رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

594

باحثون: الشرق الأوسط ضعيف.. و"داعش" يستنزف العرب

22 مارس 2016 , 10:41م
alsharq
أحمد البيومي

اختتم منتدى الجزيرة العاشر أعماله مساء اليوم بعقد الجلسة الثالثة والختامية، والتي حملت عنوان "إلى أين يتجه الشرق الأوسط في ظل أوضاعه الحالية" بمشاركة نخبة من الباحثين والسياسيين.

وناقشت الجلسة السياق الإقليمي المتحرك والمتسم بالفوضى، وغياب تصوُّر للمستقبل يخلِّص المنطقة وشعوبها من الاستبداد الداخلي والتبعية للخارج. كما تطرقت إلى الأجندات المتنافسة والمتصارعة على مستقبل الشرق الأوسط في أبعادها الوطنية والإقليمية والدولية وسط تقاطع أولويات القوى المتصارعة.

وأجمع الباحثون المشاركون على أن منطقة الشرق الأوسط تمر بحالة غير مسبوقة من الضعف لأسباب عديدة إقليمية ودولية، مؤكدين في هذا الصدد على أن تنظيم داعش يعمل على استنزاف العالم العربي.

وقال محمد المختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية بكلية قطر للدراسات الإسلامية إنه لا داعي للتشاؤم إذا وضعنا أوضاعنا في سياق التاريخ فلم تنتقل مجتمعات من الاستبداد إلى الحرية إلا بعد المرور بعملية تحلل ثم التركيب ولسنا بدعة بين الأمم التي تمر بمرحلة انتقال وآلام، مشيرا إلى أن التغيير مسألة وقت والحروب الدائرة سوف تعجل بحركة الانتقال. ولفت إلى عدد من النقاط حول الثورة العربية والدور التركي والصحوة الأوروبية والدور الإيراني والتنافس الأمريكي الروسي.

وأوضح الشنقيطي في مداخلته أن الثورات العربية على مفترق طرق إما تسير الشعوب إلى مصالحة مع الذات أو الإصلاح الوقائي والتلاقي بين الحكام والمحكومين، مبينا أن الصورة ليست قاتمة في ظل وجود نموذج مثل النموذج التونسي.

وتطرق في حديثه إلى تركيا حيث قال إنها نواة صلبة في هذه الأمة ودولة قوية تعيش تطورا ومسارا تاريخيا جديدا، لافتا إلى أن المساعي الحالية لإغلاق البوابة العربية بمد شريط كردي على الحدود التركية هي مساع مضرة لتركيا والعالم العربي. وفيما يتعلق بالصحوة الأوروبية أكد أن أوروبا يجب عليها إدراك المصير المشترك مع الربيع العربي باعتباره ظاهرة متوسطية وإدارك أن حرية وازدهار جنوب المتوسط هي جزء لا يتجزأ من حرية وازدهار الشمال.

وحول أهم اللاعبين الإقليميين والدوليين في الشرق الأوسط ومنهم بطبيعة الحال إيران وأمريكا وروسيا، قال الشنقيطي إن إيران تضخمت بالغرور الإمبراطوري والتوسع الأحمق وإن على أمريكا وروسيا إدراك أن الحريق حين يمتد فإنه يصيب الجميع، مشيرا إلى انحسار الثورة المضادة وبداية الإصلاح السياسي وتحول الظاهرة الجهادية من المحلية إلى الدولية، ملمحا إلى أن تنظيم داعش سيكون أشرس من القاعدة بحكم ما يملكه من جنسيات خاصة غربية.

