رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6103

دراسة: آفة التدخين تطرق أبواب المرأة وتهدد مكانتها

16 نوفمبر 2014 , 09:22م
alsharq
ريم ثامر الدوري

كشفت دراسة على مجموعة من النساء عن ان 10 % منهن مدخنات، وأن 90 % يمتنعن عن التدخين مما يؤكد ان تلك العادة في قطر ما زالت صغيرة إلى حد ما بين النساء، كما كشفت الدراسة ان 40 % من الاسر بها عدد كبير من المدخنين يصل إلى حوالي نسبة (40 %)، وان (80 %) من النساء المدخنات يعلمن أنه بسبب تلك العادة الذميمة قد تؤدي إلى عدم الإقبال عليهن للزواج، في حين أن هناك نسبة (20 %) مقتنعات بما يفعلن، كما وجد أن (95%) من المدخنات يعرفن أن التدخين حرام شرعاً، وأن ما نسبته (5%) لا يعرفن ذلك، كما اوضحت الدراسة أن (20 %) حاولن الإقلاع عن التدخين،

وقد طالبت الدراسة بضرورة اقتناع المرأة بالأضرار الجسيمة للتدخين عبر رسائل إعلامية محددة والقيام بحملات توعية وبصفة دورية على مدار السنة لزيادة توعية المجتمع بأضرار التبغ وكيفية الإقلاع عنه وتوفير خدمات صحية للمدخنين. وإقناع المرأة بأن التدخين ينال من صحتها، اضافة إلى أنوثتها ودورها التربوي لرعاية الأطفال، حيث ان التدخين السلبي يسبب نفس الأضرار لغير المدخنين، وضرورة قيام الجهات الرسمية بمنع الشيشة بأنواعها في المطاعم والأماكن العامة.

الشرق في هذه السطور تنشر هذا التحقيق الاستقصائي حول التدخين بين النساء واثره واسبابه وماهي نتائجه وكيف يمكن ان نواجه هذه الظاهرة لقد تم اختيار موضوع "المرأة المدخنة" لما يمثله هذا الموضوع من أهمية خاصة اليوم، من انتشار تلك الآفة وتهديدها للمجتمع بأكمله، من دخول عادات وتقاليد إلى مجتمعنا المُتدين بطبعه، وما تجلبه من نقمات على المجتمع، فأحببت أن أنوه عنه بشيء يسير، للوقوف على خطورة ذلك الموضوع، وما يمثله للمجتمع، حيث ان المرأة هي أساس المجتمع، وهي أداة بناء لا هدم.

ضجة اجتماعية

فلا شك ان المرأة المدخنة سلوك "أثار ضجة اجتماعية، وأدى إلى اختلاف في القبول والرفض!! وذلك بسبب تعدد الخلفيات الاجتماعية والفكرية والثقافية في المجتمع. ولذا تعددت بذلك دوائر الجدال والنقاش والشعور وردات الفعل. فمنهم من يعتبر الأمر مثيراً وآخر يعتبره مقززاً، ولا تختلف المسألة هنا ما بين العازبة والمتزوجة، فالعازبة لها أب وأخوة والمتزوجة لها زوج، وقد اعتبر العديد أن المرأة المدخنة فاقدة لأنوثتها وموحية لأمور غير أخلاقية!

ولعل التدخين يكشف لنا اليوم عن وجود مشكلة اجتماعية وأخلاقية لدى البعض، والتي تكشف بدورها عن عمق التناقض والتفكير ما بين أفراد المجتمع، سواء كانت تلك الممارسات فردية وشخصية. أو كانت جماعية واجتماعية. وقد بدا واضحاً كنور الشمس، مدى الحس الذكوري الرافض لتلك المسألة، بالرغم من أنها مسالة تنطبق على الجنسين كآثار وأضرار.

أسباب التدخين

وحول أسباب تدخين المرأة اوضحت الدراسة ان منظر السيدات المدخنات اصبح نراه فاحيانا نجد امرأة تدخن بالسيارة، وفتاة تدخن في الأماكن العامة، وأخرى تدخن "الأرجيلة" في المقاهي والمطاعم... صور غريبة علينا، ولكنها بالفعل موجودة ومن أهم ما نعنيه هنا هو أن نسبة الفتيات والنساء المدخنات في ازدياد، وعلى ذلك يجب علينا التعامل مع ذلك الوضع من الآن وأن نستعد لما ستجنيه هؤلاء المدخنات من أمراض وعلل ترتبط بالتدخين في المستقبل...فالدراسات في بريطانيا أثبتت أن أهم الأسباب التي تدفع الفتاة للتدخين هو وجود فرد آخر من أفراد الأسرة يدخن، كالأب، الأخ، كما أن هناك تأثير الاصدقاء، فحب انتماء الفتاة إلى مجموعة يدفع بها إلى تقليد صديقاتها لتصبح واحدة منهن، إلى أن يصبح ذلك عادة وتدمن التدخين، كما أن هناك أسبابا أخرى تدفع المرأة للتدخين، منها تلك الادعاءات بأن للتدخين فوائد من حيث انه يساعد على التركيز أو يساعد على الهدوء والاسترخاء، إضافةً إلى الاعتقاد الشائع وهو أن السيجارة تساعد على فقد الوزن والحفاظ على القوام.

