رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1622

مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية يكشف لـ الشرق: تفاصيل لقاء CIA والمخابرات الأفغانية في الدوحة

20 أكتوبر 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

 

أكد د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان، والمدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك، والذي عمل سابقاً كمستشار أول للمبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان وباكستان سابقاً، والدبلوماسي الأمريكي المخضرم الخبير في الشأن الأفغاني، على أهمية المباحثات التي تيسرها قطر بين واشنطن وطالبان والتي كان آخرها استضافة محادثات أمنية رفيعة المستوى بين واشنطن وطالبان في الدوحة في الاسبوع الاول من أكتوبر الجاري، مشيراً أن هذا النسق بات معتاد في سجالات التفاوض بين أمريكا وطالبان، فدائماً ما كانت الدوحة مقراً تفاوضياً مهماً في العلاقات الأمريكية بحركة طالبان خاصة في خضم التحولات العديدة التي مر بها المشهد الأفغاني.

◄ تحديات مختلفة

يقول د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان: إنه في ضوء كون الفترة الأخيرة كانت مليئة بالتحديات المختلفة والتوتر القائم في العلاقات الأمريكية بحركة طالبان، جاءت المباحثات التي استضافتها قطر في الثامن من اكتوبر الجاري والتي جمعت أول لقاء من نوعه بين وفد امريكي وطالبان منذ مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في يوليو الماضي، وترأس الجانب الامريكي في المحادثات ديفيد كوهين نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بينما ترأس الوفد الأفغاني الملا عبد الحق واثق رئيس المخابرات في الحكومة الافغانية، وضم الوفد الامريكي أيضاً المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون أفغانستان توم ويست والذي نقل التقدير الأمريكي العميق لدور قطر المهم في المشهد الأفغاني وأهمية ما تقوم به الدوحة من جهود رئيسية في استضافة المفاوضات ومناقشة الأطر الخاصة بمسارات التفاوض، والدور الحيوي اللافت الذي لعبته قطر في مهام الإجلاء الصعبة واستضافة اللاجئين الأفغانيين وأدوار الوكالة الدبلوماسية عن المصالح الأمريكية في المشهد الأفغاني، وأيضاً محاور المناقشات في المباحثات التي تستضيفها قطر والتي تضمنت بصفة أساسية المحور الرئيسي المرتبط بالإفراج عن الأصول الأفغانية المجمدة في البنوك الأمريكية وإطلاق سراح سجين أمريكي تحتجزه حركة طالبان وهو المخرج السينمائي الأمريكي إيفور شيرر، ذلك أثناء تصويره في المنطقة التي قتل فيها الظواهري، وكذلك محاربة تنظيم داعش الإرهابي وخاصة تنظيم داعش-خراسان والذي تبنى الهجمات الإرهابية على مطار كابول إبان الانسحاب الأمريكي ويعد خطراً أيضاً على حركة طالبان بمواصلته القيام بهجمات داخل أفغانستان وضد عناصر الحركة، وقد كان مقتل أيمن الظواهري القائد السابق لتنظيم القاعدة الإرهابي عبر عملية عسكرية أمريكية مصدرا لصدام عميق في الرؤى بين الجانبين ما أضاف مزيداً من التوتر للعلاقات وانبثقت من موجة انعدام الثقة وتبادل الاتهامات بشأن انتهاك السيادة الأفغانية واتفاق الدوحة الذي أنهى الحرب التي استمرت 19 عاما في البلاد عام 2021 ذلك من جانب حركة طالبان، ولكن واشنطن ذكّرت طالبان ببنود اتفاق الدوحة الرئيسية والتي نصت على عدم إيواء طالبان للإرهابيين بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وضرورة التزام طالبان بهذا الشرط، وهو ما أعاد النقاش حول أهمية اتفاق الدوحة الحيوي والرئيسي بين الجانبين كوثيقة مرجعية في كثير من الملفات المهمة التي تجمع الجانبين.

