رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

آخرى

3639

7 معارض فنية خلال جائحة كورونا

19 فبراير 2021 , 07:00ص
alsharq
جانب من روائع الشرق القديم
سمية تيشة

تعكف متاحف قطر حاليا، على تنظيم عدد من المعارض الفنية، التي ستغطي مجموعة كبيرة من الاهتمامات لأفراد المجتمع، بما في ذلك الفن المعاصر، والتاريخ الطبيعي، وفن جمع المقتنيات وغيرها من المواضيع الفنية المختلفة.

وتواصل متاحف قطر جهودها في خلق الأجواء الملائمة للإبداع، واكتشاف وتنشئة المواهب والمهارات الجديدة وإلهام الأجيال القادمة من المنتجين والمبدعين، إلى جانب خلق منصة لإيصال رسالتها الثقافية إلى العالم عبر المعارض الفنية التي تنظمها لأشهر الفنانين العالميين.

وقد نظمت متاحف قطر أضخم المعارض الفنية خلال جائحة كورونا (كوفيد - 19)، التي استقطبت عددا كبيرا من الجمهور والمهتمين والباحثين، حيث بلغ عددها (7) معارض فنية، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية والحد من انتشار الفيروس.

فضاءات إبداعية

والبداية كانت مع معرض "استوديوهات بيكاسو"، الذي تم تنظيمه في الأول من يوليو الماضي، حيث قاد زواره في جولة على الفضاءات الإبداعية التي تنقّل بينها بابلو بيكاسو بدءاً من وصوله إلى باريس حوالي عام 1900 كفنان شاب وانتهاءً بمقر إقامته الأخير في جنوب فرنسا في موجان، فعلى امتداد مسيرة إبداعية حافلة، شَغَل بيكاسو عدة استوديوهات كان لها صدى كبير في ما تركه من بصمات واضحة على مستوى تطوّر التيارات الفنية البارزة في عالَم الفن الحديث، وقدم المعرض أعمالاً استثنائية متنوعة من لوحات ومنحوتات ورسومات وأعمال مطبوعة وأخرى خزفية التي احتفظ بها عبقري القرن العشرين في مُحترفاته الفنية والتي لم يرغب بأن تفارقه أبداً.

وفي الأول من أغسطس الماضي، نظمت متاحف قطر معرضا فنيا بعنوان "حصلنا على السكاكر من أمي المثقفة جداً" للفنانة يطو برادة التي تعالج مواضيع التعليم الذاتي والعمارة وعِلْم المستحاثّات وعِلْم النبات والسرديات التاريخية الحديثة في إطار سعي لاستكشاف وسبر أغوار أشكال مختلفة لإنتاج المعرفة، من خلال مواد بحثية وأرشيفية وتجارب متنوعة، وتستقصي أعمال برادة كل ما هو على المحكّ في حالات محددة من الإعاقة.

وقدم المعرض صوراً فوتوغرافية وأفلاماً وفيديوهات ومنحوتات وأعمالا مطبوعة وأخرى نسيجية، ركزت على مفاهيم التجديد والتطوّر في سياق تحولات اجتماعية وجيولوجية وعلى رغبة ملحّة بالمساواة والتمكين والتعبير عن الذات.

