رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

600

 مشاريع الأفلام المشاركة في "قمرة السينمائي" بمضامين شخصية ومعالجات سياسية

22 مارس 2022 , 05:17م
alsharq
شعار قمرة السينمائية
الدوحة - قنا:

تهدف مشاريع الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة من العالم العربي التي تشارك في ملتقى "قمرة السينمائي 2022" إلى بناء الجسور والتواصل مع الجمهور العالمي من خلال طرحها لمواضيع جريئة تعالج آلام الصراعات الأهلية والسياسية، وتطرح قصصا شخصية واقعية.

وخلال لقاء إعلامي عبر الإنترنت لصناع الأفلام خلال الملتقى، شارك هؤلاء السينمائيون تجاربهم المهنية، مشيدين بالدعم الكبير الذي تلقوه من مؤسسة الدوحة للأفلام لمساعدتهم على صقل أعمالهم وقدراتهم السينمائية لتقديم قصصهم إلى العالم بإقناع وثقة.

وفي هذا الصدد، ساق صانع الأفلام كريم بن صلاح، مخرج فيلم /الضوء الأسود/ (الجزائر، فرنسا، قطر) والذي يعيش حاليا في فرنسا، حيثيات وتفاصيل هذا الفيلم الذي يحمل قصص وطنه الأم، مشيرا إلى أنه يستخدم السينما كوسيلة للتعبير عن القضايا الشخصية والسياسية.

وأضاف "في الأفلام أحاول أن أخلق هويتي الخاصة وأعرض مشاعري الداخلية وأخرجها إلى العالم، وأن أفتح فضاءات من الثقافات المختلطة التي أراها، وأبني جسور تفاهم مع الناس في مختلف أرجاء العالم"، لافتا إلى فيلمه الذي يروي قصة سفيان، الطالب الجزائري الذي يعيش في فرنسا ويقع ضحية قرار إداري وتصبح إقامته غير شرعية، وفي محاولة لتصحيح وضعه، يجد عملا في دار جنائز إسلامية فيعيش تجربة غيرت حياته.

ويقول كريم عن ذلك: "إن الرحلة الشخصية في الفيلم تحددها عناصر الروحانية وعلاقتها مع الموت، ومن خلال ذلك كله أحاول أن أعرض عالمية المعاناة البشرية".

بدورها، بسطت السيدة كريمة سعيدي، مخرجة فيلم /أولئك الذين يراقبون/ (بلجيكا، فرنسا، قطر) الذي استلهمته من جدتها وهي من الجيل الأول من المهاجرين المغاربة إلى بلجيكا، قائلة "إنها قصة أجدادنا الذين عاشوا في هذا البلد وكيف تغيرت المفاهيم وتطورت على مدار الأجيال الثلاثة السابقة.. ومن خلال تقديم قصتي في مدفن متعدد الأديان، أقدم جانبا آخر للهجرة، عن الذين ماتوا بعيدا عن وطنهم الأم، وعن أحبائهم الذين أقاموا علاقات جديدة معهم".

وفي جوابها على سؤال لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن مغزى ورسالة الفيلم، قالت كريمة سعيدي: "لدينا في بروكسيل مكان فريد واستثنائي يتيح إمكانية أن ندفن فيه أمواتنا إلى جانب موتى من ديانات أخرى"، مشيرة إلى أن المهاجر الذي كان مجرد شخص عابر، أصبح الآن مواطنا ومقيما دائما، وبذلك وقع تغير في نمط التفكير، وأصبحت له قصة داخل هذه الأرض، لافتة في الآن ذاته، إلى أن وجهة نظرها وتركيزها وهدفها تمحور حول هذه العلاقة بين الموتى والأحياء للإخبار بقصة جديدة عن الهجرة.

أما المخرج علي الفتلاوي، صاحب فيلم /البصير سائق العربة الأعمى/ (سويسرا، العراق، قطر)، فإن فيلمه ذو صبغة سياسية تدور حول رجل أعمى يجوب في طرق جنوب العراق ويلتقي بامرأة غامضة، موضحا أن فيلمه مستوحى من تجربة حياته الشخصية، لاسيما أن اثنتين من عماته كانتا كفيفتان، وعاش الحروب في العراق في طفولته في ثمانينيات القرن الماضي، وعندما ترك العراق وانتقل إلى زيورخ، دفعته الحرب الأهلية في عام 2007 إلى الغضب الشديد، وأراد حينها أن يكون جميع العراقيين مثل عمتيه حتى لا يطلقوا النار على بعضهم البعض، وشكل هذا المعطى نقطة البداية لعمله السينمائي.

كما قدمت المخرجة فاطمة الرياحي نبذة عن فيلمها الوثائقي الطويل من إنتاج (تونس، قطر)، مشيرة إلى أنه يدور حول قصة شخصية، حيث يتتبع الفيلم بحث المخرجة عن قصة والدها الذي بدأ بعد 15 عاما من وفاته، متحدثة عن مشروع فيلمها قائلة: "الأمر صعب للغاية، ليس من السهل أن تضع حياتك الشخصية في سبيل الحقيقة.. لكني اعتقدت بأنه من المهم أن أسرد قصتي، بحيث تعكس الجوانب النفسية للتجارب السياسية في تونس".

إلى ذلك، يروي المخرج أنس خلف، المقيم في قطر، وصاحب مشروع "المصور" (سوريا، قطر، ألمانيا)، قصة مصور فوتوغرافي عمل في منصب فريد داخل الحكومة السورية خلال الثورة في عام 2011، ويقرر أن ينشق ويهرب معه الدليل الذي برأيه يمكن أن يدين نظام بشار الأسد.

وقال أنس إنه بنى قصته مرتكزا على تجارب شخصية خصوصا بعد مشاهدته للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة حول الذي يجري على الأرض، قائلا "بسبب اللوبيات والدعايات الكاذبة، الكثير من الناس من العالم العربي يواصلون الدفاع عن النظام.. رسالتي هنا مشابهة للفيلم الذي صنعته من قبل /المترجم/، وهي إبلاغ الجمهور حول العالم عن الذي يجري حقيقة في سوريا".

وتجسد المخرجة أسماء جمال موضوعا ملهما في مشروع فيلمها /حلمي أطير/ (مصر، قطر)، الذي يدور حول مجموعة من الشباب من الأحياء الشعبية المزدحمة في القاهرة، ويهربون من واقعهم اليومي الصعب على الدراجات النارية حيث يجوبون الشوارع في الليل، وقالت "لقد نشأت في العشوائيات في القاهرة، وكنت مهتمة بحياة الشباب الذين لديهم شغف بالدراجات النارية.. القاهرة مكونة من مجمعات سكنية وطرقات سريعة، وخلف ذلك، تدخل إلى عالم العشوائيات والأحياء الشعبية.. ويظهر فيلمي كيف يبتكر هؤلاء الشباب في العشوائيات حياة موازية لواقعهم ويحققون أحلامهم وشغفهم.. وأحاول أن أربط بين العالمين لهؤلاء الناس الذين يطيرون بأحلامهم بأشياء بسيطة، منها هذا النوع من وسائل النقل على سبيل المثال".

وشدد صناع الأفلام على أهمية مبادرات مؤسسة الدوحة للأفلام وخصوصا /قمرة/ في القيام بدور رئيسي في بناء جسر بين الثقافات من خلال السينما، وتوفير مساحة أفضل لأفلامهم لمشاهدتها من الجمهور في العالم العربي.

مساحة إعلانية