أعربت إدارة نادي الغرافة الرياضي عن استيائها من مستوى الحوار الذي دار بين محلل قناة الكأس وممثل النادي، معتبرة أنه لم يكن بمستوى...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
أكد الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي أن الإسلام دين يحترم الإنسان وآدميته بغض النظر عن جنسه أو لونه أو عرقه حتى معتقده، ومن تأكيد الإسلام على قيمه الإنسانية في أسمى معانيها دعا إلى التعارف والتكاتف والتآلف لما في ذلك من تقوية الأمة وحمايتها وحراستها من رياح التضعيف والتخريب، والتعارف فيما بين الناس تقوم عليه الدول وتتقوى به الأمم وتنعم به الشعوب والقبائل ويتآلف الناس فيما بينهم. وقال الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها اليومبجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: أيها الناس اتقوا الله ربكم الذي خلقكم، اتقوا الله تعالى الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف، اتقوا الله تعالى الذي يقول: ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب، أيها المسلمون لقد جاء ديننا الإسلام بأنبل القيم وأفضل وأكرم الأخلاق وأجمل الصفات وأرفع الخلال، فالإسلام دين الرحمة ودين المودة، دين يجمع ولا يفرق ويوحد ولا يشتت ويقوي ولا يضعف ويبني ولا يهدم، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يرسخ لعظيم القيم الإنسانية وكريم المبادئ الأخلاقية ويأخذ بيد الأمة إلى المثل العليا والقيم الفضلى، فكان في خطبته أعظم الدروس التي تعد منهج حياة يا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت قالوا نعم، قال اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض رواه البخاري. وبين الخطيب أن الإسلام دين يحترم الإنسان وآدميته بغض النظر عن جنسه أو لونه أو عرقه حتى معتقده، ومن تأكيد الإسلام على قيمه الإنسانية في أسمى معانيها دعا إلى التعارف والتكاتف والتآلف لما في ذلك من تقوية الأمة وحمايتها وحراستها من رياح التضعيف والتخريب. تعارف وتقارب وأوضح الشيخ محمد بن حسن المريخي: لأجل هذا خلق الله تعالى عباده بعد عبادته، خلقهم ليتعارفوا ويتراحموا ويتعاطفوا فإذا فعلوا ذلك شعروا بالمسؤولية فقاموا بالواجب نحو ربهم وأمتهم ودينهم ونحو بعضهم البعض، ونحو مجتمعاتهم وبلدانهم لأن التعارف بين الناس تقارب بين النفوس والقبائل والشعوب، وفي التعارف عباد الله مودة ورحمة بما يكون من التعاون والتعاضد والأخوة والشعور بالمسؤولية، وكذلك لما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً بنى المسجد ثم آخى بين المهاجرين والأنصار فكانت أخوتهم مضرب الأمثال في دنيا البشرية وكانوا حماةً وحراساً أوفياء لدينهم ودولتهم وقائدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الأنصاري يدعو أخاه المهاجر إلى متاعه وبيته وشأنه ويبذل له كل ما في وسعه، ولقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا التعارف والتقارب فعندما قال له أحد الصحابة يا رسول الله إني أحب فلاناً، قال له: هل أخبرته؟ قال لا، قال: اذهب وأخبره أنك تحبه. وأردف أيها المسلمون: التعارف فيما بين الناس تقوم عليه الدول وتقوى أو تتقوى به الأمم وتنعم به الشعوب والقبائل ويتآلف الناس، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا رواه البخاري ومسلم، إذا تعارف الناس تراحموا وتعاطفوا وتوادوا، وعندما يتعارف الناس تبدأ بينهم الدعوات واللقاءات وتشتاق النفوس للأحبة وللأصدقاء والخلان ويكون التعاون بينهم أعلى المستويات وأوسع المشاريع، وإن المجتمعات القوية البنيان والبلدان الثابتة والأمة المستقرة لتقوم قياماً كبيراً على تعارف أهلها وتكاتفهم ويكون بناؤها وحفظها وحراستها معتمدا بعد الله تعالى على هذا التعاون بين أفرادها وتكاتفهم، ألا وإن هذه الأزمنة التي نعيشها وما يقع فيها من فتن ومحن ومشكلات وأزمات ومكيدات وخداع لتحتاج بعد الله تعالى إلى هذه النعمة، نعمة التعاضد والتكاتف بعد التعارف، وإن التفرق والتشتت والجري وراء الدعوات والرغبات الإبليسية لتكدر صفو الناس وتعكر حياتهم وتكدر دنياهم وتحزن حياتهم. مبدأ المساواة وأكد الخطيب أن من أشد وأكبر ما يصدع بنيان التعارف ويهدم التكاتف والتآلف ويصدع ويفسد هذه النعمة العنصريات والتعصب والجاهليات المقيتة، وفي حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم في خطبته: ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ومن ذلك العنصرية، فقد قرر صلى الله عليه وسلم مبدأ المساواة بين البشر ونبذ العنصرية، فأسمع صوته للغني والفقير والأبيض والأسود والشريف والوضيع والكبير والصغير فقال: يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، وقال: كلكم لآدم وآدم من تراب، فأعاد صلى الله عليه وسلم ضبط من فرط من عقد التعقل بسبب الجهل والعصبية واتباع الهوى خصوصاً في مجال الاحترام والتقدير للناس ووضعهم في مواضيعهم الحقيقية بلا إفراط ولا تفريط. لا للتفاخر ونوه بأن الإنسان يبقى على نسبه على الرحب والسعة، ولكن لا يفخر على الناس ولا يطعن في الناس، فى النسب يا عباد الله، فان قلة النسب كما يقول الناس وكما يرى الناس فإن قلة نسب لن تؤخر بلال بن رباح ولا صهيب الرومي ولا سلمان الفارسي لم يؤخرهم عن الجنة بعد ان عملوا وبعد أن رحمهم الله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال إني أسمع ضرب نعليك في الجنة فما هو أرجى اي عمل عملته؟ قال يا رسول الله والله ما زدت علي أني لم أتوضأ وضوءاً إلا وصليت ما كتب الله لي أو كما قال رضي الله عنه، لم تؤخر هؤلاء الفقراء عن دخول جنات النعيم، بينما النسب الرفيع لم ينفع أبا طالب ولا أبا لهب ولا أبا جهل من الدخول في النار، يقول صلى الله عليه وسلم: من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه إذا تأخرت في العمل عياذاً بالله، وأخرك عملك بين يدي الله تعالى، لم يقدمك نسبك ولو كنت ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحث الشيخ محمد بن حسن المريخي المسلمين قائلاً: يا عباد الله علينا أن نغتنم أيام العمر وأيام الحياة، لنعمل في دنيانا ابتغاء مرضاة الله وما ينفعنا في أخرانا، ونحن يا عباد الله في هذا الشهر المبارك شهر شعبان الذي يسبق شهر رمضان المبارك فلننشغل عباد الله بطاعته ولنستغل هذه الأوقات المباركة على دين ربنا كما أمرنا ونعمل بدين ربنا بكتاب ربنا ونستعد لدخول شهر رمضان مصلين قائمين تالين لكتاب ربنا صائمين ولنترك عنا الجاهلية التي أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بنبذها.
6372
| 19 مارس 2021
قال فضيلة د. محمد حسن المريخي إن المولى عز وجل قد خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه وحده لا شريك له ويقدروه حق قدره وينزهوه عن النواقص والقصور وعن الشبيه والمثيل، مشيراً إلى أنه جل وعلا قد دلل على عظمته بآياته الشرعية والكونية، ومخلوقاته العظيمة التي لم يخلق مثلها أحدٌ ولا يستطيعون. واوضح د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الامام محمد بن عبدالوهاب ان المولى جل وعلا قد سمى نفسه (العظيم) وهو الذي انتهت إليه العظمة وجمع صفات العظمة والكبرياء، فهو العظيم وكل شيء دونه. وقد وجه سبحانه وتعالى عباده إلى التفكر في الكون ومطالعة عجائب خلقه وإحكامه وبديع تركيبه ومطالعة سننه التي لا تتغير ولا تتبدل حيث قال (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله يُنشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير) (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها). تعظيم الخالق وأوضح خطيب جامع الامام ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان ولا شك يعظم ربه عز وجل ويعلم الأمة ويوجهها إلى تعظيم الخالق جل وعلا، حيث يقول صلى الله عليه وسلم (والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له). كما كان عليه الصلاة والسلام يصف بعض مخلوقات الله من الملائكة الكرام، حيث قال (رأيت جبريل عند سدرة المنتهى وله ستمائة جناح ينثر من ريشه الدّر والياقوت) وقال إنه كان يتعبد في غار حراء الليالي ذوات العدد فلما قضى تعبده هبط إلى بطن الوادي، يقول (فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي، فإذا هو جالس على كرسي بين السماء والأرض) وفي رواية (قد سد الأفق) وعن حملة العرش وهم ثمانية ملائكة ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية) . صفات النقص وأضاف: لقد ذم الله تعالى أقواماً لم يعظموه، ولم يقدروه حق قدره بما نسبوا إليه من صفات النقص والقصور ما لا يليق به، ومما يتنزه الله عنه من الولد والصاحبة والفقر وغيره. وأشار إلى أن المولى عز وجل ذم وأعاب على هؤلاء إذ لم يقدروه حق قدره ولم يعظموه كهؤلاء المشركين الذين جحدوه وجحدوا نعمه ونسوا فضله وأضلهم الشيطان وأعمى قلوبهم فزعموا أن لله ولداً وصاحبة وهو المنزه عن هذا كله.