كما اوضحت انه في بعض الأحيان الأخرى تلجأ النساء للتدخين للهروب من ضغوط الحياة اليومية، من التعرض للضغوط والتوترات النفسية من الرجال، وخاصةً مع وجود عوامل أخرى كالأطفال أو وجود بعض الصعوبات المالية، حيث أثبتت احدى الدراسات أن هناك علاقة عكسية ما بين عدد السجائر المدخنة والمستوى الاقتصادي والتعليمي للمرأة، فكلما أصبحت المرأة أكثر تعليماً وذات مركز مالي، قل عدد السجائر التي تدخنها.

كما قد يعود تدخين المرأة إلى استخدامها السيجارة كوسيلة رفاهية خاصة بها بعيداً عن مشاكل أو مطالب البيت والأولاد، فتعتبرها بعضُ النساء وسيلةً للتعامل والتخلص من التوتر والغضب والتعب، ذلك الاستثمار العاطفي في السيجارة يجعل المرأة أكثر تعلقا بالسيجارة

وأياً كانت الأسباب التي تتذرع بها المرأة للتدخين، فالمحصلة واحدة من وراء التدخين وهي قائمة طويلة من الأمراض والآفات... تبدأ باستهلاك ميزانية الأسرة، وتنتهي بأمراض سرطانية قاتلة، ليس ذلك فحسب، بل الأخطر أن المرأة قد تكون حاملاً فتسيء لجنينها بالسيجارة، ويولد ناقصاً، أو قد يكون الأطفال صغارا فتزيد من نسبة اصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي والحساسية... فلتتدبر المرأة المدخنة أمرها قبل أن تهوي في مصيدة التدخين..

تأثيره الضار

وحول تـأثـيـر الـتـدخـيـن على المرأة كشفت الدراسة الاستقصائية عن ان المرأة المدخنة تتعرض للإصابة بتلك الأمراض التي قد تتعرض لها الفئات الأخرى من النساء غير المدخنات ولكن هناك عوامل ومتغيرات أخرى تزيد من الخطورة في حالة تدخين المرأة، من حيث قابليتها للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والأمراض السرطانية والسكتة الدماغية والوفاة في سن مبكرة. كما ان التدخين يعرض بشرة المرأة لبعض الاخطار فالمرأة المدخنة تكون بشرتها مائلة إلى اللون الرمادي الكئيب الشاحب وذلك بسبب ما يسببه النيكوتين من أثر قابض للأوعية الدموية، كما أنه يسبب الشيخوخة المبكرة، ويعمل على ظهور التجاعيد على الوجه والرقبة، كما يؤدي إلى تقصف وهشاشة الأظافر، وبرودة الأطراف مع اصفرار الأسنان. كما تصاب المرأة المدخنة بفقدها للشهية واستهلاك الفيتامينات والعناصر الغذائية داخل جسمها، بالرغم من احتياجها إلى رصيد أكبر منها بالمقارنة مع المرأة غير المدخنة، كما يحدث التدخين تغيرا في نبرة الصوت هذا بالاضافة الى ان من اضرار التدخين على المرأة حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية بشكل متكرر. يتسبب ذلك في انخفاض نسبة الخصوبة لدى المرأة وزيادة نسبة العقم، حيث أثبتت الدراسة أن التوقف عن التدخين يعد من العناصر الناجحة في علاج العديد من حالات العقم.

كما اكدت أن التدخين يشكل خطراً على الجنين، فتتسارع دقات قلبه، وتزداد سرعة تنفسه، وتقل حركته، كما تقل نسبة الأوكسجين في دمه، إضافة إلى نقص وزن المولود بالمقارنة بمولود الأم غير المدخنة، كما قد يؤثر التدخين بولادة الأجنة قبل الأوان، إضافة إلى ولادة أجنة ميتة، وازدياد حالات الحمل خارج الرحم والإجهاض المفاجئ، كما قد يؤدي التدخين إلى تسمم الحمل وانفصال المشيمة مما يهدد حياة الطفل والأم أيضاً كما ان من خواص مادة النيكوتين أنها شديدة الذوبان في الدهون الموجودة في حليب الأم، وقد أثبتت الدراسات أن تركيز النيكوتين في حليب الأم يتجاوز تركيبه في الدم بحوالي 3 أضعاف، وبذلك يمتص الرضيع نسبة نيكوتين لا يستهان بها خلال رضعاته.وكذلك

يؤثر التدخين على هرمونات المرأة المدخنة، ويعمل على دخولها سن انقطاع الطمث في وقت مبكر، وذلك بفارق يتراوح ما بين عام ونصف العام إلى عامين عن المرأة غير المدخنة، وكذلك يؤدي التدخين إلى هشاشة العظام ويقضي على فوائد العلاجات الفموية الخاصة بهرمون الإستروجين كعلاج تعويضي للتخلص من متاعب سن ما بعد انقطاع الطمث.

نتائج الاستبيان

وقد كشفت نتائج الاستبيان الذي اجري على مجموعة من السيدات أن نسبة (10 %) من أفراد المبحوثات مدخنات، في حين أن النسبة الكبيرة (90 %) يمتنعن عن التدخين، وهذا يوضح أن تلك العادة في قطر ما زالت صغيرة إلى حد ما بين النساء. ومن خلال السؤال الثاني نجد أن كل أسرة بها عدد كبير من المدخنين يصل إلى حوالي نسبة (40%)، في حين أن النسبة الأخرى (60 %) نجد أنهم لا يدخنون. ومن خلال طرح السؤال الثالث على المبحوثين تبين أن (30%) من المبحوثين أوضح أن هناك أحدا من أفراد أسرته قد أقلع عن التدخين، في حين أن النسبة الكبيرة (70 %) لم يقلعوا عن التدخين، وأرى من خلال تلك النقطة العمل على تكثيف البرامج التوعوية والإعلامية والدعوية، لتثقيف المدخنين وحثهم على الإقلاع عن التدخين، ومن خلال تحليل السؤال الرابع، نجد أن هناك أمراً يثير الانتباه وهو أن كل من جرب تلك العادة، استمر عليها ولم يتركها وهذا وصلت نسبته نحو (85 %) في حين أن النسبة الأخرى (15 %) قالت انها بعد شرب أول سيجارة، امتنعت عن التدخين، وهذا يدل على أن تلك العادة منتشرة، فإن كل من شربها لم يستطع مفارقتها، إلا بعزم وإرادة. ومن خلال تحليل السؤال الخامس، وجد أن ما نسبته (80%) من النساء المدخنات يعلمن أنه بسبب تلك العادة الذميمة قد تؤدي إلى عدم الإقبال عليهن للزواج، في حين أن هناك نسبة (20%) مقتنعات بما يفعلن، ومن خلال تلك النسبة الكبيرة أدعو النساء المدخنات إلى ترك تلك العادة، حتى لا تكون من ضمن أسباب العنوسة في مجتمعنا، ومن خلال تحليل السؤال السادس، نجد أن نسبة (95 %) من المدخنات يعرفن أن التدخين حرام شرعاً، وأن ما نسبته (5 %) لا يعرفن ذلك، وفي هذا توضيح مدى تمسك ذلك المجتمع بالدين والعادات والتقاليد، ولذلك يجب على القائمين على أمور الدين في بلادنا، الحرص على توضيح ذلك الأمر، ونجد في تحليل السؤال السابع أن ما نسبته (20 %) فقط حاولن الإقلاع عن التدخين، في حين أن النسبة الكبيرة منهن (80 %) لم يحاولن ترك العادة الذميمة، وهذا يوضح كما ذكرنا في تحليل السؤال الرابع مدى تحكم تلك العادة في من شربها ولا يستطع مفارقتها، إلا بعزم وإرادة. وفي السؤال الثامن وعلى الرغم من أن النسبة الكبيرة من المبحوثات (90 %) تعلمن مدى الضرر الذي قد يصيبها هي وجنينها وأطفالها، في حين أن النسبة القليلة الأخرى (10 %) لا تبالي لذلك.

التوصيات

وقد اوصت الدراسة بضرورة اقتناع المرأة بالأضرار الجسيمة للتدخين! وذلك عبر رسائل إعلامية محددة، والعمل على القيام بحملات توعية وبصفة دورية على مدار السنة لزيادة توعية المجتمع بأضرار التبغ وكيفية الإقلاع عنه وتوفير خدمات صحية لهن، وان تعمل هذه الحملات على إقناع المرأة بأن التدخين ينال من صحتها اضافة إلى أنوثتها ودورها التربوي لرعاية الأطفال، حيث ان التدخين السلبي يسبب نفس الأضرار لغير المدخنين، كما يجب قيام الجهات الرسمية بمنع الشيشة بأنواعها في المطاعم والأماكن العامة.

ان هذه الظاهرة تتطلب من الجميع افرادا ومؤسسات العمل على مكافحتها لانه لا يختلف اثنان على أن التدخين عادة ذميمة، وذلك لما ينطوي عليه من أضرار صحية كثيرة على الرجل والمرأة المدخنة على حد سواء، ولكن المجتمع الشرقي له وجهة نظر أخرى في تلك المسألة فهو يتسامح مع الرجل المدخن، ولكنه يتعامل مع المرأة المدخنة على أنها لا تؤذي صحتها فحسب وإنما ترسم علامات استفهام عديدة ومخيفة حول سلوكها. وبعد ذلك العرض من أسباب تلك المشكلة وأضرارها على المرأة المدخنة، أرى أنه من الضروري أن نبحث عن المشكلات التي تكمن وراء تلك العادة الذميمة، والعمل على حل تلك المشاكل والتخفيف منها، ولابد من القول للمرأة انها القوة الحقيقية في المجتمع في عمليات البناء والسلوك الإيجابي والإصلاحي، وليس في الهدم أو الأذى، وبعد تلك الحقائق التي ذكرناها هل يستحق أن تخاطري بحياتك وحياة جنينك وأسرتك والمجتمع من أجل سيجارة؟!

مساحة إعلانية