محليات

651

"عيد الخيرية" تختتم فعاليات ملتقى "نسائم الخير" بالوكرة

إختتمت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية فعاليات ملتقى "نسائم الخير" الذي نظمه فرع الوكرة بالمؤسسة على مدى ثلاثة أيام، واستهدف فئات الأسرة من الرجال والنساء والأطفال، واشتمل على العديد من البرامج الدعوية والثقافية والترفيهية، قدمها نخبة من المشايخ والدعاة، وسط حضور جماهيري أثنى على إقامة فعاليات "نسائم الخير" التي أسهمت في ملء ليالي الصائمين بالخير والطاعات.

حضر ختام الفعاليات السيد جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة "الشرق"، والشيخ أحمد البوعينين الذي قدم لفعاليات الملتقى، والسيد يوسف الخليفي منسق حملة "أظهر احترامك"، والسيد علي العجمي المسؤول الإعلامي لحملة ركاز، والنقيب محمد سالم الجمرا الذي تناول الحديث عن شراكة الشرطة وعن دورها في خدمة المجتمع، وعدد من المسؤولين والمديرين بعيد الخيرية. قدم البرنامج الشيخ عبدالله البوعينين وحث الجمهور الكريم والمسلمين على الاستفادة من البرامج

شهر القرآن

واستضاف الملتقى في يومه الأخير الشيخ الدكتور محمد عبدالمقصود الداعية الإسلامي الذي تحدث عن "أهمية الحياء في الحياة" مشيراً إلى أن الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها: قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وهي من نعم الله على العبد التي لا تعد ولا تحصى، ولكنه لا يشعر بها إلا حين يفقدها، حينها فقط يشعر المرء بحجم النعم العظيمة، وليس غريبا أن نسمع قول أحد العلماء لسليمان بن عبدالملك وهو حينها خليفة المسلمين: "عظّم ربك، وإياك أن يراك حيث يكره، ويفتقدك حيث يحب".

تقوى القلوب

وحث الشيخ الحضور على الثناء على الله وتعظيم الشعائر، لأنها من تقوى القلوب؛ فالحياء خلق مهم جداً للمؤمن، لأنه إذا فقده كسر كل القواعد وأصبح بليّة لا تحمد عواقبها، ولذا "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" لأن الإنسان حين يغفل، وتضيع حدود الحياء أصبح شرا يمشي على الأرض لأنه بلا حياء.

الرفق من الإسلام وبين الشيخ أن هناك جوانب من الأخلاق تتوافق وتشترك بين جميع البشر وفي الحديث: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه" وهذا معنى حقيقي قد يغيب عن كثير، وقال: إن الرفق هو سمت الإسلام العظيم ولك أن تنظر حولك لتعرف حجم التغيير والنكوص، الذي تعرّض له المسلمون في الفترة الأخيرة، والذي يتطلب منّا العودة إلى معين الإسلام الصافي.

الأخلاق الإسلامية

ولفت الشيخ د. عبدالمقصود إلى أن الرسول الكريم كان أشد حياء من العذراء في خدرها، لهذا يجب أن تكون ألفاظنا وأخلاقنا وسلوكاتنا جميعا منطلقة من هذا المبدأ الراقي، ويجب أن يكون الحياء مُراعىً دائما وأن نفهم أن الحياء يجب أن يقف أمام تعلم أمور الدين، وقد ضرب الرسول بنساء الأنصار مثلا عن طلب العلم ومعرفة تفاصيل خاصة للنساء، لحرصهن على التعلم، وقد قال أهل العلم في هذا حين قالوا مانعان يقفان أمام طالب العلم ويحولان دون تعلمه أي شيء، (وهو أمر للأسف يقع فيه الكثير) إنهما الحياء والكبر، ويتطلب أن يكون الحياء في النساء أشد وأكبر لطبيعتهن، وتأكيد الشرع على حياء المرأة والحيطة في كلامها وأفعالها أمام المجتمع والرجال خاصة. وذكر الشيخ أن الرسول الكريم لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، وعلينا أن نتذكر أن الحياء خيراً كله، ولا يأتي إلا بخير وعواقبه أحلى من العسل ولا يتصف به أحد إلا جوزي خيرا وعوّضه الله تعالى خير تعويض، ولكن أجمل ما في الصبر أن يكون صبرك بلا ضيق، ولا ضجر، بل صبراً جميلاً يعقبه الشكر والثناء على الله، أينما كان ومهما حدث. وما أعطي أحد عطاء خيراً من الصبر، فبالصبر تنال ما تريد وتحصد ما تحب.

قضايا المجتمع

وأكد السيد جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة "الشرق"، أن "عيد الخيرية" تقوم بجهد كبير خاصة في أيام المغفرة في شهر رمضان، وقال يجب في هذه الأيام ألا ننسى إخواننا في غزة وما يتعرضون له جراء بطش العدو الغاشم. وبين أن جريدة "الشرق" تقدم خدماتها وشراكاتها للمجتمع وأطيافه، وتقيم العديد من الشراكات الفاعلة، لهذا حين علمنا بالمبادرة الكريمة "أظهر احترامك" رحبنا بها جداً، وتبنينا هذه الفكرة إعلامياً وإعلانياً؛ لأننا شركاء حقيقيون في قضايا المجتمع المهدد في هويته وتاريخه، ولأننا لا نحرص فقط على إصدار الصحيفة الورقية، ولكن نسعى جاهدين للوصول والتفاعل وتسليط الضوء على كل السلوكات غير الصحية في المجتمع، ونحاول في جريدة "الشرق" أن نكون مفاتيح خير، وأيدينا مبسوطة للجميع.

"نسائم الخير"

وعن نسائم الخير قال الحرمي: نحن شركاء مع عيد الخيرية ورعينا إعلامياً النسائم خلال السنوات السابقة، ونرجو أن تستمر أعواماً وأعواماً، لما لها من فضل في توعية الناس بصحيح الدين، وإزالة ما قد يصيبه من أتربة تتطلب الريادة وتصَدُّر مثل هذه الفعاليات، التي توفر اللقاءات المباشرة مع العلماء لتصحيح المفاهيم، حتى أصبحت علامة خير وبصمة إيمانية خلال رمضان.

أظهر إحترامك

وفي إطار مكافحة العري وانطلاقاً من أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تحدث يوسف الخليفي منسق حملة "أظهر احترامك"، التي تركز على مكافحة كل الملابس التي تخالف تقاليدنا وثقافتنا الإسلامية الأصيلة؛ لهذا تحاول مؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية دعمها؛ لانبثاقها عن مفاهيم المجتمع وأصالته، وتناول الشرح والتركيز على الأسئلة المثارة حول الحملة، ولماذا نقوم بالجانب التوعوي الذي اتسم بشكل حضاري؛ كتوزيع بعض الهدايا وجلسات التعريف والمناقشة المستمرة، وحين بدأنا بهذه الحملة كنا نحرِص على كيفية استقبال المجتمع لنا، والحمد لله استقبلَنا بترحاب حسن وحب، ثانياً ـ وهذا هو الأهم ـ درجة وصولنا لشرائح المجتمع كله، فعندنا ـ لله الحمد ـ تلاحم بين جميع الداعمين لنا، ونسعى كما ترون الآن إلى المشاركة في كل الفعاليات المجتمعية، لضمان عمومية الخطاب ونجاحه.

أول خطوة

وتناول ـ السيد علي العجمي المسؤول الإعلامي لحملة "ركاز"ـ الحديث عن أهمية تبني قضايا المجتمع وأهمية التفاعل مع كل الفئات المباشرة وغير المباشرة، وعادة في البدء فكل الحملات الإعلامية تتركز على أهمية المعرفة، أي يجب على الجميع أن يعرف بها جيداً، ثم يلي ذلك التطبيق لتحقق الحملة نتائجها، ثم بعد ذلك النشر لتفعيل الحراك المجتمعي لأن الهدف الرئيسي هو ضرب الجرس لإشعار المجتمع بهذه الحملة، وتبدأ بعد ذلك الاستجابة والآثار الإيجابية، ولا شك أن الشعار هو الشارة الأولى التي تحمل العنوان، لهذا نقوم بعصف ذهني مركَّز لتحقيق الاسم الذي يحمل الألم والأمل والبساطة والقدرة على توصيل الرسالة لضمان نجاحها.

الشرطة المجتمعية

ثم قدم النقيب محمد سالم القمرا محاضرة عن شراكة المجتمع بالشرطة، وعن دور الحملات الإعلامية في إنجاح العمل الشرطي، وخاصة الدائر في حدود التماسِّ مع الجمهور، وأكد قدرة الاثنين معا على تحقيق الرسالة للجمهور بشكل راقٍ ومفهوم، وأثنى على الحملات الإعلامية مثل "أظهر احترامك" وخاصة حين يحتضنها مهرجان دعوي كنسائم الخير الذي تنظمه عيد الخيرية بشكل سنوي، وأصبح بصمة خير واضحة في شهر الخير. وفي نهاية الحفل تم توزيع دروع التكريم على الداعمين والمشاركين، وفي فقرة الألعاب والمسابقات، حصد فيها أغلب المشاركين الجوائز القيمة.

فرع الوكرة

من جانبه أكد المهندس عبدالعزيز حاجي مدير فرع الوكرة بـ "عيد الخيرية"، المشرف على فعاليات الملتقى، أكد أن ملتقى "نسائم الخير" يهدف إلى المساهمة بملء ليل الصائمين بما يرضي رب العالمين، والمشاركة في إبراز الوجه الثقافي لدولة قطر في مسيرتها الواعدة، وتقديم الفكر السليم الوسطي لحماية الشباب من الأفكار الهدامة والسلوكات الطائشة، وتلبية رغبات الجماهير المتعطشة للثقافة الإسلامية من الرجال النساء، وتوجيه الطاقات الشبابية للعمل الجاد المثمر، وتحفيز روح المنافسة المحمودة في نفوس الناشئة، وتعبئة النفوس وشحذ الهمم من أجل خدمة الإسلام.. تجدر الإشارة إلى أن ملتقى "نسائم الخير" يقام برعاية شركة "تويوتا"، وشركة "قابقو"، وجريدة "الشرق" إعلامياً، وبمشاركة الاتحاد القطري لكرة القدم، والشرطة المجتمعية وبلدية الوكرة، ومستشفى الوكرة، وقوة الأمن الداخلي "لخويا".