1899
| 04 يناير 2019
وصف الداعية د. محمد المريخي المحافظين على ستر العورات بأنهم من الراشدين وأهل الاستقامة، وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن دين الله الإسلام أولى عنايته بالتستر فأعطاه قيمة كبيرة وأثنى على من تحلى به. وأكد أن أشد ما اعتنى به الإسلام في قضية الستر هو ستر العورات وتغطية السوءات فأمر الإسلام بستر العورة عامة والغليظة خاصة عمن لا يجوز له أن ينظر إليها. وأوضح أن الإسلام نهى المرأة عن أن تبدي لغيرها من النساء حتى لا تنقل الأخرى صفاتها لمن لا يحلون لها من الرجال، ونهى أن يسير الرجل عرياناً، يقول صلى الله عليه وسلم للمسور بن مخرمة رضي الله عنه (خذ عليك ثوبك ولا تمشوا عراة) وقال ( إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوهم وأكرموهم). كما أن الإسلام زجر المرأة من أن تخلع ثيابها في غير بيتها من البيوت والأندية والصالونات. وقال إن الإسلام زجر من ستره الله فأصبح يكشف ستر الله الذي ستره به، يقول عليه الصلاة والسلام ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملاً ثم يصبح قد ستره ربه فيقول: يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه فيصبح يكشف ستر الله عنه ). وأضاف إن الإسلام نهى حتى عن النظر إلى عورة الميت فلا يجوز لمن يغسله أن يرى منه لأن حرمته ميتاً كحرمته حياً، كل هذا لخطورة انكشاف العورات وما يترتب عليه من فضح الإنسان نفسه وإيقاعه في الحرج والإساءة إليه. واقعنا مؤلم وتساءل الخطيب أين حرص الإسلام هذا على ستر العورات من أهل هذا الزمان الذي انكشفت فيه العورات وبدت السوءات.. وقال كم في الدنيا من خبيث يعمل ليل نهار من أجل أن تفسد مجتمعات المسلمين بكشف العورة بعرض المغنيات الفاسدات الهادمات وعارضات الأزياء وما يفعلنه من الحيل والمكر من المسابقات للفساد والهدم كالذي يسمونه مسابقات ملكات الجمال، تقول تائبة منهن: استيقظت متأخرة إننا نتعرض لأسوأ ابتذال وأحط معاملة نظير دراهم ومال نبيع أعراضنا ونسلم أبداننا لرجال يعيثون بالمرأة يخلعونها من ملابسها ويلبسونها ما يشتهون ويقيسون أي مكان في بدنها ويلمسون ويباشرون أجسادنا كأننا إماء اشترينا فهم يتصرفون فينا كما يشاءون. ولفت الخطيب الى أن مجتمعات المسلمين تئن من الكاسيات العاريات اللاتي يأتين من هنا وهناك عاريات الصدور والنحور والفخوذ ومبرزات للعورات باللباس الرقيق أو المفتح أو المفصل الضيق، لقد تضررت مجتمعاتنا وبلداننا معشر المسلمين من كشف العورات حتى قلدت نساء المسلمين أو بعضهن هؤلاء النسوة. الفضائيات خطر عظيم وأكد د. المريخي أن الفضائيات الفاضيات الخاويات لتعمل هدماً في نساء المسلمين، كما يشرق ويغرب المغرضون في نشر صور النساء العاريات في الصحف وإعلانات الصحف والسلع التجارية والبضائع المتعددة والتي لا صلة لها بالمرأة البتة، لكن حب الهدم والتخريب طغى على نفوس هؤلاء فأبت نفوسهم إلا صورة للمرأة بوضع مخل ولباس فاتن تظهر على الإعلان والدعاية التجارية، فإن حال نساء المسلمين لا يسر في الأعراس وقد تعدين الحدود ووقعن في المحاذير الشرعية وكذلك في ارتياد الصالونات والأندية والمسابح واختلاطهن بالرجال في الفتيل والقطمير، ففي الوقت الذي يستيقظ فيه الغرب لخطورة الاختلاط ويقف على مآسيه وفظائعه ويركض عائداً إلى الفصل بين الجنسين ومحاربة الاختلاط في الوقت نفسه يسارع العالم الإسلامي إلى هذا البلاء الذي حذرهم الله ورسوله منه قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، حتى إن بعض دول الغرب حملت المرأة التي تعرض مفاتنها مسؤولية الاعتداء عليها فهي المسؤولة الأولى بسبب تصرفها ولباسها الفاتن.
959
| 07 ديسمبر 2018
أكد الداعية الدكتور محمد بن حسن المريخي أن التثبت في الأمور نجاة وسلامة وفوز كبير فيعرف المسلم به الحلال من الحرام ويسلم من التقول على الله بغير علم ويسلم من الزلل وينجو من البدعة وسوء المنقلب، وما وقع الناس في البدعة إلا عندما أهملوا استيضاح الأمور وما يعرض عليهم . وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن المسلمين اليوم في أمس الحاجة إلى التثبت واستيضاح الأمور لكثرة المنحرفين والمبتدعين والمفترين على الله ورسوله والخائضين في الحلال والحرام والزندقة والإلحاد وظهور فرق الكفر والإلحاد كهذه التي يسمون أنفسهم عبدة الشيطان وانتشار المخدرات والمحرمات والمجرمين الذين يوردون الشباب موارد الهلاك ويغررون بهم . التثبت رجاحة عقل إن الإنسان المسلم إذا كان من أهل التبين واستيضاح الأمور يشار إليه بالثبات ورجاحة العقل والتوفيق والتسديد وسلامة التفكير وثقة النفس وسلامة الدين والمعتقد ... وذكر أن تبين الأمور فيها حفظ للأرواح وصيانة الدماء ووقاية المجتمع من مخاطر التسرع والفضائح وتشويه السمعة ، ويبعده عن الهواجس والشكوك ويحفظ حقوق المسلمين .. وإن الاستعجال في الأمور ومعالجة الأحوال والبت فيها بسرعة دليل على خفة العقل وتخبط الفكر ولذلك يشار إلى هذا بأنه عجول لا يصلح لحل المسائل والمشاكل وينصح الناس بعضهم بعضاً بتركه والحذر منه والبعد عن مشاورته وفساد معتقده وتفكيره . وحذر الخطيب من الاستعجال وقال فيه زلات ووقعات وسقطات ما ينهض منها إلا أن يشاء الله تعالى .. وأكد أنه كم للاستعجال من مآس وكم من بيت تخرب وكم من سمعة شوهها الاستعجال وكم من مظلوم بسبب عدم الاستيضاح والتوثق منها .. . التأني من الأرزاق إذا أراد الله بعبده خيرا وفقه ورزقه التأني والتثبت في كل أموره وما يعرض له وجنبه الاستعجال والتسرع في الحكم على الأشخاص والأشياء . أوضح أن التأني من الأمور السعيدة وخطورة الاستعجال وعواقبه الوخيمة ، من أجل هذا أمر الله سبحانه بالتأني واستيضاح الأمور قبل الإقدام عليها أو الولوج فيها ، ونهى عن الاستعجال . وجاء في الخطبة أرسل رسول الله الوليد بن عقبة ليأتي بزكاة بني المصطلق فخرج إليهم فلما كان في منتصف الطريق خاف ورجع وقد خرجوا له لاستقباله ومعهم الزكاة ، فجاء إلى رسول الله وقال : إنهم منعوا الزكاة فغضب رسول الله وحدث نفسه بغزوهم ، فجاءوا إليه وأخبروه بالحادثة وأنزل الله ( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..... الآية . وغضب النبي عليه الصلاة والسلام ولم يرض عن فعل أسامة بن زيد رضي الله عنهما عندما قتل الذي قال :( لا إله إلا الله السلام عليكم ) مظهرا إسلامه ومعلما إياهم أنه مسلم فقتله متأولا أنه إنما قال هذه الكلمة خائفا من السيف والقتل فأنزل الله معاتبا الصحابة . قال القرطبي : إن الله في هذه الآية أعاد الأمر بالتبيين مرتين للتأكد بأن الله كان بما يعملون خبيرا ، تحذيرا عن مخالفة أمره فاحفظوا أنفسكم وجنبوها الزلل الموبق لكم . وأخبر الله سبحانه أن إبراهيم عليه السلام تبرأ من والده الكافر بعد التبين ، ولما كان التثبت منهجا ربانيا مأمورا به ، فقد عملت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فإبراهيم عليه السلام ما زال يتبين من أبيه وحاله حتى عرف كفره وعناده ثم تبرأ منه . التثبت منهج الصحابة وقال د . المريخي إن التثبت وهو منهج الصحابة الكرام وخيرة الأمة فهذا عمر رضي الله عنه يخبره رسول الله عن فضل أويس القرني ومكانته فيبحث عنه ويتبينه بين الناس حتى عثر عليه فأخبره بخبر رسول الله . وقص الخطيب قصصا في التثبت فقال : يأتي ماعز الأسلمي إلى رسول الله ليقيم عليه الحد يخبره أنه وقع في الفاحشة فيتبين رسول الله أمره ثلاث مرات يسأل عنه أصحابه يقول لهم ( أتعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا ، فقالوا : ما نعلمه إلا وفيّ العقل ، من صالحينا فيما نرى حتى أمر به بعد الثالثة فرجم ) .
