رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

468

طبول الحرب في الذروة.. هل تتسع دائرة النار؟

12 أغسطس 2024 , 07:00ص
alsharq
تأهب وترقب على وقع طبول الحرب في المنطقة
❖ برام الله - محمـد الرنتيسي

يبدو العالم كخلية أزمة، وهو يحاذر الانزلاق إلى هاوية حرب طاحنة في منطقة الشرق الأوسط، من المؤكد أنه لا يرغب بها أحد، كما سبق التحذير منها على مدار أشهر الحرب العشرة في قطاع غزة، ولم يعد بمقدور أي من المراقبين أن يقدم ولو رسماً تشبيهياً لما بعد رد إيران (إن حدث) وإن كان هناك من يحفظ خط الرجعة، في تقديرات السيناريوهات المحتملة.

في المنطقة الملتهبة، بات كل شيء يؤشر على دخولها نفقاً مظلماً، ربما لا يضيئه سوى وميض الحرب، التي تبدو على المسافة صفر، في ظل التهديدات المتبادلة بين إيران ودولة الكيان الإسرائيلي، لدرجة بات الكل يبحث عن ثغرة يطل من خلالها على حل دبلوماسي. فعلى حافة دائرة النار، التي يتطاير منها الشرر، وفيما بنى خبراء ومحللون تقديراتهم بالميل نحو المواجهة المتدحرجة، بحيث يخرج الوعاء المشتعل من قطاع غزة إلى دول أخرى في المنطقة، ترتسم على خريطة المواجهة معالم معادلة أخرى قوامها «التوتر الذي يقود للاستقرار، والتصعيد الذي يعبد الطريق أمام التهدئة». في السياق، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، اندلاع حرب شاملة، حتى وإن تجاوز المشتبكون الخطوط الحمراء في إطار التسخين للمواجهة، ويعزو السبب لأن أمريكا تعيش بالتزامن أجواء الحملة الانتخابية، ولا يرغب الرئيس الأمريكي بحرب جديدة تضاف إلى حروب (روسيا مع أوكرانيا) و(غزة مع إسرائيل) بحسبان هذا يرفع أسعار النفط ويضاعف التضخم.

وحسب المصري فإن الحرب الشاملة مستبعدة، لأن طهران لا تريد مواجهة الكيان الإسرائيلي المدعوم بتحالف دولي بزعامة أمريكا، قبل بلوغها على ما يحقق التوازن في القوى، من خلال سلاحها النووي، في وقت لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة النفوذ الأكبر، والأقوى عسكرياً في العالم، وإن تراجع دورها نسبياً في المنطقة، في حين لم ينضج بعد حلف (إيران، روسيا، والصين) على الرغم من قطعه خطوات جادة في هذا المضمار.

يضيف المصري: «قد تشن إيران هجوماً قوياً على تل أبيب، تحت سقف الحرب الشاملة، لكونها ترفض التعايش مع قواعد الاشتباك الجديدة التي يريد الكيان فرضها، بحيث تضرب دولة الاحتلال أينما وكيفما تشاء، من دون رد مساوٍ في المقدار ومعاكس في الاتجاه، الأمر الذي يمس هيبة إيران ويفكك أركان محورها.

وهناك من المراقبين من ذهبوا حد القول إن التهديدات المتسارعة بين (إيران والكيان) بتوجيه ضربات متبادلة، ترمي إلى فواصل استعراضية، بل إنها أقرب إلى «العاصفة التي تسبق الهدوء» والأسباب التي تبرر هذا الاستنتاج كثيرة ومتعددة، من وجهة نظرهم. لكن هؤلاء أنفسهم، لم يستبعدوا حدوث هجمات متبادلة بصورة محدودة، ويظل المستبعد هو أن تنشب حرب شاملة، إذ وفق التقديرات فإن أياً من الغريمين غير راغب بهكذا مواجهة، خصوصاً وأن مسارات سياسية أخذت تنهض أخيراً، لتخليص الطرفين من كل ما من شأنه أن يدفع للحرب. ويقول مراقبون ومحللون سياسيون، أن قادة الاحتلال وأمريكا لا يضمنون نتائج الحرب الشاملة، وارتداداتها على وقائع الحرب في قطاع غزة، أو الانتخابات الأمريكية المقبلة، لا سيما وأن نتنياهو يصر على مواصلة عدوانه على غزة، كي يتجنب محاكمته على قضايا الفساد التي تحاصره، كما أن كل همه في هذه المرحلة، يكمن في البقاء على كرسي الحكم في تل أبيب.

أمر آخر لا يمكن إغفاله، وهو أن نتنياهو يسعى جاهداً للظهور بصورة المنتصر، بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، فهل يكتفي بصورة ظل يبحث عنها منذ اليوم الأول للحرب، خصوصاً وأن الرد الإسرائيلي تكرر أخيراً أمام الوسطاء بأن الاحتلال لن ينهي الحرب إلا بتحقيق صورة نصر ترضي الشارع الإسرائيلي؟.. وهل سيعتبر الإسرائيليون نتنياهو بطلاً ليخرج من الحرب بصورة المنتصر؟.. أم أن الحرب سوف تشتد مع الاستمرار في ملاحقة قيادات حركة حماس في قطاع غزة وتخرج إلى المنطقة؟.. الأيام المقبلة ستحمل معها الكثير وعلى العالم أن ينتظر.

مساحة إعلانية