رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

433

بعد تصفية صندوقه الأسود "بدر الدين".. حزب الله يتهم "المعارضة"

14 مايو 2016 , 06:01م
alsharq
بيروت – وكالات، بوابة الشرق

اتهم حزب الله اللبناني، من أسماهم "الجماعات التكفيرية"، التي يقصد بها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، باغتيال القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين، قرب العاصمة السورية دمشق، حسبما أفاد الحزب في بيان له، اليوم السبت.

وقال الحزب في البيان، إن الانفجار الذي استهدف أحد مراكزه قرب مطار دمشق الدولي وأدى لمقتل بدر الدين "ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة"، مضيفاً أن هذه المعركة هي "معركة واحدة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يمثل الإرهابيون رأس حربته".

ولم يكن غريبا أو مستبعدا، اتهام الحزب لـ"داعش" أو ما يسميه هو بـ"الجماعات التكفيرية"، لكنه بالتأكيد يعزز فرضية أن هذه العملية أقرب منها إلى التصفية منها إلى الاغتيال، حسبما أفادت صحيفة "القبس" الكويتية.

الرجل يمثل صندوقا أسودا خطيرا قد يفتح أبواب الجحيم على الحزب إن وقع هذا الصندوق في أيادي أخرى، وكغيره من قادة النظام السوري أو حزب الله يفضل أن تطلق عليه رصاصة وتنظم له جنازة مهيبة على أن يفضح أسرار الحزب واستخباراته.

التخبط الإعلامي

ومن جانب آخر، قالت صحيفة "الأخبار" المقربة من "حزب الله"، إنها عملية الاغتيال وكشفت كيف تمت، حيث جاءت مختلفة عن ما كشف عنه الحزب اليوم رسمياً.

ونشرت الصحيفة التفاصيل أمس الجمعة، وقالت فيها "قبل منتصف ليل الخميس إلى الجمعة بقليل، بين التاسعة والنصف والعاشرة مساء، كان بدر الدين أنهى اجتماعاً ميدانياً في مقر حزبي يحوي مخازن أسلحة وذخيرة تابعة للجيش السوري، قرب مطار دمشق في منطقة الغوطة، وبعد مغادرة رفاقه الاجتماع، كان لا يزال في باحة المبنى عندما دوى انفجار، تبين لاحقاً أنه ناتج من صاروخ موجه، من نوع شديد التطور، سقط على بعد نحو مترين من القتيل، وهو يعمل وفق آلية تجعله أقرب إلى القنبلة الفراغية، التي تتسبب بانفجار داخلي عند المستهدف، من دون أن تستهدفه بشظايا".

وأضافت الصحيفة أن ذلك "ظهر عندما نقلت جثته إلى المركز الطبي، حيث تبين أنه أصيب بشظايا صغيرة في بطنه وأسفل رأسه، لكن الدماء كانت تخرج من أنفه وعينيه بما يؤشر إلى الضغط القائم بسبب الانفجار، فيما وجرح 2 أو3 من حراس المقر وحراسته الشخصية"، لافتة إلى أن هذا "المقذوف لا يطلق من منصة آلية كمدفع أو ما شابه، بل يجري توجيهه، وذلك ربطاً بعملية رصد دقيقة للمكان، وهو ما يتطلب عملاً تقنياً رفيعاً لا يتوافر إلا لدى دول متطورة".

وأشارت الصحيفة بشكل واضح إلى أن العملية ورائها إما أمريكا أو إسرائيل، الطرفان سارعا أمس إلى تفنيد وجود أي علاقة لهما بهذه العملية، وهذا التخبط الإعلامي يوضح مرة أخرى أن "حزب الله" عمد إلى تصفية مصطفى بدر الدين لينتهي من شيء اسمه قضية اغتيال الحريري وأسرارها.

تصفية بدر الدين

وبمتابعة هذا التخبط الإعلامي، والبيانات المتضاربة حول مقتل مصطفى بدر الدين، تجد أن هناك أيضاً مجموعة مؤشرات توضح أن الحزب عمد إلى صندوقه الأسود، بطريقة أو بأخرى نذكر من هذه العوامل:

– ابتعاد "حزب الله" عن توجيه الاتهام لكل من أمريكا وإسرائيل يضمن به أن هذين الطرفين لن يتحدثاً إعلامياً عن الموضوع ويفتحا عليه جبهات جديدة، فلو اتهم الحزب إسرائيل لن تسكت الأخيرة وستطلق وسائل إعلامها للبحث والتحري في الموضوع، لذا كان من الأفضل له أن يتهم تنظيم "داعش" الذي لا يملك وسائل إعلامية كالتي تمتلكها إسرائيل.

– "حزب الله" اتهم "داعش" باغتيال مصطفى بدر الدين عن طريق قصف مدفعي، في حين أن المكان الذي وجد فيه القيادي قرب مطار دمشق، والذي تمت فيه العملية يخضع لسيطرة كاملة من قوات النظام السوري ولا وجود للجماعات التكفيرية هناك، كما يدعي "حزب الله".

– "حزب الله" باتهامه لـ"داعش" في تنفيذ عملية اغتيال بدر الدين، يضمن شيئاً واحداً وهو أن التنظيم لن يفند أبداً قيامه بهذه العملية، بل على العكس هو يبحث عن أي بطولة تنسب له وبالتالي فاغتيال قائد كبير لـ"حزب الله" عدوه اللدود سيكون إنجازاً كبيراً يحسب لتنظيم "داعش"، وسيسارع في تبني عملية الاغتيال.

هذه المؤشرات وأخرى تؤكد بشكل كبير أن تنظيم "حزب الله" يضحي بقيادييه من أجل أن تبقى أسراره طي الكتمان.

مساحة إعلانية