628
| 06 يوليو 2018
نِعَمٌ لا يدركها إلا من فقدها .. أكد فضيلة. د. محمد حسن المريخي أننا في قطر نعيش في أمن وأمان لا مثيل له، داعيا إلى المحافظة على هاتين النعمتين، فضلاً عن نعم الله كلها. ودعا الخطيب إلى التأمل عند نعمتين فقط من نعم ربنا علينا ونعمه كثيرة لا تعد، وهما النعمتان اللتان ذكرهما الله تعالى في قوله ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). ولفت خطيب جامع عثمان بن عفان بالخور إلى أهمية نعمتي الشبع وسد الجوع والأمان، داعيا إلى النظر والتأمل في أحوال من يقتلهم الجوع وقلة الغذاء من الناس في بعض البلدان، وكيف أنه يقضي على أمم في ظرف أيام معدودة ومقارنتها بأحوالنا نحن، وكيف أن المولى عز وجل أطعمنا وأشبعنا بخيرات لا نعرف أين نضعها. الشكر أمان من العذاب وبين الخطيب أن شكر النعم أمان من العذاب، وكذلك الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد الله ودينه، والعمل بشريعته أن العبد لو أحسن إليه إنسان مثله فأخرجه من ضائقة أو قضى له حاجة من الحوائج أو حتى لو عامله بلطف، فإنه لا يعرف كيف يشكره ويرد له جميله، بل قد يعتذر إليه له بأنه عاجز عن الشكر. وتساءل د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد عثمان بن عفان بالخور: كيف يكون إذن شكر الإنسان لربه عز وجل الذي قال لنا (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وقال (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة). علامات الشكر ونقل الخطيب قول ابن القيم رحمه الله (الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة). وأوضح أنه لا يكون العبد شاكراً لربه حتى تظهر آثار الشكر عليه، من ترديد الحمد والثناء على المولى عز وجل، ودعوة الناس لأن يشكروا ربهم، بتذكيرهم بالنعم وتنبيههم إليها، مبينا أن ثم شكر العبد لمولاه بجوارحه يعني أن يؤدي شكر الله بالعمل بطاعته والمسارعة إلى أداء ما افترض عليه، والتقرب إليه بالنوافل والمستحبات المسنونات.
597
| 17 مارس 2018
أي مناهج ضد الإسلام مصيرها الفناء.. قال فضيلة الداعية محمد بن حسن المريخي: إن الكلمة ويل وهلاك لكاتبها إذا قصد بها الصدّ عن سبيل الله وتشويه الإسلام أو النيل من عباد الله أو نيل ثناء الناس على حساب الدين والشريعة يقول تعالى (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون). وذكر أن العبد مسؤول عن أقواله وأعماله وتصرفاته عما قاله بلسانه وخطة بنانه.. وحذر في خطبة الجمعة من أن السؤال بين يدي الله عسير والجواب أصعب وأعسر. وأكد فضيلته في خطبة الجمعة أمس بجامع الامام محمد بن عبدالوهاب أن الكلمة الهادفة التي تبني والكلمة الخبيثة تهدم وتخرب وتفسد الكلمة الصادقة تهدي إلى البر والكلمة المكذوبة التي تهدي إلى الفجور. وأضاف إن الكلمة مسئوؤلية وحمل يتحمله المتكلم، والكلام بناء وتدمير، وهداية وضلال، ورفعة وذلة.. وأحياناً يكون الكلام كفراً يهوي بصاحبه في جهنم. وقال إن أهل الكلام وحملة الأقلام ورجال الإعلام ممن يسنون سنناً حسنة وسنناً سيئة، هم شركاء في الأجر حين الإحسان، وهم حمّالوا الأوزار حين الاساءة إلى يوم القيامة. للكلام تأثير بالغ وأوضح أنه كم للكلام من التأثير والتغيير والتبديل، نعم تقوم دول بمحو دول لكلمة قيلت، وتهلك مجتمعات وتغرق وتنحدر في واد سحيق من الرذيلة بسبب كلام الخبث والغواية. وذكر أنه بالكلمة يوزن الرجال وتقدر الشخصيات وتثمن المروات، وبالكلمة ينكشف لك الغطاء عن معدن الرجال وقد قالوا: إن الإنسان مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم أو نطق عرفت دينه ومذهبه وعقيدته، وقد قال الله تعالى عن أعداء رسوله والمؤمنين ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول. الكلام الطيب يرفع الدرجات ولفت الخطيب لخطورة الكلمة فهي إما أن ترفع صاحبها في أعلى عليين عند الله وعند الناس، وإما أن تهوي به في جهنم، يقول رسول الله إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقى لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقى لها بالاً يهوي بها في جهنم. وقال إن الله جعل على كل عبد وأمة من عباده ملكين يسجلان قوله وما يتلفظ به فالأول يسجل الحسنات والآخر يسجل السيئات. وذكر د. المريخي أن الكلمة تكون أحياناً كفراً تخرج العبد من الملة إذا قال في الله تعالى ورسوله أو الإسلام أو القرآن من الجحود والكفران، فالمنافقون قالوا ووصفوا رسول الله والصحابة من أوصاف الاستهزاء والسخرية فعدهم الله تعالى كفاراً خارجين من ملة الإسلام. أي منهج ضد الدين وزر وقال د. المريخي: إن من خط بيده منهجاً أو رسم خطة على حساب الدين والأخلاق والشريعة فعليه وزره وأوزار من تبعه وأخذ بمنهجه واقتفى أثره. وأشار في هذه الأثناء إلى أن ابن آدم الأول الذي سنّ وشرع القتل ظلماً عليه وزره وأوزار كل نفس تقتل ظلماً، وعمرو بن لحي الذي بدل دين إبراهيم عليه السلام وأتى للعرب بالأصنام رآه النبي صلى الله عليه وسلم في النار يجر قصبه — يعني أمعاءه وكرشه — فهو أول من جاء بالشرك للعرب فعليه إثم كل نفس تشرك بالله عز وجل. ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم له أجره وأجر كل نفس تؤمن بالله واليوم الآخر لأنه الذي جاء الله تعالى بالإيمان والإسلام على يده، فكل نفس تؤمن بالله ورسوله يأخذ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرها لا ينقص من أجورهم شيئاً، وكل داع لمناهج الخير والصلاح له أجره وأجر من عمل بمناهجه الخيرية.
