رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

554

د. تانيا نايومان لـ الشرق: زيارة صاحب السمو تحقق الكثير من المصالح المشتركة للبلدين

21 مايو 2022 , 07:00ص
alsharq
خلال زيارة صاحب السمو لجمهورية ألمانيا الاتحاديّة
واشنطن- زينب إبراهيم

أكدت د. تانيا نايومان، الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في قضايا الطاقة والأستاذة الزائرة بالجامعة الوطنية للبحوث العليا للاقتصاد، والمشرف المساعد في وحدة اقتصاد الطاقة والنفط بالبنك الدولي سابقاً، والمحللة الائتمانية بمؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف العالمي، على أهمية زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في زيارة عمل لجمهورية ألمانيا الاتحاديّة خلال جولته الدبلوماسية التي يزور فيها عدة عواصم أوروبية، ولقاء سموه مع فخامة الرئيس الألماني الدكتور فرانك وولتر شتاينماير ودولة المستشار أولاف شولتس، وعدد من كبار المسؤولين الألمان، لبحث سبل تنمية وتعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وتبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتعكس زيارة صاحب السمو، أمير البلاد المفدى، لبرلين، قوة وتميز العلاقات القطرية الألمانية، ورغبة وحرص البلدين على تعزيزها في شتى المجالات، ودفعها نحو آفاق أرحب، ودعم وتعزيز العلاقات الثنائية وتعميق الشراكة الاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين الدوحة وبرلين، بما يلبي مصالح وتطلعات البلدين، وتؤكد في نفس الوقت، أهمية ملف الطاقة في ضوء المشهد الروسي الأوكراني والتبعات الاقتصادية العالمية والخطط المستقبلية المتوافقة الرؤى بين الجانبين القطري - والألماني، وأهمية مشهد الطاقة العالمي المتغير وكيف تفاعلت قطر وألمانيا معه، والمناخ الإيجابي بين الدولتين لتحقيق تقدم ملموس على مستوى توطيد التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في ضوء ما يجمع كلا من الدوحة وبرلين من روابط تاريخية شكلت أساس التعاون والصداقة المهمة في أكثر من مجال ودعمت أسس التبادل التجاري وتشجيع حركتي التجارة والاستثمار، والتعاون المتميز على الصعيد الاقتصادي في ضوء كون قطر من أبرز الشركاء المهمين لألمانيا في المنطقة، وأهمية الزيارات الرسمية الرفيعة والمتبادلة في تعزيز سبل التعاون الإيجابية في مختلف المجالات، لاسيما في مشهد الطاقة وتطورات الساحة العالمية.

◄ مباحثات مهمة

تقول د. تانيا نايومان، الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في قضايا الطاقة والأستاذة الزائرة بالجامعة الوطنية للبحوث العليا للاقتصاد: هناك أهمية كبيرة للزيارة الرسمية الرفيعة لصاحب السمو إلى ألمانيا في ضوء ما يترتب عليها من مناقشات مهمة حول مستقبل التعاون في مختلف المجالات، خاصة في ضوء الاهتمام الكبير من قبل كبار المستهلكين للغاز مثل ألمانيا التي كانت من بين الأكثر تضرراً خاصة على صعيد الطاقة في الحرب الأوكرانية، فكانت ألمانيا أكثر دولة في دول الاتحاد الأوروبي تعتمد بكثافة على الغاز الروسي كما أن هناك تعقيدات سياسية داخلية كبيرة ارتبطت بقضايا الطاقة ومشاريع الطاقة النووية وغلاء الأسعار المؤثر والضاغط على آليات صناعة القرار والمسؤولين بكل تأكيد، ما دفع لخريطة أخرى مختلفة لهيكلة الاستثمار في الطاقة بصورة تتجاوز الأزمة الجارية عميقة الأثر، وما يربط تحول الإستراتيجية الألمانية وتطلعها لمزيد من الغاز الطبيعي المسال لاسيما من قبل قطر التي تصبو إليها آمال أوروبية عديدة لتحقيق شراكات وعقود طويلة الأجل لتأمين الاحتياجات المستقبلية، هو ما تقوم به ألمانيا في خططها لإنشاء 4 محطات للغاز الطبيعي المسال للتخلي عن الغاز الروسي، حيث جاء القرار في الوقت الذي يظل فيه خط أنابيب نورد ستريم 2 غير مستخدم في قاع بحر البلطيق، وحسب تأكيدات وزارة المالية الألمانية، أن الحكومة الألمانية تخطط لإنفاق ما يصل إلى 3.25 مليار دولار على محطات عائمة للغاز الطبيعي المسال على مدى العقد المقبل، والهدف من هذا الاستثمار هو إنشاء 4 محطات عائمة للغاز الطبيعي المسال للسماح باستيراد الغاز في ضوء التطورات الأخيرة مع روسيا، شريك توريد الغاز الحالي؛ حيث تعرضت ألمانيا لضغوطات هائلة فيما يتعلق بتنويع مصادر استيراد الغاز والاعتماد على الغاز الروسي بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وهناك أزمة حقيقية يدركها الغرب في قضية الضغط الاقتصادي على روسيا والتي إلى الآن لم تحقق النتائج المرجوة لاستمرار قوة الروبل أمام الدولار، حيث اعتمدت فيها روسيا على ارتفاع أسعار الغاز لتجاوز أزمة العقوبات وخلق أزمة صدام بين الدولار والروبل واشتراط دفع التمويلات التعاقدية من الغاز بالروبل الروسي، فإذا ما استمرت الأوضاع على هذا النحو فلن تتوانى روسيا عن مباشرة خطط أكثر توغلاً عسكرياً لتحقيق غاياتها العسكرية في أوكرانيا أمام فشل سياسات الضغط الاقتصادي والعقوبات الغربية إلى الآن، كل تلك العوامل الملحة تطرح قضايا رئيسية على مائدة الحوار القطرية- الألمانية فيما يتعلق بالجهود السابقة لتأمين عقود مهمة من الغاز القطري لسد الاحتياجات الألمانية.

◄ روابط قوية

وتتابع د. تانيا نايومان في تصريحاتها لـ الشرق: إنه بالنسبة لقطر هناك مجموعة من العوامل، وهي أن العلاقات التي تجمع قطر مع أوروبا هي علاقات قوية بالأساس وكان هناك تعاون على أكثر من صعيد في إطار الصداقة القطرية- الألمانية، وفيما يسير التحول العالمي تجاه علاقات أكثر توطيداً بين قطر وأوروبا، انطلاقاً من المكانة القطرية المؤثرة والمتزايدة على الساحة الدولية، والانخراط الدبلوماسي الفاعل في الأزمات السياسية الطارئة بصورة تشهد فيها العواصم العالمية المؤثرة بالدور القطري الإيجابي سواء في إجلاء المواطنين الألمان من أوكرانيا على متن طائرات الخطوط الجوية القطرية، أو استضافة ومساعدة الدبلوماسيين الألمان والأوروبيين في عميات الإجلاء الصعبة والمعقدة في المشهد الأفغاني، والريادة القطرية التي تسجلها قطر كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم حسب آخر التقديرات السوقية، ولكن في قضية الطاقة عموماً الأمر يستفيد بالفعل من الشق الدبلوماسي القوي والروابط المهمة والحرص عليها وطبيعة الأزمة العالمية الجارية، ولكن قطر في الوقت نفسه تؤمن بأهمية عزل التصنيفات التعاقدية عن التوجه السياسي وفق منطق شراكات السوق والتجارة والاستثمار، إن تسييس الغاز في الإجراءات التعاقدية المستقبلية ليس بسيناريو يتوافق مع طبيعة السوق نفسه ولا يدعمه على المدى الطويل، فالمطلوب من قطر التفاعل الإيجابي كما فعلت برفض زيادة أسعار التعاقدات من الكميات المتبقية لديها من الغاز خارج العقود الآسيوية والتزاماتها التعاقدية وتوجيهها إلى أوروبا رافضة العروض التنافسية الأغلى، ولكن ما يتعلق بالعقود المستقبلية الإضافية فيجب أن تتم بكل تأكيد وفقاً لطبيعة السوق نفسه وعموماً قطر دولة ذكية للغاية في توجيه غاياتها الدبلوماسية بصفة رئيسية لتأمين شراكات وتعاقدات تصب في صالحها وتستفيد بقوة من انخراطها الفاعل في المشهد العالمي.

◄ توافق الرؤى

واختتمت د. تانيا نايومان، المشرف المساعد في وحدة اقتصاد الطاقة والنفط بالبنك الدولي سابقاً، والمحللة الائتمانية بمؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف العالمي، تصريحاتها قائلة: إنه مما لا شك فيه أن قطر الآن في مقعد مهم وحيوي يمكنها من مباشرة الارتفاع الكبير في أسعار الغاز الذي ساهم في تعزيز اقتصادها القوي بالفعل وزيادة الطلب العالمي وبحث كبار المستهلكين في أوروبا مثل ألمانيا لعقود طويلة المدى، إلى بحث خطط التوسع بصورة تتجاوز 126 مليون طن سنوياً المعلن عنها، الأمر لا يتعلق فقط بالاستثمارات القطرية في توسعة حقل الشمال بالنسبة المعلن عنها ولكن بما يفوق ذلك لزيادة سعة الغاز الطبيعي لديها عبر خطط رئيسية مهمة في ضوء مشهد الطاقة العالمي، تلك التقديرات المهمة باعتزام قطر مستقبلاً زيادة النسبة المعلن عنها من حجم عمليات التوسع لزيادة السعة الإنتاجية من الغاز الطبيعي، فضلاً عن مضاعفة حجم الإنتاج لمقدار الثلثين في استثمارات قطرية أخيرة تقدر بـ 45 مليار دولار لبناء محطتين جديدتين من الغاز والوصول إلى النسبة المقدرة بزيادة الثلثين بحلول عام 2024 وتوافق تلك الرؤى مع الاستثمارات الألمانية لتعزيز البنية التحتية لاستقبال الغاز وتعزيز محطات متنوعة لاستقبال الغاز في العام ذاته، كما أنه من المتوقع أن يشهد عام 2024 أيضاً بدأ تدفق الشحنات الإنتاجية من محطة غولدن باس التي تستثمر بها قطر في ولاية تكساس الأمريكية ما يضمن زيادة إنتاجية هائلة على أكثر من مستوى ما يمنح بعداً مستقبلياً مهماً للتعاقدات ما بين الجانبين.

مساحة إعلانية