رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

759

مختصون لـ الشرق: الإساءة للدين والقيم «ترند» الدراما الرمضانية

17 أبريل 2022 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

بات من غير المستهجن السباق الرمضاني الذي تشهده الفضائيات من خلال حجم الأعمال الدرامية والبرامج التي تقع تحت اسم ترفيهية لحشو ساعات البث بالكثير من الغث مع بعض من السمين، هذا الحشو الذي أيضا ملأ أدمغة وغير من قيم جيل بأكمله، وعدم الاستهجان أو الاستغراب طال أيضا المحتوى الذي تتضمنه هذه البرامج أو المسلسلات حيث بات معلوما للكثير منا، وكأنَّ شهر رمضان أصبح فرصة لابد من اقتناصها للنيل من القِيم والمُثُل العليا والفضائل المنبثقة عن الدين، وبات الهدف هو تشويه صورة الدين من خلال انتقاد وإظهار المتدين بمظهر بعيد كل البعد عن صورته الحقيقية.

ولأهمية الموضوع طرحت "الشرق" الموضوع على عدد من المختصين والمواطنين لرصد آرائهم حوله، حيث في هذا السياق اعتبر الدكتور جعفر الطلحاوي -عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين-، أن الاستخفاف والتشويه اللذين يطولان المثل العُليا في بعض البرامج والدراما التي تبثها بعض القنوات الفضائية بمثابة الردة عن الإسلام، فيما رأى السيد محمد كمال - باحث وأخصائي علم نفس اجتماعي-، أنَّ تشويه الأخلاق والقيم ودس السم في العسل من خلال ما تعرضه بعض القنوات خلال شهر رمضان المبارك ليس صدفة بل هو مدروس.

وأكد عدد من المواطنين أن "الترند" هو الهدف المرجو من وراء الطرح الذي تطرحه بعض شركات الإنتاج، حيث باتت الأفكار مستهلكة والجميع يعلم الغاية من ورائها.

د. جعفر الطلحاوي: الاستخفاف بالمثل العُليا للإسلام أصبح منتشراً

اعتبر الدكتور جعفر الطلحاوي- عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو اللجنة العلمية للهيئة العالمية لتدبر القرآن-، أنَّ الاستخفاف والتشويه اللذين يطولان المثل العُليا في بعض البرامج والدراما التي تبثها بعض القنوات الفضائية يعتبران بمثابة الردة عن الإسلام، والأصل في ذلك أن جماعة من المنافقين على عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أرادوا تشويه القيم والمثل العليا للدين ومن يمثلونها بالسخرية منهم، فلما راجعهم الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا إنهم كانوا يمزحون فالله تعالى يقول بسورة التوبة ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ فأنزل الله الرد مباشرة ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ فمعنى هذا السؤال الاستنكاري التوبيخي أن من يستخف ويشوه ويستهزئ بالقيم والمثل العليا من خلال الأشخاص الذين يمثلونها فهو مستهزئ بالله، ومشوه لآياته جل وعلا، ولسنة رسوله ولكتابه، فالله لم يقبل اعتذارهم وحتَم بكفرهم لقوله تعالى بسورة التوبة ﴿ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾، مؤكدا أنَّ المثل العُليا تمثل وتعكس الدين العظيم – فعلى سبيل المثال لا الحصر- إن نقاب المرأة المسلمة أو الهيئة التي يخرج عليها عالم الدين لا تمثلهم بل تمثل الدين الذي يحملونه في قلبهم، فلابد من احترامهم وتوقيرهم وعدم الاستهزاء بهم.

وتابع الدكتور جعفر الطلحاوي إن المثل العليا التي يدعو إليها الدين لابد أن يراعيها ويحافظ عليها ويدعو إليها وينصرها وينشرها ويذب عنها كلٌّ في موقعه، فالجميع عليه أن يراعي هذه المثل، لأن الإسلام دين الجميع فالأمر لا يقتصر على علماء الدين، فالإسلام فيه رجال علم، كل مسلم هو رجل هذا الدين، فإن أذيعت بعض المسلسلات التي تشوه فيها القيم فهو آثم كل من قام بها وعليها ومن روجها ونشرها، فمن الواجب تغيير المنكر "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" فمن ينكر هذه البرامج والمسلسلات التي تستخف بالقيم والمثل العُليا ويدعو لهجرها ومقاطعتها هو محارب لها ومقاوم لها.

محمد كمال: هدم القيم شغل شاغل لبعض الفضائيات في رمضان

أكدَّ السيد محمد كمال- باحث وأخصائي علم نفس اجتماعي -، أنَّ الإثارة التي تتعمدها أغلب البرامج أو الدراما الرمضانية تقف وراءها حزمة من الأهداف والدوافع، وقد تكون الشهرة والتسويق يقفان على سلم الدوافع لترويج فكرة ولإقناع المتلقي ببعض المفاهيم التي يؤمن بها القائم على العمل، كما أنَّ افتعال هذه الضجة يعكس تركيبة نفسية غير سوية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمفاهيم والقيم السائدة في المجتمع هذا أو ذاك.

وأضاف السيد محمد كمال في حديثه لـ "الشرق" قائلا "إنَّ تشويه الأخلاق والقيم ودس السم في العسل من خلال ما تعرضه بعض القنوات خلال شهر رمضان المبارك ليس صدفة بل هو مدروس وينطلق من دراسات بكل تأكيد، سيما وأنَّ شهر رمضان يوفر المساحة التي تجتمع بها العائلة لمشاهدة بعض البرامج الترفيهية منها أو المسلسلات التي باتت ذات طابع الهدف منه إثارة الجدل، وإحداث بلبلة والتي تسمى الدعاية المضادة للعمل أو للبرنامج، للحصول على أعلى نسبة مشاهدات وبالتالي زيادة نسبة الإعلانات والمستفيد الوحيد هو القناة، دون النظر لتبعات ما تقدمه من محتوى للمشاهد العربي على اختلاف أعماره وقناعاته والبيئة القادم منها، بل الهدف هو الكسب المادي، وهدم حقيقة القِيم الفضيلة لكن بتكتيك موجه وهو اللعب على وتر اللاواعي لدى المشاهد، الذي يبدأ بالانتقاد حتى يبدأ تدريجيا بالتقبل وصولا للتأييد، إذ إن هذه السبل كانت تستخدم في الحرب العالميتين الأولى والثانية".

ونصح السيد محمد كمال جمهور المتلقين لغربلة البرامج أو المسلسلات التي يتابعونها خلال شهر رمضان، ومدى ملاءمتها لما نشأوا عليه من قيم وفضائل لحماية معتقداتهم وحماية معتقدات أبنائهم، هذا الجيل الذي يُحارب بشتى السبل ليكون بعيدا عن دينه وقيمه العربية الأصيلة، ولابد من مقاطعة هذا النوع من البرامج والمسلسلات سيما وأن التعرض لها سيؤدي إلى نتائج سلبية للشخص إلا أنها ستحقق أهداف القائمين عليها وإن بعد حين.

حسين البوحليقة: القضايا المتبناة لا تعكس واقع المجتمعات

ورأى حسين البوحليقة، أنَّ الدراما العربية في شهر رمضان بات عنوانها واحدا، وباتت تسعى للترند من خلال المس بالثوابت الدينية والعربية ليس بغرض سوى إثارة الجدل، وبالتالي الحصول على أعلى مشاهدات، متسائلا أين الرقابة على هذا النوع من المحتوى؟، إلا أنَّ البعض قد يؤكد أنَّ البث بات متاحا للجميع والفضاء يتسع للجميع!، مشيرا إلى أنه يتفق مع هذا الطرح إلا أنَّ الأمر عندما يتعلق بهدم القيم والأخلاق من المهم أن يتم التصدي له للمحافظة على القيم والثوابت التي نشأت عليها الأجيال، ولابد أن تعكس الدراما حقيقة المجتمعات والقضايا الشائكة حقا، إلا أنَّ الأمر بات الهدف منه هو "الترند"، وإثارة الجدل.

أحمد الحوسني: الفضائيات تبث أفكاراً مستهلكة والغاية مكشوفة

وعلق أحمد الحوسني قائلا "إنني ومنذ زمن أنا وأسرتي لا أتابع أي دراما أو برنامج رمضاني لأن الفكرة التي تتبناها أغلب الفضائيات باتت مستهلكة، وبتنا جميعا نعلم الأهداف المخفية من ورائها، لذا عاهدت نفسي على مقاطعتها، وألا أهدر وقتي بمتابعتها، وحقيقة ما زلت أتابع الدراما القديمة التي كانت تهدف إلى إحداث تغيير، أو تنتقد قضايا من واقع المجتمع الخليجي أو المجتمع العربي، بل الآن الجميع يتنافس حقيقة للنيل من القيم والمثل العليا، ومن صورة المتدين والمتدينة، مع تجميل صورة الآخرين وهم بعيدون كل البعد عن الأخلاق، إذ يعتبر هذا أمر موجها وليس عابرا ابتداء من المؤلف، إلى المنتج مرورا بالقناة وانتهاء بالطاقم التمثيلي".

ناصر يوسف: "الترند" دافع الفضائيات وشركات الإنتاج

أكدَّ ناصر يوسف جازماً أنَّ شركات الإنتاج تتنافس في شهر رمضان ليس على تقديم المحتوى الجيد، بل الهدف هو "الترند" حتى وإن كان المحتوى ساقطاً، لافتا إلى أنَّ هذا الأمر بات سمة من سمات بعض القنوات الفضائية التي تسعى لتبني فكرة لطرحها لإثارة الجدل، وفي بعض الأحيان لإثارة النعرات بين الشعوب، وهذا بات واضحا في عدد من المسلسلات التي تبث، حيث إنَّ أي عمل درامي أو برنامج ينشد بلوغ السلم سريعا يضرب في القيم والأعراف ويشوه صورة الدين، وصورة أتباع هذا الدين، متسائلا ما هي القيمة المرجوة من هذا الطرح؟! وما هي الفائدة! الإجابة من وجهة نظر المنتجين هي الحصول على أعلى نسبة مشاهدات، لكن فعلا هو أنه لا قيمة للمحتوى سوى النيل من القيم ومن الدين وكسر الأخلاق أمام الأجيال الصاعدة.

اقرأ المزيد

alsharq وزير الثقافة يشارك في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير

شارك سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، ممثلا عن دولة قطر، في حفل افتتاح المتحف... اقرأ المزيد

640

| 02 نوفمبر 2025

alsharq وزارة الثقافة تفتح باب الترشح لجائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية في دورتها السابعة

أعلنت وزارة الثقافة عن فتح باب الترشح لجائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية في العلوم والفنون والآداب في دورتها السابعة،... اقرأ المزيد

56

| 01 نوفمبر 2025

alsharq مهرجان الدوحة السينمائي يعلن قائمة الشركاء من المؤسسات الثقافية الوطنية والدولية الرائدة

أعلن مهرجان الدوحة السينمائي الذي يقام في الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر الجاري، عن قائمة الشركاء من... اقرأ المزيد

54

| 01 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية