رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3255

د. عمر عبدالكافي يحاضر عن معالم رحمة الرسول بالمتعلمين

20 يونيو 2016 , 10:21م
alsharq
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الداعية الدكتور عمر عبدالكافي أن رحمة الرسول صلى الله عليه ورأفته بالمتعلمين فاقت الحدود، واستطاع بما آتاه الله من الحكمة أن يؤلف قلوب أصحابه ويجمعهم على منهجه القويم.

وقال د. عبدالكافي في محاضرة بعنوان " النبي المعلم" ضمن فعاليات المهرجان الرمضاني " الملهم" الذي نظمته راف في إزدان مول: إن معالم رحمة رسولنا الملهم المعلم تتجلى في العديد من المواقف، ومنها ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "بال أعرابيّ في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذَنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين"، وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن، فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه"، فلما رأى الأعرابي لطفه ورقته صلى الله عليه وسلم معه، قال :" اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا"، فرد عليه الرسول الكريم معلما ومؤدبا :" لقد حجرت واسعا يا أخا العرب".

ولفت فضيلة الدكتور عمر عبدالكافي إلى فائدة عظيمة في قوله تعالى في بداية سورة الرحمن :" الرحمن . علّم القرآن . خلق الإنسان . علمه البيان" وهي أن تعليم القرآن ومعرفة ما فيه من حكمة وبيان هو الحياة، وأن من لم يتعلم القرآن فكأنه لم يخلق.

وساق فضيلته نماذج من التعليم والتأديب من حياة رسولنا الملهم صلى الله عليه وسلم، منها ما كان مع سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، عندما أردفه خلفه وقال له: " يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".، كيف كان لهذه الكلمات أثرها في حياة ابن عباس رضي الله عنهما.

ومن معالم رحمته صلى الله عليه وسلم في التعليم، ما جاء عن تعليمه عمر بن أبي سلمة آداب الطعام ، فعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : كُنْتُ غُلامًا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي رِوَايَةٍ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ "، قال: "فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طُعْمَتِي بَعْدُ".

وساق د. عبدالكافي قصة الصحابي الجليل زيد الخيل الذي جاء من اليمن ليسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤالا واحدا، وهو " ما علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد؟"، فرد عليه الرسول الكريم: " فما قولك أنت يا زيد؟، قال" أنا أحب الخير وأحب أهل الخير وإن فاتني الخير حننت إليه"، فقال له الرسول الملهم :" يا زيد، هي هي، لو أرادك للأخرى لما وفقك للأولى"، مشيرا إلى حرص الصحابة على التعلم من النبي الكريم، وعدم إكثارهم من الأسئلة عليه، فهذا زيد الخيل الذي سماه الرسول زيد الخير، جاء من اليمن ليسأل الرسول سؤالا واحدا.

وفي ختام محاضرته أجاب فضيلته على العديد من أسئلة أولياء الأمور حول الطريقة المثلى لتعليم أبنائهم وتربيتهم على المنهج الإسلامي القويم، خاصة الأبناء الذين يتعلمون في المدارس الأجنبية، وكيف نحفظهم القرآن والصلاة وتعاليم الدين.

وقال إن أفضل طريقة لتعليم أبنائنا الصلاة أن تطلب الوالدة من ابنها أن يؤمها في الصلاة، فهذا تعطيه دافعا وتجعله يشعر بقيمة الصلاة، والمحافظة عليها.

مساحة إعلانية