رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

898

مركز مناظرات قطر ينظم حلقة نقاشية لمتدربي أكاديمية النخبة

16 يناير 2016 , 05:09م
alsharq
الدوحة ــ الشرق :

نظم مركز مناظرات قطر عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع حلقة نقاشية لمتدربي أكاديمية النخبة ، شارك فيها 23 متدرباً يمثلون 10 دول عربية ، وذلك بحضور الدكتورة حياة عبدالله معرفي -المدير التنفيذى لمركز مناظرات قطر- ولفيف من إدارة المركز والمهتمين بفن المناظرات .

أدار الحوار فهد السبيعى ونزار مختار مدربي مركز مناظرات قطر ، حيث هدفت الحلقة النقاشية إلى التعرف على كيفية تأثير فن المناظرات على حياة المشاركين ورؤيتهم للحياة ، كذلك علاقتهم بالمجتمع ، وقد أكد متدربي أكاديمية النخبة على مدى التغير الإيجابي الذي حظيت بهم شخصيتهم من خلال إتقان فن المناظرات ، وتأثير لغة الحوار على الآخرين، واستعرض المتدربين بعض من تجاربهم الشخصية في مجتمعاتهم ، والتطورات الجذرية في حلقاتهم الحياتية سواء على المستوى الأسري أو من خلال عملهم كإعلاميين أو زملاء في العمل والدراسة .

ثروة شبابية

و أشارت الدكتورة حياة معرفي المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر ما نشهده في الحلقة النقاشية ما هو إلا ثورة شبابية برمجتها المناظرة لتتحول إلى ثروة بشرية تُسهم في بناء المجتمعات

وقالت في هذا الصدد :" شهدتُ نقاشاً عقلانياً تفخر به الأمة العربية والإسلامية؛ لما احتواه من فكر بنّاء وحوار ثقافي ومعرفي ممتع مبني على أسس منطقية "منوهة بأن هذه الثروة الشبابية لا بد من استثمارها والاستفادة من قدراتها مؤكدة على أن التطور الحضاري لمستقبل باهر نضمنه من خلال استمرار العقليات الطيّعة في التقدم بعيداً عن النرجسية والتعصب والتزمت وسياسة الرأي الواحد الموحد ، مشيدة بآراء الشباب حول دور المناظرة في بناء شخصياتهم والأخذ على عاتقهم جميعاً نشرها وإحياء اللسان العربي مبينة أن الحلقة النقاشية خرجت بنتائج عدة منها حرص جميع الأطراف على تقوية الروابط الأسرية وتضيق الفجوة بين الأجيال لأن الأبناء امتلكوا مفاتيح التحاور مع الآباء والتعبير عن أفكارهم بموضوعية ووجهت كلمة للشباب قالت فيها :" أنتم نخبة الحياة ووجودكم في أكاديمية النخبة لنشر فن المناظرة في بلادكم وتوظيفها في حياتكم بداية لمشواركم نحو القيادة التي تتقبل الرأي الآخر وتحترم الاختلاف وتحاور بأسلوب منظم مبني التعمق ومناقشة كافة المواضيع ".

تجارب الآخرين

أما سفير المركز من دولة الكويت الشقيقة الاستاذ فهد السبيعي فقد أشاد بهذا التجمع الشبابي حيث اعتبره نقطة التجدد والانطلاق نحو تطوير قدرات ومهارات الشباب منوهاً أهمية طرح التجارب الشبابية في ختام الأكاديمية فهو تلخيص فني للفائدة من ورش النخبة وأحد الدعائم لتوسيع شبكة المناظرات الدولية بأفراد من ذوي الكفاءة المطلوبة مبيناً أن فكرة الحلقة جديدة ومشجعة على إظهار المهارات التي يتمتع بها البعض من خلال الاحتكاك والاطلاع على تجارب الآخرين والتغيرات الإيجابية في حياتهم .

