محليات

783

العبيدلي لـ"الشرق": مبادرة لدعم التقطير في مركز السدرة

الرئيس التنفيذي للتدريب والتطوير..

برامج طموحة لسد النقص في الكوادر القطرية

54 % من موظفي السدرة سيدات

التطوير المهني للقطريين هو من أولويات المركز

برامج تدريبية متخصصة في إدارة المواهب وإطلاق مبادرات تعليمية لدعم استراتيجية التقطير

أكدت الدكتورة خلود محمد العبيدلي، الرئيس التنفيذي للتدريب والتطوير في مركز السدرة للطب والبحوث، حرص السدرة على استقطاب أفضل الكوادر العاملة في المجال الطبي، مشيرة إلى أن التطوير المهني للقطريين من أولويات المركز.

وقالت في حوار لـ الشرق إن السيدات يشكلن 54% من نسبة موظفي المركز، حيث يتوزعن على أقسام مختلفة مثل الاستقبال والتمريض والإدارة والرعاية الصحية والبحوث.

وأضافت أنها ساهمت في تقديم برامج تدريبية متخصصة في إدارة المواهب، وإطلاق مبادرات تعليمية، كان لها دور فعّال في دعم استراتيجية التقطير التي تتبناها الدولة.. مؤكدة أن النهوض بالمرأة يأتي من خلال التعاون ودعم جميع الأطراف.

وأوضحت أن قطر رائدة في مجال مساعدة النساء على التميز والتطور في قطاعات متعددة. مشددة على أن قيادات مركز السدرة ملتزمة بجعل المركز مكان عمل ملائما للنساء. وفيما يلي نص الحوار:

إدارة المواهب

حدثينا عن خبرتك وتجاربك المهنية، وماذا أضاف لك العمل في مركز السدرة؟

أشغل حاليا منصب رئيس تنفيذي للتدريب والتطوير في مركز السدرة للطب والبحوث، وقد كُلّفت بهذا المنصب بحكم خبرتي في مجالي التدريب والتطوير، لمدة قاربت 19 عاماً، وكان على رأس المهام التي قمت بتنفيذها أثناء سنوات عملي، تقديم برامج تدريبية متخصصة في إدارة المواهب وإطلاق مبادرات تعليمية كان لها دور فعّال في دعم استراتيجية التقطير التي تتبناها الدولة.

وقبل التحاقي بمركز السدرة، كنت أشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التقطير في شركة الخطوط الجوية القطرية، حيث ساهمت في زيادة أعداد الموظفين القطريين في الشركة؛ من خلال تطوير برامج مبتكرة ساعدَتهم على تأدية مهامهم بكفاءة ونجاح داخل الشركة، ومهّدت أمامهم الطريق لتولي مناصب قيادية.

كما أؤيد بشدة اعتماد مفهومي التعليم والتعلّم في برامج التطوير المهني، باعتبار أن هذين المفهومين من المقومات التي لا غنى عنها لنجاح مثل هذه البرامج، وهذا هو الفكر الذي أحمله وأريد أن أطبقه في منصبي الجديد بمركز السدرة.

تدريب وتطوير

ما الذي شجعك على الالتحاق بالعمل في مركز السدرة، وما هي مهامك الوظيفية؟

مركز السدرة للطب والبحوث مركز طبي وبحثي عالمي جديد، يسعى إلى تقديم خدمات رعاية صحية متطورة للنساء والأطفال، وهذا ما شجعني على الالتحاق بالعمل في المركز؛ لأنه سيمنحني فرصة كبيرة للمساهمة منذ البداية في إرساء أفضل السياسات المتعلقة بالتدريب والتطوير.

كما أن عملي يتضمن الإشراف على برامج التطوير المهني للموظفين داخل المركز، والتأكد من أن كل موظف يعمل في الوظيفة التي تتماشى مع مهاراته وتلبي تطلعاته، لكن في الحقيقة ثمة عامل آخر شجعني على الالتحاق بالمركز وهو تركيز الإدارة العليا في مركز السدرة على الاستثمار في التدريب، وتقديم أفضل برامج التطوير المهني والتعلّم المستمر لجميع الموظفين. كما يقدم الرئيس التنفيذي لمركز السدرة، بيتر موريس، دعما كبيراً للسيدات اللاتي يشغلن مناصب قيادية في المركز.