1280
| 10 فبراير 2018
قال الداعية د. محمد بن حسن المريخي إن الفقراء والضعفاء والمساكين هم سبب استمرار الأرزاق والأمن والاستقرار، وقال إنهم فئة مهمة في المجتمع، بل ضرورية لمجتمع رامَ الفلاح والنجاة والسلامة. وأوضح في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الفقراء والضعفاء عملة صعبة والاستهانة بهم أو عدم الالتفات إليهم تضييع لخير كثير ومنع للرزق واستجلاب للقحط وتضيق الجانب الاقتصادي والاجتماعي وخراب للجوانب الحياتية كلها. ولفت إلى أن الله حذر رسوله صلى الله عليه وسلم من إهمالهم أو الانشغال عنهم فقال (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً) . الرزق بالضعفاء وأضاف الضعفاء والمساكين ومن ليسوا ظاهرين ولا معروفين في دنيا الناس لا يلتفت إليهم أحد إلا من عرف من تعاليم دين الله الإسلام، وإلا فهم مبعدون مطرودون، خاصة عند من استولت عليهم الدنيا فقادتهم ووجهتهم كما في أزمان الناس هذه. وأكد الداعية المريخي إن الضعفاء هم سبب استمرار الأرزاق من الله تعالى وهم سبب نزول الأمن والاستقرار في أرجاء الأرض والنصر على الأعداء، مسترشدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم). ناصر الضعفاء موفق وذكر أن البلاد والمجتمع والأرض التي فيها فقراء ومساكين وضعفاء يُكرمون ويُراعوْن ويُلتفت إليهم أرضٌ مباركة تُدرُّ فيها الأرزاق وتَعْمُرُ فيها الحياة وتكثر فيها الخيرات ويدفع عنها السوء والمكروه والبلاء. وقال إن المرء الذي يلتفت إلى هؤلاء الضعفاء ويواسيهم بالقول والعمل امرؤٌ موفق مسدد، موعود بالجزاء الضافي والأجر الوافي، محفوظ بإذن الله من بلاءات الدنيا إن شاء الله، ناجٍ من أهوال القيامة. ظلم المساكين ..بلاء وأكد خطيب جامع الإمام أن من أخطر الأمور الاستهانة بالضعفاء، فبسبب هضم حقوقهم وإهمالهم يحل البلاء ويكون الضيق والعسر والشقاء، وأضاف من الإحسان الذي تثاب عليه أن تؤتيه حقهم باحترامهم وترعى الله تعالى فيهم فلا تهنهم ولا تضيِّق عليهم بما جعل الله تعالى من قوة لك عليه وسبيل، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بهم خيراً. وذكر إمام وخطيب جامع الإمام أن مكانة الضعفاء كبيرة عند الله تعالى، أعني المسلمين منهم، ولا يحق لأحد أن يعتدي على أحد منهم، ولو لم يكن مسلماً، يقول رسول الله (رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه). وزاد القول فكم من الخير يفوت على نفسه هذا الذي يطرد هؤلاء ويستهين بهم، يقول النووي رحمه الله عن الحديث: لو حلف على الله – يعني هذا الفقير الذي لا قيمة له عند الناس – لو حلف على الله بوقوع شيء لأوقعه الله تعالى إكراماً له بإجابة سؤاله. ودعا بعض الكفلاء أن يتقوا الله في مكفوليهم ومن تحت أيديهم وليحذروا ظلمهم وإهانتهم، فإن الله حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده ، ومن اعتدى فله عذاب أليم. المؤمن عفيف دائماً .. وقال د . المريخي إن الطمع دفع ضعاف النفوس فتعدوا الحدود وأصبحوا فرقاً وجماعات منظمة تحترف التسول وتسافر من أجله وتقطع المسافات بخطط مدروسة ومظاهر وهيئات متعددة وأسماء مختلفة، فدخلوا البيوت وحاولوا التعرف على أهلها وعرفوا المداخل والمخارج. وشدد د. المريخي على أن المؤمن لا بد أن يكون عفيفاً حافظاً نفسه من ذل السؤال وليرحم المسلمون إخوانهم الضعفاء بمعاونتهم وقضاء حوائجهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وليحذروا من العدوان والظلم وتضييع الحقوق ولينتبهوا للمتلاعبين المخادعين الذين يتظاهرون بالفقر والحاجةن وهم كاذبون ممن اتخذ التسول مهنة له وعملاً يتكسب من ورائه.
1600
| 13 يناير 2018
شدد الداعية د. محمد بن حسن المريخي على أن مبادئ الإسلام ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ولا تخضع لمصالح عاجلة أو آجلة، ولا يتنازل عنها لأي ظرف بل الظروف كلها تطوع لها، وتعدل لمسايرتها ومرافقتها. وقال إن المبادئ معتقدات وقواعد ومناهج أخلاقية يجب أن يلتزم بها الفرد والأمة والجماعة ينطلقون منها، وبها يحكمون وبناء عليها يتصرفون ويتصورون وعنها يصدرون. وأوضح في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أمس أن المبادئ أشكال وأنواع وأصناف، منها ما يستحق أن تسميه مبدأ ومنها ما يسمى مبدأ زوراً وبهتاناً، إذ إنها تهدي إلى الفجور والسفور والثبور كمبادئ الكذب والمخادعة والنفاق والشذوذ والاعوجاج والخبث. وقال إن هناك فرقاً وبوناً كبيراً بين مبادئ الحنيفية السمحة ملة المسلمين وبين مبادئ العصاة والمجرمين. وأضاف الخطيب وليس إعجازاً ولا مقاماً أن يكون للمرء مبدأ فليس كل مبدأ محموداً ولا رفيعاً ولا دالاً على عقلانية صاحبه، ففرعون صاحب مبدأ ولكنه مبدأ الكفر والإلحاد ومحاربة الاستقامة والإصلاح. وأكد د. المريخي أن أكرم المبادئ وأشرفها وأعلاها هي التي تبنى على أساس من الوحي المنزل من رب البرية على منهاج خير البشرية صلى الله عليه وسلم، وهي التي تأسست على دين الله وانطلقت منه واعتمدت عليه في توضيح الحق والباطل. وذكر أن المبدأ المبارك هو الذي يصدر عن الوحي ينير الله تعالى لصاحبه السبل وييسر له العسير، وينفعه به منفعة تتعدى الدنيا ليجد بركاتها في الآخرة ويمنحه الفكر والثقافة المستنيرة النافعة. وأضاف إن مبادئ الإسلام عبادات وطاعات وواجبات وفرائض قائمات وحدود لا يجوز الاقتراب منها ومبادئ تدعو إلى كل فضيلة حسية ومعنوية وأخلاقية، تهدي لكل خير وتمنع من كل شر. هذه هي مبادئ الضلال وقال إن مبادئ الهوى والضلال هي التي تبنى عشوائياً لا تلتفت إلى إسلام ولا إلى عقيدة صحيحة ولا إلى معروف أو منكر ولا إلى نافع أو ضار، وإنما تلهث وراء المصلحة والمنفعة ولو على حساب دين وملة واستقامة، فلذلك هي مبادئ الضياع والردى والغوغائية لا تدل صاحبها إلا على الشر والمنكر. وذكر د. المريخي أن في دنيا الناس أقواماً عبيداً لمبادئهم المنحرفة عقدياً وفكرياً وأخلاقياً، تأخذهم ذات اليمين وذات الشمال وتجلدهم روحياً ونفسياً ومادياً وتأخذ من أعمارهم وأوقاتهم، حالت بينهم وبين عبادة ربهم يصبحون ويمسون عبيداً لهذه المبادئ ينفقون عليها، ويبذلون لها أنفسهم لنشرها وبثها وهي ضلالات وظلمات بعضها فوق بعض. لا تراخي في المبادئ وقال: ليس غريباً أن يكون الكافر على مبادئ كفرية وضلالية، لأنه في حقيقته أعمى لا يبصر الحق قد أغفل الله قلبه بكفره وأعمى الكفر بصيرته فانتكس فلا يرى حقاً ولا يعرف باطلاً، لكن الغرابة فيمن وقف على الحق وعرفه، وتذوق الإيمان ومارسه ثم تركه. وذكر أن المبادئ عقائد ودين ومنهج متبع، لا ينبغي للمؤمن الموحد أن يرخي حبلها أو يهمل أمرها، وقد أنعم الله تعالى عليه بأكرم منهج وأشرف وأرفع مبدأ، فهداه وطهره ونقاه ووجهه، ثم يلتفت إلى مبادئ الضلال والغواية يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. المبادئ تكون وفق الشرع قال د. المريخي إن المبادئ تبنى أولاً على أساس من شرع الله الحنيف، وفق ما يرضي الله جل وعلا وما يسخطه ويغضبه، ثم تبنى على المستقيم من الأمور والمعتدل من الشؤون والأحوال في أعراف المؤمنين والعقلاء والعارفين، وتبنى على ما ينفع في الدين والدنيا والآخرة، كما تبنى المبادئ على ما يشرف أصحابها ويعلي شأنهم، وتبنى على مخالفة الشهوات والمحرمات والنقائص، وأكد أن المبادئ تنهدم إذا تعارضت مع دين الله القويم.
