رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1083

السادة: البعد عن الغلو في الدين يخلق الشخصية المعتدلة

18 ديسمبر 2015 , 05:30م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

قال فضيلة الشيخ عبد الله بن إبراهيم السادة إن الله اخْتَارَ لَنَا دِيناً مُتَكَامِلاً. وَنِظَاماً مُتَوَازِناً. يَتَنَاسَبُ مَعَ الْفِطْرَةِ السَّوِيَّةِ. وَالنَّفْسِ البَشَرِيَّةِ. عَقِيدَةً وَشَرِيعَةً. تَنْبَثِقُ مِنْهُ كُلُّ التَّصَوُّرَاتِ وَالْقِيَمِ الإِنْسَانِيَّةِ. لاَ إِفْرَاطَ فِيهِ وَلاَ تَفْرِيطَ. وَلاَ غُلُوَّ وَلاَ تَشْدِيدَ. مَنْهَجٌ وَسَطٌ اخْتَارَهُ اللهُ لأَتْبَاعِ هَذَا الدِّينِ، حَتَّى تَتَحَقَّقَ شَخْصِيَّةُ الْمُسْلِمِ الْحَقَّةُ الَّتِي يِرُيدُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.

وذكر أن مما شرعه الله لَنَا التَّرْوِيحَ عَنِ النَّفْسِ، فَهُوَ عُبُودِيَّةٌ للهِ إِذَا اسْتَحْضَرَ الْمُسْلِمُ مَعْنَاهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعالمَينَ * لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وأنا أَوَّلُ الْمُسْلِمين)

ولفت إلى أن الترويح جَانِبٌ مِنَ الْجَوانِبِ الْمُهِمَّةِ فِي حَيَاةِ الْمُسْلِمِ، فَهُوَ للهِ فِي حَالِ إِصْلاَحِ الْعَبْدِ لِنِيَّتِهِ وَمُمَارَسَتِهِ بِشُرُوطِ حِلِّهِ، وَاتِّخَاذِهِ وَسِيلَةً لاَ غَايَةً، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ:«إِنِّي لأَسْتَجِمُّ قَلْبِي بِالشَّيْءِ مِنَ اللَّهْوِ، لِيَكُونَ أَقْوَى لِي عَلَى الْحَقِّ». وَالتَّرْوِيحُ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ حَلاَلٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَافِيَةٌ، فَاقْبَلُوا مِنَ اللهِ الْعَافِيَةَ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ نَسِيّاً، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً).

وقال إنه مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ أَنَّ الأَصْلَ فِي الأَشْيَاءِ الإِبَاحَةُ حَتَّى يَدُلَّ الدَّلِيلُ عَلَى التَّحْرِيمِ، وَالتَّرْوِيحُ يُسَاعِدُ الإِنْسَانَ عَلَى رَفْعِ الْمَلَلِ، وَدَفْعِ الضَّجَرِ، وَضِيقِ الصَّدْرِ، وَالإِحْسَاسَاتِ الأَلِيمَةِ الَّتِي سَبَبُهَا فِي العَادَةِ عِنْدَ بَعْضِ النَّاس انْهِمَاكُهُمْ في الأَعْمَالِ الْجِدِّيَّةِ النَّافِعَةِ.

عِبَادَ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ: مِنَ الأَدِلَّةِ عَلَى جَوَازِ التَّرْوِيحِ: مَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ حَنْظَلَةَ. وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ: «.. نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ!

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: « وَمَا ذَاكَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وفي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ -يَا حَنْظَلَةُ- سَاعَةً وَسَاعَةً (ثَلاَثَ مَرَّاتٍ)».

أَدِلَّةِ جَوَازِ التَّرْوِيحِ

وأشار إلى أنه مِنْ أَدِلَّةِ جَوَازِ التَّرْوِيحِ: مَا كَانَ يَفْعَلُهُ النَّبِيُّ مَعَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ. حَيْثُ كَانَ يُمَازِحُهُمْ، فَقَدْ رَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لَهُ: «يَا ذَا الأُذُنَيْنِ!» (يَعْنِي يُمَازِحُهُ).

وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ أَنَّهُ قَالَ:«عَقَلْتُ مِنَ النَّبِيِّ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي - وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ - مِنْ دَلْوٍ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِم].

وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: «خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ وَأَنَا

خَفِيفَةُ اللَّحْمِ. فَنَـزَلْنَا مَنْـزِلاً فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: تَقَدَّمُوا. ثُمَّ قَالَ لِي: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ، فَسَابَقَنِي فَسَبَقْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي سَفَرٍ آخَـرَ وَقَدْ حَمَلْتُ اللَّحْمَ، فَنَـزَلْنَا مَنْـزلاً، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: تَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ، فَسَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَضَرَبَ بِيَدِهِ كَتِفِي وَقَالَ: هَذِهِ بِتِلْكَ».

وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: «وَاللَّهِ! لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ». وَفِي رِوَايَةٍ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ يَوْمَئِذٍ: «لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ».

مساحة إعلانية