رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

473

تقلبات البورصة تدفع المستثمرين القطريين إلى سوق الذهب

22 فبراير 2015 , 01:20م
alsharq
بوابة الشرق- خاص

في كل الأزمان وتحت كل الظروف ، يظل المعدن الأصفر الملاذ الآمن والخيار الإستثماري المضمون للأموال والإدخار للمستقبل .

ويزداد لمعان المعدن الأصفر في الحروب والأزمات السياسية والإقتصادية ، حيث يزداد الطلب عليه وترتفع أسعاره الى مستويات كبيرة .

ثمة مشتغلون في تجارة الذهب بالأسواق القطرية يؤكدون أن المعدن الأصفر قادر على الثبات ومجابهة أصعب الأزمات والمخاطر التي غالبا ما تواجه المستثمرين في البورصات في جميع أنحاء العالم .

يقول هؤلاء : أسعار الذهب تجاوزت في الآونة الأخيرة ضعف ما كانت عليه منذ خمسة أعوام .

وتتراوح أسعار الذهب في السوق القطري حاليا ما بين 123 ريال للغرام عيار 21 ، و128 ريال للغرام عيار 22 ، و 140 ريال للغرام عيار 24 ، ولا تشمل هذه الأسعار أجرة الشغل أو المصنعية .

ولدى تجار الذهب القطريين مشغولات ذهبية متنوعة، ولكن أبرزها الكويتية والإماراتية والبحرينية والسعودية، وتختلف قيمة المصنعية بإختلاف بلد الإنتاج ونوعية شغل القطعة الذهبية .

وفي حين تبلغ أجرة مصنعية بعض القطع الإماراتية نحو 15 ريالات ، تصل أجرة مشغولات أخرى من القطع الكويتية والإيطالية الى 50 ريالا .

يقدر بائع في أحد متاجر الذهب في الدوحة نسبة إرتفاع الأسعار لجميع أنواع الذهب سواء الأصفر أو الأبيض خلال الآونة الأخيرة بنحو 20 في المائة .

يقول عمران خليل ( 45 عاما ) الذي يعمل في تجارة الذهب بأحد أسواق الدوحة منذ 15 عاما إن هناك علاقة طردية ما بين إنتعاش البورصة وإنتعاش سوق الذهب، وعلاقة عكسية ما بين إكتتابات الأسهم والحركة في السوق .

يضيف خليل قائلا إن فترات الإكتتابات للشركات الجديدة في البورصة لها تأثير مباشر علي عمليات البيع والشراء في سوق الذهب ، لافتا الى أن الجانب التجاري بشكل عام في الدولة يتأثر كثيراً خصوصا الأنشطة الإستهلاكية وتجارة الملابس والمجوهرات .

ويقول: في فترة الإكتتابات يقوم الناس بتجميع الأموال من أجل ضخها في تلك الإكتتابات الجديدة ، لكن ما حدث في الفترة الأخيرة كان على عكس المعتاد حيث أن وتيرة حركة البيع والشراء للذهب ازدادت بالرغم من إنخفاض أسعار الأسهم في بورصة الدوحة .

وبرر خليل مثل هذه التغيرات بقيام عدد كبير من المستثمرين في البورصة بتسييل أسهمهم والإتجاه الى شراء الذهب بعد أن أيقنوا أنه الملاذ الآمن من أي تقلبات تشهدها أسعار الأسهم ، وبسبب تخوفهم من تقلبات البورصة .

وقال خليل "سعى المستثمرون الى إستغلال فترة الإرتفاعات المستمرة لأسعار الذهب " .

وتابع قوله إن إنتعاش البورصة ينعكس إيجابا علي حركة البيع والشراء في سوق الذهب وتتراجع في حالة الإكتتابات خصوصا عندما تكون فتراتها متقاربة .

وتعد عمليات شراء الذهب من أهم العادات الشرائية لدى الخليجيين خصوصا حيث القوة الشرائية المرتفعة ، فتراهم يقبلون على شراء الذهب في مناسبات عديدة من أبرزها الأعراس ( حفلات الزواج ) والهدايا .

وحسب دراسة حديثة لمركز الخليج للأبحاث ومقره المنامة، فقد إستعد الأفراد في منطقة الخليج والذين يعتبرون المشتري الثاني للذهب على الصعيد العالمي بعد الهند ، للطفرة التي تشهدها أسعار الذهب ، لكن البنوك المركزية في المنطقة لم تظهر القدر ذاته من الإستعداد حتى الآن .

