رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3223

نظام صحي خاص بالمصابين لتسهيل الحصول على المواعيد..

مصدر لـ الشرق: سجل وطني لخدمة المصابين بطيف التوحد

16 مايو 2019 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر- وليد الدرعي

* تحديث النظام الإلكتروني لمنح المصابين بالتوحد الأولوية في المواعيد

 

* 3580 طفلاً مصابا بالتوحد خضعوا للعلاج في حمد الطبية

 

* التدخل المبكر يحقق نتائج علاجية أفضل لدى الأطفال المصابين

 

* مطالبات بصياغة مناهج تراعي خصوصية طلبة طيف التوحد

كشف مصدر لـ"الشرق" النقاب عن تأسيس سجل وطني يختص بتسجيل حالات المصابين بطيف التوحد، بهدف حصر عدد الإصابات بالدولة، وبالتالي العمل على صياغة الخطط والاستراتيجيات التي تُعنى بتوفير الخدمات بكافة المجالات على أسس أكثر وضوحا، والذي يأتي في إطار تحسين الخدمات المقدمة للمصابين بطيف التوحد، بناء على الاستراتيجية الوطنية للتوحد التي انطلقت في 2015 .

واضاف :"يضاف السجل الوطني إلى الجهود المبذولة من قبل الدولة في هذا الإطار لتحقيق مستوى من الرفاه الصحي لهذه الفئة، إلى جانب مشروع المها الذي يتخذ من مستشفى الوكرة مقرا له،  المعني باحتواء أطفال التوحد، وهو مبنى مكتمل الخدمات ويوفر الرعاية اللازمة للمصابين بطيف التوحد، وسوف ينتهي العام المقبل ولن يقتصر على المصابين بطيف التوحد فقط بل سوف يشمل جميع الأطفال المتأخرين فى النمو والتطور ولكن الجزء الأكبر منه سوف يكون مخصصا لاضطراب طيف التوحد.

مسح وطني

هذا وقد كشف مسح وطني أجري على 93 مدرسة ابتدائية في دولة قطر، أن هناك 1416 طفلا معرضين للإصابة بطيف التوحد خلال حياتهم، وكانت النسبة بين البنين والبنات (1-4) حالات ممن هم في سن الثامنة، حيث بلغ عدد المصابين بطيف التوحد من القطريين حوالي 600 حالة، ومن غير القطريين 1580 حالة، فيما بلغ عدد المصابين بطيف التوحد للفئات العمرية من عمر سنه-19 عاما 4791 حالة، منها 1408 حالات لقطريين بنسبة 29.4%، وكان عدد حالات القطريين إذا ما تم قياس طيف التوحد للفئة العمرية من عمر عام إلى 29 عاما 3754 حالة، فيما أعلن مركز تطوير الطفل في مستشفى الرميلة التابع لمؤسسة حمد الطبية أنَّ نحو 3580 طفلاً مصابين بالتوحد خضعوا للعلاج في مؤسسة حمد الطبية في العام 2017، مشيرا إلى أنَّ المركز يتلقى شهريا من 30-40 تحويلة جديدة من مراكز الرعاية الصحية الأولية.

وشدد مختصون من الذين استطلعت آراءهم "الشرق" على أهمية التدخل المبكر لتحقيق نتائج علاجية أفضل لدى الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بطيف التوحد، كما أن التعليم والتثقيف الشامل هو المفتاح الرئيسي لضمان حدوث التحسين والتطوير والتقدم المأمول.

د. نوف الصديقي: إطلاق مسار سريع خاص بذوي الإعاقة في المؤسسات الصحية

وأعلنت الدكتورة نوف الصديقي- ضابط اتصال الخطة الوطنية للتوحد بوزارة الصحة العامة-، إطلاق نظام صحي خاص بالمصابين بطيف التوحد لتسهيل الحصول على المواعيد في كافة المؤسسات الصحية بالدولة بمنحهم الأولوية في الحصول على جميع الخدمات الصحية لهذه الفئة، موضحة أنه تم تحديث النظام الالكتروني لمنح هذه الفئة أولوية مطلقة في الحصول على المواعيد بجميع المؤسسات الصحية الحكومية بالدولة من خلال توفير بيانات تساعد موظفي النظام الالكتروني على التعرف على ذوي التوحد ومن ثم منحهم الأولوية فى المواعيد، وذلك من خلال إطلاق مسار سريع خاص بهم، لافتة إلى أن هذه الأولوية لا تقتصر على ذوي التوحد فقط بل تشمل جميع ذوي الإعاقة، من خلال وضع هذه أولوية لهم فى النظام الالكتروني المطبق بالمؤسسات الصحية بالدولة.