1616
| 25 نوفمبر 2017
قال فضيلة د. محمد حسن المريخي إن لكل أهل ملة خلقا وأدبا يتميزون به بيد أن أهل ملة الإسلام خلقهم الحياء وأوضح د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد عثمان بن عفان بالخور أن الحياء هو شعور داخلي يبعث على الكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، وهو من أجل الأخلاق التي يمنحها الله العبد ويجبله عليها. وذكر أن الحياء يكون من الله تعالى حين يعرف العبد ربه ويعرف عظمته وقربه منه واطلاعه عليه وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور.. وأن الحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون حين يعرف حقه عليه وما قدمه له رسول الله من التسبب في الهداية والنجاة من النار فيكثر من الصلاة عليه ويجعل في نفسه تعظيماً له صلى الله عليه وسلم وتوقيراً فيحب سنته ويقدمها على كل قول بعد قول الله تعالى. وبين أن الحياء زينة الإنسان رجلاً كان أو امرأة وهو أوكد للمرأة وهو خلق النبيين والمرسلين والصالحين والصحابة والأئمة والفائزين والناجين في الحديث الصحيح (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه). لا قيمة بلا حياء وأكد خطيب مسجد عثمان بن عفان أنه ما أقبح الإنسان بلا حياء ولا أدب يقترف القبائح ويفعل ما شاء من الرذائل والسواقط.. وبين ان حياة المسلمين بدأت تطرد هذا الخلق الكريم وتعمل عبثاً على تفريغ المسلمين منه. واضاف: إننا نعاني من قلة الحياء في اللباس والهيئة، فالهيئة النسائية ليست إلى خير تسير ولكنها إلى شر مستطير، التشبه بالكافرات المشركات اللائي لا يؤمن بالله ولا بلقائه، اللباس الواصف والمفصل والمفتح والفاتن والشفاف. وذكر أن قلة الحياء عند الذكور تكون من خلال التشبه بالنساء واستعمال حوائجهم كالأصباغ والعطور وما شابه ذلك ومخالطتهن والتطبع بطبائع الإناث، كما تظهر في اختلاط المرأة بالرجل باسم المسميات المتعددة والأعذار الواهية والتعليلات الهزيلة، فتظهر المرأة أمام الرجل الأجنبي عليها وتخاطبه كأنها تخاطب زوجها أو أباها أو وليها وتناقشه ويناقشها وكأن تحذيرات القرآن والسنة لم تكن ولا كأن الله تعالى لم يأمر بفصل الجنسين عن الآخر. التقليد الأعمى وأوضح إن المسلمين اليوم ابتلوا بمحاربة غيرهم ممن لا دين له ولا عقيدة يقلدونهم في الفتيل والقطمير، ففي طرحهم جرأة مذمومة وتعد للحدود وكشف للمغطى دون مراعاة لدين الله الذي أمر بالتأدب عامة وخاصة عند التعرض لما حقه الستر والحياء. وأكد إن عرض المشروعات العلمية والأدبية لا تعطي الإنسان الحق في نشر أو عرض أو الإفصاح باسم العلم والتقدم والتحضر. وأكد أن العلم الحقيقي يلزم متعلمه أن يتأدب أولاً ويستحيي حتى ينال العلم، وإن القول بأنه لا بد من التصريح باسم العلم خاصة في الأمور التي تتطلب الحياء غير صحيح وحجة هؤلاء واهية إذا طالعنا دستورنا الإلهي الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
1552
| 07 أكتوبر 2017
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الداعية الشيخ د. محمد حسن المريخي، سيكون خطيب الجمعة غداً، بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب. وتدعو وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جموع المصلين للاستفادة من الخطب المعاصرة التي يصدح بها كبار علماء الأمة الإسلامية من أعلى منبر هذا الصرح الإسلامي الكبير بدولة قطر.
353
| 15 يونيو 2017
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الداعية القطري الشيخ د. محمد حسن المريخي، سيكون خطيب الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب. وتدعو وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جموع المصلين للاستفادة من الخطب المعاصرة التي يصدح بها كبار علماء الأمة الإسلامية من أعلى منبر هذا الصرح الإسلامي الكبير بدولة قطر.
357
| 01 يونيو 2017
قال د. محمد بن حسن المريخي إن حدوث الفتن ووقوع المتغيرات والتحولات وكثرة المغرورين والشاردين عن رحاب الشريعة والدين إنذار بآخر الزمان. وقال إن النبي عليه الصلاة والسلام ربط بين الدعوة والمبادرة إلى العمل الصالح واغتنام أوقاته ومواسمه وبين التحذير من الفتن المظلمة والحوادث المدلهمة فقال (بادروا بالأعمال فستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا ). وذكر الخطيب ان العمل الصالح الخالص قارب نجاة أو سفينة نجاة تنجي بإذن الله من الفتن وتنقذ من المصائب والمحن..وأكد أن التزود من العمل الصالح ضرورة للنجاة يوم القيامة والسلامة من فتن آخر الزمان وتحولاته وتقلباته. وقال إن أهم ما يستقبل به شهر رمضان هو استشعار مكانة الشهر وقدره ليقدره حق قدره، وذلك بالوقوف على ما جاء في القرآن والسنّة في بيان مكانة شهر رمضان كقوله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) ولفت الى أن الشهر عظيم لاختيار الله تعالى له لنزول أعظم وحيّ أنزله الله على البشرية، وقول الله تعالى (يا آيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) ففي رمضان شرع الله هذه الطاعة والعبادة العالمية (الصيام) التي فرضها الله على العالمين. وصف الله تعالى الليلة التي أنزل فيها القرآن بأنها ليلة مباركة وأنها خير من ألف شهر. وبين الخطيب ما في رمضان من الأجور والدرجات والثواب لمن اعتنى به وأدى ما افترض الله وشرعه، يقول رسول الله، يقول الله تعالى (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) فأخفى الله ثواب الصيام ووعد بأنه يجزي به وهو الكريم المنان، ولا يتوقع من الكريم إلا العطية المجزية، ويقول عليه الصلاة والسلام (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) ويقول (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ).
549
| 26 مايو 2017
قال د . محمد بن حسن المريخي إن ما يتحلى به المرء بعد دينه القويم وعقيدته الإسلامية السمحة، أدب رفيع وخلق كريم يسمو به ويُزينه ويُحليه ويمنعه عن الحرام ويرده عن ما هو منقصة ومعيب ويحفظه ويزيده وقاراً وجمالا. وتناول الخطيب ماهية الأدب وقال: هو استعمال ما يحمد من الأقوال والأفعال، وهو الأخذ بمكارم الأخلاق والوقوف على ما هو جميل وحسن. وقالوا: الأدب: تعظيم مَنْ فوقك والرفق بمن دونك. وهو الورع وصيانة النفس، وهو استعمال الكلام الجميل والمعاملة الحسنة والمنطق الحُلوِ والإحسان إلى عُبَّاد الله وكل ما خلق الله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مِنْ حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. وقال د المريخي إن أدب الإنسان عُنوان سعادته وفلاحه وقلة أدبه عنوان شقاوته وهلاكه، وإنه ما استجلب خيرُ الدنيا والآخرة إلا بالأدب الجمِّ ولا استجلب حرمانها إلا بقلة الأدب وذهابه. وأكد الخطيب أنه إذا تحلى المرء بالأدب حسنت أخلاقه، وكثر مصافوه، وقلّ معادوه، فتسهلت عليه الأمور الصعاب، ولانت له القلوب الغِضاب، وكان سهلَ المعاملة، ليِّنَ الجانب، سلساً مطاوعاً منقاداً، قليل الخلاف والنفور، طلق الوجه، طيب الكلمة، ذَا صدر منشرح كبير يسع جميع الناس. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى. الأدب .. أولويات السلف إن الأدب في المرء شيء عظيم لا تعدله الأموالُ ولا الكنوز، ولا العقارات ولا كثرة الخدم والحشم. ولفت إلى أن الأدب دليل على الإيمان ورسوخه أو قلته ونقصانه واضطرابه. ونقل الخطيب قول ابن القيم رحمه الله: أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبوادره. وأَضاف "لهذا كان الأدب من أولويات السلف الصالح في عنايتهم بأبنائهم وذرياتهم كانوا يرون التحلي به من أكبر المنن الربانية أن يتحلى أبناؤهم بالأدب، فكانوا يأتون بمؤدبين يأدبون أبناءهم، ئعلم منهم الأدب مع الله تعالى ورسوله والشريعة والوالدين وولاة الأمر والأرحام والناس آجمعين، يعلمونهم الأدب مع المخالف والمحاور والمُجالِس والكبير والضيف وما لا يجوز التكلم به وما لا يجوز. وقال الخطيب "إنه لا يؤدب الناس كبيرهم وصغيرهم ذكرهم وأنثاهم إلا الدين الحنيف - دين الله القويم - فهو مصدر الأخلاق ومنبع الآداب فمن تدين لله بدينه مخلصاً ووقف على كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين، وأقام الصلاة واهتم بالشريعة وعلم أنها أغلى عنده من الماء البارد عند الظمآن فسوف ينال الأدب الرفيع. وأكد أنه ما من متدين بدين الله صادقاً مخلصاً إلاأعطاه الله تعالى الأدب والخلق الكريم، وما أخذ احد الدين بغير اهتمام ورعاية، واعتبره من الأمور المؤخرة وقدم عليه دنياه وماله ونفسه إلا خاب حظه من الأدب، فكان عبوساً ضيق الصدر لايطيق أحداً مَلولاً جاهلا يشرق ويغرب في السيئات والأوزان والآثام. إن دين الله تعالى هو منهل الآداب والأخلاق ولذلك كان سيد الخلق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام صاحبَ الخلق العظيم، الذي شهد له ربه عزوجل فقال (وإنك لعلى خلق عظيم). كيفية الأدب مع الله وتطرق الخطيب إلى أخلاقه صلى الله عليه وسلم "تقول عائشة رضى الله عنها: كان خلقه القرآن. يعني كأنه قرآن يمشي. يعفو ويغفر ويسامح ويصلح ويعرض عن الجاهل ويرحم الأرملة واليتيم والمسكين والخادم والضعيف . وقال إن الأدب مع الله يكون بتعظيمه وإجلاله وتعظيم أمره ونهيه والوقوف عند حدوده والاهتمام بدينه وشريعته، وقال إن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتصديقه والتسليم له فيما أخبر وما وجه إليه وحذر منه.