ولكن حجم المبيعات بحسب تاجر الذهب خالد الشاهين ( 55 عاما ) وإن كانت مستمرة طوال العام ، إلا أنها تتباين من فترة الى أخرى تبعا للظروف والأوضاع الإقتصادية والسياسية والإجتماعية في المنطقة .

ويعتقد الشاهين أن التطورات والإرتفاعات التي تشهدها أسعار الذهب في الوقت الراهن ترتبط بمختلف الأوضاع الدولية وسياسة عدم الإستقرار التي يشهدها العالم منذ بضعة أعوام .

وتوقع الشاهين أن يواصل سعر غرام الذهب إرتفاعه ليلامس حدود الـ 150 ريال قبل نهاية العام .

لذلك، لا يتردد الشاهين في تشجيع المستثمرين على تنويع أوعيتهم الإستثمارية ما بين الذهب والمنافذ الإستثمارات الأخرى ، وإن كان يعتبر الذهب من أبرز الأوجه الإستثمارية التي ستعود بالفائدة الكبيرة والأرباح المجدية على المستثمرين خصوصا في مثل هذه " الأوقات الذهبية " .

وبالرغم من أن أسعار الذهب الحالية تكاد تكون مرعبة لتجار الذهب القطريين الذين يتخوف بعضهم من حدوث أي طارئ قد يدفع الأسعار الى الإنزلاق، إلا أن أولئك التجار يقومون بشراء كميات كبيرة من الذهب لتلبية حاجة الطلب المتزايد في السوق المحلي القطري .

يقول الشاهين " تراودنا مخاوف في بعض الأحيان ، لكن تراجع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة يكاد يكون شبه مستحيل ، لأن كل المؤشرات تؤكد إستمرار إرتفاع الأسعار " .

وفيما إذا كان لعمليات المضاربة التي تشهدها أسواق الذهب العالمية دور في إرتفاع الأسعار ، يرى علي الفلاح ( 49 عاما ) وهو تاجر ذهب قطري إن تأثير مثل هذه المضاربات محدود جدا على سوق الذهب العالمي ، وإذا حدث هناك أي تأثير فإنه لا يتجاوز الخمسة في المائة مقارنة مع الأسباب الأخرى التي تقف وراء إرتفاع الأسعار .

ويضيف الفلاح إن معظم الأثرياء يلجأون الى شراء المعدن الأصفر من باب الأمان وكضمان إستراتيجي للثروة في حالة حدوث أي متغيرات على الساحة العالمية وليس من أجل المضاربة، وبالتالي فإن إرتفاع الأسعار راجع الى الإقبال الكبير على الشراء على مستوى العالم لا الى عمليات المضاربة .

وهناك أسباب أخرى لإرتفاع أسعار الذهب من وجهة نظر علي الفلاح، يقول إن تذبذب أسعار صرف اليورو والدولار في العالم كان له تأثير مباشر لإتجاه المستثمرين نحو الإستثمار في الذهب بدلا من المضاربة في أسعار العملات ، ما ساهم في إرتفاع أسعار المعدن الأصفر .

وبالإضافة الى الأسباب التي أوردها علي الفلاح ، فإن هناك مزيد من المبررات لإرتفاع أسعار الذهب بالنسبة الى خالد بن سالم ( 58 عاما ) والذي يملك أحد متاجر الذهب في السوق القطري .

يقول بن سالم إن إرتفاع الأسعار يعود في جزء كبير من أسبابه الى تراجع إنتاج الذهب في مناطق مشهورة بالإنتاج بكميات كبيرة حول العالم ، إضافة الى إرتفاع أسعار كافة السلع سواء الإستهلاكية أو الصناعية أو التجارية ، ما يؤثر بالتالي على مستويات أسعار الذهب .

ويعتقد بن سالم أن إستمرار إرتفاع أسعار السلع العالمية يرجح من توقعات إتجاه أسعار الذهب نحو مزيد من الإرتفاعات خلال الفترة المقبلة .

ويقول إن سوق الذهب القطري لم يعد كما كان في السابق ، فهو يتميز اليوم بحركة نشطة يدعمها الإزدياد المستمر لأعداد الوافدين الى البلاد للعمل .

مساحة إعلانية