رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2496

د. المريخي: شكر النعمة قولاً وعملاً من علامات التوفيق

19 أغسطس 2016 , 11:07م
alsharq
الدوحة - الشرق

الشكر عنوان على الاستقامة والنجاة ..

قال فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي، إن شكر النعمة قولاً وعملاً من علامات التوفيق للعبد، وعنوان على استقامته ونجاته، مستشهدا بقول ابن القيم رحمه الله (الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة).

وأضاف د. المريخي في خطبة الجمعة اليوم بمسجد عثمان بن عفان بالخور، أن العبد لا يعد شاكراً لربه حتى تظهر آثار الشكر عليه، من ترديد الحمد والثناء على المولى عز وجل، ودعوة الناس لأن يشكروا ربهم، بتذكيرهم بالنعم وتنبيههم إليها، ثم شكر العبد لمولاه بجوارحه – يعني يؤدي شكر الله بالعمل بطاعته والمسارعة إلى أداء ما افترض عليه، والتقرب إليه بالنوافل والمستحبات المسنونات.

أمثلة من الحياة

وافتتح فضيلته الخطبة بعدة أمثلة من الحياة الواقعية قائلا، إن الواحد منا لو أحسن إليه إنسان مثله فأخرجه من ضائقة أو قضى له حاجة من الحوائج أو أعانه على أمر ما، أو حتى لو عامله بلطف، فإنه لا يعرف كيف يشكره ويرد جميله، بل قد يعتذر إليه له بأنه عاجز عن الشكر، وأن لك فضلاً عليّ لا أدري كيف أرده أو أجازيك عليه، أو من هذه العبارات التي تبين امتنان الإنسان بما قدم له إنسان آخر.

وأضاف أن هذا الإنسان قد يكون أحسن إليك مرة واحدة، ولكنك لا تنسى فضله ومعاونته فكيف بمن أنت كلك من إحسانه ومنته وهو خالقك ورازقك والمتفضل عليك منذ كنت نطفة إلى أن سواك بشراً سوياً، وأسبغ عليك نعمه بعد ذلك ورادف عليك مننه حتى أغناك بفضله عن سؤال الناس ، وبحلاله عن حرامه .

وقال إن الله أمر عباده بشكره على نعمه، والاعتراف بفضله ومنته والإقرار بذلك، أمر عباده بالشكر، أمر الأنبياء والمرسلين قبل بقية البشر أجمعين. مستشهدا بقوله تعالى لموسى عليه السلام (فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين).

شكر النعمة يزيدها

وتابع: وقال لنبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين). ثم أمر عباده بالشكر له سبحانه ووعدهم بالخير وتكثير النعم فقال (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) وقال (يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) ووعد عباده الشاكرين بالجزاء الأوفى والمحبة الربانية كما في قوله (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) وقوله (وسنجزي الشاكرين) وكان رسول الله يعلم الأمة شكر الله قولاً يدعوهم إليه وعملاً يرونه يمارسه بينهم فكان يقوم يصلي من الليل حتى تتفطر قدماه من طول القيام.

وذكر قول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه أو ساقاه، فقالت له عائشة رضي الله عنها : أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال (أفلا أكون عبداً شكوراً).

وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: يا معاذ أوصيك أن لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه أحمد وأبو داوود والنسائي بإسناد صحيح.

وفي ذات السياق، قال المريخي للمصلين أن الله تعالى قد أعاب على أقوام من عباده عاهدوه لئن أعطاهم واغناهم ليكونن من الشاكرين له، المعترفين بفضله قولاً وعملاً رازقين عباده المحتاجين سادّين جوعهم، قاضين حوائجهم فأخلفوا ما عاهدوا الله عليه، فعاقبهم عقاباً خسروا به الدنيا والآخرة.

مساحة إعلانية