ما هي برامج التدريب والتطوير المهني التي سيحصل عليها موظفو السدرة؟

لا يقتصر التعليم والتطوير في مركز السدرة على فئة بعينها، بل يشمل جميع موظفي المركز على اختلاف مستوياتهم، حيث تحرص إدارة مركز السدرة على توفير أرقى أنواع التدريب لجميع العاملين في المركز. فهناك برامج تستهدف الخريجين الجدد وتركز على تطوير قدراتهم ومهاراتهم القيادية، مثل برنامج التميز في القيادة. وهناك أيضا برامج تستهدف أعضاء القيادة العليا في مركز السدرة، وتركز على مساعدتهم في فهم أولويات الإدارة ومعرفة كيفية بناء شبكات العمل وخلق لغة مشتركة بين المديرين في مركز السدرة. كما توجد أيضا برامج تستهدف جميع العاملين في مركز السدرة، مثل برامج الذكاء الاجتماعي والعاطفي والثقافي، التي تهدف إلى بناء قدرة جميع العاملين على التعبير عن مشاعرهم والسيطرة عليها في المواقف المختلفة، كما تساعدهم على أداء مهامهم بشكل فعال أثناء تعاملهم مع أشخاص ينتمون إلى بيئات ثقافية مختلفة وبشكل يراعي الحساسية الثقافية للمجتمع الذي يعيشون ويعملون فيه.

تأهيل العاملين

يستقطب مركز السدرة المتخصصين في الرعاية الصحية من مختلف أنحاء العالم، فما هي التدابير المتخذة لتأهيلهم للعمل وسط مجتمع يتسم بالتنوع كما هو الحال في قطر؟

يفتح مركز السدرة أبوابه أمام كل من يحتاج إلى الحصول على خدمات الرعاية الصحية للنساء والأطفال، ونحن نتعامل بجدية شديدة مع مسألة توفير كافة سُبل الراحة والسلامة لمرضانا، واضعين نصب أعيننا أن التواصل السليم والفعّال، هو من أكثر العوامل التي تساعد على النجاح. فعلى سبيل المثال، يعمل فريقنا المعنيّ بالتعلّم والتطوير المهني بشكل وثيق مع فريق مركز المحاكاة لتصميم دراسات حالة متخصصة وسيناريوهات ذات صلة بسكان قطر؛ بغرض استخدام هذه النماذج في تعليم الموظفين كيفية التواصل مع المرضى القطريين والأجانب بطريقة تراعي كافة الجوانب الثقافية.

كما أن تعريف طاقمنا الطبي بالثقافة والتقاليد المحلية يمثل جزءاً مهماً في التدريب المؤسسيّ الذي نقدمه لجميع الموظفين الجدد في السدرة، ولهذا الغرض نطلب من بعض المتدربين من الخريجين القطريين الذين يعملون في السدرة تعريف الموظفين الجدد بالتقاليد المحلية. وبهذا يمثل التعلم تبادلاً ثقافياً ومنفعة متبادلة للطرفين.

[image:4]

دعم القطريين

كيف يتم دعم وتطوير المواهب الطبية القطرية؟

يحرص السدرة على استقطاب أفضل الكوادر العاملة في المجال الطبي، ومن أبرز المهام والالتزامات التي يتعهد بها السدرة تجاه الدولة، نقل المهارات والمعارف التي يمتلكها هؤلاء الخبراء البارزون إلى الأجيال القادمة من مقدمي خدمات الرعاية الصحية في قطر. ولذلك، خصصنا 10% من وقت أطبائنا للتعليم والبحوث بغرض نقل هذه الخبرات. وبوجه عام، تتمثل منهجيتنا الخاصة بالتطوير المهني للقطريين في مساعدة كل موظف قطريّ في إطلاق قدراته الكامنة؛ لكي يصبح من أفضل الكوادر في تخصصه من خلال برنامج يعتمد على التوجيه والإرشاد وخطة مفصلة للتطوير الشخصي مدعومة بدورات تدريبية مختارة بعناية لاستثمار وتعزيز نقاط القوة التي يتميّز بها كل موظف.