2336
| 12 مايو 2017
الإسلام ربط حق الجار بالإيمان.. أعرب د. محمد بن حسن المريخي عن أسفه للقطيعة وعدم التواصل الذي صار بين الجيران الأرحام وعن الإعراض عن تعاليم الشريعة بحق الجار.. ووصف هذا الإعراض بأنه المفسدة التي تفسد المجتمعات والبلدان عندما يسود التقاطع ويذهب الود والتواصل. وقال في خطبة الجمعة في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن من محاسن ديننا الحنيف حثه على الإحسان إلى كل شيء، إلى الإنسان والحيوان والنعم، وممن أمر بالإحسان إليه الجار يقول الله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم...) وأوضح أن جبريل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجار وأكثر من الوصية به وأكد عليه حتى ظن رسول الله أنه سيجعل له نصيباً من الميراث. السنة تشدد على الجوار وقال إن من تتبع السنة المطهرة وجد النبي صلى الله عليه وسلم قد أكثر من الوصية بالجيران الأمر الذي يدل على كبير مقام الجار وكبير الإحسان إليه وكبير جرم من أساء إلى جاره، يقول رسول الله (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره). وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك). ولفت الخطيب إلى أن الجيران ثلاثة.. جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقاً.. وجار له حقان.. وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقاً، فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان فجار مسلم له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم فله حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم. وأورد الخطيب قول طائفة من السلف: "حد الجوار أربعون داراً، وقيل: مستدار أربعين داراً من كل جانب". وذكر د. المريخي أن الإحسان إلى الجار يكون بمواساته عند حاجته والسؤال عن حاله وصلته وتفقد حوائجه وتلمس متطلباته والسلام عليه وتهنئته والفرح له والحزن لما يلم به وبذل النصح له ودفع الغيبة عنه ورد الطعون عنه وتذكيره والدعاء له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يشبع المؤمن دون جاره) رواه أحمد. وحذر الخطيب من أذى الجار وقال في هذه الأثناء "جاء التهديد والوعيد لمن آذى جاره وأزعجه وأساء إليه بأي نوع من الإساءة، يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن. قيل من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه) وفي رواية (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه). للجوار حرمة كبيرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة).. وعند الإمام أحمد والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال (قيل يا رسول الله إن فلانة تصلي بالليل وتصوم النهار وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها سليطة. قال: لا خير فيها هي في النار)، وقيل: إن فلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق وليس لها شيء غيره ولا تؤذي أحداً قال: (هي في الجنة). وقال خطيب جامع الأمام إن الجار محترم محشوم ولو كان كافراً فما ظنكم إذا كان مسلماً ورحماً من الأرحام.. وقال إن السلف كانوا يهدون جيرانهم من ذبائحهم وكانوا من اليهود ويظهرون لهم أخلاق الإسلام وكبير سعة رحمة الله فيه، فلا يمنع الإسلام اتباعه من المعاملة الحسنة ولو كانوا على غير الملة الحنيفية بل ويأمرهم بهذا. البعض نسي حقوق الجار وذكر د. المريخي أن بعض الناس نسوا تعاليم الإسلام في شأن الجار وما له من الحقوق، ونسوا الوعيد الشديد لمن آذى الجار وأزعجه.. وجاء في الخطبة "إن الأسف كله اليوم أن يتعمد البعض أذية جاره حتى يصرخ جاره مستنجداً ولا حياة لمن تدعو وتنادي، إن الدرهم والمال اليوم طغى على حال كثير من الناس حتى ضرب من أجل الريال بالأخلاق والأصول عرض الحائط". وقال إن الطامة الكبرى والأذية والبلوى ما يحدث اليوم بين الناس من استئجار مساكنهم للعمال والشركات والمؤسسات، يخرج من بيته ويؤجره لشركة تأتي بمئات العمال وتلقي بهم بالجوار ويبتعد الأخ والشقيق والرحم الذي كان بجوارك بالأمس تاركاً جاره يتعذب من تصرفات العمال وسلوكياتهم من الملابس ورفع الصوت والنظر المستديم والقهقهة والتشاجر والخلافات.. ووصف سكن العمال بجوار الأسر بأنه بلية ومخالفة صريحة لما أمر الله به ورسوله من رعاية حق الجوار والتحذير من أذيته. وقال إن المكاتب العقارية التي تسعى لتؤجر لهؤلاء العمال بجوار العائلات مشتركة في الإثم والوزر لأن الله تعالى يقول (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) وهذه المكاتب بتصرفها وتأجيرها هذا تعاونت على الاثم والعدوان.
2026
| 21 أبريل 2017
قال د. محمد بن حسن المريخي إن الشدائد والصعاب والمحن التي يمر الإنسان تحمل في طياتها البشرى لمن صبر عليها واحتسب عند الله تعالى صبره ومثابرته. وقال في خطبة الجمعة بجامع عثمان بن عفان بالخور إن الصبر دثار الدين ودرعه المتين شاء الله سبحانه أن يبتلي أتباع هذا الإسلام ويصبروا ويرفع درجاتهم ومنازلهم. وأوضح أن المتتبع للشريعة الإسلامية يلمس من قرب عناية الشريعة بالصبر والحث عليه وملازمته والتدرع به ومواجهة الدنيا به والاستعانة بالله تعالى ثم به على نوازلها ومصائبها. وقال إن الصبر ثلاثة أنواع هي صبر على طاعة الله ورسوله، وصبر عن معصيته سبحانه ورسوله، وصبر على أقداره المؤلمة، وهو من أخلاق الأنبياء والصالحين، ذكره الله في القرآن الكريم في تسعين موضعاً لأهميته ومكانته في الإسلام. وذكر أن الله وعد أهل الصبر أجرهم بغير حساب قائلا (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). وأكد د. المريخي أنه بالصبر تنال الإمامة والمقام الرفيع والدرجات، كما تنال الأماني وتبلغ الغايات، وبه ينال العلم النافع والعقيدة الصحيحة ويعز الله تعالى وينصر الدعوة الصادقة والسبيل إلى الصراط المستقيم. وذكر د. محمد المريخي أن الصالحين بلغوا منازلهم وغاياتهم بالصبر كما أمرهم الله تعالى، وما صبر عبد مخلص لله عز وجل إلا بلغه، وما ابتلى أحد فصبر إلا كشف الله عنه بلاءه، وما قصد أحد وجه الله تعالى في عمل ما إلا أوصله ربه تبارك وتعالى وأعطاه مناه.. وأشار الخطيب الى صبر أيوب وإلى صبر يعقوب عليهما السلام.. ولفت الى صبر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أذية مشركي العرب وما لحق به. الصبر على الدين وقال خطيب جامع عثمان بن عفان إن أكرم الصبر وأرفعه الصبر على دين الله القويم، الصبر على عقيدته الصحيحة التي جاء بها رسول الله من عند ربه، وخاصة في هذا الزمان الذي باع فيه البعض دينهم وتنازلوا عن عقيدتهم وقالوا كلمة الكفر. وجدد التأكيد على أن الصبر على دين الله القويم شرف يشرف الله تعالى به من يشاء من عباده المخلصين، وإن التهاون في العقيدة وتبديل المنهج والقول بما لا يرضاه الله تعالى في الفتوى أو الدعوة وهجر منهج القرآن والسنّة ومتابعة من شرقت بهم الأهواء وغربت، كل هذا علامة على عدم استقرار العقيدة في النفوس والدين الحق. وزاد القول "إن الصبر على دين الله القويم صخرة يتعثر بها المجرمون الذين يريدون كيداً للمسلمين، يتعثرون على صخرة الصبر فتتبعثر أوراقهم وتتفرق جهودهم وتذهب عقولهم ويرجعون خائبين. وقال إن الصبر على الإسلام ورفض استبدال معتقداته وعباداته ومرتكزاته يحطم سفن البغاة والمجرمين الذين يحسبون أن الرسو على شواطئ العقيدة الإسلامية سهل يسير. حال الأمة يتطلب الصبر وأوضح د. المريخي أن حال الأمة ووضع المسلمين من هجوم أعداء الله عليهم، وخيانة الخائنين وكثرة المنهزمين لا يواجه إلا بالصبر والثبات ومواجهة التحولات بالسنن المشروعات والعقائد الإسلامية الثابتات الراسخات. ولفت الخطيب إلى من بدل النعم وخالف السنن كيف آل حالهم وانتهى أمرهم وبدل نعمته عليهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون وفي ضيق وعسر وجوع وخوف يلهثون. وقال: إن شر ما يهدم الصبر ويحبط العزائم ويضعف القوى هو القنوط من رحمة الله واليأس من الفرج والنظر إلى أن الأبواب المغلقة لن تفتح ولن تلين الصعاب.. وذكر أن المصابرة درجة فوق الصبر يبلغها العبيد الصابرون الذين اعتنقوا الصبر وارتضوه لهم منهجاً وسلاحاً يتسلحون به دائماً فإذا تمكن الصبر منهم بلغهم الله تعالى الاصطبار وهي الدرجة الأعلى.
