رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2446

المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: قطر تهدي للأمة أكبر مخزون لألفاظ اللغة العربية

15 ديسمبر 2020 , 04:44م
alsharq
المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية
الدوحة - قنا:

 أكد الدكتور عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية ، أن دولة قطر من خلال معجم الدوحة، تهدي للأمة العربية أكبر مخزون لألفاظ اللغة العربية في تاريخها كله، وان إنجاز المعجم سيشكل حين إتمامه نهضة لغوية وثقافية.

وقال الدكتور البوشيخي في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا" بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الموافق 18 ديسمبر من كل عام، إن أهمية المعجم ليس فقط بفضل ما سيتيحه من المعلومات الموثقة والخدمات المتنوعة بل بفضل ما أنجزه لفائدة الصناعة المعجمية والمصطلحية، وما قدمه من التدريب والتأهيل للباحثين الذين يتعاونون في إنجازه، في مستويات مختلفة ، موضحا أن المعجم يوفر مستخلصة من نصوص العربية المستعملة، واردة في شواهدها النصية، معروفة التاريخ والقائل والمعنى، معروفة التطور الذي لحقها والحقبة التي عاشتها، موثقة من مصادرها، وسيكون بذلك المعجم الحافظ للغة العربية، كما يوفر مدونة جامعة لنصوص العربية، مرتبة ترتيبا تاريخيا، قابلة للبحث بإمكانات متنوعة، مشيرا إلى ان كل ذلك يمكن استثماره بأشكال مختلفة في مجالي التعليم والبحث العلمي وبأوسع نطاق.

و لفت إلى أن معجم الدوحة يعرض عبر بوابته الإلكترونية، كل ما يتم إنجازه حتى يعم النفع به: من مصادر المعجم، ومدونته النصية، ومداخله المعجمية، والدليل المعياري للتحرير المعجمي، وقرارات المجلس العلمي وتوصياته، والمقدمة المنهجية ، مضيفا "أن النشر الورقي للمعجم سيكون /بمشيئة الله/ بعد إتمام مراحل متقدمة في الإنجاز، كإتمام عشرة قرون من تاريخ العربية أو أكثر. حيث يواكب حاليا النشر الإلكتروني لما ننجزه بشكل مستمر".

وحول أهم ما تم إنجازه من معجم الدوحة التاريخي حتى الآن قال ، "إن المركز العربي للأبحاث والدراسات في قطر أعلن عن مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في 25 مايو 2013 بمناسبة انعقاد الاجتماع الأول لمجلسه العلمي. وفي يوم 10 ديسمبر 2018 تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ،بإطلاق المرحلة الأولى من المعجم، الممتدة من أقدم نص عربي موثق إلى العام 200 للهجرة، عبر بوابة إلكترونية (www.dohadictionary.org) تضمنت زهاء مئة ألف مدخل معجمي، ومدونة لغوية جمعت نصوص العربية ومصادرها مرتبة ترتيبا تاريخيا، علاوة على عدد من أدوات البحث والخدمات اللغوية والنصية والإحصائية".

وأكد ، أن إطلاق البوابة الإلكترونية شكل منعطفا مهما في تاريخ العربية كله إذ أصبح للغة العربية معجم تاريخي لأول مرة /حتى لو أنه لم تكتمل مراحله بعد/، وأصبحت عناصر إنجازه الأساسية متوافرة ، مشيرا إلى "أن التقسيم المرحلي لبناء المعجم التاريخي هو تقسيم إجرائي محض، أملته ضخامة نصوص العربية الممتدة على مدى عشرين قرنا تقريبا والهدف منه هو رصد تاريخ الكلمة العربية منذ ظهورها في الاستعمال الموثق نصيا حتى عصرنا الراهن، وتتبع تطورها في مبانيها ومعانيها ".

وأوضح أن المرحلة الثانية من المعجم تمتد حتى العام 500 للهجرة، وبذلك يكون معجم الدوحة قد أرخ عشرة قرون لكلمات اللغة العربية من القرن الخامس قبل الهجرة إلى القرن الخامس الهجري، وفي الوقت ذاته يجري إعداد ببليوغرافيا المرحلة المفتوحة مع مدونتها النصية، الممتدة حتى عصرنا الراهن، تمهيدا لاستمرار تحرير مواد المعجم حتى إتمامه.

وقال المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية ،إنه يتم تحديث مستمر للمعجم حيث يتم نشر المداخل المعجمية المحررة والمعتمدة من المرحلة الثانية في البوابة الإلكترونية بالتدريج بأن يقوم الخبراء باستكمال رصد تطور مباني الكلمة ومعانيها في سياقات ورودها في المدونة اللغوية، ويتولون بناء مداخل معجمية لها تحتوي معلومات تتعلق بتاريخ استعمالها وبوسمها الصرفي وتعريفها والشاهد اللغوي الواردة فيه وكاتبه ومصدره ، ثم يراجع خبير آخر مداخل المادة المعجمية، وبعد ذلك يقوم عضو من أعضاء المجلس العلمي بالنظر فيها مجددا لاعتمادها ، لتصبح جاهزة للنشر في البوابة الإلكترونية للمعجم.

وبين، أن كل مادة من مواد المعجم المنشورة ستكون ممتدة في تاريخها إلى غاية 500 للهجرة حيث يستطيع القارئ أن يعرف مثلا كيفية تطور كلمات مادة /نهض/على مدى عشرة قرون بكل اشتقاقاتها ومعانيها ومصطلحاتها ومفاهيمها وألفاظها الأعجمية ونظائرها السامية.

