رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1219

تكنولوجيا مبتكرة لذوي الإعاقة لتسهيل متابعة المونديال

12 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
تجربة الوصول الميسر

الدوحة ـ الشرق

عملت مؤسسة قطر على تحقيق الوصول الميسر والتسهيل لذوي الإعاقة لمتابعة بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 من خلال إمكانيات تكنولوجية متقدمة وخبرات متميزة.. وفي هذا الإطار استعرضت مؤسسة قطر تجربة أحد الشباب حول الخدمات المقدمة.

يقول إكرامي أحمد فؤاد- من متحدي الإعاقة البصرية- إنه وهو في العقد الثالث من عمره، وبعد دراسته الجامعية للغة الإنجليزية، واتباع شغفه الخاص باللغات والترجمة والتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة البصرية، التحق بمركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين كمشرف أنشطة واختصاصي تكنولوجيا مُساعِدة بالمركز. وشارك في عدد كبير من مبادرات قطر في خضم الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، لضمان تسهيل الوصول لكافة فئات المجتمع بمختلف قدراتهم.

* استدامة الإنجازات

وأضاف: "إذا ما قارنّا بين قطر في الوقت الحالي ومنذ عشر سنوات، يمكننا أن نلحظ قدر المجهودات التي بذلتها الدولة ومازالت تبذلها لتعزيز سهولة الوصول لكافة فئات المجتمع باختلاف قدراتهم. ونتطلّع إلى استدامة تلك الإنجازات وتطويرها على مستوى الخدمات والتجهيزات التكنولوجية لذوي الإعاقة التي تعزز من شمولية المجتمع وتشكل إرث الدولة لما بعد كأس العالم".

يمتلك إكرامي شغفا خاصا بممارسة الرياضة، لاسيما رياضة كرة الهدف للمكفوفين، والتي كان أحد أعضاء فريقها الذي حقق الفوز لقطر في دورة ألعاب غرب آسيا البارالمبية في 2019، كما يهوى متابعة كرة القدم ولعب الشطرنج. ولكن ماذا تطلّب الأمر حتى تستحيل عتمته نورًا ؟

* قصة كفاح

قال إكرامي، وهو واحد من بين أربعة إخوة مكفوفين: "ترعرعت في منزل بسيط في مدينة صغيرة بمحافظة المنوفية في مصر، ووالدي رقيق الحال، وكان نصيبه قليلا من التعليم. وعلى الرغم من ذلك كانت لديه عزيمة وإصرار لا يحيدان لتعليم أبنائه الخمسة مهما كلّفه الأمر. لقد كان الطريق وعرًا منذ طفولتي. حيث التحقت صغيرًا بمدرسة خاصة للمكفوفين بمعزل عن العالم الخارجي".

وتابع: "كنت أتعلّم في مدرستي صباحًا واصطدم بذلك العالم الخارجي ليلاً. كانت هناك فجوة أشعر بها في زيارات الأهل والأقارب وكل ما هو خارج إطار المدرسة وكأني دخيل على المجتمع. بل استفحل الأمر أكثر عندما التحقت بالجامعة. إذ وجدتني فجأة أصارع لأواكب الدراسة بين طلاب مبصرين دون أية تجهيزات خاصة لذوي الإعاقة البصرية. ولكنّي لم أنظر للأمر يومًا بصورة سلبية، بل كان تحدٍ ممتع، علّمني الاعتماد على ذاتي والوصول إلى أهدافي".

* مواجهة العقبات

لم يقتصر الأمر على مواجهة إكرامي العقبات خلال دراسته فحسب، بل امتدت لتشمل عقبات جديدة على الصعيد العملي. حيث قال: "في مطلع حياتي المهنية التي اكتسبت خلالها العديد من الخبرات، واجهت أمرًا أشد صعوبة، ألا وهو نظرة المجتمع التعجيزية لذوي الإعاقة، وعدم النظر لقدراتهم ومهاراتهم التي تؤهلهم للقيام بعمل ما، بل الافتراض مسبقًا بأنهم غير قادرين على القيام بمهام الوظيفة. وكأنهم يُعاقبون اجتماعيًا لذنب لم يقترفونه".

أردف: "نحن كسائر أفراد المجتمع، ستجد بيننا من لديه المهارات والكفاءة المطلوبة للقيام بعمل ما، وبيننا من هو غير مؤهل لذلك، والجمع بينهما في بوتقة واحدة يخلّ بميزان العدالة". وأضاف أنه لم يعبأ كثيرًا بنظرة المجتمع على مدار حياته، بل كان منشغلاً بتحقيق النجاح في كل خطوة منذ التحاقه بالجامعة، حيث بدأ على الفور في استكشاف كيفية الحصول على المراجع اللازمة للدراسة، وكيفية تدوين الملاحظات في ظل محدودية الخيارات التكنولوجية في ذلك الوقت.

