رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

531

عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: رضا الزوجين بما قُسِمَ لهما أساس السعادة

21 مايو 2022 , 07:00ص
alsharq
عبدالله النعمة
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن السعادة الأسرية ضرب من ضروب العزة والكرامة، وهدف من أهداف البشر ومقصد من مقاصد الإسلام، أساسها قائم على المودة والاستقرار والمحبة والألفة والراحة والرحمة "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، ولأجل هذا اعتنى الإسلام بتكوين الأسرة واستصلاحها عناية فائقة ورسم لها المعالم الواضحة وحدد الأهداف النافعة والآداب المصلحة لأن الزوجين هما نواة الأسرة، والأسرة هي أساس المجتمعات وسرها.

وقال النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن تماسك المجتمع وترابطه وقوته بتماسك أفراد الأسرة وتكاتفها، فصلاح الأسر صلاح للأمة.

وأوضح الخطيب أن هناك أمورا كثيرة يقوم عليها بناء الأسرة المسلمة السعيدة، تتوطد فيها العلاقة الأسرية وتبتعد عنها رياح التفكك والانفصام والتصرم، وأول هذه الأمور وأهمها: التمسك بالإيمان وتقوى الله وطاعته وامتثال أمره في علاقة الإنسان بزوجه وبيته وأسرته والقيام بما أوجب الله عليه من حقوق وواجبات وأمانات "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، وفي الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".

رضا الزوجين بحياتهما.. أساس السعادة

وأضاف الخطيب: ومن أهم عوامل الأسرة السعيدة رضا الزوجين بما قسم الله لهما، وأن يعلما أن الكمال والتمام في الدنيا عزيز، ومن سرّه حال ووصف، ساءته أحوال وأوصاف، قال تعالى: "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَ"، وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر، أو قال غيره"، فمن كَرُم أصله لأن قلبه وطبعه واتسع صدره وحلمه وزاد فضله وحسنت عشرته وأخلاقه مع زوجته وأبنائه وأفراد أسرته، قال عليه الصلاة والسلام: "أكمل المؤمنين أيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا".

وقال الشيخ عبدالله النعمة: ألا ما أجمل الأسرة حين تبنى على الحب والوئام والتفاهم والاحترام والتعاون والانسجام فتتحقق السعادة المنشودة وتنشأ الذرية الصالحة والأسرة المتماسكة السعيدة.

وأردف: اعلموا أن صلاح الأسرة طريق أمان الجماعة كلها، وهيهات أن يصلح مجتمع ضعفت فيه حبال الأسرة، وكيف وقد امتن الله سبحانه بهذه النعمة العظيمة، نعمة اجتماع الأسرة وتآلفها وترابطها فقال سبحان: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ".

تفكك الأسر ضياع للأمة

ذكر فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن الزوجين وما بينهما من وطيد العلاقة، وإن الوالدين وما يترعرع في أحضانهما من بنين وبنات يمثلان حاضر أمة ومستقبلها، ومن ثم فإن الشيطان حين يفلح في فك روابط أسرة فهو لا يهدم بيتا واحدا ولا يحدث شرا محدودا، وإنما يوقع الأمة جمعاء في أذى عظيم وشر مستطير والواقع المعاصر خير شاهد، فرحم الله رجلا محمود السيرة طيب السريرة سهلا رفيقا لينا رؤوفا رحيما بأهله حازما في أمره، لا يُكلف شططا ولا يرهق عسرا ولا يهمل في مسؤولية، ورحم الله امرأة لا تطلب غلطا ولا تكثر لغطا صالحة قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله، وعليكم عباد الله بالتوجه إلى الله في الخلوات والأسحار بالدعوات الصادقات بصلاح النية والذرية فإنها شعار الأنبياء والصالحين "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"، وثق بعد هذا كله أن الله تعالى سيحفظ أسرتك ويحقق أمنيتك في أهلك وأولادك ويقر عينك بصلاحهم وفلاحهم "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".

مساحة إعلانية