رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1627

دون روندهام لـ الشرق: خطاب صاحب السمو يقدم رؤية قطر للتحديات الدولية

21 سبتمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد البروفيسور دون روندهام، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة سيراكيوز بنيويورك، أن هناك العديد من المحاور المهمة التي ستميز مشاركة دولة قطر عبر وفد رفيع المستوى، يترأسه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في لقاء منتظر عالمياً يبرز سياسات قطر وموقفها تجاه العديد من القضايا الحيوية المهمة التي تلعب فيها قطر جهداً واضحاً ودوراً حيوياً يحظى بالإشادة الدولية وبتقدير اللجان المعنية بكافة المنظمات التابعة للأمم المتحدة وبخاصة الدور القطري في الملف الأفغاني، وأيضاً في عدد من المحاور المهمة مثل التغير المناخي وحماية البيئة والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز العمل الدولي والعديد من الملفات المهمة، التي سيشارك فيها الوفد القطري خلال الدورة 76 من فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

◄التغير المناخي

يقول بروفيسور دون روندهام: إنه من المتوقع أن يكون لقضية التغير المناخي اهتمام واضح لدى الوفد القطري عطفاً على خطاب صاحب السمو المهم في قمة المناخ الأخيرة بالأمم المتحدة، والذي عبر فيه سموه عن موقف دولة قطر بالشعور بالمسؤولية كشريك فاعل في المجتمع الدولي لتغير المناخ، يأتي ذلك في الوقت الذي سيواصل فيه الوفد القطري المشاركة في المناقشات والجلسات المهمة مثل التمثيل القطري البارز بجلسة «حشد المؤسسات الدولية لإجراءات فاعلة لحماية المناخ»، كما أن قطر ستستضيف أول كأس عالم صديقة للبيئة، حسب ما جاء في خطاب صاحب السمو بالعام الماضي التي أكد فيه سموه أن قطر ستستخدم تكنولوجيات توفير الطاقة والمياه والطاقة الشمسية وأيضاً في التقنيات الخاصة بالتبريد والإضاءة، ما يساهم في تقليل نسبة استخدام المياه والطاقة؛ حيث إن قطر هي الدولة الأولى والوحيدة في تاريخ الشرق الأوسط التي ستستضيف الحدث المونديالي الأبرز لعام 2022، وبكل تأكيد ستتضمن مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك في دورتها الـ 76 الأهداف المشتركة من أجل تقليل درجة الحرارة لكوكب الأرض إلى 1.5 درجة سيلسيوس وهو يزيد في طموحه عن النية السابقة والتي شملت 2 درجة سيلسيوس، وتوطين سياسات الحد من انبعاثات الكربون التي صارت أكثر إتاحة وأقل تكلفة فيما يتعلق باستخدام البطاريات النظيفة وغيرها من وسائل الطاقة المتجددة غير الكربونية، وأن تنخرط الأمم المتحدة في تدشين مجموعات عمل دولية صغيرة العدد نسبياً ولكنها تملك التأثير الأكبر وسقف التوقعات الأعلى فيما يمكن تحقيقه، خاصة لما تمتلكه قمة فعاليات الأمم المتحدة من قدرة على تحقيق الأهداف ذاتها بشأن التغير المناخي فيمكن تحقيق الكثير بل غالبية التمثيل الجغرافي العالمي الذي من شأنه إحداث تغيير ملموس في قضية التغير المناخي.

◄ مونديال صديق للبيئة

وأوضح البروفيسور دون روندهام في تصريحاته لـ الشرق أن العد التنازلي لكأس العالم في قطر 2022 بدأ بالفعل وهو ما يعزز استعراض قطر لإنجازاتها في هذا الصدد باعتبار أنه سيكون المونديال الأكثر استدامة انطلاقاً من طبيعة عمليات بناء وتشييد الملاعب في قطر والآلية التي يتم بها تنفيذ الملاعب الجديدة، وخاصة أن كافة المهام مستمرة على قدم وساق في قطر استعداداً لاستضافة بطولة كأس العالم لعام 2022 التي بدأ العد التنازلي لها وانطلقت الاستعدادات المكثفة منذ أن فازت الدوحة بحقوق استضافتها، وستكون كأس العالم الأكثر استدامة حتى الآن، حيث تم بناء 90 ٪ من المدرجات في استاد الريان من مواد معاد تدويرها، وعلاوة على ذلك، تم استخدام 40 ٪ من المياه في تصنيع هذه المواد أكثر من المعتاد، كما ستستخدم الملاعب أيضا المصابيح الموفرة للطاقة، والتي تتطلب طاقة أقل بثلاثة أضعاف من الطاقة العادية، ستكون هناك حتى منصات، مثل حوامل رأس أبو عبود، التي سيتم تفكيكها بعد كأس العالم لتُمنح إلى دول أخرى تطلبها، وضمنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن جميع المرافق الرياضية في قطر ستصحبها مساحة 850 مترا مربعا من المساحات الخضراء لتحقيق هذه المعادلة المهمة؛ حيث تعد الاستدامة أحد المفاهيم الأساسية التي تؤكد على جميع المبادرات التي تقوم بها اللجنة العليا للمشاريع والإرث من أجل تحقيق هذه الغاية، كل هذا لا ينفصل عن الاستعدادات الهائلة في مترو الدوحة، ونظام السكك الحديدية ذي الثلاثة خطوط والذي سينقل المشجعين إلى أماكن كأس العالم، ويوفر خدمة سريعة وصديقة للبيئة، فتشكل غالبية البنية التحتية وشبكة النقل الجديدة التي ستستفيد منها بطولة كأس العالم 2022، جزءا من مبادرة طويلة الأجل تم إطلاقها قبل إعلان قطر كدولة مضيفة لكأس العالم لعام 2022 من خلال رؤيتها الوطنية للتنمية.

