رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

531

الهلال الأحمر يطبق معايير المدرسة الآمنة بولاية "تخار" الأفغانية

22 نوفمبر 2015 , 05:11م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

مع الساعات الأولى لحادثة الزلزال المروعة التي ضربت عدة ولايات في افغانستان يوم 26 أكتوبر 2015 بقوة 7،5 ريختر والذي خلف الكثير من الأضرار والإصابات والوفيات التي تجاوزت 115 حالة وفاة، إلا أن الحادثة الأكثر تأثيراً والتي تركت وقعاً محزناً لدى المجتمع الأفغاني المتضرر تلك الفاجعة المؤلمة التي حلت بطالبات وإدارة مدرسة السيدة هاجر للطالبات (ابتدائي ومتوسط وثانوي)، حيث فقدت المدرسة 13 طالبة من طالباتها في المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى إصابة 32 طالبة أخرى. يُذكر أن مدرسة السيدة هاجر تقع في مديرية تالكان بولاية تخار (إحدى الولايات الشرقية).

لم يكن وقع الحادثة محزناً ومؤلماً على ذوي الضحايا وإدارة المدرسة والطالبات فقط؛ ولكن فريق الهلال الأحمر القطري الذي استجاب لكارثة الزلزال فيما بعد كان قد تأثر بهذه الحادثة أثناء متابعته للخبر والحدث من مقر غرفة عمليات الطوارئ بمقر الهلال الأحمر القطري ذلك بسبب اعتقادهم أن عدد الوفيات بين صفوف الطالبات كان نتيجة انهيار بعض المباني بالمدرسة ولكن الذي اتضح لاحقاً أن الوفيات وقعت نتيجة التدافع بين الطالبات اللاتي هرعن للخروج من المدرسة أثناء وقوع الكارثة ولأن الممرات ضيقة ولأن المدرسة ليس بها سوى مخرج واحد فقط هو عبارة عن باب حديدي يفتح للداخل ولأن المدرسة كان بها في هذه اللحظة أكثر من 2037 طالبة (هن عدد الطالبات المسجلات بالمرحلة الابتدائية واللاتي يدرسن بالمدرسة خلال الفترة الأولى من الساعة 7 — 11:30 صباحاً) فإن هذه كلها عوامل ساهمت في وقوع هذه الكارثة،

حيث إن المدرسة غير مجهزة بضوابط السلامة التي تساعد في عدم وقوع ضحايا. ولذلك كان من ضمن مشاهدات فريق التقييم الميداني للهلال الذي زار المدرسة أنه لاحظ أن الباب المخصص كمدخل ومخرج للمدرسة كان قد تضرر بسبب التدافع وهو ما يعطي انطباعاً بأن عدد الطالبات المتجهات نحو الباب بنفس اللحظة كان كبيراً مما أوجد بعض الأضرار التي ظهرت على الباب نتيجة ذلك.

"كنجباي" أسهم في تقليل الخسائر

على الرغم من حجم الضرر والاصابات التي لحقت بالطالبات فانه لولا العناية الإلهية وفدائية حارس المدرس السيد "كنجباي" لربما كانت الخسائر أكبر وأكثر.. فعندما لاحظ "كنجباي" هرولة الطالبات وتدافعهن وملاحظته ان الطالبات أخذن يتساقطن نتيجة ذلك قام باستغلال وجود نافذة بالقرب من مخرج المدرسة فقام بتحطيمها سعياً منه لايجاد مخرج آخر يسهم في إنقاذ أكبر عدد من الطالبات العالقات مما كان له دور كبير فى تقليل الخسائر بالأرواح والإصابات.