◄ محاور مهمة

وتابع د. بارنيت روبين، المدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك، في تصريحاته لـ الشرق: إن تطورات المشهد الأفغاني كان لا بد من خلالها التأكيد على أهمية اتفاق الدوحة بشأن العديد من الرؤى الإستراتيجية الخلافية، حيث تدرك الولايات المتحدة مخاطر الأمن القومي العديدة والتي تستوجب نقاشاً مباشراً مع الجانب الأفغاني بشأن عدد من الملفات الإستراتيجية المشتركة والتي تستوجب فتح مجالات للحوار حول هذه الملفات، وما يرتبط بعمليات تبادل المعلومات والتفاوض حول إطلاق سراح المخرج الأمريكي المحتجز في افغانستان، وأهمية استعادة المفاوضات حول الأصول الأفغانية المجمدة في البنوك الأمريكية والتي أعلنت واشنطن استعدادها للإفراج عن نصفها عبر صندوق ائتماني بغايات إنسانية والنصف الآخر لأسر ضحايا الحادي عشر من سبتمبر.. جانب آخر يرتبط بأهمية إدراك المخاطر الإنسانية العديدة والاقتصادية المعقدة في واقع افتقار الاقتصاد الأفغاني لأي سمات يمكنها أن تعبر به في مشهد عالمي من الأكثر صعوبة.. كل هذا كان بحاجة لحضور دولي أكثر تأثيراً وأكثر فاعلية، وأهمية التفاوض الدبلوماسي حول الكثير من القضايا التي كانت تستوجب بالطبع عملاً مشتركاً، وكان لا بد من هذا العمل أن يكون من خلال الاستضافة القطرية التي تقوم بأدوار كبيرة للغاية في أكثر من مشهد سواء بالنسبة لأمريكا وطالبان إنسانياً ودبلوماسياً ولوجستياً.. جانب آخر يرتبط بأن المفاوضات التي تسهلها الدوحة نجحت في أكثر من عملية تبادل أسرى، وربما المفاوضات حول الأمريكي المعتقل حالياً ستكون على النحو الذي سارت به صفقة تبادل الأسرى بين المهندس الأمريكي مارك فريريتشز الذي كان محتجزا في أفغانستان لنحو عامين، مقابل الإفراج عن الزعيم الأفغاني بشير نورزاي الذي كان معتقلاً لمدة 17 عاما في السجون الأميركية بينها معتقل غوانتانامو، في سبتمبر الماضي برعاية قطرية بعد أشهر من التفاوض غير المباشر، وأعلن البيت الأبيض حينها عن امتنانه العميق لدور دولة قطر ومساعدتها وتيسيرها للمفاوضات، حيث صرح الزعيم الأفغاني بشير نورزاي عقب الإفراج عنه أن ذلك دليل على قوة أفغانستان ويمنح مساراً على طريق السلام بين أفغانستان وأمريكا، وشملت تلك الخطوات المهمة عدداً من التصريحات الإيجابية، من الجانبين، بشأن القضايا الحيوية والرئيسية الفاعلة من أجل وجود أفق لسلام بين أمريكا وطالبان يمهد أيضاً لوجود مسؤولين أمريكيين بأفغانستان وعدم وجود أي أسرى أمريكيين في السجون الأفغانية، وأيضاً تمهيد المباحثات المباشرة في الدوحة بين واشنطن وطالبان لغاية الإفراج عن بعض الاحتياطات الأفغانية المجمدة، والذي يتعلق بمبلغ 3,5 مليار دولار والتي تعادل الاحتياطات المجمّدة في البنوك الأمريكية من الأصول الأفغانية والتي أعلنت إدارة الرئيس بايدن استعدادها للإفراج عنها، وأعلنت إدارته أيضاً بكون الجهود مستمرة في سبيل تحريك هذه الأموال من الاحتياطات المجمدة لتصب في صالح الشعب الأفغاني، ولكن مع تأكيد الخارجية الأمريكية على أنه لا يجب النظر إلى أي من هذه الارتباطات على أنها تضفي الشرعية على طالبان أو ما تسمى حكومتها، بل مجرد انعكاس لواقع الحاجة لإجراء مناقشات من هذا النوع بهدف تعزيز المصالح الأمريكية، من جهة أخرى تمتلك أمريكا أيضاً عددا من مواطن النفوذ المرتبطة بكونها أكبر المتبرعين الدوليين لأفغانستان ولديها تأثير على دول تحالف الناتو بصورة كبيرة في عملية المساعدات الإنسانية، ورغم تبرع أمريكا بنحو 55 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لأفغانستان، إلا أن مثل تلك التبرعات على أهميتها لا تقترن بالواقع المأساوي شديد التعقيد في الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المشهد الأفغاني، جانب آخر يرتبط بأهمية وجود مناخ للحوار المباشر في أجواء إيجابية يستبدل مناخ انعدام الثقة المتزايد نحو حوارات لغايات أكثر مباشرة من أجل العمل المشترك على إيجاد حلول للمضي قدماً في المأزق الأفغاني والذي تتزايد التعقيدات به كل لحظة أمام خطورة التحديات الاقتصادية وفداحة الأزمة الإنسانية.

مساحة إعلانية