلاة التراويح ، حيث تضطر بعض الأمهات إلى أخذ اولادهن الصغار لتأدية صلاة التراويح ، فمنهم من يلهو ويلعب في المسجد ويتسلل بين صفوف المصلين ومنهم من يرفع صوته بالبكاء .

وقد يشغل المصلين ويؤثر على خشوعهم ، الأمر الذي يسفر في بعض الأحيان عن خلق مشادات كلامية بين المصليات من النساء ، فقد يقمن مصليات بتعنيف الأم ، بسبب بكاء ابنائها الصغار داخل المسجد ، وإخبارهن انه لا يجوز لهن الحضور للمسجد ، ولذلك فقد أردنا معرفة رأي علماء الدين في اصطحاب الاطفال الصغار إلى صلاة التراويح.

الصلاة في بيتها

في البداية يقول الشيخ عبد السلام البسيوني ، إن الأولى للمرأة والأفضل لها أن تصلي في بيتها، أو محل إقامتها، حيث لا يراها أحد، لقوله صلى الله عليه وسلم: صلاة المرأة في بيتها خيرا من صلاتها في المسجد النبوي ، والذي تساوي الصلاة فيه بألف صلاة ، ولكن هذا لا يعني أنها لا يجوز لها أن تصلي في المساجد، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى الرجال أن يمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" متفق عليه، زاد أبو داود: "وبيوتهن خير لهن".

لافتا الى انه لا يجوز منع المرأة من الصلاة في المسجد ، بل أنه من حقها ذلك ، ولكن من المعروف أن الأم لديها أطفال صغار ولا تستطيع تركهم في المنزل ، وتضطر لاصطحابهم معها إلى المسجد ، وقد تحدث من وراء ذلك بعض المشاكل مع النساء المصليات ، فليس من حق النساء الأخريات تعنيفهن، فالصحابيات كن يصطحبن أطفالهن إلى المساجد ، وكانوا يبكون ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد الإطالة في الصلاة ، ولكن يخفف فى الصلاة لسماعه بكاء الصبي لئلا يشق على أمه.

وأشار أنه يوجد العديد من الأحاديث الصحيحة الكثيرة على جواز إدخال الصبيان إلى المساجد، ومنها حمله صلى الله عليه وسلم امامة بنت زينب وهو على المنبر و كان يصلي وهو حامل امامة فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها ، و أن اصطحاب الأطفال إلى المساجد وارد عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، والدليل أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي بالناس، وكان الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه مستلقيين على ظهره، فأطال النبي السجدة حتى ظن الصحابة أن مكروها أصابه، ولما رفع رأسه سأله الصحابة عن سببه إطالته، فقال رسول الله:"كرهت أن أقوم من السجود حتى يقضي نهمه من الركوب " ، هذا يدل على السماح للأطفال بالذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة.

مصالح تربوية

وأكد البسيوني أن اصطحاب الأطفال الصغار إلى المساجد فيه مصالح تربوية عظيمة، لذلك فإن علينا ان نحتوي أبناءنا الصغار الذين يأتون إلى المسجد، وتوفير مرافق ترويحية لهم خارج المساجد ، من خلال وضع بعض الألعاب في صدر المسجد ، بعيدا عن مكان الصلاة وأصوات القارئين ، مبينا أن إبعاد الأطفال الصغار وعدم الصبر عليهم سينفرهم من المساجد ، ويدعو الى تشجيع الأطفال على الصلاة في المساجد، بحيث لا ننفرهم ولا نخسرهم في سن قد يصعب على الآباء اعادتهم الى المسجد، لذلك فإنه ليس من حق أحد منع الأم أو منع أبنائها من الذهاب للمسجد ، ولكن أن صلاة المرأة في سكنها خير لها من صلاتها في أي مسجد، كما علمنا رسول صلى الله عليه وسلم.

صلاة المرأة في بيتها أفضل

قال الشيخ موافي عزب ، إن ظاهرة اصطحاب الأطفال القصر ، أثناء صلاة التراويح ، قد تبدو ظاهرة مزعجة في معظم مساجد الدولة ، حيث تحرص كثير من الأمهات على اصطحاب أطفالهن إلى المسجد لأداء الصلاة خصوصاً صلاة التراويح ، بهدف تعويدهم الصلاة وترغيبهم فى ارتياد المساجد، دون مراعاة صغر سنهم واحتياجاتهم الطفولية، فذاك ابن الرابعة أو الاقل سنا الذي يأتي بصحبة والدته ، سرعان ما يشعر بالملل من طول الصلاة، وشقيقه الذي يصغره يبكي باستمرار طالبًا الرجوع إلى البيت، مما يشتت انتباه المصلين، ويعكر صفو الأجواء الإيمانية، ويرهق الأطفال وقد ينتزع رغبتهم في الصلاة، لافتا الى أن بعض المساجد بالفعل اضطرت لأخذ القرارات المتعلقة بمنع دخول الأطفال من الأعمار الصغيرة للمسجد ، وذلك حفاظا على محتويات المسجد من العبث والتلف ، خاصة وأن بعض الأطفال قد يقوموا بتصرفات لا تليق بحرمة وعظمة المكان ، مما يؤدي إلي إفساد المكان.

ولفت إلى ان قيام البعض الآخر من المساجد بالدولة والتي تتسم بالمرونة ، بتخصيص أمكان وعمل ملاحق وأماكن للصلاة مخصصة للأمهات والنساء ، حتى تستطيع الأم الصلاة وهي مطمئنة على ابنائها بجوارها ، مبينا انه لا يجوز حرمان أو منع النساء من الذهاب للصلاة في المساجد.

وتابع عزب " انني أنصح الأم أن تصلي في بيتها أفضل وأن ترعى ابناءها ، أفضل كثير من ذهابها للمسجد ، كما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تتواجد في المسجد وتصلي في الصف الأول ، وقد يكون الأولاد في قمة نشاطهم ، في اللعب واللهو أو البكاء ، خاصة وأن صلاة السنة قد يقطعها المصلي للضرورة ، مما يتسبب في تشتيت انتباه الكثير من المصلين ، لذلك فإن صلاة المرأة في بيتها في هذه الحالة أفضل ، خاصة وأنها سوف تتمكن من مراعاة ابنائها وأداء الصلاة في الوقت الذي يناسبها.

وأكد أنه لا مانع من ذهاب النساء والأمهات إلى المساجد ، التي تخصص اماكن للعائلات والأطفال ، ولا يجوز لأي من المصليات مضايقتها أو منعها ، فلا يستطيع احد منع المرأة من الصلاة في المساجد ، فهذا حقها مثل حق الرجل في الذهاب للمسجد ، وهذا ما أكد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديثه : "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" متفق عليه، ولكن إن كان هناك مشقة عليها ، فصلاتها في بيتها أولى من ذهابها للصلاة في المسجد.

مساحة إعلانية