* التقنيات المساعدة

ومن خلال سعيه لإيجاد حلول، تمكّن من الحصول على آلة بيركنز برايلر للكتابة للمكفوفين والتي ساعدته كثيرًا في دراسته. من هنا بدأ اهتمامه الخاص بالتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة البصرية، إيمانًا بها كوسيلة تمكين لهم، تعزز سهولة الوصول وتتيح أمامهم المزيد من الفرص.

قال إكرامي: "لطالما علقت في ذهني جملة كان يرددها على مسامعنا أحد معلمينا في المدرسة وهي "الشدّة على الكفيف رحمة"، وقد أراد بها أن يحفّزنا على الاعتماد على النفس، وألا نركن إلى الاستسلام عند مواجهة العقبات. فطالما آثرت تنفيذ المهام بنفسي وإيجاد الحلول مهما تطلب الأمر، إلى أن أصبح نهج حياتي".

انطلاقًا من اهتمامه بمتابعة كرة القدم وشغفه بمجال التكنولوجيا، شارك إكرامي في منتدى التمكين الذي يمثل حلقة وصل بين ذوي القدرات المختلفة وصناع القرار لتقييم مدى سهولة وصول الخدمات لكافة أفراد المجتمع. شارك أيضًا كأحد أعضاء وفد الرصد والمتابعة في بطولة كأس العالم 2018™ والتي أقيمت في روسيا للاطلاع على الخدمات المتاحة لذوي الإعاقة والاستعداد للبطولة المرتقبة في 2022.

* الوصف السمعي للمباريات

كما شارك في تحضيرات الوصف السمعي أثناء كأس العرب FIFA قطر 2021™ لتقييم المحتوى وتنقيحه والاستفادة من التجربة والعمل على تطويرها استعدادًا لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™. بالإضافة إلى مشاركته في اختبار محتوى الوصف السمعي التي تقوم به جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، لشرح اللوحات في المعارض الفنية المتاحة لدى مكتبة قطر الوطنية للمكفوفين.

* فعاليات مؤسسة قطر

وقد كشفت مؤسسة قطر مؤخرًا عن مجموعة الفعاليات والأنشطة التي ستستضيفها المدينة التعليمية على مدار البطولة وفي الفترة التي تسبقها، والتي ستكون متاحة أمام الجميع للمشاركة فيها والاستمتاع بها، حيث تنعقد حملة مؤسسة قطر لكأس العالم تحت شعار "كرة القدم لنا كلنا" وتعكس كيف ستكون هذه النسخة من البطولة – وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والعالم العربي - الأفضل من حيث سهولة الوصول، ولتُعبّر عن التزام مؤسسة قطر بإتاحة فرص شاملة وميّسرة يستطيع جميع الأفراد استكشافها والاستفادة منها.

كما يقام مهرجان دريشة للفنون الأدائية التابع لمؤسسة قطر في المدينة التعليمية خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ في الفترة الممتدة بين من 11 إلى 17 ديسمبر تحت عنوان "السفر والمغامرة"، وهو مفتوح للجميع، ويتضمن مجموعة متنوعة من العروض تشمل الموسيقى، والشعر، والفنون البصرية والمسرحية، وذلك باللغتين العربية والإنجليزية، ومع إضافة "دريشة الاختراعات والابتكارات" إلى نسخة هذا العام سيتم تسليط الضوء على العلماء والمبتكرين والباحثين في العالم العربي.

* زيادة الإنتاجية

يعمل إكرامي حاليًا كمُعلِم ومُدقِّق برايل، بمركز للمكفوفين في قطر، ومهمته هي تدريب وتطوير مهارات الطلاب في القراءة والكتابة بطريقة برايل، وتكييف المناهج والمواد التعليمية بما يتوافق مع الطلاب المكفوفين. ويعتقد أن إحداث تغيير حقيقي وملموس لذوي الإعاقة، يحتاج إلى ضبط ميزان العدالة، وإتاحة الفرص لكافة أفراد المجتمع للانخراط، والمشاركة في العمل والإنتاجية بناءً على مهاراتهم ومؤهلاتهم.

يقول إكرامي: "لقد كرّس والدي حياته بالكامل لتعليم أبنائه المكفوفين، وآمن بأن العلم هو سبيلنا لنرى النور، وبالرغم من أنه لم يكن لديه الكثير ليقدّمه لنا على الصعيد المادي، إلا أنه منحنا ما لا يُقدّر بثمن.. وهو إيمانه بأننا قادرون".

مساحة إعلانية