ولفتت في تصريحات سابقة الى أن الخطة الوطنية تضم كافة الوزارات والجهات المعنية والتي لا تدخر جهدا في تسهيل سبل تنفيذ الخطة الوطنية التي سوف تنعكس ايجابا على هذه الفئة، مشددة على أن التدخلات المبكرة تتصدر الأولويات التي يحتاجها أفراد التوحد لتحسين وتطوير قدراتهم ومهاراتهم ، كما أن التعليم والتثقيف الشامل هو المفتاح الرئيسي لضمان حدوث التحسين والتطوير والتقدم المأمول.

د. صدرية الكوهجي: الرعاية الأولية تنفذ مشروع الغرف الحسية

وكشفت الدكتورة صدرية الكوهجي- القائد الوطني لاستراتيجيات الأطفال والمراهقين الأصحاء ورئيسة صحة الأطفال والمراهقين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، النقاب عن البدء بتنفيذ مشروع الغرف الحسية في مناطق الانتظار بالمراكز الصحية حفاظا على هدوء المصابين بطيف التوحد الذين يتأثرون بالصوت المرتفع، إلى جانب توفير خدمات الأسنان للأطفال المصابين بطيف التوحد في 3 مراكز صحية مركز الثمامة الصحي، مركز الوجبة للصحة والمعافاة ومركز لعبيب الصحي، لافتة إلى أنَّ 15 ألف طفل قد خضعوا للكشف المبكر للإصابة بطيف التوحد خلال العام 2018.

وأضافت الدكتورة الكوهجي في تصريحات لـ"الشرق" أنَّ مؤسسة الرعاية الصحية الأولية قد شارفت على الانتهاء من مشروع تهيئة 10 مراكز صحية لتتناسب واحتياجات المصابين بطيف التوحد، وسيتم تعميم التجربة على باقي المراكز الصحية بعد رصد ردود أفعال المستفدين ومدراء المراكز، حيث إنَّه بعد التجريب على أرض الواقع قد تظهر بعض السلبيات التي تقوم الجهة المعنية بدراستها وتحسينها حتى تؤدي الهدف الرئيس من توفير الخدمة.

د. بتول خليفة: قطر قطعت شوطا في الكشف عن اضطراب طيف التوحد

أكدت الدكتورة بتول خليفة -أستاذ علم النفس بجامعة قطر- أن اضطراب طيف التوحد ليس مرضاً وإنما سلوك يتطلب برامج تأهيلية يقدمها مختصون متدربون.

وأشارت إلى ان الاشخاص المصابين بهذه الاضطرابات في حاجة إلى عناية فائقة ، مشيرة إلى  ان النسب التي كشفتها الدراسة وما اشارت إليه من ارتفاع نسب اضطراب طيف التوحد في قطر مقارنة بالمعدل العالمي إلى الخطوات التي قطعتها قطر  في الكشف عن اضطراب طيف التوحد ، قائلة :" هناك بعض الدول لم تقم بالجهود الكافية من أجل تشخيص اضطرابات طيف التوحد".

وقالت " إنَّ المعايير العالمية الجديدة تم تحديد صفات اضطرابات طيف التوحد بشكل أكثر دقة فخرجت حالات كثيرة من هذه الدائرة وهذا أمر جيد ومبشر."

وشددت  الدكتور بتول خليفة  على اتباع الطرق المثر في التعامل  مع حالات اضطرابات طيف التوحد ، خاصة من حيث عملية التواصل و التخاطب ، مشددة على  ضرورة فهم أن هؤلاء لديهم فاعلية للتعلم أو تحقيق قدر مناسب من التعلم واستقلالية الذات في السلوك.

ولفتت خليفة إلى ضرورة توفير البيئة المناسبة و الملائمة لهذه  الفئات و اتباع البرامج المتخصصة ، مشيرة إلى أن مركز الشفلح و بعض المدارس  تقدم خدمات كبيرة لهذه الفئات، وأن الدولة مهتمة بهذا المجال من خلال انشاء المدارس و اعتماد البرامج المتخصصة و توفير الكوادر البشرية المختصة.

البروفسور عبد ربه سليمان: التأثيرات البيئية تزيد من خطر الإصابة بالتوحد

وقال البروفسور عبد ربه سليمان -أستاذ علم النفس المعرفي التطبيقي ومدير برنامج التميز الاكاديمي بجامعة قطر-" إنَّ من عوامل الخطر في زيادة نسبة التوحد عموما وفي قطر خصوصا هي العوامل البيئية والجينية، متسائلا هل فعلا هناك زيادة في نسبة التوحد ام اختلافات التشخيص تؤدي الى تصنيف مزيد من الأطفال على انهم توحديون؟"

وفي هذا الإطار اشار إلى أن اختلاف معايير التشخيص أدت الى تشخيص العديد من الأطفال بالتوحد وقد لا يكونوا كذلك ، مضيفا  أنه  يتم تشخيص العديد ممن يعانون من امراض أخرى بشكل خاطئ على انهم مصابون بمرض التوحد، مثل الإعاقة الذهنية.