863
| 24 مارس 2017
دعا د. محمد بن حسن المريخي الى الإعتبار من سرعة مرور الأزمان وتعاقب الليل والنهار، وقال إن السنين تدور بسرعة ملفتة وكأنه الزمان الذي وصفه رسول الله بسرعة أوقاته وأيامه فيقول : ( يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج – يعني القتل -)، وفي رواية ( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة ) . وقال خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن تقارب الزمان باستواء الليل والنهار فتقترب ساعات النهار من ساعات الليل ... و أن البركة ينزعها الله تعالى من الزمان ومن الأيام والأوقات حتى قال البعض " المراد بتقارب الزمان قصر الأعمار لمن يعيشون في الأزمنة المتأخرة إذا قيست بأعمار من عاشوا قبلهم ".سرعة الزمان تنبيه واضاف " ولو تأملنا أيامنا وأعوامنا لوجدنا ذلك فالناس يتساءلون عن سرعة عودة الجمعة ومرور عام كامل على موت فلان وزيارة علان والحدث الفلاني والحادثة الفلانية ويستغربون سرعة مرورها يقولون كأنها الأمس أو كأنها اللحظة ، وأن هذا ليدعو الله تعالى به العباد إلى الالتفات إلى أعمارهم وأوقاتهم ، فإن العمر محدود والنفس معدود وليأتين يوم ينتهي فيه العمر ويتوقف فيه النفس ويشطب العبد من ديوان الأحياء ليكتب عند الله والناس في ديوان أهل القبور والأموات والبرزخ يقول تعالى في هذا ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ) . واسترشد الخطيب بقول عمر رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم واسألوها ماذا قدمت لها من الأعمال الصالحات الباقيات عند الله عز وجل فإن الله تعالى حذر من لقائه بلا أعمال صالحة حذر من القدوم عليه بلا صالحات إبتغي بها وجهه فقال ( إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيي ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ) .العمر بحساب وقال د . المريخي إن الله لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عنه من أمور العباد صغير ولا كبير ولا جليل ولا حقير .. ودعا في هذه الأثناء " فاعلموا ذلك واعملوا ولا تنسيكم الدنيا ربكم كالذين اغتروا بدنياهم فنسوا العمل الصالح الذي يرفعهم الله به عنده بعد منّة وكرمه فعاقبهم بأن خرجوا من الدنيا وما أخذوا منها شيئاً وضيعوا أخرتهم فلم يعملوا لها شيئاً فخسروا الدنيا والأخرة . وقال إن عمر الإنسان مثاب عليه أو معاقب ، فإن بناه بخير طاب مسكنه ومأواه وإن أعمره بسوء وشر خاب وخسر، وأنه والله لينتهين وقتك المفسوح لك في هذه الدنيا كما انتهت أوقات أبائنا وأجدادنا مرت أيامهم وأعوامهم وماتوا كأن لم يكونوا عمروا الديار وتزوجوا وكنا نحن الذرية من بعدهم وجمعوا وأكلوا وشرقوا وغربوا حتى جاءهم الوعد الحق فهاهم في قبورهم يرقدون.واضاف " إن وقتك هذا هو عمرك الذي كتبه الله لك منذ كنت في بطن أمك وبقدر ما تشغله وبأي بضاعة تملؤه تكون لك أو عليك تدخل به قبرك يُظلم عليك أو يُسفر بإذن الله ثم بما زوت نفسك من عمل، في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( أن إمرأة سوداء كانت تقم المسجد ( أو شاباً ) ففقدها رسول الله فسأل عنها؟ فقالوا: ماتت أو مات. قال: أفلا كنتم آذنتموني – اعلمتموني عن موتها – قال أبو هريرة : فكأنهم صغّروا أمرها – يعني رأوا أنه لا داعي لإعلام رسول الله عنها- فقال: دلوني على قبرها فدلوه فصلى عليها ثم قال عن أوضاع القبور وأحوالها : أن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وأن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم ).وذكر خطيب الجمعة أن القبور ينورها الله تعالى على أصحابها بأعمالهم الصالحة بما قدموه لأنفسهم بعد فضله ومنته عليهم . وهذه المرأة من فضل الله عليها وجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله لها ويصلي عليها وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.كثرة الأموات إشارات ولفت المريخي الى أن كثرة الأموات وكثرة الأمراض وسرعة مرور الأعمار إشارات تنبيهيه وتحذير من الله تعالى ليستيقظ النائم وينتبه الغافل ويتذكر الناس، ولقد مات الصغير قبل الكبير والصحيح قبل المريض والقريب قبل البعيد فهل من مدكر.وذكر أن أقواماً يبددون أوقاتهم وأعمارهم فيما لا فائدة فيه وفيما يضيع عليهم حتى معاش الدنيا وشؤونها ، تمضي عليهم الأعوام والأيام وهم ماكثون على حال قديم لا يبصرون يضيعون ويفنون أعمارهم ولا يتعظون ولا يعتبرون بمن تخطفهم المنايا أو الأمراض . ووجه سؤال لهذا الصنف من الناس " ماذا ينتظر هؤلاء هل ينتظرون أزمان الصفاء والعافية أو يظنون أن الله تعالى سيعطيهم أعماراً غير أعمارهم ، كلا لقد ولت الأيام وذهبت العوافي وما من زمان يأتي إلا وهو شر من الذي قبله بذلك صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.وذكر أن أناس أفنوا أعمارهم وأوقاتهم تحت ضلال الأحزاب وطغيان الفلسفات وضياع المناهج شرقاً وغرباً حتى مات بعضهم ولقى الله تعالى خالياً من العمل الصالح الذي يريده الله والدين الخالص الذي ابتغاه الله تعالى ، فأين المعتبرون وأين المتعظون الذين يأخذون العبرة والعظة.
881
| 28 أكتوبر 2016
الشكر عنوان على الاستقامة والنجاة .. قال فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي، إن شكر النعمة قولاً وعملاً من علامات التوفيق للعبد، وعنوان على استقامته ونجاته، مستشهدا بقول ابن القيم رحمه الله (الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة). وأضاف د. المريخي في خطبة الجمعة اليوم بمسجد عثمان بن عفان بالخور، أن العبد لا يعد شاكراً لربه حتى تظهر آثار الشكر عليه، من ترديد الحمد والثناء على المولى عز وجل، ودعوة الناس لأن يشكروا ربهم، بتذكيرهم بالنعم وتنبيههم إليها، ثم شكر العبد لمولاه بجوارحه – يعني يؤدي شكر الله بالعمل بطاعته والمسارعة إلى أداء ما افترض عليه، والتقرب إليه بالنوافل والمستحبات المسنونات. أمثلة من الحياة وافتتح فضيلته الخطبة بعدة أمثلة من الحياة الواقعية قائلا، إن الواحد منا لو أحسن إليه إنسان مثله فأخرجه من ضائقة أو قضى له حاجة من الحوائج أو أعانه على أمر ما، أو حتى لو عامله بلطف، فإنه لا يعرف كيف يشكره ويرد جميله، بل قد يعتذر إليه له بأنه عاجز عن الشكر، وأن لك فضلاً عليّ لا أدري كيف أرده أو أجازيك عليه، أو من هذه العبارات التي تبين امتنان الإنسان بما قدم له إنسان آخر. وأضاف أن هذا الإنسان قد يكون أحسن إليك مرة واحدة، ولكنك لا تنسى فضله ومعاونته فكيف بمن أنت كلك من إحسانه ومنته وهو خالقك ورازقك والمتفضل عليك منذ كنت نطفة إلى أن سواك بشراً سوياً، وأسبغ عليك نعمه بعد ذلك ورادف عليك مننه حتى أغناك بفضله عن سؤال الناس ، وبحلاله عن حرامه . وقال إن الله أمر عباده بشكره على نعمه، والاعتراف بفضله ومنته والإقرار بذلك، أمر عباده بالشكر، أمر الأنبياء والمرسلين قبل بقية البشر أجمعين. مستشهدا بقوله تعالى لموسى عليه السلام (فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين). شكر النعمة يزيدها وتابع: وقال لنبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين). ثم أمر عباده بالشكر له سبحانه ووعدهم بالخير وتكثير النعم فقال (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) وقال (يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) ووعد عباده الشاكرين بالجزاء الأوفى والمحبة الربانية كما في قوله (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) وقوله (وسنجزي الشاكرين) وكان رسول الله يعلم الأمة شكر الله قولاً يدعوهم إليه وعملاً يرونه يمارسه بينهم فكان يقوم يصلي من الليل حتى تتفطر قدماه من طول القيام. وذكر قول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه أو ساقاه، فقالت له عائشة رضي الله عنها : أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال (أفلا أكون عبداً شكوراً). وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: يا معاذ أوصيك أن لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه أحمد وأبو داوود والنسائي بإسناد صحيح. وفي ذات السياق، قال المريخي للمصلين أن الله تعالى قد أعاب على أقوام من عباده عاهدوه لئن أعطاهم واغناهم ليكونن من الشاكرين له، المعترفين بفضله قولاً وعملاً رازقين عباده المحتاجين سادّين جوعهم، قاضين حوائجهم فأخلفوا ما عاهدوا الله عليه، فعاقبهم عقاباً خسروا به الدنيا والآخرة.
