رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1715

قطر في طليعة الدول الداعمة للشعب السوري

15 مارس 2022 , 07:00ص
alsharq
هاجر العرفاوي

تدخل الأزمة السورية عامها الثاني عشر، ولايزال السوريون يعانون من أوضاع اجتماعية واقتصادية شديدة الصعوبة، لاسيما أولئك الفارين من هول الحرب، حيث شكلت الأزمة السورية أكبر أزمة لجوء انساني منذ اندلاعها منتصف مارس 2011. وإيمانا بحق الشعب السوري الشقيق في العيش الكريم، لم تتوقف دولة قطر عن مد يد العون للسوريين، حيث تبذل جهودا حثيثة لدعمه منذ السنوات الأولى لاندلاع النزاع. والعام الماضي، دخلت الدوحة على خط الأزمة السورية من الجانب الدبلوماسي، بوصفها طرفا عربيا موثوقا لدى كل الأطراف الفاعلة في الشأن السوري. وتشدد الدوحة على ضرورة إعطاء الأولوية للجانب الإنساني لما يتعرض له الشعب السوري من أوضاع صعبة. ورعت الدوحة في مارس 2021، جلسة مباحثات بشأن الملف السورية وذلك بمشاركة وزراء خارجية قطر وتركيا وروسيا. وتناول اللقاء الثلاثي سبل التعاون بين قطر وتركيا وروسيا، لإيجاد حل سياسي مستدام للأزمة السورية، والأوضاع الإنسانية، وزيادة المساعدات لجميع السوريين. كما تناول تأثير جائحة كورونا على النظام الصحي والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، والعودة الطوعية للاجئين والنازحين، ومكافحة الإرهاب، وأوضاع المعتقلين في سجون النظام السوري.

وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، آنذاك على ضرورة تخفيف الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري بسبب الظروف السيئة والصعبة التي يمر بها، مشددا على موقف قطر والتزامها بمسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية، وأنها "لم تألُ جهدا منذ بداية الأزمة السورية في تقديم مساعدات فاعلة للشعب السوري الشقيق". وتعد قطر من أكبر الدول على المستوى العالمي كداعم إنساني للشعب السوري، حيث وصل ذلك الدعم منذ اندلاع الأزمة السورية، إلى ملياري دولار. وتنشط الجمعيات الخيرية والمؤسسات التنموية القطرية في الملف الإنساني السوري من خلال حملاتها المستمرة، وعلى رأسها صندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري، وجمعية قطر الخيرية.

وتدعو قطر إلى إيجاد طرق ومسارات جديدة نحو حل وانتقال سياسي حقيقي وشامل في سوريا، وتعمل بشكل بناء مع الشركاء الدوليين من أجل إنهاء الأزمة السورية. وتؤكد الدوحة بشكل مستمر على ضرورة مواصلة توثيق الانتهاكات والجرائم في سوريا، وترحب بجميع الجهود المبذولة وعلى كافة المستويات، لضمان تحقيق المساءلة لجميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق أبناء الشعب السوري.

* الحل السياسي

وبمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاندلاع الثورة السورية في منتصف مارس 2011، دعا المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، إلى ضرورة الوصول لحل سياسي ينهي معاناة السوريين للخروج من المأزق الذي يدخل عامه الثاني عشر. ودعا بيدرسون جميع الأطراف إلى حل سياسي ينهي معاناة السوريين، ويعيد سيادة سوريا، ويمكّن الشعب من تقرير مستقبله. وأكد المبعوث الأممي في بيان بمناسبة الذكرى 11 للثورة السورية، "أن الحل العسكري وهم"، مشيرا الى عدم وجود تحولات في الجبهات منذ عامين، لكن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية تشهد انهيارا. وأوضح أنه مستمر في التواصل مع الحكومة السورية، ولجنة المفاوضات المعارضة، ورجال ونساء سوريا على أوسع نطاق، بهدف تعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015. ويطالب القرار 2254 الصادر في ديسمبر 2015، جميع أطراف سوريا بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار. كما يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف إجراء تحول سياسي.