وأضاف الشنقيطي أن التقارب العربي التركي سوف يتعمق وسيكون له دور إيجابي كبير ولابد من معالجة الذات ومسألة انشطار الذات بين سني وشيعي وعلماني وإسلامي لأن منطقتنا لم تنجح في إدارة الهويات المتعددة واختزلت الإنسان في بعد واحد.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية شفيق الغبرا، إن الراهن السوري يلخص مجمل الحال العربية المتأزمة التي نعيشها في كل بلد عربي، معتبرا أن سورية ليست الوحيدة المعرضة للتفكك والتقسيم، بل إن مسألة التفكك مستمرة، وكل بلد عربي لا يكاد يخرج من أزمة، إلا ودارت الدائرة على طرف آخر، ضمن حلقة متواصلة من التأزم، واصفا الإقليم العربي بأنه يعيش في محنة، والعرب محاصرون في الداخل لأسباب متعددة، منها غياب العدالة والحرية والديمقراطية والحقوق، ومحاصرون أيضا من الخارج بفعل صراعات تمزق الأمة، مثلما هو الشأن بالنسبة إلى الكيان الصهيوني.

وأضاف أن هذه الحالة تتفاوت في ظل غياب المشاريع التي تتفاعل مع قاع المجتمعات العربية، ما يبرز أن الحالة العربية متقاربة، وتكشف عن واحدة من أوجه الوحدة العربية في المد والجزر ملمحا إلى أنه كان بالإمكان تفادي حالة التطرف الراهنة لو أن الدول استحضرت في ساعات السلم قضايا التنمية بعيدا عن تغليب المعالجات الأمنية، التي تصد عن أي رؤية بعيدة المدى نحو تغيير شامل للأوضاع، لافتا إلى أن الحالة العربية تمر بظروف معقدة وآلاف الشباب العرب اليوم موجودون في صفوف تنظيم الدولة "داعش" ويقاتلون إلى جانبه، بفعل ممارسات الدولة ووأدها لأحلام أولئك الشباب.

وأوضح أن المواجهة مع تنظيم الدولة "داعش" تستنزف النظام العربي سواء في سورية أو العراق وغيرهما، وتفتح جميع الجبهات، نظرا لغياب البدائل، وهذا ما يخدم "داعش" ويجعله يصمد في معركته التي يخوضها هو أيضا على أكثر من صعيد، مشيرا إلى أن تغيير الخرائط ممكن لكنه محدود، سواء تعلق الأمر بالعراق أو اليمن، بحسب حالة كل دولة وواقعها، فالتقسيم ليس واقعا والخرائط القديمة ما تزال صامدة في بعض الدول، لكن المخيف في الأمر أنه لا نهاية قريبة للحروب الراهنة، ولكن لا شيء سيعود كما كان عليه من قبل، فالوعاء العربي قد انكسر، بسبب جموده وركاكته، ولن يفلح أحد في إعادة بنائه دون شراكة وبناء المؤسسات التي تقطع مع ممارسات الماضي. ولفت الغبرا إلى أن ما حدث في السنوات السابقة، كان صراع مشاريع، واليوم الكرة في ميدان العرب من أجل بلورة مشروع جاد للوصول إلى أفئدة الشباب الحالمة بالتغيير، مشروع يمتلك تحقيق الزخم الذي لن تستطيع "داعش" أو غيرها استنزافه.

بدوره قال وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق، إنه لا يؤمن بفكرة نهاية التاريخ في السياسة، وهي الفكرة التي روج لها مفكرون على مدى عقدين من الزمن، كما أنه لا يؤمن بنهاية التاريخ. وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن يلوم خمس سنوات من عمر الربيع العربي وما جاءت به، معتبرا إياه تطورا طبيعيا حتميا متصلا غير منفصل، لا يمكن الانحناء له، أو الانفكاك منه.

وتابع بقوله: "نحن نعيش دورة تاريخية حضارية لم تبدأ في عام 2011، ولا في عام 1948 إثر احتلال فلسطين، ولا بعد اتفاقية "سايكس بيكو"، بل نحن ندور في صراع معين له حيثياته السياسية والاقتصادية والثقافية، فـ"سايكس بيكو" كانت معلما أساسيا في هذه الدورة، والحروب القومية العربية والاستقلال العربي والإسلام السياسي كانت أيضا معالم هذه الدورة، ومحطات لا يمكن تغافلها لأنها حدثت. ونبه إلى أهمية التصالح مع الماضي، لكن ليس بالضرورة تمجيده، لأننا نسير في مسار جديد، نختلف في اسمه، لكنه ليس بداية التاريخ ولا نهايته.