زيارة فريق الهلال للمدرسة

توجه فريق التقييم الميداني للهلال الأحمر القطري للمدرسة يوم الأربعاء 11 نوفمبر 2015 لتفقدها والوقوف على الأسباب التى أدت لوفاة الطالبات، فقد قام الفريق بعمل جولة داخل المدرسة بمرافقة السيد عبد الحي الإبراهيمي مدير المدرسة والذى أطلع الفريق على تفاصيل وملابسات الحادث، ولقد بين فريق التقييم في تقريره أن المعاينات الأولية أظهرت عدم توافق المباني مع معايير الأمن والسلامة الأساسية حيث لا تتوافر على مخارج للطوارئ والممرات ضيقة، بالإضافة إلى استعمال أبواب حديدية ضيقة لا تسمح إلا بخروج طالب واحد فى الأحوال الطبيعية، بالإضافة لعدم وجود ساحة مناسبة لعملية الإخلاء، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الوفيات والإصابات نتيجة تدافع الطلاب خوفا أثناء الزلزال، فى حين أن مباني المدرسة لم تتأثر من الزلزال. كما انه لا توجد بالمدرسة مساحات للترفيه والتسلية (ملاعب) حتى يتم استغلالها كنقطة تجمع، ليست هناك طفايات حريق في المدرسة، ليس هناك وجود لاي جهاز إنذار، وجود مواد صلبة قد تسبب ضررا للطالبات (طاولات وادراج حديدة مبعثرة)، سلالم غير مؤمنة ذات حواف حديدية، دعامات صدئة ومتآكلة، نوافذ زجاجية ذات إطار حديدي وخشبي سهلة الكسر، عدد الطاولات غير كاف مقارنة بعدد الطالبات، كما أن طاولات ومقاعد الدراسة بعضها ملتصق ببعض، حيث يصعب تحريكها من قبل الطالبات، كما ان هناك بعض الفصول الدراسية الخارجية مصممة من دعامات حديدة وشينكو، تفتقر المدرسة لصناديق الإسعاف الأولي.

ولقد أجرى الفريق كذلك عدة لقاءات مع بعض الطالبات الناجيات من الحادث واللاتي اتضحت عليهن ملامح الذعر والخوف من أن يتكرر المشهد ذاته مستقبلاً حيث وصفن كيف كانت تجربتهن مؤلمة ومأساوية، وهو ما ترك أثرا نفسيا بالغ التعقيد فى نفوس الفتيات حيث لايزلن يخشين تلقى الدروس فى الأدوار العلوية للمدرسة، حيث تتم الدراسة حاليا فقط فى الدور الأرضي للمدرسة. ومن جانبهم أبدى عدد من أولياء أمور الطالبات المتوفيات تأثراً وحزناً شديداً لفراق أحبتهم ووصفوا كيف كانت مشاعرهم وصدمتهم حين تلقوا خبر الفاجعة.

وقدم قام فريق الهلال الأحمر القطري فى ختام الزيارة بتقديم وشرح الإرشادات الخاصة بإجراءات السلامة أثناء حدوث الزلزال للطلابات والمعلمين بالمدرسة وذلك بالتعاون مع فريق الهلال الأحمر الأفغاني لتقديمها وترجمتها للغة التي يتحدث بها أهل المنطقة وهو ما لاقى استحسانا وتقديرا كبيرين من الطالبات وإدارة المدرسة، كما حرص فريق الهلال على تدريب متطوعين محليين لتنفيذ برنامج المدرسة الآمنة على مستوى الولاية لتجنب حوادث مشابهة لاحقا لا قدر الله خصوصا وان المناطق الشمالية معرضة بشكل دائم للكوارث الطبيعية، وحالياً يعكف فريق المدرسة الآمنة بالهلال الأحمر القطري على ترجمة كتيبات المدرسة الآمنة والمتأهب الصغير للغة الفارسية لكي يتمكن طلاب وطالبات المدارس الأفغانية من الاستفادة منها.

تطبيق برنامج المدرسة الآمنة في المدارس الأفغانية

وفي هذا الإطار علق السيد علي ياسر طهوري، مدير الحد من المخاطر المجتمعية بالهلال الأحمر الأفغاني على اهمية تنفيذ برنامج المدرسة الآمنة في منطقتهم بقوله:" نعتقد أن البرنامج مهم للغاية خاصة أن طلاب المدارس ليست لديهم أي معرفة بالكوارث والطرق الممكنة للتعامل معها. كما أن المناهج الدراسية التي يدرسونها لا تتضمن مادة تتناول الكوارث، كما لا تتاح للطلاب إمكانات الاتصال بالإنترنت أو غيره من الوسائل للتعرف على الكوارث في المناطق الأخرى، كما أن برنامج المدرسة الآمنة يعد في أفغانستان توجها جديدا في ظل الحاجة إلى تنفيذه.

الجدير بالذكر أن تعداد سكان ولاية تخار (المنطقة الشمالية) وهي الولاية التي تضم مدرسة السيدة هاجر يبلغ 933،700 نسمة، وتتألف من 17 مديرية، ولقد شهدت الولاية وفاة 17 شخصا وإصابة حوالى 49 آخرين فيما تأثرت حوالي 937 أسرة من جراء الزلزال، بالإضافة إلى انهيار 235 منزلا بشكل كامل بينما تضرر 702 منزل بشكل جزئي.

مساحة إعلانية