رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

2093

تزايد إنتشار العلاجات العشبية عبر المواقع الإلكترونية يثير قلق المستهلكين

16 سبتمبر 2015 , 10:00م
alsharq
تغريد السليمان

أصبح من اللافت اليوم وأنت تتصفح عبر مواقع ومنتديات الإنترنت، أن تجد أمامك خيارات واسعة من الأدوية والعلاجات العشبية، من خلال تجار وتاجرات يدعون إمكانيتهم في إستشفاء جميع الأمراض التي عجز الطب عن مداواتها، من خلال الوصفات والخلطات التي يعرضونها للبيع الكترونياً، معتمدين على وصف الحالة من قبل المريض في سطور، ليتم صرف الخلطة الملائمة بأسعار باهظة الثمن تنطلق من 500 ريال فأكثر، ونحن لا نتعجب من الإقبال الاستهلاكي الكبير من قبل بعض المرضى على شراء هذه الأعشاب، فالإنسان عندما يشعر بالإحباط واليأس، يبادر سريعا بالبحث عن البدائل التي تحل مشاكله وتعالج أمراضه، دون وعي أو تفكير، هذا الاندفاع الاستهلاكي غير الواعي، شجع الكثيرين على استغلال حاجة بعض المرضى المتشبثين بالامل في الشفاء التام من امراضهم، بطلب أموال كبيرة مقابل عبوة أو قارورة من العسل والاعشاب، لتجد هذه التجارة طريقاً ممهداً للمضي قدماً لجني الأرباح من قبل مستهلكين قادهم الضعف لانتهاج وسائل غير آمنة للحصول على أمل الشفاء.

ناصر آل تويم: إنتشار الأدوية المجهولة مصدر جديد للربح السريع!

هل الأعشاب حقاً يمكن ان تتحول الى سم قاتل يهدد مستهلكيها؟ ما هي معايير وضوابط هذا العلم؟ وما هو الدور الذي يجب ان تلعبه المؤسسات المعنية اليوم، لضبط ممارسي هذه المهنة عبر مواقع الانترنت، والكشف على شهاداتهم العلمية والرخصة التجارية؟

بداية أكد د. ناصر آل تويم نائب رئيس الإتحاد العربي لحماية المستهلك، على ضرورة ان تتابع المؤسسات المعنية بحماية وسلامة وصحة المستهلك، مواقع الانترنت، التي انتشر فيها مؤخراً عدد من التجار والتاجرات الالكترونيين، الذين يدعون خبراتهم الواسعة في مجال الطب الشعبي، أو التداوي بالأعشاب، دون إشهار ما يثبت ذلك، وهذا ما يهدد صحة بعض المستهلكين الذين يقبلون على شراء واستهلاك هذه الادوية دون وعي، بعد شعورهم بالعجز من الشفاء بواسطة الطب الحديث، وهذا ما يدعو ملياً لوقف هذه الممارسات لحماية عموم المستهلكين، من خلال فرض إجراءات مع الجهات المختصة، بمنع بيع الادوية المجهولة المصدر، والاعشاب الطبية، الا بعد الحصول على تراخيص تجارية وصحية من المؤسسات المحلية، وقال: عندما نتحدث عن التداوي بالاعشاب فنحن نتكلم عن علم مستقل بذاته، يدرس في الجامعات وله قواعده، وعليه فإن الإخلال بأي معيار يمكن ان يتسبب بضرر بالغ للمستهلك، ومع الاقبال الكبير على شراء الاعشاب، اصبح من المهم اليوم التفكير في آلية للسيطرة على انتشار هذه التجارة الكترونياً من خلال الرقابة، مع ضرورة تفاعل المستهلكين بالابلاغ عن أي تاجر غير مرخص سواءً في الانترنت او خارجه، فدور المستهلك يجب ان يكون تفاعليا وإيجابيا حيث إن حماية المستهلك عملية تكاملية بين المؤسسات المعنية والتجار والمستهلكين انفسهم.