ونوه خنفر الى أننا وصلنا اليوم إلى محطة بات الشارع هو محورها، وهي محطة تبرز أن الانسان لم يعد كما كان في السابق، لأن هناك فكرا ورؤى جديدة تتشكل وشعورا غامرا لدى الفرد بأنه يمتلك السلطة، وكل واحد يحس أنه قادر على أن يعبر عن رأيه، في ظل تراجع الأشكال الهرمية في التعبير التي سيطرت على فكرنا السياسي والاجتماعي سابقا، وهذا يبرز أن التواصل الأفقي يمكن أن يؤتي أكله أكثر من الهياكل الهرمية، فالقديم ينهار ولابد من جديد يخلفه، ولا يجب أن نتمسك به ونبكي على أطلاله.

وقال: "يجوز تذكر الماضي لكنه ليس نموذجا يجب استعادته والتاريخ يسري إلى الأمام، وعلى المفكرين والمثقفين التنبه لهذا الأمر، فالماضي يمكن أن يكون جميلا لكن هذا لا يبرر العمل على استعادته، فالقديم يجب أن يخرج من المعادلة ويحل محله الجديد"، مشيرا إلى أنه يجب علينا السير إلى المستقبل، ونخفف من آلام الانتقال، وهذا مسار طبيعي، حتى لا نفقد توازننا نحو المستقبل.

وبشأن الأوضاع الحالية وما تعانيه المنطقة العربية من اضطراب، قال خنفر إن ما يحدث اليوم حالة طبيعية، والشرق الأوسط يعيش حراكا، لكنه لا يؤدي دوره الاستراتيجي، لأنه ضعيف، وجيناته ليست قادرة على تخيل المستقبل فكريا وثقافيا واجتماعيا، جينات ليس لديها خيال للمستقبل.

ونبه خنفر إلى أنه لا يمكننا أن نتغير سياسيا ما لم نتغير فكريا، والقادم لم يكن بإيديولوجيا الماضي وصرامته، منوها بأنه سئل من قبل عن رأيه في الإصلاح، الذي اختار أن يطلق عليه اصطلاحا آخر هو "الهجرة"، أي — بحسب قوله — الهجرة بأدوات جديدة وفكر جديد، كلنا جميعا إسلاميون وقوميون ويساريون، ومصلحتنا تكمن في إرساء قيم مشتركة رحيبة وواسعة عنوانها "الانتماء إلى اللحظة والمستقبل".

وحول ما تعنيه الدعوة للتصالح مع الماضي من إهدار للحقوق، قال وضاح خنفر إن التصالح مع الماضي يعني أن نضعه في مكانه، لأنه لا يمكن استعادته، ولا يمكن أن نبقى أسرى له، ومسار التاريخ عادة لا يبقى منغمسا في لحظة الدم، ضاربا الأمثلة التاريخية التي تمكنت من الاتفاق على أهمية التعايش والوصول إلى عقد اجتماعي جديد يضم الجميع.

وألمح إلى أن من أروع الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية رغم بشاعتها وحجم الدمار الذي أحدثته، أنه عقب الحرب بعام واحد تم إعلان خطة "مارشال" وهدفها الاستراتيجي إنشاء منظومة أوروبية موحدة في الوقت الذي كانت فيه عواصم أوروبية مدمرة بصورة شبه كاملة. وأكد أننا سوف نصل إلى قناعة أنه مهما تصارعنا فإننا لابد أن نتعايش معا في إطار نظام عملي ليس طائفيا أو إيديولوجيا أو قوميا.