ومن جهتها، قالت الأمم المتحدة إن السنوات الـ11 الماضية من الصراع أسفرت عن كلفة إنسانية لا يمكن تصديقها، حيث تعرض الشعب السوري لانتهاكات على نطاق واسع ومنهجي، وعانى من دمار قاتل لا مثيل له في التاريخ الحديث. وأشارت المنظمة الى أن الحرب دمرت البنية التحتية الأساسية، وأدت إلى تعميق الأزمة الاقتصادية ووصلت الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الصراع. ودعت إلى ضرورة التحرك والقيام بكل ما هو ضروري للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي للأزمة، وضرورة ضمان وصول أكبر للمساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات الناس في جميع أنحاء سوريا.

* أكبر أزمة لجوء

وبرغم دخولها العقد الثاني، لاتزال الأزمة السورية تشكل أكبر أزمة لجوء في العالم حيث بلغ عدد النازحين حوالي 7 ملايين سوري، يتوزعون بين الشمال الشرقي، والشمال والشمال الغربي، ومناطق سيطرة النظام وسط وجنوبي البلاد. ويعيش حوالي 8 ملايين نازح 80% منهم نساء واطفال أوضاعا مأساوية بشمال شرق سوريا، لاسيما في الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وتساقط الثلوج الكثيف، في ظل عدم توفر المحروقات والكهرباء وسائل تدفئة بديلة، إضافة الى نقص الغذاء والدواء. وتشهد الخيام خلال فصل الشتاء انهيارا بالكامل أو بشكل كبير بسبب تكدس الثلوج وسيول الأمطار الجارفة، بالإضافة الى انقطاع الطرق أمام المساعدات الانسانية. وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن 167 شخصا قضوا بسبب البرد منذ عام 2011، بينهم 77 طفلا. وفي شمال غرب البلاد، تضاعف الأوضاع الأمنية المتردية من معاناة السكان وتتسبب في نزوح الكثيرين، فضلا عن ارتفاع الأسعار، في ظل تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، وانقطاع الكهرباء الذي قد يمتد الى 20 ساعة يوميا.

وقدرت المنظمات الأممية عدد السوريين الفارين الى دول الجوار وأوروبا بحوالي 5.5 مليون لاجئ مسجل، يعيش أغلبهم في المخيمات والمستوطنات العشوائية. وتتصدر تركيا طليعة المستضيفة للاجئين السوريين، بنحو 3 ملايين و741 ألف لاجئ، من بينهم 190 الف سوري يتمتع بالجنسية التركية حتى نهاية العام الماضي. وتحتل إسطنبول المرتبة الأولى بين الولايات الأعلى كثافة للسوريين بـ535 ألف سوري، ما دفع السلطات التركية الى تطبيق استراتيجية جديدة لتوزيع اللاجئين السوريين عبر مختلف الولايات، من خلال إجراءات تهدف للتخفيف من وجودهم في الأماكن المكتظة بهم. ويعيش مليون لاجئ مسجل في لبنان وما يقارب 700 الف لاجئ مسجل في الاردن، فيما قدرت السلطات اللبنانية والاردنية أن العدد قد يكون اكثر باحتساب عدد اللاجئين المقيمين بصورة غير قانونية. ويستقبل العراق ومصر عددا مهما من اللاجئين. ويعيش هؤلاء السوريون الفارون من هول الحرب اوضاعا معيشية متردية في دول الجوار ويقبع أغلبهم تحت خط الفقر المدقع، بحسب تقارير أممية.

وفي العام 2015، شهدت أزمة اللجوء ذروتها حيث تزايد عدد السوريين الذين اختاروا اوروبا وجهة لهم أملا في تحقيق مستقبل أفضل، واستقبلت دول اوروبية أكثر من مليون لاجئ سوري، 59% منهم اتجهوا الى ألمانيا. واستقبلت السويد 114 ألف لاجئ، وهولندا أكثر من 74 ألفا، فيما يتوزع البقية بين الدانمارك واليونان وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وإيطاليا ورومانيا وإسبانيا وإيرلندا وبولندا ولوكسمبورغ. وأفادت عدة تقارير بأن أغلبهم يعيشون أوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة، كالسكن ومدة اللجوء والحالة الاجتماعية.

مساحة إعلانية