هذا وقد كانت بداية الحلقة مع رئيس نادي المناظرات بجامعة قطر الطالبة مريم الهاجري التي تحدثت عن تجربتها في المناظرة كرئيس لنادي المناظرات في جامعة قطر وأهم مكتسباتها الشخصية والنقلة الجوهرية التى حدثت بحياتها من خلال إتقان فن المناظرات حيث قالت بهذا الصدد:" المناظرة نقلتني من حيز التعصب إلى حيز التفكير فأصبحت أرى الأمور من عدة زوايا كما أن تقسيم الأدوار والمواقف سواء كنت مؤيداً أو معارضاً أعطتني وعياً بمعالجة القضايا وتقييمها فالمناظرة تضفي على الشخص آليات منطقية نستطيع من خلاله مواجهة الموروث الثقافي بالمنطق" .

وأشارت إلى ضرورة المناظرات للمرأة خاصة وأنها مازالت تعاني من بعض القضايا الشائكة والمناظرة حلّ جيد لكسر القوالب الاجتماعية الخاطئة فهي تضفي على حياتها رؤية الأمور بشكل صحيح .

وعن دورها فى رئاسة فريق مناظرات قطر قالت الهاجري:" جاء هذا نتيجة جهد طويل عملت عليه منذ بداياتي في المناظرة من خلال صقل موهبة القراءة والتدرب المستمر في مركز مناظرات قطر، والذى لم يدخر جهداً في تطوير المهارات الحوارية وتوضيح زوايا وخبايا أساليب المناظرة وهذه المحطة الأهم لأكون هنا منبهة بأن رئاسة النادي تقييم من الإدارة السابقة بقدراتها وإيمانهم بإمكانيات مثابرتها على تماسك .

المجتمع العماني

من جهته قال سالم الشماخى من سلطنة عمان أنه بدأ مع فن المناظرات فى فترة الدراسة الثانوية والتي أصقلت مهارته فى التحاور مع الآخرين والتأثير الإيجابي الكبير الذي ألحقه هذا الفن فى علاقته بأقرانه ونقاشاته معهم فى جميع المجالات والموضوعات ، مشيراً أن شخصيته تغيرت تماماً من ناحية الرؤية والأفكار للنقاشات الحياتية وبدأ يشعر بمسؤولية نشرها كواجب وطني حيث وجدها ضرورة لتجديد الفكر الشبابي والوسيط الحكيم بين الراشدين والمراهقين ومن هذا المنطلق طرح فكرة المناظرة على المسؤولين وكانت الانطلاقة ، مشيداً بدعم مركز مناظرات قطر لما وصلوا إليه من حيث تأسيس النوادي وتنظيم بطولات محلية وورش تدريب مبيناً أن الذي ساعده أيضاًعلى نشر هذا الفن طبيعة المجتمع العماني وما يتسم به من هدوء وتأني بإصدار الأحكام والقرارات حيث لغة الحوار هي اللغة السائدة بين مختلف طوائف الشعب .

نشر فن المناظرات

وعن سؤال المدونة لولوة الخطاف من جامعة الكويت كيفية تأثير فن المناظرات على علاقتها مع متابعيها على صفحتها الشخصية بالانستجرام ، قالت :" مما لاشك فيه أن لغة الحوار التي اكتسبتها من خلال المشاركة فى العديد من فعاليات فن المناظرة بمركز مناظرات قطر قد أثر تأثير إيجابي فيالتعامل مع متابعي حسابي الشخصي على الانستجرام ، من حيث تقبل وجهة نظر المختلفين والأراء السلبية التى يتم نشرها من بعض المتابعين وتفهم وجهة نظرهم في الانتقاد وما يتبعها من حوارات تؤول في أكثر الأحيان للمصلحة العامة وتوضيح الفكرة.

وبدوره أكد صهيب محمد عمر من جامعة طرابلس ليبيا على أن فن المناظرة قد أثر تأثيراً كبيراً على وجهة نظره السياسية خاصة فى ظل حالة الحراك التى يشهدها المشهد السياسى في وطنه ، حيث كانت الآراء في هذا السياق تميل إلى التعصب لفكره ، وقد تبدل الحال بعد ممارسته لفن المناظرة فى تقبل وجة النظر الآخرين والبحث عن منطقة التقاء بين الفرقاء السياسيين ومحاولة تجنب الخلاف والنزاع وما يترتب عليه من فرقة سياسة قد تضر بوطنه.