نقص الأطباء القطريين

كيف تواجهون نقص الأطباء القطريين؟

إذا فكرنا في أطباء عام 2030، فسنرى أن بعضهم الآن ربما يكون في الجامعة أو قد يكون لا يزال يدرس في المرحلة الثانوية. فعادة ما يحتاج طالب الطب أن يدرس لمدة 7 سنوات لتأهيله ليكون "طبيبا مبتدئا"، ثم يتبع ذلك 10 سنوات من التدريب المهني.. وقد بذل مركز السدرة جهوداً كبيرة ليجعل من العلوم والطب مساراً مهنياً جاذباً للقطريين الشباب. فقد شاركنا في فعاليات مهنية عديدة بالمدارس والجامعات داخل قطر وخارجها، وسهلنا برامج التدريب والمنح الدراسية والابتعاث، حيث وصل عدد الطلاب والمتدربين الذين حصلواعلى منح دراسية من السدرة إلى 350.

ومع ذلك، يجب بذل المزيد من الجهد لتشجيع الطلاب على دراسة هذه العلوم واتخاذها مساراً مهنياً، ويجب أن يحدث ذلك بداية من مرحلة التعليم الابتدائي والثانوي. كما على المجتمع أن يؤدي دوراً في هذا الصدد، فالآباء والجامعات والمدارس عليهم التوحّد جميعاً لإعداد مقدمي خدمات الرعاية الصحية الذين سيعتنون بنا وبأطفالنا في المستقبل. وأنا أرى أن التواصل مع طلاب المدارس وتعريفهم بطبيعة عملنا وجهودنا مهم للغاية لتحفيز الجيل القادم من أطباء المستقبل وأولياء أمورهم وتوعيتهم بأهمية المسار الأكاديمي ومستقبل مهنة الطب.

النهوض بالمرأة

وقالت العبيدلي إن السيدات تشكل 54% من نسبة الموظفين في المركز، حيث يتوزعن على أقسام مختلفة مثل الاستقبال والتمريض والإدارة والرعاية الصحية والبحوث. ولدي إيمان عميق بأنه إذا تمكن الفرد من العثور على المسار المهني الذي يلائمه ومُنحَ الأدوات الصحيحة والإشراف المناسب خلال حياته المهنية، وكرّس وقته للتعلم والتطوير المستمر، فسيحقق إنجازات لا حد لها. أنا أطبق هذه الفلسفة على برامج التطوير المهني التي نقوم بتنفيذها في السدرة، مع التركيز على خطط التطوير المفصلة ومنح الفرص المناسبة للأشخاص المناسبين.

وأضافت بصفتي سيدة أشغل منصبا قياديا، فإني أعتقد أن لدي واجبا نحو رعاية ومساعدة ودعم غيري من النساء، والعمل بشكل وثيق مع الفريق القيادي للمركز حتى تتولى النساء وضع السياسات الخاصة بموظفات المركز، كما أن النهوض بالمرأة لابد أن يأتي من خلال التعاون ودعم الجميع. ونحن نحظى بميزات كبيرة في قطر، حيث تم القيام باستثمارات كثيرة من أجل مساعدة النساء على التميز والتطور في قطاعات متعددة.

قطريات رائدات

ما رؤيتك لتولي سيدات أخريات لمناصب قيادية في قطر وفي المجال الطبي تحديداً؟

توجد قطريات قياديات ورائدات أعمال في أماكن مختلفة على مستوى جميع قطاعات الدولة. وإذا تحدثنا تحديداً عن مجال الصحة، فسنلاحظ أن النساء يُحدثن فرقاً ملحوظاً في بناء القطاع الصحي في قطر والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. وبالنظر الى من يتولى وزارة الصحة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والعديد من المؤسسات الصحية الأخرى، معظمهن من السيدات.

تحديات العمل

كيف تحافظين على التوازن بين حياتك العملية كموظفة بدوام كامل وحياتك كأم؟

نواجه نحن السيدات بعض التحديات في بعض الأوقات؛ نظراً للأدوار المتعددة التي نقوم بها كأمهات وزوجات وأخوات وموظفات. ولكن لدي قناعة راسخة بأهمية الحفاظ على التوازن بين حياتي العملية وحياتي الشخصية، وأنا ممتنة للعمل في مؤسسة تقدر ذلك وتعطيني الفرصة لتحقيق هذا التوازن.