وحول وجود مراحل أخرى يسعى معجم الدوحة التاريخي لإنجازها ، قال " بالتوازي مع العمل الجاري في المرحلة الثانية، يعكف الخبراء على إعداد ببليوغرافيا المرحلة المفتوحة الممتدة إلى عصرنا الراهن، مع مدونتها اللغوية ، ما يتيح رصد تطور كلمات اللغة العربية عبر خط الزمن، وتبين ما لحقها من التغير ، وحين إتمام ذلك، سيكون متاحا معرفة تطور كلمات العربية على مدى عشرين قرنا، ومعرفة ما ورد منها في النقوش، وما اقترضته من اللغات الأجنبية التي تفاعلت معها، ومعرفة نظائرها في اللغات السامية ، فضلا عن جمع أهم مصادر العربية ونصوصها في مدونة لغوية كبيرة تقدم خدمات متنوعة للعلماء والباحثين والطلاب".

 

وحول أهم يميز معجم الدوحة التاريخي عن غيره من المعاجم خصوصا انه تم الإعلان مؤخرا عن إنجاز مشاريع عربية مماثلة ، أكد الدكتور عزالدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي في حديثة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن معجم الدوحة للغة العربية يختلف عن غيره من المعاجم اختلافا بينا ، وقال " تم رصد تلك الاختلافات في المؤتمر الذي عقد بمناسبة إطلاق المرحلة الأولى من المعجم من أهمها أن معجم الدوحة يقدم تاريخ استعمال الكلمات ويقتضي ذلك لزوما جمع النصوص التي أنتجها المؤلفون بهذه اللغة، والتأكد من سلامتها نسبة ومتنا، ومعرفة تواريخ تأليفها، وترتيبها وفقا للتسلسل التاريخي، واستخراج كلماتها ومعالجتها وفقا لضوابط الصناعة المعجمية وللمنهجية التي تبناها المعجم "، مشيرا إلى أنه لا يوجد بديل عن ذلك سوى اعتماد المقاربة العلمية في كل ذلك رغم المشكلات الكبرى التي تحيط بتراثنا النصي العربي.

وتابع، إن إعداد الببليوغرافيا مثلا لا يقتصر على جمع المصادر التي ألفت باللغة العربية في مرحلة محددة بل يواكب ذلك معرفة المصادر المشكوك فيها واستبعادها من مصادر المعجم وكذا معرفة الطبعات المفضلة للمصادر لاستبعاد الطبعات التجارية والرديئة حتى يتجنب المعجم إيراد ألفاظ وشواهد غير صحيحة، كما يواكب إعداد الببليوغرافيا معرفة تواريخ تأليف المصادر المعتمدة أو تواريخ وفيات الشعراء والمؤلفين على الأقل حتى يمكن ترتيب النصوص والألفاظ الترتيب التاريخي، ومعرفة السابق منها واللاحق، وقد يقتضي ذلك القيام ببحث تفصيلي للوصول إلى نتيجة بخصوص تاريخ تأليف مصدر أو تاريخ وفاة مؤلف، خاصة في الحالات التي تتعدد فيها الروايات وقد تتناقض.

وأضاف ، هناك تفاصيل كثيرة حول أهم ما يميز معجم الدوحة تضمنها الدليل المعياري للتحرير المعجمي الذي أعدته الهيئة التنفيذية، وإلى مجمل القرارات والتوصيات التي أصدرها المجلس العلمي للمعجم ، مؤكدا ان معجم الدوحة التاريخي ليس تجميعا للمعاجم السابقة، ولا يؤرخ لكلمات العربية بالعصور الأدبية.

وحول مدى اهتمام الباحثين العرب بهذا المعجم وتوفر إحصائيات توضح ذلك ، بين الدكتور البوشيخي أن الاهتمام بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية قائم في الجامعات والمدارس ومعاهد البحث ، موضحا أن ثمة أبحاث للدكتوراه جعلت موضوعها هذا المعجم ، حيث تفيد الإحصاءات أن استخدامه منتشر في البلدان العربية وأمريكا وأوروبا وكندا وغيرها على تفاوت، وباستخدام الأجهزة الإلكترونية المختلفة، وأن عدد الزائرين والزيارات في تزايد مستمر .

وعن دور المعجم كمؤسسة علمية لحماية اللغة العربية وصونها في ظل الاستخدام المكثف للغات العالمية الأخرى خاصة مع احتفال العالم باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر الجاري، قال إن المهمة الرئيسية لدينا هي إنجاز معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وهذا الانجاز يساعد في حفظ ألفاظ اللغة العربية، وجمع أهم مصادرها، وتوفير نصوصها في مدونة لغوية، وتوفير معاجم فرعية بحسب المستويات التعليمية، ومعاجم مصطلحية بحسب المعارف والعلوم والفنون، ونشر الثقافة المعجمية في المدارس والمعاهد والجامعات ، وكل ذلك جزء لا يتجزأ من أعمال حماية اللغة العربية وخدمتها وتطويرها.

وأشار إلى أن مؤسسة المعجم تقدم خدمات واستشارات لعدد من المؤسسات في دولة قطر ، مثل المشاركة حول إبداء الرأي في قانون حماية اللغة العربية الخاص بدولة قطر، والإشراف على إعداد تقرير دولي عن واقع استعمال اللغة العربية في دول مجلس التعاون الخليجي لفائدة المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، علاوة على تقديم استشارات لغوية لعدد من المؤسسات الأخرى .

مساحة إعلانية