علم الأعشاب

هذا وقالت د. نوال العالم صاحبة مركز تداوي، إن الكثيرين يعتقدون ان الاعشاب اذا لم يكن لها فائدة فلا ضرر منها، وهذا بحد ذاته خطأ كبير يقع فيه بعض المستهلكين تجاه العشب، وتابعت: إن الاعشاب علم يحتاج الى دراسة وتخصص وليس مهنة من لا مهنة له، هذا ما يجب ان يعيه الجميع، فالأعشاب لها معايير وتركيباتها تعتمد على اسس، في حال وجود خطأ يمكن ان تؤدي لمخاطر صحية جمة على صحة الانسان الذي يستهلكها، والنصيحة التي اقدمها خلال هذا الموضوع، هي الالتزام بتعليمات الأطباء والحرص على المتابعة، كما يجب ان يعي المريض ان العلاج يستلزم فترات طويلة في بعض الأحيان خاصة الأمراض الجلدية وامراض السرطان وغيرها، فالحرص على المتابعة والكشف يجعل المرض محاصرا بشكل كبير، وتحت السيطرة من قبل الأطباء، أما اللجوء لأعشاب وأدوية مجهولة التركيب والمحتوى، فهذا خطر جسيم، تجب مكافحته من قبل الأجهزة المختصة، أما فيما يخص الأعشاب العادية كالشاي مثلا وقهوة الشعير وغيرهما من الاعشاب فهنا ايضا يجب التنويه بضرورة استهلاكها بشكل معتدل وعدم الإسراف فيها، فلكل شيء مضاره ومنافعه.

نوال العالم: الأعشاب لها أسس ومعايير والإخلال فيها يضر بالمستهلك

دراسة تحذيرية

من جانب آخر حذرت دراسة باكستانية حديثة من ان الاعشاب الطبية، قد تحوي سموما وفطريات تسبب أمراضا قاتلة تهدد صحة الإنسان.

وأوضح الباحثون بجامعة "بيشاور" الباكستانية، في دراستهم التي نشروا تفاصيلها في وقت سابق، بـ "مجلة علم الأحياء الفطرية"، أنهم أجروا تحليلا لأكثر من 30 عينة من النباتات الشهيرة التي تستخدم عادة فى الوصفات الطبية الشعبية، وعثروا على مركبات سامة وفطريات العفن في 90% من العينات، كما وجدوا أن 70% منها تتجاوز المستويات المقبولة.

وعبّر الباحثون عن قلقهم على الصحة العامة للأشخاص؛ نظرا لعدم وجود رقابة فعّالة على جودة وسلامة وفعالية تلك النباتات الطبية، مطالبين الحكومات بالتدخل لوضع حد لحماية الأشخاص الذين يرغبون في استخدام هذا النوع من الأدوية العشبية.. الباحثون أضافوا أن السموم الفطرية التى عثروا عليها في الأعشاب يمكن أن تؤدي لآثار سلبية خطيرة على البشر عند وصولها لمستويات مرتفعة، مثل الإصابة بسرطان الكبد والفشل الكلوي والاضطرابات الإنجابية وضعف جهاز المناعة.

ووجد الباحثون أن 31% من تلك النباتات تنتج السموم الفطرية الضارة، و19% منها تنتج مركبات "الأفلاتوكسين" (Aflatoxin) المرتبطة بسرطان الكبد، و12% منها تنتج مركبات "الأوكراتوكسين أ" (Ochratoxin A) التي تسبب الفشل الكلوى وأضرارا بالكبد، كما وجد الباحثون أن أكثر النباتات الطبية تلوثا هي جذور عرق السوس (Licorice root)، وخشخاش الأفيون (opium poppy)، والمنفحة الهندية (Indian rennet).

العبوات تباع بدون ملصق للمحتوى ولا طريقة الاستعمال.. مطالبات بتعزيز الجهود بين حماية المستهلك وشركات الاتصال المحلية.. دراسة تحذر: الأعشاب الطبية فيها سمُّ قاتل!

وشرح الباحثون كيف أن الأدوية العشبية يمكن أن تصبح ملوثة، وذلك خلال مراحل إنتاجها قبل وصولها إلى الأشخاص، بما في ذلك مراحل الجمع والنقل والتخزين، وما يزيد من نسبة تلوثها أنها تباع عادة في الأسواق الشعبية التى لا تحظى بالنظافة الكافية في العديد من البلدان.

وبحسب الدراسة، فإن الأدوية العشبية لا تتم مراقبتها بشكل جيد، حيث ترى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن هذه الأدوية، مثل المنتجات الغذائية، وبالتالي فهي لا تخضع لنفس اختبارات الأدوية الكيميائية أثناء التصنيع، ولا توجد معايير كتلك الموجودة بالأدوية الأخرى.

مساحة إعلانية