ولفت البرفسور سليمان إلى أن الأبحاث أظهرت بعض التأثيرات البيئية قد تزيد أو تقلل من خطر الإصابة بالتوحد لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للاضطراب.

الأهم من ذلك أن الزيادة أو النقصان في المخاطرة يبدو صغيراً لأي من عوامل الخطر التالية عمر الوالدين المتقدم (فوق الثلاثين،مضاعفات الحمل والولادة ، الخداج الشديد [قبل 26 أسبوعًا] ، انخفاض الوزن عند الولادة، حالات الحمل المتعددة التوأم ، الثلاثي ، إلخ، بالإضافة إلى الحمل المتتالي أقل من سنة واحدة ،و تناول بعض الامهات المخدرات والكحوليات أو التدخين.

و اضاف البروفسور سليمان أن نتائج  البحث العلمي تفيد بأن مرض التوحد يميل إلى الظهور في عائلات بعينها.

التغييرات في بعض الجينات تزيد من خطر إصابة الطفل بالتوحد، إذا كان أحد الوالدين يحمل واحدًا أو أكثر من هذه التغييرات الجينية، فقد ينتقل إلى طفل (حتى لو لم يكن الوالد مصابًا بالتوحد). في أوقات أخرى، تنشأ هذه التغيرات الوراثية تلقائيًا في جنين مبكر أو الحيوانات المنوية أو البويضة التي تتحد لإنشاء الجنين مرة أخرى، فإن غالبية هذه التغييرات الجينية لا تسبب مرض التوحد من تلقاء نفسها بل هي ببساطة تؤدي الى زيادة خطر الاصابة.

وقال إن هذه التأثيرات الوراثية اللاإرادية تؤدي  إلى مرض التوحد، ويبدو أن هذه التأثيرات الوراثية تؤثر على الجوانب الأساسية لنمو الدماغ المبكر. ويؤثر على كيفية تواصل الخلايا العصبية في الدماغ مع بعضها البعض مما يؤثر على كيفية تواصل مناطق الدماغ بأكملها مع بعضها البعض.

وحول الجهود التي بذلت من أجل التخفيف من هذه النسب ، اشار إلى أنه  في دولة قطر هناك العديد من الجهود أهمها الفحص والتشخيص قبل الزواج ، وزيادة التوعية بآثار المخدرات والكحوليات أو التدخين، تمويل بحثي للتشخيص المبكر للتوحد وأسبابه ولكن حتى الآن النتائج غير ملموسة.

حول المطلوب للإحاطة أكثر بهذه الفئة ، لفت إلى ضرورة زيادة التمويل البحثي للتشخيص المبكر للتوحد وأسبابه ولكن حتى الآن النتائج غير ملموسة، وزيادة الوعي بأسباب وعوامل الخطر لمرض التوحد، والاستخدام العقلاني للتكنولوجيا بمختلف أنواعها مثل تقنية الواي فاي والأجهزة الذكية والتوعية بأسلوب الحياة الصحي والعلاج من أي امراض قبل وأثناء الحمل ، والتطعيمات المنتظمة، وتقنين أدوات تشخيصية على عينات قطرية ،التشخيص الدقيق لفئات التوحد،واختيار القائمين على التشخيص بعناية شديدة.

محمد غربية: ضرورة طرح مناهج خاصة بطلبة طيف التوحد

وطالب منسق الدعم التعليمي بمركز دمج بمدرسة الدوحة الإعدادية محمد غربية، ضرورة طرح مناهج تعتني وتهتم بقدرات الطالب الأكاديمية والاجتماعية والنفسية، إلى جانب برامج ومناهج خاصة بطلبة طيف التوحد، حيث لا تزال الساحة العلمية تفتقر إلى هذا النوع من المناهج المتخصصة.

واقترح غربية أن يتم تشكيل لجنة تقوم بصياغة تلك المناهج التي تتوافق وتخدم جميع حالات طيف التوحد، إلى جانب التدريب والتأهيل بهدف ادماجه في المجتمع بصورة صحيحة.

وأشار غربية في حديثه إلى مركز الدمج التابع لمدرسة الدوحة الإعدادية أسهم بوضع منهج يتناسب إلى حد ما مع حالات الطلبة وقدراتهم، لافتا إلى أهمية مراعاة حالات طيف فهناك حالات طيف التوحد البسيط إلى المتوسط فالشديد فكل درجة تتطلب نوعية رعاية معينة تختلف عن الدرجة الأشد.           

مساحة إعلانية