2496
| 19 أغسطس 2016
الأخلاق العالية مؤشر لقوة الإيمان.. قال د. محمد بن حسن المريخي إن خير ما تحلى به المرء المسلم بعد دينه القويم وعقيدته الإسلامية السمحة، أدب رفيع وخلق كريم، أدب يسمو به إلى علياء الأمور وسماء المعالي ورفيع المنازل، أدبٌ يُزينه ويُحليه ويمنعه عن الحرام ويرده عن ما هو منقصة ومعيب ويحفظه عما هو معدود من سفاسف الأمور. أدب يهذب خلقه ويحسن منطوقه ويضبط مشيته وحبسته وكلمته ويزيده وقاراً وجمالا. وذكر في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الأدب هو استعمال ما يحمد من الأقوال والأفعال، وهو الأخذ بمكارم الأخلاق والوقوف على ما هو جميل وحسن وقال نقلا عن غيره "الأدب تعظيم مَنْ فوقك والرفق بمن دونك وهو الورع وصيانة النفس وهو استعمال الكلام الجميل والمعاملة الحسنة والمنطق الحُلوِ والإحسان إلى عباد الله وكل ما خلق الله. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". الأدب عُنوان السعادة وقال إن أدب الإنسان عُنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وهلاكه. وإنه ما استجلب خيرُ الدنيا والآخرة إلا بالأدب الجمِّ ولا استجلب حرمانها إلا بقلة الأدب وذهابه. وأشار إلى أن كيف نجى الأدبُ مع الوالدين مَنْ أطبقت الصخرة عليه باب الغار، فما تزحزحت بعد إذن الله تعالى إلا بعدما سأل ربَّه عز وجل بقبر الوالدين. ولفت إلى ابتلاء الله تعالى صاحب الصومعة حين امتنع عن إجابة نداء أمه فهُدِمتْ صومعتُه وضربه الناس وابتلى برميهم له بالفاحشة. ودعا إلى تأمل أحوال كل شقي ومفترٍ ومُدْبِرٍ كيف تجد قلة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان. وقال إنه إذا تحلى المرء بالأدب حسنت أخلاقه، وكثر مصافوه، وقلّ معادوه، فتسهلت عليه الأمور الصعاب، ولانت له القلوب الغِضاب، وكان سهلَ المعاملة، ليِّنَ الجانب، سلساً مطاوعاً منقاداً، قليل الخلاف والنفور، طلق الوجه، طيب الكلمة، ذَا صدر منشرح كبير يسع جميع الناس. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى. رواه البخاري. وجاء في الخطبة "إن الأدب في المرء شيء عظيم! لا تعدله الأموالُ ولا الكنوز، ولا العقارات ولا كثرة الخدم والحشم. إنه دليل على الإيمان ورسوخه أو قلته ونقصانه واضطرابه. يقول أبو حفص السهروردي رحمه الله: حسن الأدب في الظاهر عنوان حسن الأدب في الباطن. يقول ابن القيم رحمه الله: أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبوادره. الأدب من أولويات السلف وذكر أن الأدب كان من أولويات السلف الصالح في عنايتهم بأبنائهم وذرياتهم كانوا يرون التحلي به من أكبر المنن الربانية أن يتحلى أبناؤهم بالأدب، فكانوا يأتون بمؤدبين يأدبون أبناءهم، يعلمونهم الأدب مع الله تعالى ورسوله والشريعة والوالدين وولاة الأمر والأرحام والناس أجمعين، يعلمونهم الأدب مع المخالف والمحاور والمُجالِس والكبير والضيف وما لا يجوز التكلم به وما يجوز. ويهتمون بذلك تمام الاهتمام. ويتبعونهم حتى نشأت أجيالهم التي حملت الدين الحنيف بعقيدته الصافية وعباداته وأحكامه، وحملت الأخلاق المرويات والشيم والمعارف والمعالي وسمو الصفات ورفيع العادات. وكان عبدالله بن عمر رضى الله عنهما جالساً مع أبيه عمر في حضرة رسول الله وكبار الصحابة، فقال رسول الله: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبدالله بن عمر: ووقع في نفسي، أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ فقال: هي النخلة. قال عبدالله بن عمر لأبيه عمر بعد ذلك، أنه كان يعرفها ولكنه استحيا أن يتكلم في حضرة رسول الله وأكابر الصحابة، فقال له عمر: لأن تكون قلت هي النخلة، أحب إليَّ من كذا وكذا. يعني لو قلت الجواب لشرفتني عند رسول الله. رواه البخاري ومسلم. والشاهد من الحديث: أنه رضى الله عنه من حيائه وأدبه استحيا أن يتكلم وهو يعرف الجواب لصغر سنه تأدباً مع رسول الله وكبار الصحابة. الدين مصدر الأدب وأكد الخطيب أنه لا يؤدب الناس كبيرهم وصغيرهم ذكرهم وأنثاهم إلا الدين الحنيف — دين الله القويم — فهو مصدر الأخلاق ومنبع الآداب فمن تدين لله بدينه مخلصاً ووقف على كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين، وأقام الصلاة واهتم بالشريعة وعلم أنها أغلى عنده من الماء البارد عند الظمآن فسوف ينال الأدب الرفيع. فما من متدين بدين الله صادقاً مخلصاً إلا أعطاه الله تعالى الأدب والخلق الكريم، وما أخذ احد الدين بغير اهتمام ورعاية، واعتبره من الأمور المؤخرة وقدم عليه دنياه وماله ونفسه إلا خاب حظه من الأدب فكان عبوساً ضيق الصدر لا يطيق أحداً مَلولاً جاهلا، يشرق ويغرب في السيئات والأوزان والآثام. وقال إن دين الله تعالى هو منهل الآداب والأخلاق، ولذلك كان سيد الخلق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام صاحبَ الخلق العظيم، الذي شهد له ربه عز وجل فقال (وإنك لعلى خلق عظيم).
838
| 05 أغسطس 2016
مساحة إعلانية
أعربت إدارة نادي الغرافة الرياضي عن استيائها من مستوى الحوار الذي دار بين محلل قناة الكأس وممثل النادي، معتبرة أنه لم يكن بمستوى...
17790
| 31 أكتوبر 2025
أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، تحويل الدراسة في جميع المدارس الحكومية والخاصة إلى نظام التعلم عن بُعد يوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر...
13020
| 30 أكتوبر 2025
أعلنت قطر للطاقة، اليوم الجمعة، أسعار الوقود في دولة قطر لشهر نوفمبر المقبل 2025، حيث شهدت انخفاضا في أسعار الجازولين 91 ممتاز، وسعر...
8494
| 31 أكتوبر 2025
توضح الهيئة العامة للجمارك أنواعالأمتعة والمتعلقات الشخصية والهدايا التي ترد بصحبة المسافرين والمعفاة من الجمارك. وتذكر جمارك قطر عبر موقعها الإلكتروني المواد المصرح...
6952
| 01 نوفمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أصدر الديوان الأميري البيان التالي: انتقلت إلى رحمة الله تعالى اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 الشيخة مريم بنت عبدالله العطية، حرم المغفور له...
6892
| 01 نوفمبر 2025
بعث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برقية تعزية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن...
4346
| 31 أكتوبر 2025
أصدر سعادة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزير الرياضة والشباب القرار رقم (163) لسنة 2025 بتسجيل وإشهار هيئة رياضية بمسمى نادي لوسيل...
4084
| 30 أكتوبر 2025