من جهة أخرى، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان: إن المنطقة العربية تعيش مرحلة اضطراب، لا يمكن معها وضع أي تصور للمستقبل، لأن مجريات الأحداث تمر بمعوقات عدة، منها استحالة بقاء الكيانات الوطنية، كما كانت، واستحالة بقاء المجتمعات على حالها، واستحالة الحفاظ على الأمن الداخلي وحالة الاستقرار.

وأضاف: إننا أمام هذا الوضع الراهن عربيا، تطرح أسئلة حول التدخل الخارجي، وكيفية معالجة الانقسامات الداخلية، وأي ترتيبات أمنية أو عسكرية ممكنة، لم يعد المجتمع الدولي أصلا متحمسا لها، بسبب تداخلها مع قضايا الإرهاب، وكل هذا يجعلنا نشعر بمخاطر التقسيم والتفكيك لدولنا أكثر من أي وقت. أما إقليميا، فنرى أن تركيا تواجه تحديات مقابل حفظ مصالحها، في وقت تفرض فيه إيران إرادتها، أما داخليا، فالجهد العربي سواء في اليمن او سورية أظهر عجزا بينا.

وقال بدرخان: إن المجتمع الدولي لم يجد طرقا لحل الأزمات المتفجرة في المنطقة، بل تركها تطول بعيدا عن بذل جهود نحو تحقيق التوافق، وفسح المجال للتطرف كما نرى في سورية وليبيا والعراق، وهذه الدول أبلغ مثال على تشخيص الراهن العربي.

ونبه بدرخان أن العالم يتذرع بالإرهاب والتصدي لتنظيم الدولة "داعش" من أجل التدخل في الدول العربية بكل يسر، وبالتالي ومن هذا المنطق تستحق أطروحات التقسيم التأمل فيها، مشددا على أن بعض الدول العربية فقدت سلطة القرار داخلها، وما يجري بين الروس والأمريكان من تفاهمات حول مستقبل سورية لا يعتقد أنها ستكون في صالح الشعب السوري، والأمر نفسه في ليبيا حيث فرضت حكومة على الشعب الليبي، أما في العراق، فبين التواطؤ الإيراني — الأمريكي، وسيظهر هذا جليا في معركة الموصل المنتظرة أمام العالم أجمع.

ولفت بدرخان إلى أن التدخل العربي في اليمن أوقف هيمنة إيران على قرار الشعب اليمني، لكن شبه التقسيم قد يكون محورا للتباحث بعد أن تضع الحرب أوزارها، وفي لبنان الذي تتجاذبه قوى دولية وإقليمية، لن يسلم من تداعيات ما يلحق بالجسم العربي. وأعاد التذكير بالقضية العربية الأولى، وهي القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذه القضية لم تحقق من خلالها الدول العربية مصالحها سواء في حالتي السلم أو الحرب، فالظروف التي يمر بها الوطن العربي والمنطقة يظهر أنها ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية.

اقرأ المزيد

alsharq سوريا تدين توغل قوات الاحتلال في بيت جن بريف دمشق وتحمل إسرائيل مسؤولية التصعيد

أدانت سوريا بأشد العبارات الاعتداء الذي نفذته دورية تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال توغل آلياتها داخل أراضي... اقرأ المزيد

72

| 28 نوفمبر 2025

alsharq الرئيس الأمريكي يعلن وقف الهجرة بشكل دائم من كل دول "العالم الثالث"

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إدارته ستعمل على وقف الهجرة بشكل دائم من جميع دول العالم الثالث... اقرأ المزيد

642

| 28 نوفمبر 2025

alsharq الرئيس السوري: حققنا إنجازات ملموسة على مختلف الأصعدة

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، أن سوريا قطعت خلال العام الماضي، خطوات مهمة وحققت إنجازات ملموسة على مختلف... اقرأ المزيد

96

| 28 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية