رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

932

عبدالله النعمة بجامع الإمام: أخذ العظات من الحوادث يقوي الإيمان

18 يونيو 2022 , 07:00ص
alsharq
عبدالله النعمة
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن النظر في حقائق الأشياء في الكون والمخلوقات وأخذ العظة والاعتبار مما يجري حول الإنسان من المواقف والحوادث والاستفادة من قصص الغابرين وأحوال الماضين هو من علامات التيقظ والانتباه، ودلائل العقل والفلاح، فالحياة ميدان، والتجربة خير برهان، والحكمة ضالة المؤمن، روى مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وُعظ بغيره"، ولأجل هذا كثر الحث في كتاب الله على التدبر والاتعاظ والنظر والاعتبار بالمشاهدات في أكثر من آية كقوله تعالى: "إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار" وقال: "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، وجاء الاعتبار بالمرويات والقصص وأحوال الأمم والمجتمعات والأفراد، كوله تعالى: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، وذكر سبحانه قصة فرعون وما آل إليه فقال: "إن في ذلك لعبرة لمن يخشى"، أن لمن يتعظ وينزجر، قال ابن أبي الدنيا -رحمه الله-: قال بعض الحكماء: أحْي قلبك بالمواعظ ونوره بالفكر وموته بالزهد وقوّه باليقين وذلله بالموت وقرره بالفناء وبصره فجائع الدنيا وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الأيام واعرض عليه أخبار الماضين وذكره ما أصاب من كان قبله وسِرْ به في ديارهم وآثارهم، وانظر ما فعلوا وأين حلوا وعمّ انقلبوا".

وأضاف الخطيب: ما أكثر المواعظ التي نبه الله تعالى عليها في كتابه وضربها لعباده مثلا ليعتبروا ويتعظوا، فلا يصيبهم ما أصاب الأمم الخالية ولا يؤاخذوا على حين غفلة وغرة.

وأوضح الشيخ عبدالله النعمة أن من تفكر في عواقب الدنيا وأحوالها أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر وربما كانت الأحداث تجري من حول الإنسان والمواقف التي تمر به في الحياة سببا لعلو همته وفلاحه وصلاح نفسه ورفعته، فله من كل بيت عظة بحاله وعبرة بمآل أصحابه وتكفيه القبور مواعظ الأمم السابقة، وحسبه من التاريخ معتبر ومدكر.

وقال الخطيب إن كثرة الاعتبار في الدنيا والاتعاظ بأحوالها وما يجري فيها من الحوادث والقصص تقوي إيمان العبد بربه وتوسع مداركه وفكره وتدله على آيات خالقه ي الكون والمخلوقات، وتكسبه خوفا من الله ومهابة من عقابه ولنا في هذا الزمان عبرة وعظة ألسنا نرى الأخبار ونسمع الأحوال ونشاهد الأحداث التي تقع في الدنيا بالصوت والصورة أما نسمع عن تلك الأعاصير والزلازل والفيضانات، أما نرى تلك الأمم والشعوب التي أنهكتها الحروب والصراعات ينامون ويستيقظون على دوي المدافع وصوت البنادق والرشاشات، أما نشاهد الأفراد والجماعات التي تتضور جوعا لا تجد قوت يومها، أما نشعر ونحث وقد ابتلينا بأمراض غريبة وأوبئة مهلكة، فلماذا لا نتعظ، ولماذا لا نعتبر؟ فأين العقلاء وأين أولو الأبصار والألباب؟ "فاعتبروا يا أولي الأبصار".

مساحة إعلانية