رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1829

المطارات والموانئ والأسطول.. رهانات صعبة كسبتها قطر في الجو والبحر والبر

13 ديسمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
النقل البحري
الدوحة ـ الشرق

أصعب أنواع الرهانات هو السباق مع الزمن، فكم هو مثير أن يحلّق البشر في الفضاء يطوون المسافات الفلكية وهم يلاقون دوران الأرض أو يتسابقون معه، أو يمخرون عباب البحار والمحيطات تحدوهم البوصلة وأدوات التوجيه التكنولوجي في آفاق لا محدودة..إنه السباق مع الزمن الذي أتاحته الطائرات، كما أنه الرهان على الزمن الذي بدت السفن العملاقة عنوانه الراسخ.. الطائرات والسفن البحرية.. ذلك الاختراع الجاذب الذي اختصر المسافات بشكل لم يكن في الحسبان، وأتاح ميزات غاية في الأهمية في قطاع النقل العالمي الشريان الأهم في هذا الكون.

فقد كسر قطاعا النقل الجوي والنقل البحري بأدواتهما وتقنياتهما الحديثة "عقدة" التواصل والشحن في هذا العالم، في مواكبة بالغة المرونة لمتطلبات عصر السرعة.. متطلبات حتّمت المضي بالعصف الذهني في بيوت الخبرة العالمية، للتطوير الدائم لوسائط النقل الجوي والبحري – كما البري بشقيه الطرقي والسككي – لتخرج علينا بفتوحات جديدة ومتجددة تواكب احتياجات هذا العالم لكل جديد يواكب استحقاقات التطور المتسارع الذي تشهد المجتمعات.

وعلينا أن نتخيل لو لم يكن ثمة نقل جوي وبحري في هذا العالم، كم كان حجم المشكلة كبيراً، إذ تكفل النقل الجوي بحل مشكلة نقل الركاب والأمتعة، كما تكفّل النقل البحري وأدواته من السفن العملاقة بجعل العالم سوقاً متكاملة بتسهيلاته الكثيرة في مجال نقل البضائع، ولعلنا نرى في عرض بحار هذا العالم سفناً تكاد تكون كالخيال بحجمها، بعضها يتكفل بحمل قرية صغيرة على متنه والإبحار بها ونقلها من جغرافيا إلى جغرافيا مختلفة.. إنه الرهان على التقانة ومنتجاتها الجاذبة في الجو وفي البحر..  

 إنها حتمية مواكبة التطور ومجاراة الاستحقاقات التنموية الكبرى، التي أدركتها دولة قطر مبكراً، ودخلت في تحدّي توطين الأفضل في مضمار الملاحة الجوية والبحرية، وها هي تكسب الرهانات تلو الرهانات في الجو والبحر كما في البر.

ففي الجو يطالع من يتحرى عن نقاط العلام هنا، مطار حمد الدولي، رابع أفضل مطار في العالم وفقاً لتصنيف سكاي تراكس العالمية، وهو مطار ليس كأي مطار، هكذا يبدو وهو ذاهب باتجاه التحول إلى مطار ذكي بالكامل.

وهو تحوّل بإمكان أي مسافر أن يتلمسه ببساطة، خاصة في ظل توافر خدمات تتيح للمسافرين المزيد من القدرة على التحكم في رحلتهم عبر المطار من بدايتها وحتى نهايتها... وهذا بفضل مساعي تحويل المطار إلى "المطار الذكي" بالاستعانة بتقنيات التعرف على الوجه عبر البيانات الحيوية الموجودة في جميع النقاط الرئيسية التي يمر بها المسافرون.. وقد حققت الدولة عبر وزارة المواصلات تكاملاً بالغ الأهمية بين تطور المطار والخدمات الأرضية، وبين أسطول الطائرات.. فالخطوط القطرية أثبتت – بفضل رعاية الوزارة – من كبرى الشركات المنافسة في هذا العالم، من الراحة إلى الأمان إلى الخدمات، كل ذلك بما يعكس الوجه الناصع لدولة قطر الحديثة.

وكما في الجو.. حققت قطر نهضة جديرة بالتأمل على صعيد النقل البحري، إذ يرتبط ميناء حمد بنحو 50 ميناء إقليمياً وعالمياً في 3 قارات عبر 28 خدمة ملاحية مباشرة، بفضل تجهيزه بأحدث الحلول والتقنيات الذكية في صناعة النقل البحري.

وميناء حمد له أهمية خاصة باعتباره ركيزة خطط تطوير قطاع النقل البحري، لذلك تم تزويده بأحدث التقنيات الذكية المتبعة في تشغيل الموانئ، وفي المشهد تبدو محطة الحاويات وهي آلية بالكامل.

وتخضع الموانئ البحرية بالدولة دوماً لأعمال تحديث شاملة، لتواكب المعايير والمواصفات العالمية المطلوبة لاستقبال مختلف أنواع السفن.. ونذكر هنا ميناء الرويس مثالاً.

وجرى تحويل ميناء الدوحة، إلى محطة استقبال وانطلاق رئيسية للبواخر السياحية، ضمن عملية تطوير تكلف 550 مليون دولار، إلى جانب تشغيل مشروع خدمات العبارات البحرية كجزء من شبكة النقل المتكاملة.

إلى جانب مشروع المراسي الذكية والمتضمن 1000 موقف ذكي وصديق للبيئة لرسو المراكب الخاصة في مرافئ موزعة على 4 مناطق هي الوكرة والخور والذخيرة والرويس، وفق أحدث النظم والمعايير العالمية الصديقة للبيئة. كل هذا النتاج الرائع قفز بقطر البلد الصغير مساحة.. الكبير حضوراً وفعلاً على مستوى المنطقة، إلى مصاف الدول الكبرى في هذا العالم، لجهة التوطين التكنولوجي وتطويع التقانة الذكية في خدمة ورفاهية المواطن القطري وضيوف قطر والعابرين من خلال موانئها الجوية والبحرية.. في الصور المرافقة ملامح لإنجازات قطر التي تحمل بصمات وزارة المواصلات، فقد تكون الصورة أحياناً – بل غالباً – أبلغ من الكلام.

مساحة إعلانية