◄ مكافحة التطرف

وأكد دون روندهام الخبير السابق في الأمم المتحدة أن هناك دورا مهما للتمثيل الدبلوماسي الرسمي للفعاليات الدولية لمكافحة التطرف وأهمية الاتفاقات التي يتم توقيعها في هذا الصدد لتجديد الشراكة، أحدث مثال على ذلك مذكرة تفاهم مشتركة بين الدوحة والأمم المتحدة لافتتاح مكتب للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في قطر وهي خطوة تهدف إلى توفير إطار للتعاون لتعزيز دور البرلمانات في مكافحة الإرهاب والشروط المرتبطة بهذه الظاهرة، وتسهيل التعاون بين الجانبين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وهو ما يعزز أهميتها في التأكيد على دور قطر المتنامي في مكافحة الإرهاب واعتراف أممي بتلك الجهود القطرية الواضحة، وإحدى الإشارات الدولية على الشراكة القطرية الأممية المهمة، وبكل تأكيد تكثر الدلالات على أهمية تلك الخطوات الإيجابية على أنها دور معزز لقطر ويؤكد ارتباطها الوثيق مع الجهات الدولية الفاعلة والأمم المتحدة من جهة، وأهميتها الإقليمية المتزايدة من جهة أخرى.

◄ تعزيز الجهد الدولي

وتابع الخبير الأمريكي بشؤون الشرق الأوسط: إن هناك تقديرا دوليا لدور قطر في الملف الأفغاني، والثقة الأممية وثقة المجتمع الدولي في الجهود التي تبذلها دولة قطر تحت قيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بشأن الأزمة الإنسانية والسياسية في أفغانستان، مع تسليط الضوء على الدور الأساسي للجهود العالمية والمنظمات الأممية في دعم سبل احتواء النزاعات ومسارات الوساطة والتهدئة، انطلاقاً أيضاً من الأدوار المؤسسية التي يمكن أن تلعبها الأمم المتحدة في السياسات والقرارات وتخصيص الميزانيات بالمساعدات الإنسانية، وضمان تنفيذ التعهدات الدولية، وتأتي مشاركة قطر في الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة مهمة لمواصلة جهودها مع الأطراف الدولية الفاعلة وأيضاً مع أمريكا فيما يتعلق برؤية دولية لمكافحة التطرف، فشهدت السنوات القليلة الماضية تزايد الجهود القطرية - الأمريكية والأممية المشتركة لمكافحة الإرهاب والأعمال الإرهابية المتطرفة، حيث كان لقطر دور ملموس في التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي، وكانت اتفاقات التفاهم المشتركة التي تم على إثرها تدشين خطوة افتتاح مكتب للأمم المتحدة بمجلس الشورى لديها آفاق متعددة تنطلق من رؤية قطر أيضاً والتي لا تقتصر فقط لمكافحة الكيانات المتطرفة، ولكن بصياغة رؤية كاملة تنويرية وتثقيفية وتنموية ضد الجذور والبيئات الحاضنة للفكر المتطرف، وأكدت الخارجية الأمريكية والبنتاغون التقدير الكبير للجهد القطري الملموس لمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله ومكافحة كافة أشكال جرائم التطرف، والجهود القطرية الأممية كانت متواصلة أيضاً في المجالات ذات الصلة والخاصة بأوجه أخرى للعمل الإرهاب وشملت جرائم غسل الأموال ومواجهة أخطار الجرائم السيبرانية، كل هذا جاء في الوقت الذي نظمت فيه قطر العديد من الفعاليات لمجابهة الفكر المتطرف.

◄ التصدي لعمليات القرصنة

واختتم بروفيسور دون روندهام تصريحاته موضحاً أن قضية الأمن السيبراني تعد أيضاً من القضايا التي توليها قطر اهتماماً رئيسياً خاصة فيما يتعلق بالعمليات الرقمية المكثفة الخاصة بالاستعدادات القطرية الهائلة لكأس العالم 2022، ومن هذا التوجه شاركت قطر واستضافت العديد من الفعاليات الدولية المهمة ذات الأدوار التوعوية والإجرائية شملت مطالبات بفرض عقوبات أكثر تغليظاً سياسياً واقتصادياً على الدول التي تنخرط في نشاطات اختراق وهجمات سيبرانية أو مجموعات القرصنة بداخل حدودها، واستخدام كافة الأدوات الممكنة التي تملكها بوضع ضغط على الدول التي تنخرط في أعمال مماثلة، وضرورة أن تتبنى الأمم المتحدة قضية الأمن السيبراني بجدية كعادتها ودور قطر المتميز في الجهود المشتركة في هذا الصدد.

مساحة إعلانية