ونوه صهيب على أنه بدأ منذ العام 2015 فى إنشاء وتأسيس فريق للمناظرة فى جامعة طرابلس وهو ما قوبل بالترحيب من قبل الكثير من الطلبة والأساتذة خاصة وأن الوطن فى حاجة لمثل هذا الفن الراقي فى التحاور والاختلاف ، حيث فاز مركز مناظرات جامعة طرابلس على جائزة حراس اللغة ، كما نجح من خلال برنامج إذاعي يقدمه فى ليبيا لاحتواء الآخرين والاستماع إلى وجهات نظرهم والبحث عن نقطة التقاء معهم .

وأوضح أن الجلسة النقاشية جسدت البعد الثقافي والاجتماعي المستفاد من المناظرة مؤكداً دور الشباب وطرق إقناع الجهات المسؤولة في الدولة بتبني هذه الفكرة وتفعيلها ضمن المناهج الدراسية لجميع المراحل التعليمية مشيداً بمركز مناظرات قطر واهتمامه بنشر فكرة المناظرة في العالم لصناعة أجيال من الشباب ستكون الوقود لبناء الدول ووضع حجر الأساس للتغيير نحو الأفضل، وشعارهم " نؤمن بالاختلاف .. نستمع ونتحاور".

لغة الحوار

وفى نفس السياق أثرت المتدربة مريم محمد العبدول من جامعة زايد بدولة الإمارات الحلقة النقاشية ، عن طريق طرح تجربتها الشخصية في إلمامها بمفردات اللغة العربية واستخدامها كلغة حوار مع الآخرين ، في ظل انتشار واهتمام الكثير من الطلبة باللغة الإنجليزية ، مؤكدة على أنها قامت بتأسيس مركز للمناظرات فى جامعة زايد وهو ما ساعدها على إثراء اللغة العربية بين الطلبة.

وأشارت إلى اكتشاف الكثير من مفردات خاصة باللغة العربية من شأنها إثراء المخزون الثقافي لدى الطلبة فهي اللغة الأم التي تربطنا بهويتنا العربية والإسلامية وقد تابع أفراد أكاديمية النخبة فى إثراء الحلقة النقاشية وإمتاع الحاضرين بتجاربهم الشخصية مع فن المناظرة ، حيث أكد واصل المغيربي من تونس على أننا كمجتمعات إسلامية وعربية نستمد لغة حوارنا من قول الحق سبحانه " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " ، مشيراً بأن ديننا الحنيف أشار إلى الاختلاف طبيعة بشرية وضعها الله فى خلقه ، منوهاً إلى حصول الرباعي السياسي في تونس على جائزة نوبل للسلام بالرغم من اختلافاتهم السياسية والوصول بتونس إلى برِّ الأمان وسط تلاطم أمواج الاختلاف فى دول الربيع العربي .

وشدد واصل على أن تونس دولة ترك فيها الاستعماراللغة العربية نائية غريبة في حياتهم وجاء فن المناظرة كمنقذ لإعادة إحيائها من جديد لذا فإن ثقافة المناظرة تحظى بقبول وانتشار واسع في ربوع تونس منبهاً بأن التعريف باللغة العربية والغوص فى بحارها هو السبيل لالتقاط مفرداتها الثرية بالمعاني المفعمة بالطاقة والنشاط ، لافتاً إلى أن أفراد الشباب التونسي كانوا فى تعطش شديد لفن المناظرة باللغة العربية ، لذا عملنا على نقل الكثير من المعاني والقيم التي اكتسبناها من مركز مناظرات قطر بدقة وكان على رأس تلك الخبرات تقبل وجهة نظر الآخرين ومرونة التعامل معهم ، وهذا مصدر قوة وليس مصدر ضعف ، كذالك التعريف بفكرة العقل الناقد الذاتي .

هذا وقد اختتمت أكاديمية النخبة التي نظمها مركز مناظرات قطر بتوزيع شهادات مشاركة بالأكاديمية قامت الدكتورة حياة معرفي والأستاذ علي المفتاح بتوزيعها على المتدربين بعد أن شكرتهم على تلبية الدعوة وتمنت لهم مزيداً من التميز والرقي في مجال لغة الحياة وبدعم من مركز مناظرات قطر .

مساحة إعلانية