فن وثقافة

جاء معرض "وجوه وأماكن" للفنانة أوغيت الخوري كالان بمثابة رحلة تشمل ثلاث قارات تسلّط الضوء على الوجوه والأماكن التي أثْرت الحصيلة الفنية الغنية لهذه الفنانة دون أن يحيد نظرها عن مفهوم مهيمن على أعمالها، ألا وهو الخط، حيث واجهت كالان التقاليد الاجتماعية بقرار الانتقال إلى باريس في السبعينيات لتخطّ مسيرتها كفنانة عمِلتْ في العاصمة الفرنسية على سلسلة لوحات تحمل اسم "أعضاء الجسم"، تتبنى هذه الأعمال التبسيطية أسلوباً تجريداً وتُظهر الأشكال والأنماط المختلفة التي يمكن أن يأخذها جسد الإنسان، حيث قدم المعرض مجموعة مختارة من أعمال أعدّتها على مدى مسيرة فنية امتدت لستة عقود وتتنوّع بين اللوحات والرسومات والقفاطين والمنحوتات، فيما تم تنظيم معرض "تجربة إلى الأمام: الفن والثقافة في الدوحة" والذي انتهى مؤخرا، حيث تناول المعرض النقاط المرجعية لأجيال من الفنانين والمثقفين والمبدعين الذين لعبوا دوراً رئيسياً في تنشيط المشهد الثقافي في الدوحة لأكثر من نصف قرن، وقدم المعرض أعمالاً لفنانين وشخصيات بارزة، تنوعت بين لوحات ومواد أرشيفية وصور وفيديوهات وتراكيب تتقصى مسيرة تطوير الفن الحديث والمعاصر والممارسات الثقافية في قطر.

روائع الشرق

في الثالث من فبراير الجاري اختتم معرض "روائع الشرق القديم: تحف أثرية من مجموعة الصباح"، الذي استقطب عددا كبيرا من متذوقي الفن، وجاء بمثابة احتفاء بالعلاقة الراسخة والفريدة التي تجمع بين قطر والكويت، إذا احتضن حوالي 170 عملاً، انطلاقاً من رغبة الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح والشيخة حصة صباح السالم الصباح بتقديم مجموعة مختارة من روائع تحتفي بما تحلّى به فنانو الشرق الأدنى القديم من إبداع عبقري، فيما لا يزال معرض "عين الصقر: في ذكرى الشيخ سعود آل ثاني" يواصل فعالياته، حيث يحتفي المعرض بمقتنيات واحد من أهم جامعي الفنون في قطر والذي يرجع له الفضل الكبير في وضع حجر الأساس الذي قامت عليه المجموعات الفنية في متاحف قطر، ويضم المعرض أكثر من 300 قطعة فنية تتنوع بين أحافير تعود لعصور ما قبل التاريخ وآثار مصرية قديمة ولوحات استشراقية وروائع من الصور الفوتوغرافية التي توثِّق أزمنة مختلفة وتُعرَض بطريقة مبهرة تعكس مفهوم "حُجر العجائب" القديم لتعكس بذلك ولع الشيخ سعود بالتاريخ الطبيعي والفنون.

زمن رمادي

يعد معرض "زمن رمادي" الذي انطلق في 20 يناير الماضي، من أهم المعارض الفنية، وهو نتاج برنامج الإقامة الفنية في مطافئ لهذا العام في ظل ظروف استثنائية ناتجة عن انتشار جائحة كوفيد - 19، حيث كانت الخطة الأساسية لبرنامج الإقامة الفنية هذا العام تتمثل باستكشاف العلاقة بين الفن والأدب، لكن الوباء ضرب بقوة، وهو ما أجبر الفنانين على التخلي عن فضاءات إبداعاتهم ومحترفاتهم في مطافئ، التي تمثِّل عوالمهم الشخصية، وقاموا بعزل أنفسهم كما الآخرين في بيوتهم، هذا التغيير الجذري في البرنامج حتَّم على الفنانين – كما القيمين – أن يُراجعوا مجمل الأفكار الخاصة بالمعرض ويعملوا على التكيّف مع الوضع الانعزالي الطارئ، نتيجة ذلك، تمّت إعادة النظر في مواضيع وأفكار مشاريع الفنانين، بل وحتى في طبيعتها نفسها تبعاً لما يتوافر من إمكانات وموارد، وقد دفعت حالة العزلة الفنانين لخوض رحلة استكشاف طرحت عليهم تساؤلين مركزيين عن "الذات" و"الآخر"، وينطوي المعرض على قسمين يقدم أعمال 18 فناناً قاموا بإعدادها خلال فترة العزلة والحجر المنزلي، وسبروا فيها مفاهيم الهوية والمجتمع في أجواء ملتبسة غير واضحة الملامح وزمن رمادي، وذلك بمطافئ مقر الفنانين.

مساحة إعلانية